عناصر الخطبة
1/تعاون ملل الكفر على الكيد للإسلام 2/تحالف اليهود ومشركي مكة ضد المسلمين 3/مواقف مخزية لكعب بن الأشرف من الإسلام ونبيه -صلى الله عليه وسلم- 4/قصة مقتل كعب بن الأشرف على يد محمد بن سلمة وأصحابه 5/استقبال النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابة الذين قتلوا كعب بن الأشرف 6/بعض العظات والعبر المستفادة من مقتل كعب بن الأشرفاهداف الخطبة
اقتباس
لقد كانت حادثة قتل كعب بن الأشرف بداية سلسلة المواجهة مع اليهود بالمدينة، وكانت غزوة بدر هي التي أخرجت كوامن نفوسهم، يزعجهم جداً أن يروا التمكين للإسلام وأهله، وللإيمان ودعاته، فغلت قلوبهم بالحقد، فكانت بداية تناثر الخرز المهين من عِقد الحقد اليهودي على المسلمين، وكانت أول خرزة تغادر هذا العقد بغير رجعة، هي خرزة...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله ...
أما بعد:
هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، وبدأ في وضع قواعد الدولة الجديدة، وكان أهل المدينة عندما قدم عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- على ثلاثة أقسام: المسلمون من الأنصار، والمنافقون، واليهود، وكان المنافقون واليهود، لا يعنيهم شأن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يلقون له بالاً، ويظنون أنه عما قريب سيُقتل ويهزم وينتهي أمره، مضى الشهر الأول، ثم الثاني، ثم الخامس ثم العاشر، ثم انتهت السنة الأولى، ودخلت السنة الثانية، وحدث ما لم يكن في الحسبان، حدث ما لم يتوقعه المنافقون واليهود، التقى المسلمون مع كفار قريش من غير ميعاد، فكان يوم الفرقان، غزوة بدر، وانتصر النبي -صلى الله عليه وسلم- على من آذوه وأخرجوه، فتبعثرت أوراق اليهود والمنافقين في المدينة، وحصلت ربكة غير طبيعية، وبدأت الجلسات السرية، والمباحثات حول هذا الحدث، وشعروا منذ تلك اللحظة، بخطورة هذا الكيان الجديد، وبدأت العداوة العملية للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللمسلمين في المدينة، بدأ معسكر الكفر، وقد اجتمعت أجنحة المكر الثلاثة: اليهود، والمنافقون، ومشركو مكة، وأظهروا عداوتهم الشديدة بعد غزوة بدر، قال الله -تعالى-: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ)[المائدة: 82].
وانبرى شعراء اليهود في هجاء المسلمين، والوقيعة في أعراضهم، وهو ما نسميه اليوم: الحرب الإعلامية على الدعوة، ولم يسلم حتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان على رأس هؤلاء اليهود، رجل يسمى: "كعب بن الأشرف" هذا اليهودي لما بلغه خبر غزوة بدر، وعلم بهزيمة المشركين، قال: والله لئن كان محمدٌ أصاب القوم، لبطن الأرض خير من ظهرها، فلما تيقن عدو الله الخبر، خرج إلى مكة بنفسه ليواسيهم في مُصابهم، فنزل على المطلب بن أبي وداعة السهمي، وكانت زوج المطلب السهمي هي عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية، فأنزلته وأكرمته، فجلس عندهم يقول الأشعار، وينوح على قتلى المشركين ببدر، ومن ذلك قوله:
طحنت رحى بدر لمهْلكِ أهله *** ولمثل بدر تستهل وتدمع
وأنشد الكثير من شعره يحمس أهل الكفر ويؤلبهم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبلغ ذلك شاعر الإسلام حسان بن ثابت -رضي الله عنه-، فانبرى له حسان فهجاه، وهجى المطلب وزوجته عاتكة، فلما سمعت عاتكة بأبيات حسان، طردت كعب من بيتها.
وكان ممن رافق كعب إلى مكة شيطان خيبر حيي بن أخطب، فقال أهل مكة لحيي وكعب: أنتم أهل الكتاب، وأهل العلم فأخبرونا عنا وعن محمد، فقالوا: ما أنتم وما محمد؟ فقالوا: نحن نصل الأرحام، وننحر الإبل، ونسقي الماء على اللبن، ونفك الأسير، ونسقي الحجيج، أما محمد فصنبور، قطع أرحامنا واتّبعه سرّاق الحجيج، فنحن خير أم هو؟ فقالا: أنتم خير وأهدى سبيلا، فأنزل الله -تعالى- قوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا)[النساء: 51-52].
وقد بذل كعب بن الأشرف قصارى جهده في تحميس المشركين لقتال المسلمين مرة أخرى، حتى إنه كان يحالفهم عند أستار الكعبة [الفتح(7/337)].
ورجع بعد ذلك إلى المدينة، وأخذ يقول الشعر يتغزل بنساء المسلمين، وأمعن هذا اليهودي الخبيث وكل اليهود خبثاء في هجاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما فاض الكيل، وطغى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من لكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله" فقام محمد بن مسلمة من بين الصحابة، فقال: يا رسول الله: أتحب أن أقتله؟ قال: "نعم".
وإنما أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك لأمرين:
أولاهما: لأنه قد آذى الله ورسوله، وكل من يؤذي الله ورسوله، فالمصطفى -صلى الله عليه وسلم- يحب قتله.
الثاني: لأن كعب خالُ محمد بن مسلمة.
وكعب بن الأشرف عربي النسب من قبيلة طيء قبيلة مشهورة، لكن أباه تزوج بيهودية في المدينة، فأنجبت له كعباً، ونشأ في حجر اليهود، ظاهره عربي أصيل، لكن قلبه يركع تحت عرش اليهود، رجع محمد بن مسلمة، ومكث ثلاثة أيام لا يأكل ولا يشرب، ويفكر في كيفية إراحة المجتمع من هذا العنصر السيء المخرب المفسد، رجع محمد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يستشيره في الأمر، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- "لا تعجل حتى تشاور سعد بن معاذ" وكان سعد منظراً ذكياً، فقال سعد لمحمد: اذهب إليه، واشتكي إليه الحاجة، وسله أن يسلفكم طعاماً، ثم قال محمد بن مسلمة: يا رسول الله فأذن لي أن أقول فيك شيئاً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "قل ما بدا لك، فأنت في حل من ذلك" تأمل هذه النفسية العالية من محمد بن مسلمة، يجد الحرج من أن ينال من الإسلام وأهله، وهو في حالة حرب وفي موطن خداع، وقد أباحت له الشريعة ذلك، أفلا يتقى الله أولئك الذين صار دينهم هو الطعن في الناس، واتهام الآخرين، واتهام النيات، والنيل من أهل الإسلام ودعاته، ويدّعون التقرب إلى الله بهذا الصنيع؟
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
انطلق محمد بن مسلمة وذهب معه أبو نائلة، وهو أخو كعب بن الأشرف من الرضاع، فأتى ابن مسلمة إلى كعب في حصنه، فقال له: إن هذا الرجل -يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد سألنا صدقةً، ونحن لا نجد ما نأكل، وإنه قد أتعبنا وشق علينا، وإني قد أتيتك أستسلفك، ثم تكلم أبو نائلة، فقال: لقد كان قدوم هذا الرجل علينا بلاءً، عادتنا العرب ورمتنا عن قوس واحدة، وقطعت عنا السبيل حتى ضاع العيال، وجهدت الأنفس، فقال كعب: لم تروا شيئاً كثيراً بعد، وهذا قليل من اتباع هذا الرجل.
فلما رأى ابن مسلمة أن الحيلة قد انطلت على كعب، قال: إنا قد اتبعناه، ولا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين، فقال كعب: وأين طعامكم؟ قالا: أنفقناه على هذا الرجل وعلى أصحابه، فقال كعب: أسلفكم ولكن ارهنوني، قالوا: وأي شيء تريد؟ قال: ارهنوني نساءكم، قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب، تُعجب بك النساء، فانتشى لسماع هذا الكلام، وأعجبه هذا المديح.
فقال: فارهنوني أبناءكم؟ قالوا: كيف نرهنك أبناءنا؟ وفي هذا عار علينا، وستتكلم العرب، لكن نرهنك سلاحنا مع علمك بحاجتنا إليه، قالط: "نعم" وهذه الحيلة أيضاً انطلت عليه.
فقال أبو نائلة: إن معي أصحاباً لي على مثل رأيي، إن أردت آتيك بهم.
أراد أبو نائلة ألا ينكر كعب السلاح إذا جاءوا بها.
تم الاتفاق بين الطرفين على أن يأتوه بالسلاح ليأخذوا منه الطعام، رجعا إلى المدينة -رضي الله عنهما-، وأخبرا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بما جرى، ثم أخذوا ما أرادوا من السلاح والرجال، فلما أرادوا الرجوع إلى كعب قام معهم النبي، ومشى معهم إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم، فقال: "انطلقوا على اسم الله" ثم دعا لهم: "اللهم أعنهم".
رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بيته، وكانت ليلة مُقمرة، فانطلقوا حتى أتوا حصنه، وكان معهم عباد بن بشر والحارث بن أوس، وأبو عبس بن جبر -رضي الله عن الجميع- فرقة لمكافحة وإبادة العناصر الشريرة في البلد، فهتف أبو نائلة وصاح من تحت الحصن: يا أبا سعيد؟ كنية كعب بن الأشرف، فقال: سامعاً دعوت، وكان كعب حديث عهد بعرس فوثب لما سمع النداء من تحت ملحفته، فدعاهم إلى الحصن، ونزل إليهم، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ فقال: إنما هو محمد بن مسلمة، وأخي أبو نائلة، فقالت له: أنت امرؤ مُحارب، وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة، فقال كعب: إنه أبو نائلة، لو وجدني نائماً ما أيقظني، فقالت المرأة: والله إني لأعرف في صوته الشر، وإني أسمع صوتاً كأنه يقطر منه الدم، فتعلقت به الزوجة، لكن مع كل هذه النذر نزل إليهم في ظلام الليل، ليقضي الله أمراً كان مفعولا، وجلست المرأة ترقب ما عسى أن يكون، فلما نزل إليهم، جلس وتحدث معهم ساعة، وكان قد نزل إليهم متوشحاً بوشاح، وهو ينفح منه رائحة الطيب، ولما اطمأن إليهم، قالوا له: هل لك يا ابن الأشرف أن نتماشى إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟ قال: إن شئتم فخرجوا، ومشوا ساعة، وهذه أيضاً انطلت عليه.
وهكذا -أيها الأحبة- لو كتب الله شيئاً، وأراد المولى حدوث شيء، فإنه يهيئ له الأسباب، وتفوت أتفه الأشياء على أكابر الرجال والعقول، وتتعجب كيف انطلت كل هذه الأمور على مثل كعب؟
إنها إرادة الله، وتسخير جنوده، لحفظ دينه: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)[يــس: 82].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه ...
الخطبة الثانية:
إن الحمد لله ...
أما بعد:
اتفق أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يمسك أبو نائلة برأس كعب ليشم رائحة الطيب، فإذا استمكن منه ومن رأسه علوه بقية أصحابه بأسيافهم وأسلحتهم، فأولاً مسك أبو نائلة يد كعب بن الأشرف وشمها، ثم قال: ما رأيت كالليلة طيباً أعطر من هذا، قال كعب: عندي أعطر نساء العرب، وأكمل العرب، فقال له: أتأذن لي يا أبا سعيد أن أشم رأسك، وأمسح به عيني ووجهي؟ قال الغبي: نعم.
فمكنه من رأسه، ثم مشى معه ساعة، وأصحابه حوله -رضوان الله عليهم-، فعاد لمثلها، وشم رأسه، ثم مشى معه ساعة، حتى اطمأن كعب تماماً، ثم قال له: أتأذن لي؟ قال: نعم، فلما تمكن منه، صاح أبو نائلة بأصحابه، وقال: دونكم اضربوا عدو الله، فاختلفت أسيافهم عليه، فأخذ محمد بن مسلمة بقرون شعره، وقال: اقتلوا عدو الله، فالتفت عليه السيوف، وأصاب حدّ بعض السيوف الحارث بن أوس -رضي الله عنه-، في ظلمة الليل، فنزف دمه، عندها صاح كعب بن الأشرف صيحة لم يبق حصن من حصون اليهود إلا أوقدت عليه نار، لينظروا ما الخبر، فصاحت امرأة كعب، وكانت ترقب ما يحدث تحت ضوء القمر، وصاحت: يا آل قريظة والنضير يا آل قريظة والنضير، فأخرج محمد بن مسلمة سيفاً صغيراً فوضعه في سرة كعب، واتكأ عليه حتى انتهى إلى عانته، ثم اجتزوا رأسه، وأخذوه معهم، وبدأ اليهود في هذا الوقت بالخروج من حصونهم لرؤية ما حدث، ولعلهم يمسكوا بأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن محمد بن مسلمة وأصحابه قد خرجوا، وتركوا تلك المنطقة إلى مناطق مجاورة، فخرجوا من حرة إلى حرة، ومن شعب إلى آخر، حتى بلغوا حرة العريض، وعندما وصلوا إليها افتقدوا الحارث بن أوس، فإن السيف الذي أصابه أثر فيه فصار ينزف دماً، فوقفوا ينتظرون ساعة، حتى وصل رضي الله عنه، وهو في جهد جهيد، فاحتملوه، ثم أقبلوا سراعاً حتى دخلوا المدينة، واجتمعت يهود، وأخذوا يبحثون عن أحد يرونه، فلم يعثروا على أحد، ولا أثر.
ولما بلغ أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- بقيع الغرقد كبّروا، وقد قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة يصلي، فلما سمع تكبيرهم كبر، وعرف أنهم قد قتلوه، فانتهوا إليه، فلما رآهم، قال: "أفلحت الوجوه" فقالوا: ووجهك يا رسول الله، ورموا برأسه بين يديه، فحمد الله على قتله.
وأصبحت يهود مذعورين، فأتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: قتل سيدنا غِيلة، فذكرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- صنيعه وما كان يحرض عليه، ويؤذي المسلمين به، فخافوا فلم ينطقوا، وقال أبو نائلة: "فأصبحنا وقد خافت يهود بوقعتنا بعدو الله، فليس بها يهودي إلا وهو خائف على نفسه".
فصاحب الشر والفساد إذا كان يعلم بأن هناك جهة ستأدبه، لدخل كثير من المفسدين والشهوانيين، وأصحاب الأفكار المنحرفة إلى جحورهم لكن في حالة غياب المؤدب تلعب الفئران كيفما شاءت، قال كعب بن مالك -رضي الله عنه-: في قتل بن الأشرف:
فغودر منهم كعب صريعاً *** فذلت بعد مصرعه النضير
على الكفين ثم وقد *** علته بأيدينا مشهرة ذكور
بأمر محمد إذ دسّ ليلاً *** إلى كعب أخا كعبٍ يسير
فما كره فأنزله بمكر *** ومحمود أخو ثقةٍ جسور
لقد كانت حادثة قتل كعب بن الأشرف بداية سلسلة المواجهة مع اليهود بالمدينة، وكانت غزوة بدر هي التي أخرجت كوامن نفوسهم، يزعجهم جداً أن يروا التمكين للإسلام وأهله، وللإيمان ودعاته، فغلت قلوبهم بالحقد، فكانت بداية تناثر الخرز المهين من عِقد الحقد اليهودي على المسلمين، وكانت أول خرزة تغادر هذا العقد بغير رجعة، هي خرزة كعب بن الأشرف، ثم تلتها باقي المنظومة تتهاوى وتتساقط أمام سيوف "لا إله إلا الله".
لقد أتعب كعب نفسه كثيراً، بمكره وخداعه وشعره، سافر إلى مكة ليواسي المشركين، وليحرضهم ويحمسهم لقتال المسلمين، وعقد هناك اجتماعات سرية وعلنية مع كبراء قريش، لكن ماذا كانت النتيجة؟
حُز رأسه، ومات كافراً، خالداً مخلداً في نار جهنم.
القضية ليست قضية قصيدة قالها، وهجى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، القضية قضية محاربة للدين، فهذا الرجل تبنى قضية حرب الإسلام وأهله واستفرغ كل طاقته، لكن ما علم الغبي أن هذا الدين هو دين الله -عز وجل-، والله حافظ دينه، وناصر لعباده، وسيبقى هذا الدين في الأرض إلى آخر الزمان، يذهب فلان ويجيء فلان، يموت هذا ويولد هذا، فالقضية غير متعلقة بأشخاص: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)[التوبة: 32].
يخططون، ويسهرون، ويجتمعون، ويتفقون، ويكتبون، ويوقعون، ويمكرون، وفي النهاية ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الأنفال: 30].
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)[الشعراء: 227]
اللهم أعز الإسلام، اللهم وأبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز ...
اللهم آمنا في أوطاننا ...
التعليقات