عناصر الخطبة
1/ الحياة الدنيا ميدان عمل للآخرة 2/العمل الصالح إكرام من الله للعبد 3/فضل طول العمر مع حسن العمل 4/من فضائل العمل الصالح وثمراته.

اقتباس

أخبر الله -تعالى- بأنَّ الذين جَمَعوا بين الإيمان والعمل الصالح هم خير المخلوقات: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)[البينة: 7]؛ قال ابن كثير -رحمه الله-: "استدلَّ بهذه الآية أبو هريرة -رضي الله عنه- وطائفةٌ من العلماء، على تفضيل المؤمنين من البرية على الملائكة؛ لقوله: (أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الكريم, وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:

 

أيها المسلمون: إن العمل للآخرة مَيدانُه هذه الحياة الدنيا, ومدَّتُه لكلِّ إنسانٍ عمره, من حين يدرك الحُلُمَ إلى أنْ يُدرِكَه الأجل؛ وهو لهذا جاء إليها, وأُعطِيَ الفرصة فيها, (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)[الملك: 2]؛ لِيُمارِسَ دوره, ثم يرحل ويترك المجال لغيره, فيُخْتَبَرُ الآخَرُ أيضاً بالعمل, ولا يُضيع الله -تعالى- أجر عامل أبداً, (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)[الكهف: 30], وقال -سبحانه-: (وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)[آل عمران: 171].

 

ومَنْ وفَّقَه اللهُ -تعالى- للإيمان والعمل الصالح فقد أكرمه, ومَنْ حرَمَه من ذلك فقد أهانه, ولو آتاه من الدنيا ما آتاه, قال الله -تعالى-: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[الحجرات: 13], وقال -سبحانه-: (فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ  * كَلاَّ بَل لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)[الفجر: 15-20]؛ "أي: ليس كلُّ مَنْ نَعَّمْتُه في الدنيا فهو كريم عليَّ، ولا كلُّ مَنْ قَدَرْتُ عليه رِزقَه فهو مُهانٌ لَدَيَّ، وإنما الغِنى والفقر، والسَّعة والضِّيق، ابتلاءٌ من الله، وامتحانٌ يَمتحن به العباد؛ لِيَرَى مَنْ يقوم له بالشكر والصبر؛ فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل، مِمَّنْ ليس كذلك فينقله إلى العذاب الوبيل"(تفسير السعدي).

 

وأخبر الله -تعالى- بأنَّ الذين جَمَعوا بين الإيمان والعمل الصالح هم خير المخلوقات: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)[البينة: 7]؛ قال ابن كثير -رحمه الله-: "استدلَّ بهذه الآية أبو هريرة -رضي الله عنه- وطائفةٌ من العلماء، على تفضيل المؤمنين من البرية على الملائكة؛ لقوله: (أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)"(تفسير ابن كثير).

 

عباد الله: إنَّ العمل الصالح سببٌ لمحبَّة الله -تعالى- للعبد, ومحبة العباد أيضاً, (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدًّا)[مريم: 96]؛ أي: "يُحِبُّهم اللهُ -تعالى-, ويُحَبِّبُهم إلى عباده المؤمنين"(تفسير البغوي), وفي الحديث القدسي: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ"(رواه البخاري), ويُصدِّقه أيضاً قولُ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ؛ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ؛ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ"(رواه البخاري).

 

وبعكس ذلك الكفار؛ فإنَّ الله -تعالى- لا يُحبهم, (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)[الروم: 45], بل يُبغضهم, ومصداقه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَإِذَا أَبْغَضَ -أي: اللهُ -تعالى- عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ؛ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ, ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ؛ فَيُبْغِضُونَهُ, ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ"(رواه مسلم).

 

والعمل الصالح سببٌ لرفع درجات العبد في الجنة, قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنْ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)[العنكبوت: 58], وقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)[فاطر: 7], وقال -سبحانه-: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[الفتح: 29].

 

ويشهد له ما جاء عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ -رضي الله عنه- قال: كَانَ رَجُلاَنِ أَخَوَانِ, فَهَلَكَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً, فَذُكِرَتْ فَضِيلَةُ الأَوَّلِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؛ فَقَالَ: "أَلَمْ يَكُنْ الآخَرُ مُسْلِمًا؟", قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَمَا يُدْرِيكُمْ مَا بَلَغَتْ بِهِ صَلاَتُهُ"(صحيح, رواه مالك في الموطأ), وفي رواية: "فَأَيْنَ صَلاَتُهُ بَعْدَ صَلاَتِهِ, وَأَيْنَ عَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِهِ, فَلَمَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؟!"(صحيح, رواه النسائي)؛ والمعنى: أين أجرُ هذا الذي تأخَّر موتُه عن عَمَلِه الذي عَمِلَه بعد مقتل صاحبه؟!.

 

والإيمان والتقوى, والتقرب إلى الله -تعالى- بنوافل العمل بعد الفرائض؛ سببٌ لمزيدٍ من الهداية, والتمييزِ بين الخير والشر, قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الأنفال: 29].

 

والأعمال الصالحة سببٌ لتكفير السيئات, والترقِّي في درجات الجنة, قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)[العنكبوت: 7], وقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنْ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)[العنكبوت: 58], وقال أيضاً: (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى)[طه: 75].

 

أقول قولي هذا, وأستغفر الله لي ولكم ولوالدي ولوالديكم ولسائر المسلمين, فاستغفروه وتوبوا إليه.

 

الخطبة الثانية:

 

‏الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه.

 

أيها المسلمون: إنَّ حملة العرش من الملائكة الكرام يدعون للمؤمنين الذين يعملون الصالحات بمغفرة ذنوبهم, وإدخالهم الجنة مع ذرياتهم, قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)[غافر: 7].

 

وتشهد الملائكةُ الكرام بعضَ الأعمال الصالحة العظيمة, قال -سبحانه-: (أَقِمْ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)[الإسراء: 78], وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ"(متفق عليه), وقال أيضاً: "إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ فَضْلاً عَنْ كُتَّابِ النَّاسِ, فَإِذَا وَجَدُوا أَقْوَامًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى بُغْيَتِكُمْ, فَيَجِيئُونَ فَيَحُفُّونَ بِهِمْ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا, فَيَقُولُ اللَّهُ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تَرَكْتُمْ عِبَادِي يَصْنَعُونَ؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ يَحْمَدُونَكَ, وَيُمَجِّدُونَكَ, وَيَذْكُرُونَكَ, قَالَ: فَيَقُولُ: فَهَلْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولُونَ: لاَ, قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ لَكَانُوا أَشَدَّ تَحْمِيدًا, وَأَشَدَّ تَمْجِيدًا, وَأَشَدَّ لَكَ ذِكْرًا"(صحيح, رواه الترمذي).

 

والأعمال المُتَميِّزة في الصلاح وسيلةٌ للإنسان إلى الله -تعالى- تُنجيه إذا دعا بها عند وقوع الشدائد, قال الله -تعالى-: (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ)[الشورى: 26]؛ أي: "يُجَيبُ دُعاءَ عبادِه الذين آمنوا به وعملوا الصالحات فيما طلبوه, ويزيدُهم من فضله فيعطيهم ما لم يطلبوه, فما أعظم كرمه, وما أوسع رحمته!"(انظر: تفسير ابن كثير).

 

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوُا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ, فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ", فقال كلُّ واحدٍ منهم  مُتوسِّلاً إلى الله بصالح عملِه وإخلاصِه: "اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ؛ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ؛ فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ"(رواه البخاري).

 

والإيمان والتقوى سببٌ لنزول بركات السماء, وطلوع بركات الأرض, قال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[الأعراف: 96], وقال -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ)[المائدة: 65, 66].

 

والعمل الصالح يُثمر للمؤمن حياةً طيِّبة, قال -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النحل: 97].

 

وإنَّ القِلَّةَ من الناس, هم الذين جَمَعوا بين الإيمان والعمل الصالح, قال الله -تعالى-: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ)[ص: 24]؛ وفي الآية دليل على أنَّ الإيمانَ والعملَ الصالح يَعصِمان المرءَ من البغي والظلم.

 

ثمَّ صلُّوا وسلِّمُوا على رسولِ الْهُدَى، وإمام الورى، فقد أمركم ربُّكم فقال: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

 

المرفقات
فضل-العمل-الصالح.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life