فرح المسلم في يوم العيد

ماهر بن حمد المعيقلي

2023-04-23 - 1444/10/03
التصنيفات: الفطر
عناصر الخطبة
1/بين مشاعر الأسى لوداع رمضان والفرح بالعيد 2/بعض مظاهر الفرح في يوم العيد 3/الفرح الأكبر للمؤمن 4/الوصية بإدخال السرور على المسلمين

اقتباس

مِنْ أحبِّ الأعمالِ إلى الله سرورٌ تُدخِله على مسلم، وهو باب من أبواب الخير، والأجر العظيم، فاحتسِبوا في إدخال السرور على أهليكم، وذوي أرحامكم، وأُجرائكم وخدمكم، وتفقَّدوا أحوال اليتامى، والفقراء والمساكين، تفوزوا برضا أرحم الراحمين...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله المتصف بالجلال والكمال، المنزَّه عن الأنداد والأشباه والأمثال، قيوم لا ينام، عزيز لا يرام، نحمده -سبحانه- أن هدانا للإسلام، وبلغنا شهر الصيام والقيام، ووفقنا بفضله للتمام، أحمده -تبارك وتعالى- حمد الشاكرين، وأثني عليه ثناء الذاكرين، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الملك القدوس السلام، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، وخاتم أنبيائه، وأفضل رسله الكرام، الذي بين الحلال والحرام، فما ترك خيرًا إلا دل أمته عليه، ولا شرًّا إلا حذرها منه، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، ما تعاقبت الشهور والأعوام.

 

أما بعدُ، مَعاشِرَ المؤمنينَ: فأوصي نفسي وإيَّاكم بتقوى الله، والإكثار من ذكره، وتدبُّر كتابه، فإن ذِكره حياة القلوب وربيعها، وأُنس النفوس وبهجتُها؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 41-44].

 

أُمَّةَ الإسلامِ: مضى شهر رمضان، بأيامه الفضيلة، ولياليه المباركة، والمسلمون بين صيام وقيام، وصدقة وتلاوة للقرآن، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، واليوم يا عباد الله نستقبل العيد بالفرح والسرور، فالعيد شعيرة إلهيَّة، وسنة نبوية، وموسم للبر والصلة، والتزاور والمحبة، وسلامة الصدر، والصفح والعفو، والفرح في العيد مطلب منشود، وهدف مرغوب، فالنفوس فيه صافية، والصدور سليمة، والوجوه مبتسمة، وعلى قدر حياة القلب بالإيمان يكون فرح المؤمن وسعادته، فيفرح المؤمن بهدايته، ومعرفة أسماء ربه وصفاته، وامتثال أمره واجتناب نهيه، ويفرح بصلاته وصيامه، وذكره وتلاوة كتابه؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يُونُسَ: 58].

 

ونحن في هذا العيد نفرح بإتمام ركن من أركان الإسلام، وأن وفقنا -سبحانه- للصيام والقيام، ونرجوه أن يمن علينا بالعتق من النيران، فالله -جل جلاله- وعد عباده بالقَبول، وهو لا يخلف وعده، وفي الصحيحين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "‌لِلصَّائِمِ ‌فَرْحَتَانِ ‌يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ"، فأهل الإيمان يتجدد فرحهم عند فطرهم لكل يوم من رمضان، ويتوج هذا الفرح إذا أمد الله -تعالى- في العمر، فأتم الصائم اليوم والشهر، وختم له بعيد الفطر، فيسعد فيه ويهنأ؛ جزاء طاعته، التي أقام عليها طيلةَ شهره.

 

وأما الفرح الأكبر، والنعيم الأعظم، فهو فرح المؤمن يوم القيامة، عند لقاء ربه؛ حيث تكفل -سبحانه- بمقدار ثواب الصيام، وتضعيف حسناته؛ ففي الصحيحين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "‌كُلُّ ‌عَمِلِ ‌ابْنِ ‌آدَمَ ‌يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"، فإذا تولى الكريم -سبحانه- الجزاء والهدية والعطية، فاعلم أنَّها لا منتهى لها؛ فحينها نعيم العبد لا يفنى، والفرح يتوالى، فرح بضياء الوجه وبهائه، وفرح بظل عرش الرحمن ولقائه، وفرح بأخذ الكتاب باليمين، وفرح بثقل الموازين، وفرح بالعبور على صراط جهنم، وفرح بالشرب من حوض النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفرح بالوصول إلى باب الجنة؛ (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)[الزُّمَرِ: 73-74]، فأي فرح أعظم من دخول جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، غمسة فيها تُنسي كلَّ شدائد الدنيا وبؤسها، في صحيح مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يُؤْتَى ‌بِأَشَدِّ ‌النَّاسِ ‌بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ"، فكيف بنعيم مقيم، لا يحول ولا يزول.

 

ثم يزاد على هذا النعيم رضا الرحمن الرحيم؛ ففي الصحيحين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، يَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، ‌فَيَقُولُ: ‌هَلْ ‌رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالُوا: يَا رَبُّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا".

 

وكمال الفرح والسرور، برؤية الرحيم الغفور، ففي صحيح مسلم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: ‌تُرِيدُونَ ‌شَيْئًا ‌أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ -عَزَّ وَجَلَّ-"؛ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)[الْقِيَامَةِ: 22-23]، فاللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[يُونُسَ: 26].

 

بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعني وإيَّاكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قُولِي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنَّه كان غفَّارًا.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، الحمد لله ذي الفضل والإنعام، أوجب علينا الصيام، وجعله جنة، وسبيلًا مُوصِلًا إلى الجنة، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ذو الجلال والإكرام، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، أفضل من صلى وصام، وأطاع أمر ربه واستقام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعدُ، مَعاشِرَ المؤمنينَ: ينبغي في العيد أن تسود مظاهر الفرح والسرور، والغبطة والحبور، فاهنؤوا وابتهِجوا بعيدكم، وتذكروا بأن العطاء بأشكاله وصوره، يعود على صاحبه بالفرح والسرور والسعادة، فمِنْ أحب الأعمال إلى الله سرور تُدخِله على مسلم، وهو باب من أبواب الخير، والأجر العظيم، فاحتسِبوا في إدخال السرور على أهليكم، وذوي أرحامكم، وأُجرائكم وخدمكم، وتفقَّدوا أحوال اليتامى، والفقراء والمساكين، تفوزوا برضا أرحم الراحمين، واعلموا أن من تمام الفرح والمسرات أن يتزود المؤمن من الحسنات، والباقيات الصالحات، فمن فضل الله -تعالى- على عباده أن شرع لنا نوافل الصيام؛ فمن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كمن صام الدهر كله؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فأفضل الصيام بعد الفريضة صيام يوم وإفطار يوم، ثم صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الاثنين والخميس، وصيام يوم عرفة، والإكثار من الصيام في شهر الله المحرم، ولا سيما يوم عاشوراء، وفرحة الصيام لا تنتهي؛ فللصائم لكل يوم من هذه النوافل فرحتان؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، فضلًا من الله -تعالى- ونعمة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، فاشكروا الله -تعالى- على ما هدانا إليه، (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)[الْأَعْرَافِ: 43].

 

اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، لك راهبين، لك طائعين، إليك مخبتين، إليك أواهين منيبين، ربنا تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وأجب دعوتنا، وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا.

 

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صليتَ على آلِ إبراهيمَ، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على آل إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدينَ، الأئمة المهديينَ؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعن سائر الصحابة أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ، وعنَّا معهم برحمتكَ يا أرحمَ الراحمينَ.

 

اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا وسائرَ بلاد المسلمينَ، اللهم أَصْلِحْ أحوالَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، اللهم إنَّا نسألُكَ بفضلِكَ ومِنَّتِكَ، وجودِكَ وكرمِكَ، أن تحفَظَنا مِنْ كلِّ سوءٍ ومكروهٍ، اللهم ادفع عَنَّا الغلا والوبا والربا والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن، ما ظهَر منها وما بطَن، اللهم إنَّا نعوذ بكَ من جَهد البلاء، ودَرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، وسوء القضاء، اللهم إنَّا نسألك من الخير كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما عَلِمْنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بكَ من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه، ما عَلِمْنا منه وما لم نعلم، اللهم إنَّا نسألكَ الجنةَ وما قرَّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بكَ من النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، اللهم أحسِنْ عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأَجِرْنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا، وكن للمستضعَفين منا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، وفق خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، واجزه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، اللهم وفقه وولي عهده الأمين، لما فيه خير للإسلام والمسلمين، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لما تحبه وترضاه، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم احفظ شباب المسلمين من الفِرَق الضالَّة، والمناهج المنحرفة، اللهم جنبهم التفرق والحِزبيَّة، وارزقهم الاعتدال والوسطية، اللهم حبب إليهم الإيمان، وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الراشدين، اللهم انفع بهم أوطانهم وأمتهم، برحمتك وفضلك وجودك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم مَنْ أرادَنا وبلادَنا وأمنَنا وشبابَنا بسوء، فأَشْغِلْهُ بنفسه، واجعَلْ كيدَه في نحره، بقوتك وعزتك يا قوي يا عزيز، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدود بلادنا، عاجلًا غير آجل، برحمتك يا أرحم الراحمين، لا إله إلا أنتَ سبحانك، إنا كنا من الظالمين.

 

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

 

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life