عناصر الخطبة
1/تصرف الله في الأزمنة والأحوال 2/فاجعة تهجير أهل دماج 3/وقفات مهمة حول تهجير أهل دماج 4/خطورة المد الشيعي 5/ضرورة دعم المناطق التي تواجه المد الرافضي 6/المؤمن كالغيث حيثما وقع نفع 7/التمكين بعد الابتلاءاهداف الخطبة
اقتباس
معاشر المسلمين: لقد أقض مضاجعنا ما حصل لإخواننا في بلدة دماج السلفية، التي كانت نورا لهداية الناس، ونبراسا يسير الناس على هداه، حيث حاصرهم الرافضة مدة تزيد عن الشهرين، قتل منهم خلق كثير، وفنيت أزوادهم، وكثر مرضاهم، وخذلهم الناس إلا ثلة من المؤمنين لا غناء لهم، وتكالبت عليه كل الدول مساندة أهل الرفض لتكون بلدةُ صعدة كلهُا بلدةً رافضيةً لأذناب مجوس الفرس، ثم يتمددوا حتى تكون اليمنُ كلهُا دولةً رافضية. عباد الله: لنا في هذا الحدث عدة وقفات:
الخطبة الأولى:
أما بعد:
فيا أيها المؤمنون: إن من آيات الله في الكون: تصرفَ الزمان واختلافَ الأحوال، وهذا من دلائل الربوبية، فالله -سبحانه- هو الملك وكل شيء تحت تصرفه، وهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، فبينما الرجل من الأغنياء الأثرياء، تجده قد افتقر بين عشية وضحاها، وبينما الرجل عزيزا منيعا في أهله وحشمه وخدمه إذا به من الأذلاء؛ كما قال سبحانه : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء)[آل عمران: 26].
فهذه الدار لا تستقيم على حال، ولا تدوم على قرار؛ كما قال أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس:
لكل شيء إذا ما تم نقصان *** فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ *** مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد *** ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهرُ حتمًا كل سابغةٍ *** إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلُّ سيف للفناء ولوْ *** كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ *** وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ *** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ
وأين ما حازه قارون من ذهب *** وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له *** حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك *** كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
معاشر المسلمين: لقد أقض مضاجعنا ما حصل لإخواننا في بلدة دماج السلفية، التي كانت نورا لهداية الناس، ونبراسا يسير الناس على هداه، حيث حاصرهم الرافضة مدة تزيد عن الشهرين، قتل منهم خلق كثير، وفنيت أزوادهم، وكثر مرضاهم، وخذلهم الناس إلا ثلة من المؤمنين لا غناء لهم، وتكالبت عليه كل الدول مساندة أهل الرفض لتكون بلدةُ صعدة كلهُا بلدةً رافضيةً لأذناب مجوس الفرس، ثم يتمددوا حتى تكون اليمنُ كلهُا دولةً رافضية.
عباد الله: لنا في هذا الحدث عدة وقفات:
الأولى: أن الكفر ملة واحدة، وأنهم كلهُم أعداءٌ حقيقيون للإسلام مهما تدثروا بمسميات الحرية والعدل والديموقراطية، فهم يسعون لهدم الإسلام، كم صرحوا بها في الماضي بقولهم عدونا الحقيقي هم المسلمون.
الوقفة الثانية: خطورة المد الشيعي، وتخطيطه بعيد المدى، فهم يصرحون أنهم لن يقر لهم قرار حتى يملكوا الحجاز كله، وهم يعملون على ذلك ليلا نهارا، ولهم أذناب وإن شئت فقل عصابات، في المنطقة الشرقية، ونجران، والمدينة النبوية، ولا يزالون ينتشرون ويشترون المخططات السكنية في القرى؛ كالقويعية وضرما وغيرها، يتملكون الأراضي بدعم خارجي، ليكون لهم نفوذ في كل منطقة من المملكة.
الوقفة الثالثة: إن ما حصل لإخواننا بدماج لا يسر إلا العدو، كيف لا؟ وهو انتصار للرافضة على المسلمين، وانتصار للبدعة على السنة.
ولقد زرت دماجا قبل عشرين سنة تقريبا، يوم أن كان الشيخ مقبلٌ شيخَها ومؤسسَها -رحمه الله تعالى-، فلم تر عيني مثل تلك البلدة، في تعلم الدين ونشر السنة وقمع البدعة، لهذا يذوب القلب من كمد، إذا تذكر المسلم تلك المعالم السنية، والحياة التي كانت أشبه بحياة الصحابة.
وفيها ذلك المعهد الذي يأتي إليه طلبة العلم من كل بلد؛ حتى من أوربا وأمريكا وروسيا، يتعلمون ثم يعودون دعاة في بلادهم، وهذا ما أثار ثائرة الكفرة، لما رأوا قوة المعهد في نشر الدين، والله المستعان
الوقفة الرابعة: يجب على المسلمين أن يتوحدوا ويكونوا صفا واحدا في وجه عدوهم، وهم الرافضة الذين لم يكونوا في فترة من الفترات أقوياء مثل هذه الفترة، ولن يصدهم المسلمون إلا باجتماعهم يدا واحدة.
الوقفة الخامسة: يجب دعم كل المناطق التي تواجه المد الرافضي؛ كبلاد الشام والعراق واليمن والبحرين، وأن لا نقف موقف المتفرج حتى إذا سقطت بلدة في أيديهم ندمنا حيث لا ينفع الندم.
فهؤلاء الروافض تدعمهم دول لتحقيق مآربهم، فما بال المسلمين يبخلون بأموالهم عن إخوانهم أهل السنة، الذين نصبوا نحورهم ضد أعداء الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين.
أقول...
الخطبة الثانية:
أما بعد:
فيا أيها المؤمنون: إن ما يصيب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، يعصر القلب ألما، ولكن مما يهون المصاب، علمنا أن ما عند الله خير وأبقى، وأن لله الحكمة البالغة في ذلك، وأن العاقبة للمتقين.
معاشر المؤمنين: إكمالا لما بدأناه من الوقفات حول تهجير الرافضة لأهل السنة من بلدة دماج.
الوقفة الخامسة: لا تنخدعوا بحسن تعاون الرافضة الذين يسمون أنفسهم بالشيعة، ولا بحسن خلقهم، كما نسمع من بعض إخواننا الذين يعملون معهم، فهم أهل نفاق، وودوا لو ظفروا منك بغفلة لينالوا منك، فبالأمس مفتيهم في العراق ينادي في الجيش الرافضي العراقي، ويقول: اقتلوا النواصب، يعني أهل السنة، فهم كلاب وخنازير أنجاس، عليه من الله ما يستحق.
الوقفة السادسة: يجب على المسلمين جميعا أن ينتبهوا لواقعهم، وأن يفيقوا من الغفلة، ومن الانغماس في الدنيا ولذاتها، فالفتن قد أحدقت بالمجتمعات، وخاضت فيهم، والاستعداد للفتن يكون بعمل الصالحات، وتجنب المنكرات، وعدمِ الولوج في دائرة الفتن، حتى تنجليَ ويتبينَ الحقُ من الباطل.
الوقفة السابعة: إن ما يحدث في اليمن من تطاولٍ للباطل على الحق من عادة الله في الخلق، لكي لا يتكلوا على ظهور الحق دائما، وليعملوا بالأسباب: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 2-3].
فليصبروا وليعلموا أن العاقبة للمتقين؛ كما وعد الله في كتابه المبين، فقال: (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)[هود: 49].
الوقفة الثامنة: إن مثل المؤمن كمثل الغيث حيثما وقع نفع.
ولئن أُخرج إخواننا من دماج، فلهم في الأرض مراغما كثيرا وسعة، ولقد أخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة وأخرج أصحابه معه، وتركوا ديارهم وأموالهم لله، فكانت العاقبة لهم ورجعوا فاتحين.
فالمسلم يبتلى فيصبر ويرضى ويسلم لله، ولا يعجز عن الدعوة في سبيل الله، فإن الأرض لله يورثها من يشاء.
ولقد سجن يوسف - عليه السلام - فدعا إلى التوحيد وهو في السجن.
وهكذا نبينا - صلى الله عليه وسلم - لما أُخرجَ من مكة وذهب إلى الطائف، فردوه ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فانطلق مهموما، فدخل حائطا لرجلين من أهل الطائف، فلما جاءه فلاح الحائط وكان نصرانيا، دعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في تلك الحال إلى الإسلام فأسلم.
عباد الله: لا فلاح لنا ولا نجاح ولا عز ولا تمكين إلا بالرجوع إلى الله -تعالى-، والتمسك بشرعه المبين، عندها تنجلي الغمة، وتنكشف الفتنة، فإن المؤمن لا يمكن له في الأرض حتى يبتلى.
سأل رجل الشافعي -رحمه الله- فقال: يا أبا عبد الله، أيُّما أفضل للرجل: أن يمكن أو أن يبتلى؟ فقال الشافعي: لا يمكَّن حتى يبتلى، فإن الله ابتلى نوحاً، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمداً صلوات الله وسلامه عليهم، فلما صبروا مكنهم، فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة.
اللهم ارفع اللأواء والبلاء عن إخواننا في كل مكان ومكن لهم في بلادهم.
اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم اللطف بإخواننا أهل دماج، اللهم إنهم مطرودون فآويهم، ومظلومون فانتصر لهم، ومكن لهم
اللهم عليك بالرافضة الأنجاس، اللهم اقتلع جذورهم من بلاد المسلمين، واجعل أمرهم في سفال، وعملهم في وبال.
اللهم انج المستضعفين من...
التعليقات