عيد الفطر المبارك 1445هـ (سلامًا على أهل غزة وأهل الوفاء)

الشيخ محمد سرندح

2024-04-16 - 1445/10/07
التصنيفات: الفطر
التصنيفات الفرعية: السياسة والشأن العام
عناصر الخطبة
1/الله أكبر على الظالمين 2/هنيئا لمن عرف حق رمضان صياما وقياما 3/سلاما على أهل غزة وفلسطين 4/تحية إعزاز وإكبار لأهل الوفاء 5/الحث على صلة الأرحام

اقتباس

اللهُ أكبرُ وسلامٌ على أهل غزة في الثابتين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على أهل غزة في الصائمين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على أهل غزة في رمضان وصبيحة العيد، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على أهل فلسطين المرابطين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على العاملين في الأقصى والمتطوعين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على الأسرى والمعتقَلينَ...

الخطبة الأولى:

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لَا إلهَ إلَّا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لَا إلهَ إلَّا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، سبحان المبدئ المعيد، ذي العرش المجيد، الفعَّال لما يريد، سبحان المنتقم ممن عصاه بالنار بعد الوعيد، المكرم لمن خافه واتقاه بالجنة، لهم فيها نعيم ومزيد، سبحان من استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرها، قالتا أتينا طائعين، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لَا إلهَ إلَّا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

اللهُ أكبرُ كشَف سترَ الخائنينَ فبئسَ المستقرُّ، اللهُ أكبرُ فُضحت أعمالُ المنافقينَ؛ (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) [الْقَمَرِ: 53]، اللهُ أكبرُ ردَّ كيدَ الكافرينَ والمتآمرينَ؛ (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ)[الْقَمَرِ: 48]، اللهُ أكبرُ على الظالمين وحلفائهم، اللهُ أكبرُ على المستبدِّين وأعوانهم، اللهُ أكبرُ على المنبطحين وزمرتهم، اللهُ أكبرُ على مَنْ ظلَم أهلَنا في غزة وما ادَّكَر، اللهُ أكبرُ على مَنْ تآمَر على شعبنا، من الحكام والرؤساء وما ازدجر، اللهُ أكبرُ على مَنْ خانَ الأقصى وما اعتبر، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لَا إلهَ إلَّا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

هنيئًا لمن انتظر الإفطار وعلى مائدة الإفطار أفطَر، فنعم المستقرُّ، هنيئًا لمن قام الليل وعلى مائدة الرحمن تسحَّر؛ (كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ)[الْقَمَرِ: 35]، هنيئًا لمن بقي عزيزًا وعلى الكرامة والعزة أفطر؛ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ في جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)[الْقَمَرِ: 54-55].

 

اللهُ أكبرُ ما رُفعت أكفُّ الضارعين في محراب الأقصى المزهر، اللهُ أكبرُ ما لامست جباه المرابطين والمعتكفين أرض المسرى المطهر، اللهُ أكبرُ ما شد المرابطون رحالهم إلى الأقصى في السحر، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لَا إلهَ إلَّا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

إلى الشام وفلسطين قاد الجراح حملته بـ: "اللهُ أكبرُ"، وعلى ربوة الأقصى نادى الخطاب بـ: "اللهُ أكبرُ"، وعلى مآذن المسرى صدَع بلالٌ بـ: "اللهُ أكبرُ"، اللهُ أكبرُ ما اختلف الليل والنهار، اللهُ أكبرُ ما استغفر الأوَّابُونَ بالأسحار، اللهُ أكبرُ ما صُلي على النبي المختار، اللهُ أكبرُ ما ذرفت أعين الضارعين لله الواحد القهار، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لَا إلهَ إلَّا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

اللهُ أكبرُ وسلامٌ على أهل غزة في الثابتين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على أهل غزة في الصائمين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على أهل غزة في رمضان وصبيحة العيد، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على أهل فلسطين المرابطين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على العاملين في الأقصى والمتطوعين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على الأسرى والمعتقَلينَ، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على الجرحى والمصابين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على مَنْ هُدِّمت بيوتهم والمشردين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على المستضعَفين والمقهورين، اللهُ أكبرُ وسلامٌ على الشهداء في عليين؛ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)[الْأَنْعَامِ: 1]، ما خذل الله أولياءه، بل بالوفاء كافأهم؛ (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)[الْبَقَرَةِ: 40]، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ)[آلِ عِمْرَانَ: 179]، ونشهد ألَّا إلهَ إلا الله، ونشهد أنك أنت الله وحدك، ونشهد ألا ضد لك، ولا ند لك، ولا ولد لك، ولا والد لك، ولا صاحبة لك، وأن السماوات والأرضين آيات دالات عليك، والكل يشهد بربوبيتك، ويشهد بوحدانيتك، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ونشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سليل المحصنين، ولباب خير المرسلين، ابتعثه الله نبينا، وانتخبه نجيا، واصطفاه وليًّا وفيًّا، طاهرًا عربيًّا قرشيا، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، الذي شق له القمر، وسلم عليه الشجر والحجر، صلاة الله عليه، وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجز وطهر، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لَا إلهَ إلَّا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

يا أهل بَيْت الْمَقدسِ وأكناف بَيْت الْمَقدسِ، يا أهلَ الوفاءِ، يا أهلَ فلسطينَ: اليوم يوم الوفاء، لقد أوفيتم صيامكم، ووفَّاكم ربُّكم بأجوركم؛ (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الْبَقَرَةِ: 185].

 

يا أهل الوفاء: وفيتم حق المسجد الأقصى، بالصلاة والقيام، والاعتكاف وشد الرحال، والخدمة والتطوع؛ (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)[النِّسَاءِ: 122]، فاليوم يوم الجائزة؛ (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)[الرَّحْمَنِ: 60].

 

يا أهلَ الوفاءِ، يا أُمَّةَ صاحبِ الوفاءِ: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين يومًا فصلَّى على شهداء أحد صلاته على الميت، وذلك بعد استشهادهم بثماني سنين؛ وفاء لهم، هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسطر لأمته مواقف الوفاء، ولا ينساهم على مر السنين والأيام، فكم من صبيحة عيد مرت على صاحب الوفاء، ولم ينس أهل أحد، فالعيد عبادة وصلة الرحم في العيد عبادة، فلا تقطعوها، فأيام العيد أيام الوفاء والتعاطف والتعاون والتزاور، للأهل والأقارب والجيران، ولأولي الضَّعْف والمصيبة.

 

يا أحرارَ بَيْتِ الْمَقدسِ: إن الوفاء معراج الأصفياء، وإن الدين وفاء للخالق والمخلوقات، وإن العصمة بالإسلام ودولته، والحساب على الله، بل وإن صمود أهل فلسطين شاهد على وفائهم ومروءتهم وإشارة إلى أنهم الطائفة التي أوفت لأمتها حق الوفاء، على الحق ظاهرين، فقد بذلوا أوقاتهم، وأموالهم وتحملوا العناء؛ فأعمال الأوفياء لوجه الله، لا ردًّا لمعروف، ولا انتظارًا لنعمة؛ فحياة الأوفياء ترتقي بنبلهم وصفاء سرائرهم، قال الإمام الشافعي: "أرفع الناس قدرًا وفضلًا: من لا يرى لنفسه قدرًا ولا فضلًا"، الوفاء شيمة الأنبياء، وشيمة من سكن هذه الأرض المباركة؛ (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)[النَّجْمِ: 37]، فاليوم يوم العيد والوفاء، فإن قصرت بحق الإخوة، تذكر وفاء الكريم لأخيه؛ (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي)[طه: 29-30]، والله أوفى الأوفياء؛ (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)[الْبَقَرَةِ: 40]، فأوفوا بما عاهدتم الله نحو مسراكم، كما كنتم في رمضان، لقد آوى النجاشي المشردين، وأطعم الجائعين، وحمى الخائفين، صلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الغائب وفاء له، وأمَّا من خان المشردين، ومنع الطعام عن الجائعين، فلا عهد له، ولا وفاء ولا ذمة، هؤلاء المتنكعون لقاءَ المناصب والولاءات؛ (وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ)[الْأَعْرَافِ: 102]، (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ)[الْقَمَرِ: 50]، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لَا إلهَ إلَّا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

قال الإمام أحمد: "ما بتُّ منذ ثلاثين سنةً إلا وأنا أدعو للشافعي وأستغفر له"، وقال الشافعي: "الحُرُّ مَنْ راعى ودادَ لحظةٍ"، ومن الوفاء للأقصى المحافَظة على أمنه، وسَكِينَتِه، وحرمته؛ حتى لا يقع تحت عبث العابثين.

 

يا رب إن ذنوبي في الورى كَثُرَتْ *** وليس لي عملٌ في الحشر يُنجني

وقد أتيتُ بالتوحيد يصحَبُه *** حُبُّ النبيِّ وذاكَ القَدْرُ يكفيني

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لَا إلهَ إلَّا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الحمد لله الذي وعد فأوفى، وتجاوَز وعَفَا، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، الأعز الأكبر، انفرَد بالتدبير، وكلُّ شيء عندَه بأجل مقدَّر، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسَلَه اللهُ رحمةً للعالمينَ، وحجةً على الجاحدينَ، فبلَّغ ما أُرسل به، وعبَد اللهَ حتى أتاه اليقينُ.

 

يا أهلَ الوفاءِ: قد أتى العيد، وقد اشتدَّ البلاءُ، وأصاب أهلَنا العناءُ، أنَّى لنا الهناءُ وأطفالنا يُقتَّلون ويُشرَّدون؟! فِراشُهم الأرض ولحافُهم السماءُ، عيدُنا بِصِلَة الأرحامِ، "الرحمُ معلَّقةٌ بالعرش تقول: مَنْ وصَلَنِي وصَلَه اللهُ، ومَنْ قطَعَه اللهُ"، لقد ذقتُم من لذة الصيام والقيام، ونلتم من الأنس بمناجاة الرحمن، فلا تغيروا الطاعات بالمعاصي، فلا تقطعوا الأرحام، ولا تهجروا الأقصى، وكونوا صفًّا واحدًا، كالبنيان المرصوص.

 

تقبَّل اللهُ طاعاتِكم، وصيامَكم وقيامَكم، وصلةَ أرحامكم، ورفَع اللهُ عن شعبنا البلاءَ والعناءَ، اللهُمَّ كن لأهلنا في غزةَ عونًا ونصيرًا، وسندًا وظهيرًا، اللهمَّ أَنْزِلِ السكينةَ عليهم، اللهُمَّ أَطْعِمْ جائعَهم، وشافِ مريضَهم، وَأْوِ مُشَرَّدِيهم يا ربَّ العالمينَ، ونسأله -تعالى- أن يكون الذي يأتي خيرًا من الذي مضى.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182]، وتقبَّل اللهُ منا ومنكم صالحَ الأعمال.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لَا إلهَ إلَّا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life