عناصر الخطبة
1/تكريم الإسلام للإنسان 2/ مظاهر اعتناء الإسلام بصحة الأبدان 3/ نشر التوعية الصحية بين أفراد المجتمع 4/ حماية صحة الأفراد والمجتمع بكل وسيلة ممكنةاهداف الخطبة
اقتباس
كل هذه التوجيهات النبوية حماية لصحة المسلم، وعنايةً بها، فالمسلم إذا طبقها التطبيق السليم، وجد لها أثرا في صحة نفسه، واستقامة حاله، فإنها أسباب الأخذ بها نافع بلا شك توجيهات قرآنية توجيهات نبوية، فالعناية بذلك والاهتمام بها والعمل بها من...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه صلَّى الله عليه، وعلى آلهِ وصحبِهِ، وسلَّمَ تسليماً كثيراً إلى يومِ الدين.
أمَّا بعد:
فيا أيُّها النَّاسَ: اتَّقوا اللهَ -تعالى- حَقَّ التقوى.
عباد الله: نظر الإسلام للإنسان أنه ذلك المخلوق المكرم فاعتنى به، وشرع من الأحكام ما يحفظ حياته وكرامته، ويمنعه ويحميه مما يضره، ويهدد صحته، فاعتنى بصحته أيما اعتناء؛ لأنه نعمة أنعم الله بها على العبد، فعظمها الله وأعلن شأنها وذكرها، فقال صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ".
ومعنى الغبن أنهم حرموا استغلال الصحة فيما ينفعهم، والفراغ فيما ينفعهم، وأخبر صلى الله عليه وسلم: أنه من أصبح متمتعاً بجسده مع أمنه، وتوكل معيشته، فقد نال خيراً كثيراً، فقال: "مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ وليلته، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذافيرها".
وأمر باستغلال هذه الصحة قبل زوالها، فقال صلى الله عليه وسلم: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ".
وإن اعتناء الإسلام بصحة الإنسان لا تتوقف على الصحة الجسدية فقط؛ بل تتعدى ذلك إلى العقلية والنفسية، فمن مظاهر اعتنى الإسلام بصحة الأبدان أمور:
أولا: الطهارة العامة: فإن الطهارة العامة أمر الله يها: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا) [الفرقان: 48].
(وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ) [الأنفال: 11].
ويقول الله -جل وعلا-: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222].
ويقول صلى الله عليه وسلم: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ".
ومنها: أنَّه أخبر صلى الله عليه وسلم أن: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ".
فالمؤمن القوي في بدنه وعقله وصحته أفضل من المؤمن الضعيف؛ لأن هذا القوي قوته تعينه على بذل الخير المتعدي.
وأرشد إلى الاهتمام بنظافة المواطن التي تجتمع فيها الأوساخ، فقال: "الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الْخِتَانُ، وَالاِسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ".
كل هذه أماكن فيها مجتمع الأوساخ، فأرشد إلى النظافة في هذا الموضوع.
ومنها أيضا: أنَّه أخبر أن عذاب القبر سببه عدم الإستنزاه من البول، فقال صلى الله عليه وسلم: "اسْتَنْزِهُوا مِنَ الْبَوْلِ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْ البول".
ومر بقبر، فقال: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لاَ يَسْتَنْزِهُ مِنْ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ".
فأَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، ثم غَرَزَها على كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، وقال: "لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا".
أمر بالطهارة للصلاة فرضها ونفيها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) المائدة: 6] الآية.
وأخبرنا صلى الله عليه وسلم أن الطهارة شرط لصحة الصلاة، فقال: "لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ".
وأخبرنا صلى الله عليه وسلم أن الصلاة لا تقبل مع الأحداث، فقال: "لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ، وَلاَ صَلاَةً بِغَيْرِ طُهُورٍ".
وأخبرنا أن الطهارة مفتاح الصلاة، فقال: "مِفْتَاحُها الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ".
والطهارة شرط لنظافة البدن والثوب والبقعة التي تصلي عليها، فلابد من طهارتها من الأنجاس.
وأمر بالغسل من الجنابة والحيض والنفاس يقول الله -جل وعلا-: (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ)[المائدة: 6].
ويقول: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ)[البقرة: 222].
وشرع الغسل ليوم الجمعة فقال: "غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ".
وحرم على المسلم وطء المرأة أثناء حيضها؛ لأن ذلك أذًى يؤثر على صحته، فقال: (فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ) [البقرة: 222].
ومن ذلك: طهارة الأفنية والبيوت يقول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ".
وحذر المسلم من تناول ما يضر بصحته من نجاسة أو متلوث أو أمور سامة أو الأمور التي حرمها الشرع من الميتة والدم ولحم الخنزير والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، حمايةً لصحة الإنسان، وحرم كل ذي مخلب من الطير، وناب من السباع، كل هذا حماية لصحة الإنسان، وسلامة ذلك.
ومن ذلك أيضا: أنه نهى عن الإسراف في الأكل والشرب بما في الإسراف من التعرض لبعض الأعراض والأمراض الخطيرة: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].
ونهى المسلم أن يتعرض للأمراض المعدية، فقال: "لاَ يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ".
وقال: "فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ".
وأرشد إلى العلاج والتدواي، ورغب فيه، وأخبر أن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداولوا عباد الله، ولا تتداولوا بحرام.
وأرشد المريض إلى ما يعينه على تعدي حالة المرض، فشرع له عند عجزه عن المال أن يتيمم، وخفف عنه بعض التكاليف في الصلاة، فإذا عجز عن القيام صلى قاعدا، وإن عجز عن القعود صلى على جنبه، أو مستلقيا: "صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فمستلقيا".
أيّها المسلم: ومنع المسلم من الغلو في النوافل التي ربما تضعف قوته في المستقبل، أخبر عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتاه، فقال له: "ألم أخبر أنك تقوم ولا تنام، وتصوم ولا تفطر"، قال: نعم، قال صلى الله عليه وسلم: "إن لنفسك عليك حقا، ولعينك عليك حقا، ولزورك عليك حقا، ولزوجتك عليك حقا، فصم وأفطر ونم وقم".
ومن ذلكم أيضا: أنه حمى البيئة وأمر بحماية البيئة من التلوث بالأوساخ والقاذورات، فقال صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الْمَلاَعِنَ الثَّلاَثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ".
وقال: "اتَّقُوا اللاَّعِنَيْنِ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ".
ونهى المسلم أن يبول في الماء الدائم الذي لا يجري: "لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَجْرِى، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ".
ولو كان كثيرا؛ لأن الجرأة على ذلك تقزز هذا الماء في أنظار الناس وربما حمل مكروبات وأمراض تهدد حياة الإنسان.
كل هذه التوجيهات النبوية حماية لصحة المسلم، وعنايةً بها، فالمسلم إذا طبقها التطبيق السليم، وجد لها أثرا في صحة نفسه، واستقامة حاله، فإنها أسباب الأخذ بها نافع بلا شك توجيهات قرآنية توجيهات نبوية، فالعناية بذلك والاهتمام بها والعمل بها من أسباب الخير، ويقول صلى الله عليه وسلم: "إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ منامِهِ، فَلاَ يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثًا، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِى أَحَدُكُمْ أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ".
فصلوات الله وسلامه عليه، لقد بين البيان الواضح وأرشدنا إلى ما فيه خير صحة أبداننا وقلوبنا وأعمالنا، صلوات الله وسلامه عليه أبدا دائما إلى يوم الدين.
والله -جل وعلا- قال: (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: 6].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقولٌ قولي هذا، واستغفروا الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، إنَّه هو الغفورٌ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهد أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، -صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ-.
وبعدُ:
أيها الأخوة، أيها الناس: اتَّقوا اللهَ -تعالى- حقَّ التقوى.
عباد الله: إن من الأمور المهمة نشر التوعية الصحية بين أفراد المجتمع؛ لأن نشر التوعية الصحية، وتثقيف المجتمع صحياً من أسباب الوقاية للأمراض، فالوقاية خير من العلاج، فنشر التوعية الصحية بين أفراد المجتمع، وإيضاح ذلك كله في سبيل المعقول أمر مطلوب ومتعين من تلكم الجهة المختصة بذلك.
ومن ذلكم -أيَّها الأخوة- التوازن في تناول المأكولات، فإن التوازن فيها مطلوب: (وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].
والإفراط في بعض الأشياء التي ربما يؤدي كثرتها إلى الهلاك أمر منهي عنه، يقول صلى الله عليه وسلم: "مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، فَإِنْ كَانَ لابد فاعلا فَثُلُثُ لطَعَامه، وَثُلُثُ لشَرَابه، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ".
أيها الأخوة: المهم أن الواجب حماية صحة الأفراد والمجتمع بكل وسيلة ممكنة، الواجب أن يكون هناك وعي صحي وتثقيف صحي للأفراد والجماعات في كل الأحوال، ولاسيما المواد الغذائية والمواد العلاجية فهي أمران عظيمان:
فالمواد الغذائية أن يكون هناك برنامج ثابت يحدد هذه الوجبات التي تقدمها هذه المطاعم والبوفيات، ما نوع ما يقدم؟ هل هذه الوجبات تقدم صالحة في تركيبها أم غير صالحة؟ هل هي صحية أم غير صحية؟ أبناؤنا الآن الصغار يتركون بيوتهم ويرفضون الأكل في بيوتهم، ويؤمون تلك الأماكن ليشترون من أغذيتهم، فلابد أن ننظر في هذه الأشياء، هل هذه الوجبات المقدمة صحيحة في نفسها؟ هل مركبة تركيبا صحيا أم لا؟ أم هي أمور خداعة يأكلها أبناؤنا ثم نشقى في علاجهم وما تجروه تلك الأطعمة من أمراض خطيرة لا يكفي أننا نغلق ما كان مخالفا لابد أن أضع برنامجا لكل هذه الوجبات المقدمة حتى أضمن أنها قدمت بأسلوب صحي نافع أما أن نترك لهؤلاء يقدمون ما يشاءون ننظر إلى النظافة، فالنظافة مطلوبة نظافتهم في أنفسهم مطلوبة، لكن لابد أيضا من تقييم كل ما يقدم لأبنائنا، لابد من تقييمها تقييما صحياً قبل أن يشتروها وقبل أن تصنع، ولابد من مراقبتها مراقبة شديدة.
المواد العلاجية لابد أيضا من مراقبتها، المستوصفات الصحية الأهلية، لابد من ملاحظاتها، فإدارة الدواء والغذاء لابد أن تقوم بهذه المهمة، وكذلك الأمانات، والمقصود العلم الجميع وحماية الجميع من الأمراض المعدية، فإن الفيروسات الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان لابد للصحة من أن توضح للناس جميعا، هذه الأضرار والأخطار بدقة وأمانة.
وما هي الطرق الوقائية قبل وقوع هذه الأخطار؟
فالوقاية خير من علاج، فإذا شرحنا للمجتمع طرق الوقاية التامة من هذه الفيروسات الخطيرة، ومن هذه الأطعمة الخطيرة، ضمنا بتوفيق الله صحة أبداننا علاجيا وطعاميا، أم هؤلاء الذين يقدمون الوجبات المختلفة بأسماء وأشكال متنوعة، ونحن لا نقيم هذه الوجبات، ولا ندري ما مدى صحتها هل هذه التركيبة صحية لأبدان شبابنا أم ضارة؟ وما هي الأضرار الناجمة عنها في الحاضر والمستقبل؟ كذلك أنواع العلاج والأخذ على كل من تساهل لا علاجيا ولا غذائيا أن يقام على الطريق المستقيم ويحال بينه وبين تلاعب الفساد، إن كثيرا من الأوبئة التي عمت كثيرا من أبناء المسلمين إنما سببها الرئيس تلك الوجبات السريعة التي لا يعلم مدى صحتها، ولم تقوم قبل تقديمها، تقييماً صحيحا، نعلم أهي ضارة أم نافعة، فإن حماية المجتمع صحياً وعلاجياً من الأمور المهمة.
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة؛ إنَّه على كل شيء قدير.
واعلموا -رحمكم الله- أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار.
وصَلُّوا -رحمكم الله- على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك بربكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائه الراشدين، الأئمة المهديين أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التَّابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك وإحسانك يا أرحمَ الراحمين.
اللَّهمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمَّر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللَّهمّ هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.
اللَّهمَّ أمنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا ولاة أمرنا اللَّهمَّ وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين.
اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبد الله بنَ عبدِ العزيزِ لكل خير، سدده في أقواله وأعماله، وامنحه الصحة والسلامة والعافية.
اللَّهمَّ شد عضده بولي عهده الأمين سلمان بن عبد العزيز أعنه على مسئوليته، إنك على كل شيء قدير.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحشر: 10].
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23].
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
عبادَ الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
التعليقات