عناصر الخطبة
1/للماء خصائص وعجائب 2/في نزول الغيث متعة وبهجة 3/بعض الآداب والأحكام المرتبطة بالغيث 4/بعض الأسباب الجالبة للغيثاقتباس
واعلموا أن من أعظم الأسباب الجالبة للغيث تقوى الله، والاستقامة على أمره، والتوبة، والاستغفار، والتضرع، وصِدْق الرجوع إليه، والطاعة، وعَمَلُ الصالحاتِ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله ذي الجود والعطايا، ومُجزِل الْمِنَح والهدايا، أمات وأحيا، وأغنى وأقنى، أخرَج المرعى، فجعله غثاءً أحوى، (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)[الذَّارِيَاتِ: 22]، جعَل من الماء كلَّ شيء حي، أحمده -سبحانه-، إحسانُه لا يُحَدّ، ونِعَمُه لا تُعَدّ، عليه المعتَمَدُ، وإليه المستَنَدُ، ومنه المستمَدُّ، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، قولُه الفصلُ، وبيده الفضلُ، وحكمُه العدلُ، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله، شريفُ الحَسَبِ، رفيع النَّسَبِ، السامي إلى أعلى الرُّتَب، سيد العَجَم والعرب، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، هم القدوة في طاعات القلوب، والأسوة في كمال الأدب، والتابِعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا كثيرًا لا ينضب.
أما بعدُ: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله -رحمكم الله-، واعلموا أن المرء ليس معصومًا، ولا مطالَبًا بالعصمة بل هو مطالَب إذا أخطأ أن يستغفر، وإذا زلَّ أن يتوبَ، ولْيُتْبِعِ السيئةَ الحسنةَ؛ فإنَّ الحسنات يُذهبن السيئات، ولْيُصلِّ في ظلمة الليل لظلمة القبور، وليَصُمْ في يوم الحر الشديد لحَرِّ يومِ النشورِ، ولْيتصدَّقْ ليستظلَّ بصَدقتِه في اليوم العسير.
وعلوُّ همة المرء عنوان فَلاحِه، فإذا عزمتَ -يا عبد الله- فبَادِرْ، وإذا هممتَ فثَابِرْ، ولا يُدرِكُ المفاخرَ مَنْ كان في الصف الآخِر: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الْحَدِيدِ: 21].
معاشر المسلمين: الماءُ عجيبٌ خلقُه، غريب نبؤه، أرخصُ موجودٍ، وأغلى مفقودٍ، أنزَلَه ربُّنا بلا لون، وأوجَدَه بلا طعمٍ، وخَلَقَه من غير رائحةٍ، عَذْبٌ خفيفٌ، ورقراقٌ لطيفٌ، يُهلِكُ إذا طغى، ويَهدِمُ إذا جرى، إذا زاد أَغْرَقَ وأَهلَكَ، وإِنْ نقَص ضاقتِ الحياةُ وضَعُفَ الأحياءُ، وإذا غارَ عجَز الخلقُ عن طلبه وتحصيله، (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)[الْمُلْكِ: 30]، (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الْوَاقِعَةِ: 68-70]، حفَل القرآنُ الكريمُ بذِكْر الماء وثمراته، وعظيم أثره وبركاته، في أكثرَ من سِتِّينَ موضعًا، فهو رحمةٌ ونعمةٌ، وعذابٌ ونقمةٌ، ما بينَ نسماتٍ لطيفةٍ، وقطراتٍ صغيرةٍ، وغيثٍ مِدرارٍ، وسيلٍ جرَّارٍ، (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)[الْحَاقَّةِ: 11-12].
معاشرَ المسلمينَ: إذا نزَل الغيثُ أخَذَت الأرضُ زينتَها، وأنتجتِ الأشجارُ ثِمارَها، وأَبهَجَتِ النباتاتُ بورودها وأزهارها، (أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)[النَّمْلِ: 60]، (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 10-11].
إذا نزل الغيث وجرَتِ الأوديةُ دخَل على الناس السرورُ والبهجةُ؛ (فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)[الرُّومِ: 48]، ومِنْ ثَمَّ خرجوا للتنزُّه والاستجمام، والفرجة والبهجة، وهذا حقٌّ مشروعٌ، ومطلبٌ مرغوبٌ، "إن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقًّا"، في الأجواء المطيرة، والسحب الغائمة، والبروق اللامعة، والأودية الجارية، والسدود الممتلئة، تكون النفوس برحمة الله مستبشرة، والقلوب بفضله مبتهجة؛ (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)[الشُّورَى: 28].
معاشرَ الأحبةِ: التنزه محبَّب للنفوس، فيه ترويح ونشاط، وسرور وانبساط، في التنزهات والمتنزهات أنس الصديق، والفرج من الضيق، وكسب المهارات، والاستزادة من الخيرات، في التنزه والرحلات تظهر معاني الأُخوَّة والإيثار، ويَبرُز حُسْنُ العِشْرة، ويعلو المرحُ، وطلاقةُ الوجهِ، ويطيب لينُ الكلام، والرفقُ والصبرُ والتواضعُ والمسارَعةُ إلى الخدمة، والتعاونُ فيما ينفع ويفيد، ويجلب الراحةَ والسرورَ والمتعةَ للنفوس وللرفاق.
روى الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، من حديث عائشة -رضي الله عنها-، أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يبدو إلى التلاع؛ يبدو؛ أي: يخرج إلى البادية، والتلاع هي مَصابُّ الأودية وما ينحدر من الأرض، وجاء بسند صحيح، أن عمر -رضي الله عنه- كتَب إلى أمراء الأنصار: "أن مُرُوا الناسَ في أيام الربيع للخروج إلى الصحراء؛ لينظروا إلى المرو، وآثار رحمة الله".
أيها المسلمون: في البَرِّ الفسيحِ يتأمَّل المتأملُ كمالَ قدرة الله، وعظيمَ إتقانِه، وبديعَ صنعه، وحُسْنَ خَلْقه؛ فيزداد القلبُ إيمانًا وتمتلئ النفسُ بهجةً وسرورًا.
أيها الإخوة الأحبة: ومن أجلِ مزيدٍ من الراحة والمتعة، وحُسْن الإفادة، فهذه آداب وأحكام مرتبطة بالغيث، والخروجِ له، يَحسُنُ معرفتُها والأخذُ بها؛ منها: اختيار المكان الآمِن من الأخطار والأضرار، ومن الحيَّات والحشرات المؤذية، ومجاري السيول، وفي الحديث: "إذا عرَّستُم فاجتَنِبُوا الطريقَ؛ فإنَّها طريقُ الدوابِّ، ومأوى الهوامِّ في الليل"(رواه مسلم)، وعليه باختيار الرُّفْقة، التي تُعِينُ على الخير وتدلُّ عليه، وتُدخِل في النفس البهجةَ والسرورَ، فإذا نزَل منزلَه في البرية فليستذكر دعاءَ المنزل: "أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّات من شر ما خلق"؛ فإنه لا يضرُّه شيءٌ حتى يرحل من مكانه"(رواه مسلم)، وينبغي المحافَظة على الأذكار والأوراد المأثورة؛ فإنها الحصنُ الحصينُ -بإذن الله-.
ومن الأذكار: الدعاء عند نزول المطر: "اللهم صيِّبًا نافعًا، مُطرنا برحمة الله، ومُطرنا برزق الله، ومُطرنا بفضل الله"، فنزول المطر من مَواطِن الإجابة كما في الخبر: "ثِنتانِ ما تُردَّانِ: الدعاء عند النداء -أي عند الأذان- وتحت المطر"(أخرجه الحاكم وحَّسنه الألباني)، وإذا كثر المطر وخُشِيَ ضررُه قال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر"(متفق عليه)، وهذا الدعاء -كما تعلمون- ليس دعاء بتوقُّف المطر، بل هو دعاء لصرفه فيما ينفع؛ فحاجة ابن آدم إلى الماء لا تنقطع.
ويتعرَّض للمطرِ حينَ نزوله، ويحسرُ ثوبَه ويكشف شيئًا من بدنه حتى يصيبَه المطرُ، فيفعل كما فعَل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويقول كما قال: "إنَّه حديثُ عهدٍ بربِّه"(رواه مسلم)، ومن عظيم الآداب، وجليل الأحكام الأذانُ للصلوات في أوقاتها، ويَرفَع به صوتَه؛ "فإنَّه لا يسمع مدى صوته جنٌّ ولا أنسٌ ولا حجرٌ ولا شيءٌ إلا شَهِدَ له يومَ القيامة"(رواه البخاري).
وإذا نزَل المطرُ وبلَّ الثيابَ وتلوَّثت الأسواقُ بالدحض والزلق فإنه يسوغ جمعَ الصلوات؛ فيَجمَع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعِشاء، وإن زاد المطرُ وخَشِيَ الناسُ على أنفسهم في الذَّهاب إلى المسجد فلهم أن يصلُّوا في بيوتهم، وحينَئذٍ يقول المؤذن في أذانه: "صلُّوا في بيوتكم، صلُّوا في رحالكم"؛ فعن جابر -رضي الله عنه- قال: "خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فمُطِرْنا، وقال: ليصل من شاء منكم في رحله"(رواه مسلم).
معاشرَ الإخوةِ: وممَّا ينبغي التنبُّهُ له في هذه الأحوال أن يكون قائد المركبة على يقظةٍ وحرصٍ؛ فيقود بهدوء وتُؤَدة، ولْيَحْذَرْ من التعجل والتهور، وعليه الابتعاد عن أماكن تجمُّع المياه وبطون الأودية؛ فإنَّ بعضَ قائدي المركَبات -هداهم الله- قد يُجازِف ويتجرَّأ فيخوض بمَركَبِته الأوديةَ أثناءَ جريانها وامتلائها بالمياه والوحل، وهذا تعريضٌ بالنفوس والأموال إلى التهلكة والتَّلَف، فكم هلكت بهذا الصنيع من نفوس! وفُقِدَ من عزيز! وتلفت من أموال! فاحذروا -حفظكم الله- مواقعَ الخطر، والتَزِموا بما يَصدُر من الجهات المختصة من تعليمات.
ومن الآداب: المحافَظة على البيئة؛ بأشجارها ومراعيها وأزهارها ومرافقها، ومراعاة الأنظمة المقرَّرة، ويجب اجتناب تلويث المنتزَّهات ببقايا الأطعمة والنُّفايات، والعبث بالمَرافِق والاحتطاب الجائر، والرعي الجائر، كما ينبغي ملاحَظة إطفاء النار ليلًا عند النوم.
ومن الآداب: إرشاد المسترشِد ومساعَدة مَنْ يحتاج إلى مساعَدة، في نفسه أو مَركَبَتِه أو متاعه، وتجنُّب أذى المجاوِرِينَ من المتنزِّهين برفع الأصوات وتقذير المكان، وليحذ المتنزِّهون من ارتكاب المخالَفات الشرعية، أو المجاهَرة بالمعاصي واللهو المحرَّم والتبرج والتهاون في أوقات الصلوات وأدائها.
وبعدُ عبادَ اللهِ: نسأل الله بمنه وكرمه، أن يغيث العباد والقلوب والبلاد، وأن يجعل ما يُنزِله من الغيث متاعًا وبلاغًا إلى حين، وأن يجعله سُقيَا رحمة لا سُقيَا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق؛ إنه جواد كريم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)[عَبَسَ: 24-32].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله مُنزِل البركات، وواهب الخيرات، ومحيي الأرض بالغيث بعد الممات، أحمده -سبحانه- وأشكره، وأسأله التوفيق والهداية، وأعوذ به من طريق أهل الخذلان والغواية، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة بها النجاة يوم القيامة، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، المبعوث بالهدى والحكمة، إلى خير أمة، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، أولي العزم والهمة، والتَّابِعِينَ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: معاشر المسلمين: الغيث ماء طهور مبارك، عذب فرات، يُنزِله ربنا من المعصرات، ماء ثجاجًّا ليُخرج به حبًّا ونباتًا وجنات ألفافًا، ومن آداب هذا الغيث -حفظكم الله- الاستبشار بنزوله، وشُكر اللهِ عليه، واعتقادُ أنَّه من عنده -سبحانه-، لا بسبب النوء ولا النجم ولا الموسم، غيرَ أن التنبُّؤ بالطقس وتوقُّعَ المطر وهبوبِ الرياح وسرعتها واتجاهاتها... وغير ذلك من أحوال الطقس المبنيّ على الأمور العلمية، والحسابات الفلكيَّة، فهذا لا حرجَ في معرفته، والتحدُّث به؛ لأنَّه من سُنَنِ اللهِ وممَّا أطلَع اللهُ عليه عبادَه، والأمر كلُّه لله، وبيده -سبحانه-، وقد يحصُل ما توقَّعوه وقد لا يحصُل.
ألَا فاتقوا الله -رحمكم الله- واعلموا أن من أعظم الأسباب الجالبة للغيث تقوى الله، والاستقامة على أمره، والتوبة، والاستغفار، والتضرع، وصِدْق الرجوع إليه، والطاعة، وعَمَلُ الصالحاتِ، "وليست السنة ألا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئا"(رواه مسلم).
هذا وصلُّوا وسلِّمُوا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم في محكم تنزيله فقال -وهو الصادق في قيله- قولًا كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك، نبينا محمد، الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدينَ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعينَ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمينَ.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واخذل الطغاة والملاحِدة وسائر أعداء الملة والدِّين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفِّق إمامَنا، اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين بتوفيقكَ، وأعزَّه بطاعتكَ، وأَعْلِ به كلمتَكَ، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين، ووفِّقه ووليَّ عهده وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم وفِّق ولاةَ أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسُنَّة نبيِّكَ محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم احقن دماءهم، واجمَع على الحق والهدى والسُّنَّة كلمتَهم.
اللهم إنا نسألك العافية من كل بلية، والشكر على العافية، اللهم إنا نستدفع بك كل مكروه، ونعوذ بك من شره، اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك، وبلاغا إلى حين، اللهم غيثا مغيثا، غدقا سحا، مجللا، تغني به البلاد، وتسقي به العباد، وتجعله بلاغا للحاضر والباد، اللهم إنا خلق من خلقك، ليس بنا غنى عن سقياك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، ربنا عليك توكلنا، فلا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].
التعليقات