عناصر الخطبة
1/ بيان القرآن لحقيقة الدنيا والآخرة 2/ حال السلف مع الدنيا 3/ كثرة وسائل الترفيه في العصر الحاضر 4/ المعيار السليم في التعامل مع الدنيا والآخرة 5/ أرقام وإحصائيات حول زيادة الإنفاق على التسلية والترفيه 6/ تفشي الفقر والجوع في العالم 7/ ضوابط شرعية في الترفيه والتسليةاهداف الخطبة
اقتباس
لقد طالت صناعة الترفيه اليوم العالمَ كله، وصار الناس يرفهون عن أنفسهم بأشياء مختلطة، بين المباح والمحرم كاقتناء الأثَرِيَّاتِ، وجمع الطوابعِ والترفيه بالسيارات ما بين تفحيط وتطعيس، وجمعِ الطيور وتربيةِ الحمام، والرياضاتِ المائية، والدراجاتِ النارية، والزوارقِ البحرية، ولُعْبِ الكرة بفنونها المختلفة، والترفيهِ...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الخلق ورب الأمم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم صلى الله عليه وسلمَ، وعلى آله وأصحابه خير القرون والأمم، وعلى التابعين أهل المكارم والقيم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: لقد أوضح الله -تعالى- لنا في كتابه الدنيا، وحقيقةَ أعمالها، وأبان لنا الآخرةَ، وحقيقةَ حياتها، فقال: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 64]، إنما الدنيا لهو ولعب في جميع مراحلها، تُلهي الناس، وتشغَلُهم عن المنفعة الدائمةِ، واللذة الحقيقةِ التي خلقوا من أجلها وهي الآخرةْ، ولذتِها التي هي دارُ الحيوان، وهذه الدنيا أكثرُ أهلها في لعبٍ ولهو وباطلٍ وغرورٍ وإضاعةِ أوقاتٍ، يقضون حياتهم فيها من أجل المتعة والاستمتاع، حكايتهم فيها كالأولين الذين قالوا: (إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا) [الأنعام: 29]، ومع ذلك فهي كالأحلام تمر بهم سريعا.
ألا إنما الدنيا كأحلامِ نـائم *** وما خيرُ عيشٍ لا يكونُ لدائمٍ
تأمل إذا ما نلت بالأمس لذةً *** فأفنيتها هل أنت إلا كحالـمِ
صح عن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- أنه قال: "ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكرُ الله وما والاه وعالم أو متعلم"، فكل ما فيها مذموم إلا ما كان فيه ذكر لله -تعالى- أو ما يؤدي ويعين على ذكر الله، ولذلك فإن الأذكياء من الصالحين عرفوا حقيقتها وقيمتها، فثمِّنونها واستثمروها فيما يعود عليهم فيها بالفائدة، فقد كانوا يحذرونها، وما كانوا يذمونها، ذم رجل الدنيا عند أمير المؤمنين عليُ بنُ أبي طالب -رَضي الله عنه- فقال له: "يا هذا! الدنيا دارُ فسْقٍ لمن صَدَقَها، ودارُ نجاة لمن فهم عنها، ودار غنىً لمن تزود منها".
لا تُتْبِعِ الدنيا وأيامَها ذمــا *** وإن دارت بك الدائرة
مِن شرف الدنيا ومِن فضلها *** أن بها تُستدرك الآخرة
فالدنيا إذاً بحسب ما يملأها ويعيش فيها صاحبها من خير أو شر، وهي مع ذلك مليئة باللهو واللعب والزينة، وقد حذرنا خالقها من أن نعيش فيها مبتغين منها هذه الأشياء، فقال جل وعلا: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) [الحديد: 20]، فهي في حقيقتها لعبٌ باطل وفَرَحٌ زائل، لعبٌ كلعب الصبيان، ولهوٌ كلهو الشباب، وزينة كزينة النساء، وتفاخر كتفاخر الإخوان، وتكاثر كتكاثُر السلطان، سريعةُ الانقضاء كثيرةُ التقلب، إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا، وإن أغنت في الحال أفقرت في المآل، وهكذا..
ولقد اتخذ سلفُنا صالحَ الأعمال فيها سُفُنا لما رأوها مليئة بالشهوات والملهيات، فأبحروا فيها إلى شاطئ السلامة شاطئ الآخرة، وحققوا فيها قول الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162].
مرّ شُريحٌ القاضي -رحمه الله- على قوم يلعبون، قال: "ما لي أراكم تلعبون؟" قالوا: "فرغنا" قال: ما بهذا أُمر الفارغ"، وقال عمر -رَضي الله عنه-: "إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة".
أيها المسلمون: إن الدنيا التي نعيش في ظلالها اليوم صار فيها أنواع من اللهو والترفيه والتسلية لم تخطر ببابل أحد ممن سبقنا، وقد تقدم العلمُ الدنيويُ والصناعةُ ووفرت للإنسان مزيدا من الوقت والجهد بهذه الآلات التي صارت تقوم بالنيابة عن الإنسان في جميع شؤون أعماله الحياتية، حتى أصبح الإنسان اليوم يختلف كثيرا عن الإنسان الأمس في مطعمه ومشربه وملبسه ومركبه ولهوه وفي حياته كلها.
إن هذه الصناعةَ الحديثةَ التي تعيشها الدنيا اليوم قامت بتغيير نمط الحياة لدى الإنسان في زراعته وصناعته وحياته ووفرت وقته بشكل كبير ما كان يحلم به إنسان الأمس، لكن السؤال الذي ينبغي أن يطرح ليُعقل: أين ذهبت هذه الأوقات الموفَّرة التي وفرتها هذه الحضارة المزدهرة في عالم الإنسان اليوم؟
لقد نشأ بعد الحرب العالمية الثانية علمٌ لدى الغرب اسموه: علمُ اجتماع الفراغ، وكان هذا العلم نتيجةَ كثرةِ الفراغ الذي حصل عند الناس بسبب هذه الكفاءة والتنمية وزيادة الطاقة الإنتاجية والتقدم التقني، فكيف ملئوا هذا الفراغ الذي كان يهدد إنسانيتهم في عالمهم؟
لقد ملؤه بأنواعٍ من الترفيه والتسلية الحديثة، وصار لأجل ذلك صناعاتٌ وشركات ورأس مال هائل، يُنفَق على التسلية والترفيه، فهل التسلية والترفيه في عالمنا اليوم كتسليتهم؟ هل هذا الترفيه الذي نعيشه ويعيشه أبناؤنا اليوم هو ترفيه مذموم؟
إن سنة الله في عالم الإنسان أن فعله متوسط بين عالم الملائكة وعالم الشياطين، فمُكّن الملائكة بالخير، يفعلون ما يُؤمرون، يسبحون الليلَ والنهار لا يفتُرون، ومُكّن الشياطينَ بالشر والإغواء فلا يغفلون، وجُعل عالمُ الإنسان متلونا، وإليه أشار صاحب الشريعة -صلى الله عليه وسلمَ- بقوله: "ولكن يا حنظلة ساعة وساعة"، ففي ساعة الحقوق تؤدون حقوقَ ربكم، وفي ساعةِ الفتور تقضون حظوظ أنفسكم" إذًا هي ساعتان، ساعة تكونُ للعبادة والذكر وأنواعِ الطاعات، وساعة لقضاء حقوق النفس بالمباحات من الأكل والشرب واللباس والنكاح والنوم، ونحوِ ذلك من رياضات النفس وملاعبة الزوجة والأبناء، فتُعطى النفس حقوقَها ضمن المباح الذي أذن به الشرع، وقد كان عليه الصلاة والسلام يلاعب الحسن والحسين ويداعبهما ويلاعبهما، وكان يداري زوجاته، ويداعب أصحابه ويقولون: "إنك تداعبنا" قال: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا"، وأذن لعائشة -رَضي الله عنها- في النظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد بحِرابهم، قالت: ورسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- يستُرُني بردائه أنظر إلى لِعْبِهم، بل لقد أُخذت عائشة -رَضي الله عنها- من الأرجوحة وكانت تلعب مع صواحب لها لتحضيرها للعرس، وقالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي -صلى الله عليه وسلمَ- وكانت لي صواحب يلعبن معي، قال ابنُ مُفلح -رحمه الله تعالى-: "والعاقل إذا خلا بزوجاته وإيمائه ترك العقل في زاوية، وداعب ومزاح وهازل ليعطي النفس والزوجة حقهما، وإن خرج لأطفاله خرج في صورة طفل"، فانظر إلى هذا اللهو واللعب للأطفال والصغار حتى للمرأة حديثةِ السن، وقد استثنى العلماء من الصور: اللُعَبَ للبنات، والعلة في هذه الرخصة: قال العلماء: "وخُصَّ ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وأجاز العلماءُ بيعَ اللُعبِ للبنات لتدريبهن من صِغرِهن على أمر بُيُوتِهن وأولادهن"، وكان الصحابة يُعطون الصغار اللُعب لتعوديهم على العبادة؛ كما جاء في حديث الرُّبيِّع بنت معوذ، قالت: "كنا نصوم (أي عاشوراء) ونصوِّمُ صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكونَ عند الإفطار" (رواه البخاري).
ومن الأحاديث في هذا الباب: قولُ النبي -صلى الله عليه وسلمَ-: "كلُ ما يلهو به الرجلُ المسلمُ باطلٌ إلا رميَه بقوسه، وتأديبَه فرسه، وملاعبتَه أهله، فإنهن من الحق" رواه الترمذي" فكل ما يشتغل به الرجلُ المسلمُ باطل لا ثواب له وإن كان من المباحات إلا رميَه بقوس أو تأديبَ فرسه لما فيه من الإعانة على الجهاد، وملاعبةِ الأهل؛ لأن المرأة بغير ممازحة ومداعبة وملاعبة لا تصلح معك، وليس المقصود أنه باطل أي محرم.. لا.. لكنه اللهو الذي يؤجر فيه بخلاف اللهو المباح الآخر فإنه لا يُؤجر عليه إلا ما كان يعين على ذكر الله -تعالى- أو محتسبا اللهو فيه لأجل النشاط للعبادة؛ كما قال معاذ بن جبل لأبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-: "أما أنا فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي"، وقال علي -رضي الله عنه-: "روَّحوا عن القلوب ساعة، فإنها إذا أكرهت عميت"، وقال بكر بن عبد الله المُزني: "كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلمَ- يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال".
عباد الله: لقد قفز الإنفاق على التسلية والترفيه قفزة عظيمة في هذا الزمن؛ فبينما كانت الأسرة في أوروبا في عام ألف وتسعمِائة وواحدٍ وخمسين تنفق سبعينَ دولارا على الأنشطة الترويحية، قفز هذا المبلغ بعده بعشرين سنة إلى مائتينِ وستين دولارا، ثم أصبحت صناعة الترفيه في العالم في ازدياد وتضخم، وتنفق المنطقة العربية في الموسم الواحد قرابة العشرةَ مليارات دولارا، وينفق السياح العرب أكثر من خمسٍ وعشرينَ مليارَ دولارٍ سنويا في مراكز الترفيه، وهكذا تستقبل بعض مدن العالم الملايين من الزوار للترفيه حتى بُني منتزه واحد بخمسةٍ وخمسين مليارا من الدولارات، وتم تطويرُ حديقة عائلية واحدة بسبعة وعشرين ونصفَ مليون دولار، وافتُتحت منتجعات ومنتزهات ومطاعم ومدن ترفيهية بمئات المليارات، ومرتبات بعض اللاعبين تصل إلى أكثر من خمسين مليون دولار في السنة الواحدة، بينما أشهر الأطباء والمهندسين والمفكرين والباحثين والمخترعين والعلماء والقضاة في العالم لا يصل مرتبه السنوي إلى واحد بالمائة من هذا الرقم.
كل هذا -يا عباد الله- في الوقت الذي يموت فيه ملايينٌ من البشر في العالم فقرا وجوعا، وتزداد البطالة في العالم يوما بعد يوم إضافة إلى الأمية التي تنتشر بين شعوب العالم في عالم مليء بالحضارة والمعرفة، إن هذه الأجهزة الكثيرة التي خرجت للناس في هذا الزمن من الستلايت والديجتل والشاشات والفضائيات والألعاب الإلكترونية ومدن الترفيه العالمية لها أثرها العميق في نفوس الناس وعقولهم، واستهلكت بعض الدول خمسين في المائة من مصنوعاتها في المنطقة العربية في بلد واحد، وبيع من البليستيشن أول ما عُرض في اليابان في الخمسة الأشهر الأولى أكثر من مليون جهاز، ويوجد في العالم اليوم من هذه اللعبة أكثر من مائتين وخمسين مليون جهاز، في المنطقة العربية وحدها أكثر من مليوني جهاز.
لقد طالت صناعة الترفيه اليوم العالمَ كله، وصار الناس يرفهون عن أنفسهم بأشياء مختلطة، بين المباح والمحرم كاقتناء الأثَرِيَّاتِ وجمع الطوابعِ والترفيه بالسيارات ما بين تفحيط وتطعيس، وجمعِ الطيور وتربيةِ الحمام، والرياضاتِ المائية والدراجاتِ النارية والزوارقِ البحرية ولُعْبِ الكرة بفنونها المختلفة، والترفيهِ بتسلق الجبال في مختلف الأماكن والصناعات اليدوية من التزيين والتطريز والترفيه بالألعاب النارية وأنواعِ سباق الحيوانات وكذا تصميمُ الحدائق والزراعةِ والترفيه بالطرائفِ والطائراتِ الورقية، ونحو ذلك من الفنون المختلفة، وفي المقابل يوجد ترفيه عجيب كالترفيه بالأغاني والصوتيات والفيديو كليب والمخدرات وأماكنِ الشيشة والمقاهي وأبراجِ الحظ والكهانةِ وقلبِ الفنجان، والترفيه بالتعري الجماعي وحفلات ملكات الجمال والرقص وليالي الغنائي الحمراء ورؤية القنوات المختلفة والسياحة، ونحو ذلك من هذه الأمور، وهذا العددُ الضخم من أفراد هذه الصناعة التي جعلت هذا الانتشار في العالم، وانشغل الناس ودخلوا في هذه الجوانب الترفيهية المختلفة، وعمت أنواع من المحرمات والفساد العريض في الأرض، وضاعت أوقات كثيرة كان الأولى بها أن تقضى فيما فيه فائدة، ونسي الناس ضوابط الترفيه في حياتهم -والله المستعان-.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا وحلالا طيبا ورزقا مباركا يا رب العالمين.
بارك الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمد الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله والله أكبر، وأشهد أن محمدا رسول الله، المبعوث للثقلين رحمة للعالمين، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فيا عباد الله: إن المتفحص للترفيه والتسلية في عالم اليوم يجد أنها تفتقد ضوابطها الشرعية مما حدا بكثير من خلق الله أن يوجهوا الترفيه والتسلية إلى الوجهة التي يريدون لا إلى ما يريد الشرع.
إن الضوابط الشرعية في التسلية والترفيه ينبغي أن تتضمن أمورا؛ منها: أن لا تتضمن شيئا من الشرك والسحر، ونحو ذلك من أنواع الدجل والشعوذة؛ كالتسلي بحظ الأبراج، وقراءة الفنجان، وإتيان الكهان والعرافين.
ومما يؤسف له: أنه أقيمت قنوات فضائية تعنى بهذا الجانب لنشر الشرك والسحر بين الناس.
كما أنه ينبغي أن لا تشغل عن ذكر الله وطاعته وامتثال أمره، فإن الله حرم الخمر والميسر؛ لأنهما يصدان عن ذكر الله وعن الصلاة، فكل لعبة مباحة وكل تسلية بريئة تصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهي محرمة وتزداد تحريما إن كانت محرمة.
كما ينبغي أن يكون الترفيه على قدر الحاجة حتى لا يتعلق القلب به، وفي دائرة إطار المباح ومما شرعه الله؛ فإذا احتوت على أمور محرمة كالمعازف والموسيقى وصور النساء، وما أكثرها اليوم في وسائل الترفيه من الشاشات والألعاب وغيرها؛ فإنها حينئذ خرجت عن المباح.
كما ينبغي أن لا تشتمل الألعاب على صورٍ من ذوات الأرواح ومن المجسمات وغيرها؛ فإن النبي -صلى الله عليه سلم- لعن من صنعها، وأمر بإتلافها.
ويجب أن يكون الترفيه خاليا من القمار والمراهنات، ومن ذلك اللعب على المال، فأي لعبة قامة على مال فهي مراهنة وقمار وميسر.
ويشترط في اللعبة: أن لا تشتمل على شيء ممن شعارات الكفار الدالة على أديانهم وصلبانهم؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- كان يحك الصليب ويطمسه.
والحذر الحذر من الألعاب التي تربي في نفوس الأبناء الاعتزاز بالكفار وجيوشهم وأعلامهم، وتحبيب شخصياتهم، وتقديس صلبانهم؛ كجعل الصليب في اللعبة كونِه يعطي اللاعب صحة أو قوة أو إنعاشا للروح، ونحو ذلك.
وأن لا تقوم على ابتزاز المسلمين وإهانتهم وإهانة مقدساتهم مع خلوها من الترف والإسراف؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- نهى لنا إضاعة المال.
عباد الله: إن فهم الضوابط الشرعية في الألعاب والترفيه والتسلية مهم لأجل سلامتنا وسلامة أبنائنا، ولأجل أن يكون اللعبُ مباحا والتسليةُ بريئة، وأن تكون الأوقات التي تُمضى فيها لا تقطع عن الله والدار الآخرة.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نسألك حبك...
التعليقات