سمو سيد البشر عن طعن عابد البقر

عبدالله بن عبده نعمان العواضي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/تأملات في أوصاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم 2/أعلى منازل الكمال البشري 3/ثناء القرآن على رسول الله 4/رد الطاعنين على جناب خير المرسلين 5/طعن مسؤول هندي في رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- 6/واجب الأمة في الدفاع عن نبيها.

اقتباس

عاش بين قومه فكان أفضل قومه مروءةً، وأحسنهم خُلقاً، وأعزهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وألينهم عريكةً، وأعفّهم نفساً، وأكرمهم خيراً، وأبرهم عملاً، وأوفاهم عهداً، وآمنهم أمانةً، حتى سماه قومه: الأمين؛ لما جُمع فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية.....

الخطبة الأولى:

 

 الحمد لله الذي أعطى نبينا الكوثر، وجعل شانئه هو الذميم الأبتر، والدني الأذل الأحقر،  مرتداً كان أو كتابياً أو مشركاً أو عابداً للبقر، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي رفع مقام رسولنا فوق مقامات البرية، وأنزله بإكرامه منازل التكريم العليّة، فجعله أعظم الخلق قدراً، وأبقاهم في المحامد ذكراً، وأكثرهم فضلاً وخيراً، وأوفرهم ثواباً وأجراً، أرسله الله رحمةً للعالمين، وضياءً للناس أجمعين، فجعله شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً.

 

فأشهد أنه عبدُ الله ورسوله، وصفيّه من بين خلقه وخليله، وأمينه على وحيه، وسفيره بالحق إلى عباده، شرح الله له صدره، ووضع عنه وزره، ورفَع له ذِكْره، وجعل الذل والصغار على مَن انتقص قدره، وخالف بالشقاق أمره، فصلى الله عليه وعلى آله ما بقي الزمان، وتعاقب عليه الجديدان، وسلم تسليماً.

 

أما بعد:

ذاكَ الذي عبدَ الإلهَ وأخلصا *** وهوَ المشفَّعُ في المعادِ لمنْ عصَى

وبكفِّهِ نطقتْ وسبّحتِ الحصى *** شرفاً لهُ ولربهِ تعظيما

صلوا عليه وسلموا تسليما *** مني السلام عليك ما هبّ الصَّبَا

وتعانقت عذبات باناتِ الرُّبى *** وتناوحت وُرْقُ الحَمام لتطربا

وأضاء نورك في السماء نجوما *** صلوا عليه وسلموا تسليما

صلى وسلمَ ذو الجلالِ عليكَ يا *** مَن نورُ طلعتهِ يشقُّ الغيهبا

صلى وسلمَ ذو الجلالِ عليكَ ما *** أحلاك ذكراً في القلوبِ وأعذبا

صلى وسلمَ ذو الجلالِ عليكَ ما *** أوفاكَ للمتذممينَ وأحسبا

صلى وسلمَ ذو الجلالِ عليكَ ما *** أزكاكَ في الرسلِ الكرامِ وأطيبا  

 

أيها المسلمون: من أين أبتدئ الحديثَ عن النبي؟ أم أيّ قول سوف سيسعف مطلبي وبأيِّ تعبير وحرف مشرقٍ أعلو به قُنن الثناءِ الطيِّب:

ويُبِين ما بلغ الرسولُ من العلا *** ويصوغ أمجادَ السحاب الصيِّب

 

محمدٌ، لفظ ما أحلاه!، ومعنى ما أسماه!، وعلم ما أعلاه!، وضياء ما أبهاه، وطود في المكارم ما أرساه!، ونجم في السماء ما أظهره وما أسناه!، ومنهل من المحامد ما أوسعه وما أزكاه، ونهر في عذوبة الخُلق ما أطهره وما أنقاه، وجمال في المظهر والمخبر والمشهد والمغيب، فسبحان من خلقه وسوّاه، وكمّله وأوفاه.

 

محمد، سَنِيُّ الخصال بلا ريب، متصل الفضائل بلا عيب، محمود في الأرض والسماء، مرفوع الآخرة والأولى. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا سيد الناس يوم القيامة"(متفق عليه).

 

عاش بين قومه فكان أفضل قومه مروءةً، وأحسنهم خُلقاً، وأعزهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وألينهم عريكةً، وأعفّهم نفساً، وأكرمهم خيراً، وأبرهم عملاً، وأوفاهم عهداً، وآمنهم أمانةً، حتى سماه قومه: الأمين؛ لما جُمع فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية، وكان كما قالت أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-: "يَحمِل الكَلَّ، ويُكسب المعدوم، ويَقري الضيف، ويعين على نوائب الحق".

 

وصفته البدوية من أول نظرة فأبدعت في وصفه، وصدق قولها في نعته، فكيف لو عاصرت سيرته عن قرب مكان، ورأت عذب خلاله عن إيمان؟!، فقالت ذلك القول الخالد ما معناه: "كان –صلى الله عليه وآله وسلم- ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ضخامة بدن، ولا صغر رأس، وسيم قسيم، في عينيه سواد جميل، وفي شعر أجفانه طول، وفي صوته بحة الرجال، وفي عنقه امتداد، ناصع البياض، أكحل العينين، رقيق الحاجب في طول، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، وسط لا قليل ولا كثير، كأن منطقه خرزات نُظمن يتحدرن، وسيط القامة، لا تحتقره العيون لقصره ولا لفُحش طوله، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، جميل المعاشرة، حسن الصحبة".

 

عباد الله: لما بُعِثَ -عليه الصلاة والسلام- بلغ بالنبوة أعلى منازل الكمال البشري، ونال فيها أسمى أوسمة الشرف النفسي، فصُنِعَ على عين الله، فكان تاج المفاخر والفضائل، وعنوان المحامد والشمائل، ومنهل الهدى والزكاء، وأفق العلو والسناء.

 

أثنى عليه الله، وكفى بثنائه ثناء، ومدحه وحسبك بمدح الله مدحًا، فمن أصدق من الله قيلاً، ومن أحسن من الله حديثًا.

فقد قال في سلامة عقله: (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ)[التكوير:22]، وقال في دماثة خلقه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم:4]، وقال في صدق خبره: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً)[الأحزاب:22].

 

وقال في استقامة دينه: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[النجم:2-4]. وقال في عظمة رحمته، وكمال حرصه ورأفته: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة:128].

 

وقال في غاية بعثته، وسلامة دعوته: (رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)[الطلاق:11]، (وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[المؤمنون:73].

 

عباد الله: لم يطب لسيئ الناس أن يبقى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في منازل السمو مقيماً، يزداد مع مرور الدهور علواً، فراحوا ينالون منه نيلاً عظيماً؛ ليطفئوا بذلك لهب غيظهم، ويظهروا به عذاب نفوسهم، ويحاولوا بسوء مقالهم إنزال من كتب له الخلود على معاقد الجوزاء، وتعكير نهر حُبِّه المتدفقِ في جميع الأنحاء، وقطع صلة القلوب بتعظيمه وتوقيره في كل الأرجاء.

 

محاولين بهذا السعي الخائب إظهار أنفسهم بمحاسن الشيم، وصوالح القيم، وأنّى لهم ذلك وهم غرقى في المعايب، ملأى من المثالب، فكيف يصح أن يُقرأ لهم ويُسمع وهم على الحال التي وصفنا، والحقيقة التي ذكرنا، ولكن لا عجب فنحن في زمن العجائب، والحال

كما قال الشاعر:

 

إِذَا وَصَفَ الطَّائِيَّ بِالبُخْلِ مَادِرٌ *** وَعَيَّرَ قُسّاً بِالفَهَاهَةِ بَاقِلُ

وَقَالَ السُّهَى لِلشَّمْسِ أَنْتِ خَفِيَّةٌ *** وَقَالَ الدُّجَى لِلصُّبْحِ لَوْنكَ حَائِلُ

وَطَاوَلَتِ الأَرْضُ السَّمَاءَ سَفَاهَةً *** وَفَاخَرَتِ الشُّهْبَ الحَصَى وَالجنَادِلُ

فَيَا مَوْتُ زُرْ إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيْمَةٌ *** وَيَا نَفْسِ جِدِّي إِنَّ دَهْرك هَازِلُ

 

ولكن هيهات هيهات أن يصل الشانئون محمداً إلى مراد العدوان، ويبلغوا غاية هذا البهتان، وقد تكفَّل الله بحماية رسوله ونصره في الأولين، ويتكفل بحمايته في الآخرين؛ فمن عدوان الأولين حماه فقال: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الأنفال:30]، وقال: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[التوبة:40].

 

وقال: (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)[الأنفال:62]. وقال: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[الأنفال:71].

 

ومن حمايته -تعالى- ونصره لرسوله: أنه لعن من آذاه، وتوعد بالعذاب من عاداه، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً)[الأحزاب:57]، وقال: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[التوبة:61].

ومن حمايته له: أنه كفاه المستهزئين وجعل شانئه هو الأبتر، فقال: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)[الحجر:95]، وقال: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ)[الكوثر:3].

 

ألا وإنه استهزأ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستهزؤون سابقون، فكان مصيرهم الخزي والنكال، وسيحيق بالمتأخرين ما حاق بالأولين من الصغار قال -تعالى-: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)[الأنعام:10]. وهذه الآية وعيد سيصل أواره كل مستهزئ برسوله في كل زمان ومكان، فمن أهلك المستهزئين الأولين سيهلك المستهزئين الآخرين.

 

نسأل الله أن يشفي صدور الأمة بعاجل عقوبته لكل مستهزئ برسولها، ويقر عيونها بالنقمة القريبة من شاتم حبيبها وقرة عيونها.

 

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه الأخيار الأوفياء.

 

أما بعد: أيها المسلمون: لقد تابع كثير منكم ما قام به مسؤول حكومي هندي من الطعن في رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، والنَّيْل من جنابه الشريف بسبابه وشتمه.

 

 وهذه والله فاقرة من الفواقر، التي تنثال على أمة الإسلام اليوم تباعاً، يوم أن ذلت بعد أن عزت، وسقطت بعد أن رُفعت، وخافت بعدما خِيفَت، وهانت بعدما كانت وكانت.

 

فاليوم لم يعد لها حضور في آفاق الهيبة حتى يحفظ لها عدوها مقدساتها هلعاً، وينأى عن هجائها فزعاً، ويخشى لو تجرأ عليها شدة بأسها، وعنفوان صولتها.

 

 وسبب هذا المآل الحزين أنها تخلت عن دينها، وأثارت دنياها على أخراها، وباعت سيادتها في سوق الحرص على الحياة الرخيصة، وكرهت الموت في مجال العز، وصدق الله: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)[الحج:18].

 

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يُوشِكُ الْأُمَمُ  أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا. فَقُلْنَا: أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:  بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ , وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ اللهُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ , وَيَقْذِفُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ، فَقُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ؟, قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ"(رواه أبو داود وأحمد).

 

لقد أدرك عدونا اليوم أننا أمة لم تعد لها قوة تستطيع بها دفعه وردعه؛ لأنها تولت عن أسباب قوتها الحقيقية، وشغلت بتمزقها وصراعاتها الداخلية، ومطامع بقاء حياتها الشهوانية، ولو على أرصفة الذل والتبعية.

 

فسهل عليه حينها أن يسطو على حرماتها، ويتناوب وأمثاله في العدوان على دينها وأعلامها، فلم تستطع عند ذاك من دفع الصائل، والانتصار على المعتدي المتطاول، وصدق من قال:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له *** وتتّقي صولة المستأسد الحامي

والقائل:

مَنْ كانَ ذا عَضُدٍ يُدركْ ظُلامتَهُ *** إِنّ الذليل الذي ليسَتْ له عُضُدٌ

تنبُو يداهُ إِذا ما قلَّ ناصرُهُ *** وَيَأُنفُ الضيمَ إِنْ أَثرى لهُ عددُ

 

بل لم يكتفِ العدو -يا عباد الله - بعدوانه المباشر على مقدّساتها، وإنما صار يمول بعض أراذل الأمة كي يعتدوا على مبادئها من داخل صفها، ويأتون كل يوم بداهية من الدواهي، ثم  يصبح هؤلاء المرتدون فيها في أمن وسعة، وتشهير وإبراز، دون أن توقفهم الأمة بإقامة حد ربها عليهم ليكونوا عبرة للمعتبرين.

 

أيها الأفاضل: إننا أمام اليوم موقف يستحث النفوس المؤمنة لإعلان موقفها بقدر ما تستطيع، فلا يمر هذا الحدث وأمثاله من غير أن يعلم كل عدو مستهزئ أن هناك أمة فيها من الحمية على دينها ما لا تستطيع مع التعدي عليه السكوت، والرضا بالضيم.

 

فالدول والحكومات والمسؤولون والقادات في أمة محمد لا بد أن يكون لهم موقف رسمي حازم تجاه هذه الجريمة الهندوسية بحق سيد البشرية.

 

والأفراد والشعوب لا بد أن يثوروا ثورة عارمة في وجه هذا الطغيان الهندي عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالدفاع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونشر شمائله، وبيان سمو مكانته، وذكر أقاويل المنصفين من الكافرين في مدحه وإعلاء شأنه.

 

وأبشروا -معشر المسلمين- فإن كل اعتداء على رسول الله عبر الزمان ينتج عنه من الخير ما لا يعلم قدره إلا الله، تحقيقاً لكفاية الله رسولَه من كل هزؤ؛ فكم ناس كانوا يجهلون مكانة سيد العالمين بفعل التشويه الإعلامي والجهل المتعمد، فبادر المسلمون في نشاطات متنوعة لنشر فضائل نبي الله -عليه الصلاة والسلام-، فأقبل عدد كبير من الكافرين على اعتناق الإسلام.

 

قال الله -تعالى-: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)[النساء:19].

 

هذا وصلوا وسلموا على خير البرية...

 

المرفقات
ZKIrkbrJHBCvniN2qJjgtPVk76TwX2xw8KDV2WYP.pdf
HGINO2vyF4Pu6BjJfdV3jlNKfTdcIKT3JwqAdVxV.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life