عناصر الخطبة
1/رحلة عظيمة 2/سرد رحلة الطائف 3/أبرز الدروس والعبر المستفادة من الرحلة.

اقتباس

وَشَتَّانَ بَيْنَ مَنْ كانَ هَمُّهُ وحَزَنُهُ لِدِينِ الله، ومَنْ كانَ هَمُّهُ وحَزَنُهُ لِنَقْصِ دُنْيا قد تَعَلَّقَها، أَو لِفواتِ فاتِنَةٍ قد عَشِقَها، أو لِبُعْدِ شهوةٍ قَد أُشْرِبَها، أو لهزيمةِ فريقٍ قد تَوَلَّعَ بِه. هَمٌّ يؤلِمُ لا...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ:

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

أيها المسلمون: يتحدَّثُ المُترَفُونَ عَن رحلاتٍ لهم وأسفار، يستعرِضونَ جَمِيْلِ أحداثها، ويتلَذَّذونَ بتفاصيل وقائِعها، في مُتعةٍ ورفاهيةٍ ونَعِيْم. يتحدَّثونَ عَن أَحْدَثِ طائراتٍ رَكِبُوها، وأَرفَهِ سياراتٍ ارتَحَلُوها. في سياحةٍ تَقَلَّبوا خِلالِها بين عواصِمَ وَمُدُنٍ وبُلدَان. يتحدثونَ عَنْ رحلاتِهم.

 

وهنا حديثٌ عَن رِحلَةٍ أُخرى ليسَ للتَّرَفِ فيها وَسْمٌ، وليسَ للمُتْعَةِ فيها رَسْمٌ، وليسَ للرفاهيةِ فيها عُنوان. رِحلةٌ شاقَّةٌ قاسيةٌ مُؤلِمَة، قُطِعَت في مَسِيْرِها أميالٌ، طُوِيَتْ شِعابٌ، واجْتِيْزَت وهادٌ، وصُعِدَتْ جِبال. سيراً على الأقدامِ كان مَسِيْرُها، لَمْ يُمْتَطَ فِيْهَا رَاحِلَةٌ تَقِي حَرَّ الرَّمْضاء وتُخَفِّفُ آلامَ المسير. لَمْ يَكُنْ فيها صاحِبٌ يُؤَازِرُ ولا رفيقٌ يُؤَانِس.

 

رِحلةٌ روى صاحِبُها أحدَاثها، وَصَدَقَ فيما رَوى وهُوَ الصادِقُ المَصْدُوق. قالَتْ عائشةُ -رضي الله عنها- سألُتُ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ مِنْ يَوْمِ أحُدٍ؟ -ويومُ أُحُدٍ كانَ يومٌ دَامٍ، قُتِلَ فيهِ سبعونَ من خِيرَةِ أصحابِ رسولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، وشُجَّ فيه رأسُهُ كُسِرَت رَباعيتُهُ وسالَ الدَّمُ على وجهِهِ؛ صلى الله عليه وسلم-.

 

"هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ مِنْ يَوْمِ أحُدٍ؟"؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لقَد لقيتُ من قومِك"، -أَيْ لَقِيتُ مِنهُم أَصْنافَ الأَذى-، "وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يوم العقبة" -موقِعٌ قُربْ الطائِف يُقالُ لَه العقبة-؛ إذْ عرَضْتُ نفسي على ابنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ -رَجُلٌ من زعماء الطائفِ وكُبرائِها، عَرَضَ عليه رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، الإيمانَ والمؤَازَرَة والنُّصْرَة- قال: "فلم يُجِبْني إلى ما أردتُ" -كَذَّبَهُ وزَجَرَهُ وآذاهُ، وأغرى بِه السفهاءَ يرمونَه بالحجارةِ.

 

قال: "فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي فلم أستفق إلاَّ وأنا بقرن الثَّعالب"، -غَشِيَهُ مِن الهَمِّ أعظمَ غاشِيَة فانطلقَ، صلى الله عليه وسلم، لا يُدرِكُ مَسِيْرَهُ ولا يُبْصِرُ سَبِيلَه ولا يَشْعُرُ بحالِه فلَمْ يُفِقْ إلا حينَ بَلَغَ مكاناً يقالُ لَه قَرنُ الثعالِب، هو ما يُعرَفُ اليومَ بِقَرنِ المنازِلِ ميقاتُ أهلِ نَجد-.

 

قال: "فرفعتُ رأسي، وإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتْني، فنظرتُ فإذا فيها جبريلُ -عليه السَّلام- فناداني، فقال: إنَّ الله -تعالى- قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَك، وما ردُّوا عليك، وقد بَعَثَ إِليك ملَكَ الجبالِ لِتَأمره بما شئت فيهم. فناداني مَلَكُ الجبالِ، فَسَلَّم عَلَيَّ، ثمَّ قال: يا محمَّد، إنَّ الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملَكُ الجبال، وقد بعثني ربِّي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئتَ؛ إن شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبَيْن" -جَبَلَيْنِ عَظِيْمَيْنِ مُحِيْطَيْنِ بِمَكة-.

 

فقال -صلى الله عليه وسلم-: "بل أرجو أن يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لا يُشركْ بِهِ شيئًا"(متفق عليه).

 

تِلْكُمْ رِحلةُ رَسُوْلِكُم -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف، كابدَ فيها مِن العناءِ ما كابَدَ حتى يُبَلِّغَ للناسِ رسالةَ رَبِهِ. كانَتْ الرحلةُ في السنةِ العاشرةِ من البِعْثَةِ؛ أَيْ قَبلَ هِجرَتِهِ إلى المدينةِ بثلاثِ سنوات.

 

عباد الله: وَكَمْ في هذه الرحلةِ العظيمةِ من الدروسِ والآياتِ والعِبَر، فَأَكْرَمُ الخَلْقِ على اللهِ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كانتْ لَه الكرامةُ بِحَمْلِ الرسالة (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)[المائدة:67]، وأكَرَمُ هذه الأمةِ بعد رسولِها مَن ساروا على ما سارَ عليه، يُؤْمِنونَ برسالَتِه يدعونَ بدعوتِه (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[يوسف:108].

 

وإِنَّ سَبِيْلاً واجهَ فيْهِ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- صُنُوفاً من الشِّدَّةِ والأَلَمْ، لَنْ يكونَ دَرباً مُمَهداً بالحريرِ لِمَن سار على دَرْبِه. (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)[لقمان:17].

 

وفي أقسى مواقفِ الهَمِّ التي واجهها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في سبيل دعوتِه، يُنْزِلُ اللهُ لُطْفَهُ وفَضْلَه وتَثْبِيْتَه، جبريلُ يَنزِلُ من السماءِ مُصْطَحِباً - بأمرِ اللهِ - مَلَكَ الجِبال: يا محمد: "إنَّ الله -تعالى- قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَك، وما ردُّوا عليك"؛ أَعظمُ تَطْمِينٍ للقلبِ أَنْ يَسْتَشْعِرَ الداعي إلى اللهِ، أَنَّ الله -تعالى- يَعلَمُ ويَسْمعُ ما يَقُوْلُ ومَا يُقالُ لَه؛ (مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ)[المائدة:99].

 

ثُمَّ يأتي التَّطْمِيْنُ بِتَمَامِ القُدْرَةِ على النَّصْرِ والتَّمْكِيْنِ "وَقَدْ بَعَثَ إِليكَ مَلَكَ الجبالِ لِتَأَمْرَهُ بِما شِئْتَ فِيْهِم"، وحينَ يُدرِكُ المؤمِنُ وهو يُكابدُ في دعوتِهِ كيدَ المُتآمِرينَ، ومكرَ المتكبرين، أَنَّ اللهَ قادِرٌ على تَعْجِيْلِ النَّصرِ لأَوليائِهِ والهلاَكَ لأعدائِه، ولَكِنَّ حِكْمَةَ اللهِ أَنْ يَمْتَدَّ أَمدُ النِّزالِ بين الحقِّ والباطلِ، لِتَقُومَ الحُجَّةُ ويَمتازُ الفريقين (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ)[محمد:4]، (وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)[الأنفال:42].

 

 وَمَنْ ارْتَقَى عِلْمُهُ باللهِ، عَلَتْ هِمَّتُهُ، وَتَضَاعَفَ بَذْلُهُ، وَعَظُمَ صَبْرُه، يُؤذَى في سبيلِ اللهِ فلا يَنْتَصِرُ لِنَفْسِهِ ولا يَنْتَقِمُ لَها، بَل يغارُ للهِ ويَسعى في رِضَاه، قال: "بل أرجو أن يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لا يُشركْ بِهِ شيئًا"، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)[الأنبياء:107].

 

بارك الله لي ولكم..

 

الخطبة الثانية:

 

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِه أجمعين.

 

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله لعلكم ترحمون.

 

أيها المسلمون: وحِينَ تتنوعُ أصنافُ الأذى، فإِنَّ الأَذى النفسيَّ أَقسَى ما يكون، وَرِحلةُ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائِفِ، عَدَّها رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِن أقسى أَيامِه؛ لِما فيها من أذىً نفسيّ بَلِيْغ، لَحِقَهُ جَرَّاءَ صُدُودِ قومِه وإعراضِهِم، وتكذيبهم واستهزائهم.

 

وللمؤمنِ أَن يتأمَّلَ، فإِنَّ كُلَّ هَمٍّ وَحَزَنٍ يُصيبُه، فإِن الله يَجْزِيَهُ بِه خيراً "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه"(متفق عليه).

 

وَمَنْ كانَ هَمُّهُ وحَزَنُهُ لأجلِ اللهِ، فإنَّ جزاءَهُ مِنَ اللهِ أكرمُ، وثوابَهُ منهُ أْعْظَم. (..ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)[التوبة:120].

 

وَشَتَّانَ بَيْنَ مَنْ كانَ هَمُّهُ وحَزَنُهُ لِدِينِ الله، ومَنْ كانَ هَمُّهُ وحَزَنُهُ لِنَقْصِ دُنْيا قد تَعَلَّقَها، أَو لِفواتِ فاتِنَةٍ قد عَشِقَها، أو لِبُعْدِ شهوةٍ قَد أُشْرِبَها، أو لهزيمةِ فريقٍ قد تَوَلَّعَ بِه. هَمٌّ يؤلِمُ لا يُؤجَرُ عليهِ صاحِبُهُ، عذابٌ مُعَجَّل.

 

وفي هَذِهِ الرِّحْلَةِ القاسيةِ، يَتَجَلَّى مَعْنى قَوْلُ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : "بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"(رواه مسلم)؛ بدأ الإسلامُ غريباً، يومَ أنْ كانَ ليسَ للمسلمينَ في الناسِ ناصِرٌ ولا مُؤازِرٌ ولا مُعين. يعيشُ المسلمُ في غُرْبَةٍ بين الناسِ، يَتَخَفَّى بِدِيْنِه يخشى على إيمانِه. وَسَيَعُوْدُ الإسلامُ غَرِيْباً كما بَدَأ.

 

وكَمَا كانَت عاقِبَةُ الغُربةِ الأولى نصراً وعزاً وتمكين؛ فإِنَّ كُلَّ غُرْبَةٍ للإسلامِ عاقِبَتُها فَرَجاً ونصراً. وَلَنْ تَنْجَلِي غُرْبَةٌ الدينِ، إلا بما انجَلَتْ به الغُرْبَةُ الأولى. ولَنْ يَصْلُحَ أَمرَ آخِرَ هذه الأُمةِ إلا بِما صَلُحَ عليه أَمرُ أَولِها؛ تَمَسُّكٌ بالكتاب وعملٌ بِه، واستقامةٌ على السنةِ ولزومٌ لها، واعتصامٌ بحبلِ الله لا شتات عنه.

 

أيها المسلمون: وما بين نُزُوْلِ أَوَّلِ آياتِ الأَمرِ بِتَبْلِيْغِ الرسالةِ (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ)[المدثر:1-2]، وآخرِ سُوْرَةٍ نَزَلَتْ كَامِلَةً مِنْ القرآن (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)[النصر:1-3]؛ ثلاثٌ وعشرونَ سنةً، قُضِيَتْ بالدعوةِ والبذلِ والصبرِ والجهادِ والعمل.

 

ولَنْ يُسأَلَ رَسُوْلٌ عَن تكذيبِ قَوْمِهِ لَه، ولَنْ يُؤاخذ مُصْلِحٌ عن إعراضِ الناسِ عَنه. وإنما سَيُسألُ المرسلونَ هَلْ بَلَّغُوا الرسالة، وسيُسألُ أتْباعُ المرسلينَ هَلْ نَصَحوا للدين. كَما سَيُسْألُ كُلُّ قومٍ عن استجابَتِهم أَو رَدِّهِم لداعيِ الله (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ)[الأعراف:6-7].

 

اللهم انصر دينك وكتابك ..

 

المرفقات
hsoaMg4mMuVsA3LEYnGa39DEZ9od4jJgWcNJuS2i.doc
so61W9IAnp3Z0fYjAaWj088ybaYmnBMGeWv147l1.pdf
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life