عناصر الخطبة
1/مقام النبي صلى الله عليه وسلم حصين مكين 2/حرص المؤمن على هداية الآخرين وإصلاح المجتمع 3/بيان منزلة الدعوة وفضل الداعي إلى الله 4/الفئة المؤمنة في أمة الإسلام فضل من الله عظيم 5/انتشار الإسلام السيرة الطيبة والأخلاق النبيلة 6/وصايا للقيام بالدعوة إلى الله على بصيرة 7/التعقيب على حملات الاعتداءات على الشعب الفلسطيني 8/ضرورة لم الشمل ووحدة الصف لأطياف الأمة الإسلامية كلهااقتباس
إنَّ الدعوةَ إلى الله مسؤولية الجميع، كلٌّ حسبَ جُهدِه وعِلمِه وفِقهِه، دونَ إفراطٍ ولا تفريطٍ، وعلى الدعاة أن يكونوا مخلصينَ صادقينَ، وأن تكون أفعالُهم ترجمةً صادقةً لأقوالهم، وألَّا يكون هدفُهم من الدعوة إثبات الذات، أو حُبّ الظهور والشهرة، أو مدحَ الناس، وطلبَ ما في أيديهم من أموال...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، ثم الحمد لله، (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)[الْأَعْرَافِ: 43].
الحمد لله الذي جعَلَنا من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن أتباعه وأنصاره، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صاحب المقام المحمود، والمرسَل رحمةً للعالمينَ.
أيها المسلمون: بالرغم من كل الهجمات المسعورة، والأقلام الحاقِدَة، والرسومات المسيئة، التي أرادت وتريد النَّيْل من شخصه -صلوات الله وسلامه عليه-، ومن مقامه ورسالته، والتي باءت وستبوء بالفشل الذريع، والهزيمة النكراء؛ لأنَّه المرسَل مِنْ قِبَل ربِّ العالمينَ، والمؤيَّد بنصره، فهو الهادي البشير، صاحب الخُلُق العظيم، المتمِّم لمكارم الأخلاق، الذي نشَر السلامَ والأمنَ في أرجاء المعمورة، بعدله ورحمته وحِلْمه، وسيظهر دِينُه على كل الأديان؛ (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[التَّوْبَةِ: 33].
يا مؤمنون: إن كلامنا هذا ليس دفاعًا عنه؛ لأنَّه ليس متَّهمًا، إنما هو بيان للحقيقة التي لا لبس فيها ولا غموض؛ فهو أعلى مقامًا وأجلُّ منزلةً، وأرفعُ مكانةً، يكفيه قولُه -تعالى-: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)[الْحِجْرِ: 95-96]؛ فصلوات الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله، وعلى آلك وأصحابك الغر الميامين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها المسلمون: يقول الله -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)[فُصِّلَتْ: 33-35].
يا مؤمنون: المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويحرص على إصلاح المجتمع مِنْ حولِه، المؤمن لا يقف عند حد ذاته، ولا يكون أنانيًّا، والحق -سبحانه وتعالى- يمدح منزلة الدعوة إليه، ويجعلها أحسنَ ما يقول الإنسان، فأشرف الأعمال للذي امتلأ قلبُه بالإيمان أن ينقل هذا الإيمان إلى غيره؛ فالمؤمن يصنع الخير لنفسه وللناس؛ ذلك لأن خير الناس عائد إليه، كما أن شرهم لا بدَّ أن يناله شيء منه؛ إِذَنْ -أيها المؤمن- من مصلحتك أن يؤمن الناس، وأن يسلموا، ومن مصلحتك -أيها المستقيم على الصراط المستقيم-، أن يستقيم الناس.
وأول عناصر الدعوة إلى الله أن ندعو إلى العقيدة السليمة، وإلى الإيمان بالله؛ أن نقول: "ربنا الله"، نقر بها ونعلنها خالصة بلا تردد، ونقول بكل فخر واعتزاز: "إننا من المسلمين"، ولنتأمل قوله -سبحانه-: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا)[فُصِّلَتْ: 33]، الحق -سبحانه- أراد أن يبين منزلة الدعوة إليه وفضل الداعية؛ والمعنى: لا أحد أحسن من هذا الذي يدعو إلى الله، ولا قول أحسن من قوله، وأول داعية إلى الله هو الحبيب المصطفى، -صلى الله عليه وسلم-، واعلموا أن كل داعية من بعده يجب أن يأخذ من مَعِينِه، ويسير على نهجه، ويقتدي بأقواله وأفعاله وسلوكه.
ولما كان الحبيب -صلوات الله وسلامه عليه- آخر الأنبياء والرُّسُل فقد ترك لأمته هذه الرسالة؛ رسالة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فخيرُه لم ينقطع، بل ممتدّ في أمته من بعده، ومن رحمة الله بهذه الأمة أن جعل لها رادعًا من نفسها، جعل فيها فئة باقية على الحق، تُقَوِّم المُعوَجَّ، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، وسوف تظل هذه الفئة إلى يوم القيامة، كما جاء في الحديث الشريف: "لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرينَ على الحق، لعَدُوِّهم قاهرينَ، لا يضرُّهم مَنْ خالَفَهم حتى يأتي أمرُ اللهِ وهم كذلك".
وقد بيَّن اللهُ -تعالى- أن الرسول سيشهد أنَّه بلغ أمته هذه الدعوة، وهذه الأمة بدورها ستشهد أنَّها بلغت دعوة رسولها إلى كل الأمم، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)[الْبَقَرَةِ: 143].
يا مؤمنون: لقد أجمع علماء الأمة على أن الإسلام ما انتشر بحد السيف، وما انتشر بالقوة بقدر ما انتشر بسيرة المسلمين الطيبة، وأخلاقهم النبيلة، وما تحلَّوْا به من تسامح وحب الآخَرين، ولنا فيهم قدوة، الدعوة إلى الله مهمة كل مسلم، ذاق حلاوة الإيمان، وأحب للناس ما يحب لنفسه من الخير.
يا مؤمنون: إنَّ الدعوةَ إلى الله -تعالى- شرف عظيم، ومنهج كريم؛ (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)[يُوسُفَ: 108]، وإن حقًّا على كل من شهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وأن محمدًا رسول الله، واتبع نبي الْهُدَى، وسار على دربه، أن يدعو إلى ما دعا إليه، وأن يذكر بما ذكر به، وأن يعظ بما معه من العلم، فلعله بذلك أن ينال أعلى شهادة، ويتقلد أفخم وسام، ويدخل فيمن أثنى الله -عز وجل- عليهم حيث قال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[فُصِّلَتْ: 33].
إنَّها أجور عظيمة، وحسنات كثيرة، وآثار مكتوبة، مع عمل قد يكون قليلًا ضئيلًا، قال صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله"، والدعوة إلى الله صدقة جارية، ماضية، وعلم نافع، وفضل من الله واسع، والمهتدون بسببها أبناء صالحون، ومع ما ينال الداعي إلى الخير من أجور من تبعه وما يدخل عليه من حسنات جزاء كل ما عملوا به من خير تعلموه منه، فإن له أجورا أخرى، وبركات وخيرات، تشمله وتناله من صلاة الله وملائكته، وأهل السماوات والأرض.
أيها العلماء وأيها الدعاة: ادعوا إلى الله على علم وبصيرة، وبشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا، (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)[الْمَائِدَةِ: 2]، واصبروا وكونوا من أنصار الله؛ فإن ذلك سبب للفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وما دونه إلا الخيبة والخسارة.
يا مؤمنون: إنَّ الدعوةَ إلى الله مسؤولية الجميع، كل حسب جهده وعلمه وفقهه، دون إفراط ولا تفريط، وعلى الدعاة أن يكونوا مخلصينَ صادقينَ، وأن تكون أفعالهم ترجمة صادقة لأقوالهم، وألَّا يكون هدفُهم من الدعوة إثبات الذات، أو حُبّ الظهور والشهرة، أو مدح الناس، وطلب ما في أيديهم من أموال، فعن طريق الدعوة إلى الله تحمل الأمة رسالة الإسلام الخالدة إلى الناس كافَّة، صافية نقية، لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولتهديهم طريق الحق وسبيل النجاة في هذه الحياة الدنيا.
أو كما قال: "التائب مِنَ الذنب كمَنْ لا ذنبَ له"، أو كما قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة"، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، ويا فوز المستغفرين استغفروا الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ثم الحمد لله، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصَح الأمةَ، وتركَها على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، ولا يتنكَّبُها إلا ضالٌّ، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه الكرام، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها المرابطون ببيت المقدس وأكنافه، وفي الأرض المباركة: فتعقيبًا على الحملات المسعورة، والانتهاكات الظالمة، والاعتداءات غير المسبوقة على المدينة المقدَّسة، والاقتحامات غير المبرَّرة، على الشعب الفلسطيني وحقوقه وأرضه، وهذا الحصار الظالم، والخانق لنا، ومحاولة فرض الصفقات المشبوهة، والحلول الاستسلامية؛ لتصفية القضية الفلسطينية، ولإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وردا على المواقف الشاذَّة التي تظهر من حين لآخر، والآراء المضللة، التي تصدر من هنا ومن هناك، وأصوات النشاز التي يُصرَّح بها مِنْ قِبَل أعداء أُمَّتِنا، سواء كانوا من أبناء جِلْدَتِنَا أو من غيرهم، ردًّا على كل ذلك أقول ما قاله رب العالمين: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الْأَنْفَالِ: 30].
أيها المرابطون: إن كل شيء أو قول من صنع البشر يمكن أن يتغير أو يغيَّر، أو تُطمَس معالِمُه، إلا ما قاله رب العالمين، في شأن أرض الإسراء والمعراج، الأرض المباركة، أرض المحشر والمنشر؛ حيث قال -جل شأنه- في قرآن يتلى أبد الدهر: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الْإِسْرَاءِ: 1]، وهذه الآية واضحة المعالم، تقرر بصورة قاطعة، بأن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي، لا يقبل الشراكة ولا التقسيم، وهذا ما أثبته التاريخ والواقع، وهذا وعد الله، ولن يخلف الله وعده، قال تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ)[الْأَنْبِيَاءِ: 18].
يا مؤمنون: إن ما يتعرض له أهلنا في المدينة المقدَّسة، وفي الأراضي الفلسطينية من الحصار، والاستيلاء على المباني والمؤسَّسات وإخلاء البيوت والمساكن، وإخراج أهلها الشرعيين منها، أو القيام بهدمها، بل وإجبارهم على هدمها بأيديهم، وتركهم بدون مأوى، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، أقول: إن هذه الأعمال وغيرها ما كانت لِتَحدُثَ لو كانت أمتُنا وشعبُنا على قلب رجل واحد، متعاونينَ ومتحدينَ.
لقد استغلَّ الاحتلالُ هذا التفرقَ، وتهافُتَ أصحابِ النفوس المريضة نحوَهم والارتماء بأحضانهم، وصرف نظرهم عن قضيتنا التي هي قضية كل عربي ومسلم، وتحويل جُلّ اهتماماتهم بأمور جانبية، والتركيز على حروبهم الداخليَّة التي ستأكل الأخضر واليابس، والتي كانت سببًا في إغراء الكثير في النيل منهم، بل والاستخفاف بهم، إن المطلوب اليوم من الجميع الوقوف مع ذواتهم، ومراجعة حساباتهم لمعرفة ما يجري حولهم، وما يخطط لهم، ويكاد لهم، قبل أن يستفحل الشر، ويصعب مداوة الجرح، وعندها يتسع الخرق، وينتشر المرض، ويحصل الندم الشديد، ولات حين مندمهم.
أيها العرب والمسلمون: استيقِظوا من سباتكم، وأفيقوا من غفلتكم، وعُودُوا إلى تعاليم دينكم، وهَدي ربِّكم؛ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آلِ عِمْرَانَ: 103]، وعُودُوا إلى تعاليم دينكم، قال تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[الْأَنْفَالِ: 46]، (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)[هُودٍ: 113].
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، اللهم ارفع راية الإسلام خفَّاقةً عاليةً، اللهم اجعل هذا البلد آمِنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً، دارَ عدل وإحسان، وسائرَ بلاد المسلمين.
اللهم احفظ المسجد الأقصى من كل سوء، واجعله عامرًا بالمصلين، اللهم ارحم شهداء مدينة جنين، وارحم جميعَ شهدائنا في كل مكان، واحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء، وحَسُنَ أولئك رفيقًا.
اللهم اشفِ مرضانا وجرحانا، وفُكَّ قَيدَ أسرانا ومعتقلينا، وأَعِدْهُم إلى ديارهم سالمينَ غانمينَ، اللهم يا نور السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، ارحمنا برحمتك، وارفع عَنَّا وعن إخواننا في كل مكان وفي "غزة هاشم" الحصار والبلاء والوباء، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
أيها الناسُ: اتقوا الله، واحفظوا دنياكم وآخرتكم، واحذروا أن تقابلوا ربكم بسفك دمائكم، والاعتداء على بعضكم البعض، وقطيعة أرحامكم، وأكل أموالهن بالباطل، فإنكم والله لا تطيقون.
أيها المسلمون: وبمناسَبة قُرب موعد سفر الحُجَّاج لتأدية فريضة الحج أقول: أوصيكم بتقوى الله، وأُذَكِّرُكم بقوله -تعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[الْبَقَرَةِ: 197]، وأرجو لكم حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا، وتجارةً لن تبور، وأستودعكم الله -تعالى- الذي لا تضيع عنده الودائع. وأَقِمِ الصلاةَ.
التعليقات