القضية السودانية - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

خطابات واضحة، فماذا جرى وماذا حدث؟ رأينا الإسلام وفي وقت قصير جدا ينتشر ويتمدد ليقيم العالمية ويحقق العدل، ويقدم المساواة بأعلى صورة لها، فأصبحت دولة الإسلام دولة لا تغيب عنها الشمس، فجعلت أمير المؤمنين هارون الرشيد وهو يرى سحابة فوق رأسه يخاطبها بقوله -وحق له-: أمطري حيث شئت فسيأتينني خيرك. امضي واذهبي وغادري وتجاوزي مكاني فإذا خيرك سيأتيني .. ولكن السودان لا بواكي له

وانفصل جنوب السودان عن شماله، واقتُطع جزء كبير وغالٍ وأصيل من أمتنا العربية والإسلامية لينضم بذلك إلى المجتمع الصليبي الحاقد، طوال عقود من الزمان والغرب يخطط ليثبت أقدامه في قلب العالم الإسلامي؛ ليضع خريطة جديدة لهذا الوطن بإعادة تقسيمه ومنح أجزاء لا يملكها لمن لا يستحقها.

 

وكعادته في الكيل بمكيالين والنظر للمسلمين بعين الوصاية، أعطى الغرب حق تقرير المصير لأقلية نصرانية لتنفرد بما يزيد عن حوالي ربع حجم دولة السودان المسلمة، في حين لا تمنح الحق ذاته لدول تسكنها أغلبية مسلمة لتنال حق تقرير المصير نفسه، ففي الوقت الذي يرزح فيه المسلمون تحت الاحتلال الصهيوني لما يزيد عن ستين عامًا، يتحكم في مقدراتها وخيراتها طغمة يهودية حاقدة، وتصدر الولايات المتحدة الأمريكي بين الحين والحين "فيتو" أمريكيا معارضًا لإعلان دولة فلسطينية مستقلة ولو على جزء بسيط من الأرض الفلسطينية المسلمة، في ذلك الوقت تمنح فيه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الحق -بغير حق- لهذه الثلة القليلة من النصارى للانفصال بربع الدولة السودانية.. وهذا من أعجب العجب، ولكن لماذا الاندهاش فنحن في زمن العجائب!!

 

مخطئ من يظن يومًا أن الغرب الصليبي الحاقد قد ينظر يومًا إلى مصالح المسلمين فيراعيها أو يبذل شيئًا في سبيل تحقيقها، وإنما ينظر إلى مصالحه وأيديولوجياته ومعتقداته ومصلحة ربيبته في المنطقة ويده الطولى بها "إسرائيل"، فهذا الحدث الجلل لا ينطوي على أي خير للمسلمين في أرجاء الأرض، بل إنه شر محقق يعمل على مزيد من التفتيت للسودان نفسه بشقه الغربي والشرقي، ومزيد من التفتيت للعالم الإسلامي في إفريقيا وغيرها من الدول الإسلامية في العالم، وبالنظر إلى المصلحة الغربية والإسرائيلية في المنطقة فإن الغرب يخطط لهذا الحدث منذ عقود عدة، للسيطرة على منابع النيل من جانب والتحكم في القرار السياسي المصري، وتثبيت القدم الإسرائيلي في منطقة حوض النيل؛ حيث إن هذه الدولة الناشئة ستتمتع بقدر هائل وكبير من العلاقات بإسرائيل، كما سبق أن أعلن الساسة الجنوبيون أن أول سفارة يعتزمون تدشينها في الجنوب ستكون لإسرائيل، وهذا ما يفسر سرعة اعتراف إسرائيل -ومن قبلها الولايات المتحدة- بشرعية هذه الدولة وعرضها مساعدات اقتصادية وتعهدها بالتعاون معها لضمان تنميتها ورخائها!!

 

والغريب في الأمر أن هذا الخطب الجلل وقع وحدث تداعياته دون أدنى تحرك إيجابي من قادة الدول الإسلامية حول العالم، فلم يحتج أو يعترض رئيس أو وزير أو مسؤول كبير بأية دولة، بل على العكس لقي الأمر ترحيبًا من بعض الدول واعترافًا رسميًا بالدولة المقتطعة من السودان، وهذا بالتأكيد تحت ضغوط غربية أمريكية، غاية ما في الأمر أن الاحتجاجات والحديث عن التداعيات والآثار الضارة الناتجة عن هذه المصيبة الكبرى تحركت بها ألسنة المخلصين من العلماء والدعاة، وأقلام المخلصين المتابعين من المفكرين والصحفيين، وهذا غير كافٍ في مواجهة هذا المخطط الرهيب، وإنما هو جهد المقل، فالخطب جلل، ويحتاج تحركًا على كافة المستويات، تحركًا دبلوماسيًّا على مستوى الدول لإجهاض مزيد من مخططات التقسيم، وتحركًا شعبيًا واسعًا لحشد الرأي العام إزاء هذه القضية، وتحركًا ثقافيًا وفكريًا وأكاديميًا على مستوى علماء الأمة ومفكريها وأكاديمييها وكتابها لفضح هذه المخططات على المستوى الصحفي والفكري وإيجاد الحلول التي يستخدمها صانع القرار للتحرك بها في المواقع الدبلوماسية المختلفة..

 

وإننا في مختاراتنا لهذا الأسبوع قد جمعنا لخطبائنا الكرام ما تيسر جمعه من خطب حول هذه القضية الخطيرة، وتداعياتها وأضرارها على الأمة الإسلامية وعلى الدول المجاورة لهذا البلد، مشيرين خلالها إلى خطر التفرق والتشتت على ضرب الوحدة الإسلامية، مدللين على ذلك بحوادث مشابهة من التاريخ، ومعرجين على المخاطر التي قد تطال كثيرًا من الدول الإسلامية إن استمرت حالة السلبية والتبعية للغرب مسيطرة على الحكومات العربية، التي نسأل الله تعالى أن يعيدها إلى رشدها، وأن يحفظ بلاد المسلمين، وأن يرشد مسؤوليها وحكامها إلى الهدى والصواب.

 

الخطبة الأولى:
الخطبة الثانية:
الخطبة الثالثة:
العنوان
ولكن السودان لا بواكي له 2011/07/14 4840 1606 43
ولكن السودان لا بواكي له

خطابات واضحة، فماذا جرى وماذا حدث؟ رأينا الإسلام وفي وقت قصير جدا ينتشر ويتمدد ليقيم العالمية ويحقق العدل، ويقدم المساواة بأعلى صورة لها، فأصبحت دولة الإسلام دولة لا تغيب عنها الشمس، فجعلت أمير المؤمنين هارون الرشيد وهو يرى سحابة فوق رأسه يخاطبها بقوله -وحق له-: أمطري حيث شئت فسيأتينني خيرك. امضي واذهبي وغادري وتجاوزي مكاني فإذا خيرك سيأتيني .. ولكن السودان لا بواكي له<br>

المرفقات

السودان لا بواكي له

التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life