عناصر الخطبة
1/ فضل العيد 2/التذكير بنعم الله – تعالى - وشكرها 3/بيان بعض الواجبات والحث عليها 4/بيان بعض الكبائر والمحرمات والنهي عنها 5/التذكير باليوم الآخر 6/موعظة للنساءاهداف الخطبة
1/بيان نعم الله - تعالى - ووجوب شكرها 2/ توجيهات ووصايا تتعلق بالعيداقتباس
اتقوا الله تعالى واعرفوا نعمته عليكم بهذا العيد السعيد، عيد توج الله به شهر حج بيته الحرام، وأجزل فيه للصائمين والمتعبدين جوائز الإكرام، عيد امتلأت القلوب به فرحًا وسرورًا، وازدانت به الأرض بهجة ونورًا، ذلكم بأنه العيد الذي يخرج فيه المسلمون إلى مصلاهم، لربهم حامدين، وبنعمته في إتمام صيامهم وقيامهم مغتبطين، ولخيره وبره وثوابه مؤملين وراجين، إن نظروا إلى ذنوبهم وتفريطهم خافوا ووجلوا، وإن نظروا إلى رحمة مولاهم وكرمه وجوده طعموا وأملوا، هذا عيدنا -معشر المسلمين- ليس...
الخطبة الأولى:
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله فإن تقوى الله وقاية للعبد، وغاية للهدى والرشد، واعلموا أن يومكم هذا يوم أعظم الله قدره، وأفاض عليكم فيه من النعم ما يوجب شكره، جعله عيدًا لما أديتم قبله من فريضة الصيام، وأباح لكم ما منعتم في صيامكم من نحو الشراب والطعام. واعلموا أن هذا اليوم يسمى يوم الجوائز، فيرجع فيه من المصلّى كلٌ بما قسم له، فائز فذاك للخير حائز وعلى الصراط جائز، وهذا مجاهر بالسوء ومبارز، ولحدود الله متجاوز، فالمحسنون يجدون في صحائفهم العز والكرامة، والمذنبون يجدون فيها الخيبة والندامة. فاحمدوا الله على إتمام الصيام، واسألوه القبول والتوفيق للتمسك بالدين وشرائع الإسلام.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله: اتقوا الله تعالى واعرفوا نعمته عليكم بهذا العيد السعيد، عيد توج الله به شهر حج بيته الحرام، وأجزل فيه للصائمين والمتعبدين جوائز الإكرام، عيد امتلأت القلوب به فرحًا وسرورًا، وازدانت به الأرض بهجة ونورًا، ذلكم بأنه العيد الذي يخرج فيه المسلمون إلى مصلاهم، لربهم حامدين، وبنعمته في إتمام صيامهم وقيامهم مغتبطين، ولخيره وبره وثوابه مؤملين وراجين، إن نظروا إلى ذنوبهم وتفريطهم خافوا ووجلوا، وإن نظروا إلى رحمة مولاهم وكرمه وجوده طعموا وأملوا، هذا عيدنا -معشر المسلمين- ليس بعيد مبتدعة ولا مشركين، فالأعياد الشرعية ثلاثة لا تزيد: عيد الفطر وعيد النحر وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة، وليس في الإسلام سواها عيد.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: اعرفوا نعمة الله عليكم بهذا الإسلام، فهو الدين القويم والصراط المستقيم، دين الحق والهدى والسداد، دين إصلاح البلاد والشعوب والأفراد، دين صالح لكل زمان ومكان، ومحتو على التوحيد الخالص والإيمان، دين ما ترك خيرًا ورشدًا إلا أمر به ورغب فيه، وما ترك شرًا إلا حذر عنه وزجر عن تعاطيه، دين يحث على كل خلق فاضل جميل، وينهى عن كل خلق سافل رذيل، دين يأمر بالنصح والصدق والأمانة، وينهى عن الكذب والغش والخيانة، دين يأمر بالعدل والإنصاف والإحسان، وينهى عن الظلم والبغي والعدوان، دين يأمر بالألفة والرحمة والإخاء، وينهى عن الفرقة والغلظة والعداء، دين يحث على العمل والنشاط والسعي للرشاد، وينهى عن البطالة والكسل والسعي بالفساد، دين يأمر بالشجاعة والكرم وإعداد القوة للأعداء، وينهى عن الجبن والبخل وترك الخيلاء، دين رفع الله به عن هذه الأمة الآصار والأغلال والبلاء، وأحل به كل سعة وعافية ورخاء، دين ملأ به الأرض علما وفضلا وعدلا، بعد أن كانت مملوءة ظلما وفقرا وجهلا، من دخل في حظيرته فهو في عزة ورفعة وأمان، ومن خرج عنها فهو في خوف وضيعة وهوان, فتمسكوا به ترشدوا، واسلكوا طريقه تهتدوا، وتقربوا إلى ربكم بالتعبد به تسعدوا، فإن السعيد من تمسك بهدي الله، والشقي من أعرض عنه واتبع هواه، انظروا إلى حالة الكفار في هذه الدنيا، ومآلهم في الآخرة، كيف يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام ثم يبوؤون بالصفقة الخاسرة، وأنتم -معشر المسلمين- تتمتعون ولله الحمد بنعمة الدنيا والآخرة، فقد توالت عليكم نعم المولى خاصة وعامة، باطنة وظاهرة، فاحمدوا الله على ذلك واشكروه، واسألوه أن يثبتكم على دينكم حتى تلاقوه، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله، الصلاة الصلاة فإنها عمود الإسلام، وناهية عن الفحشاء والآثام، من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. وأدوا الزكاة التي افترض الله عليكم في أموالكم، طيبة بها نفوسكم، فقد أعطاكم الكثير وأرضى، وطلب منكم اليسير قرضا. وصوموا شهر رمضان، وحجوا بيت الله الحرام، فإنهما من أركان الإسلام. وعليكم ببر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الفقراء والأيتام، والصبر عند فجائع الليالي والأيام. ومروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، فإنهما من واجبات الإسلام، وما قام دين إلا بذلك واستقام. وأوفوا المكاييل والموازين، فإن بخسها يوجب شدة المؤونة وجور السلطان.
واحذروا الشرك فإنه أكبر الآثام، وإن الجنة على صاحبه حرام، (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ). وإياكم وقتل النفس الحرام، فإنه من عظائم الإجرام، (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). وإياكم والربا فإن ربحه خسار، وعاقبته محق ونار، (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)، وعنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الربا نيف وسبعون بابًا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه".
وإياكم وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، فإنّ الله حرمه في محكم الآيات، فهو من السبع الموبقات، (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ). وإياكم والزنا فإنه من الفواحش والمنكرات، (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً). وإياكم والغيبة والنميمة والإفك وقول الزور، فإن الله حرم جمع ذلك في كتابه المسطور.
وإياكم والكذب فإنه من شعب النفاق. وإياكم والخيانة فيما أخذ عليكم من الميثاق. وإياكم وأكل أموال اليتامى المستضعفين، والتعرض لأوقاف المسلمين، فإنه ما اختلط واحد منهما بمال غني إلا أفقره، ولا دخل بيتًا عامرًا إلا دمره. وإياكم والخيلاء والإسبال في الثياب، فإن ذلك محرم بنص السنة والكتاب، (وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً)، وفي الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم-: "ما أسفل من الكعبين فهو في النار". وإياكم وشرب المسكرات، فإن حقًا على الله إن مات وهو يشربها أن يسقيه من طينة الخبال عصارة أهل النار. ووقروا اليمين بالله في خصوماتكم، فعنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه لقي الله وهو عليه غضبان"، قال: يا رسول الله، وإن كان شيئًا يسيرًا؟ قال: "وإن كان قضيبًا من أراك". وإذا تداينتم فليحسن المطلوب القضاء والطالب الاقتضاء، ففي الحديث: "رحم الله امرءًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا قضى، سمحًا إذا اقتضى".
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
واعلموا أنّ عدوكم إبليس لما كان في رمضان خائب الآمال مأسورا يريد أن يأخذ منكم ثأره بجعل الأعمال هباءً منثورا، فادحضوه بكرم المولى خائبًا مكسورا، أما علم أن فضل الله لم يزل مدى الأزمان منثورا وحزبه على كل الحالات منصورا؟!.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
وتذكروا -أيها المسلمون- بهذا الاجتماع الذي أنتم فيه على طبقات مختلفة، ما بين صغير وكبير، وغني وفقير، وصحيح وسقيم، تذكروا بذلك اجتماعكم الأكبر، يوم تعرضون على ربكم لا تخفى منكم خافية، في ذلك اليوم تتفاوت المنازل والطبقات أكبر مما يكون الناس في الدنيا، قال الله -عز وجل-: (انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً). تذكروا يوم يجمع الله الرسل فيقول: ماذا أُجِبتم؟ ويوم ينادي الله المرسَل إليهم فيقول: ماذا أَجبتم المرسلين؟ حين يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، في أجسام عارية، وأقدام حافية، وقلوب خائفة، (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ). تذكروا حين تنشر صحائف الأعمال، (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا).
تذكروا يوم الموازين لأعمال العباد، (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ). تذكروا يوم يوضع الصراط على الجحيم، فمن استقام على دين ربه في الدنيا أقام الله قدميه على الصراط فنجا، ومن انحرف عن دين الله في الدنيا هوت به أعماله في النار. تذكروا بتفرقكم من هذا المكان تفرقكم يوم القيامة، فريق في الجنة، وفريق في السعير. يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا، ويساق المجرمون إلى جهنم وردا، فيدعّون إلى نار جهنم دعا. تذكروا هذه الأمور، واتعظوا بها، وانتفعوا بما سمعتم من أهوالها، فطوبى لمن حمد الله وشكر، ودعا إلى الخير فشمر، واعترف بخطئه فتاب وندم واستغفر.
بارك الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله الكريم الوهاب، الغفور التواب، أجزل للطائعين الثواب، وأنذر العاصين شديد العقاب، يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب، أحمده على نعمه التي فاضت على ذرات التراب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها من العذاب، وتدخله دار السلام بغير حساب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بأسمح دين وأفضل كتاب، فرض الفرائض وبين الآداب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير آل وأكرم أصحاب.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله، فإن تقواه أفضل زاد وأحسن عاقبة في معاد.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله: كلوا واشربوا ولا تكونوا من المسرفين، وتجملوا في العيد بما أحله الله لكم ولا تكونوا من المعتدين، وزينوا قلوبكم وأعمالكم بالمراقبة والتقوى، فإنها محلّ نظر رب العالمين.
يا أرباب الغفلة: كم من كثير الأثواب قليل الثواب، كاسي البدن عاري القلب، ملآن الجيب خالي الصحيفة، مذكور في الأرض مهجور في السماء، يحشر يوم القيامة مع الأذلين.
واعلموا -عباد الله- أنه ليس السعيد من أدرك العيد، ولا من لبس الجديد، ولا من أتته الدنيا على ما يشتهي ويريد، وإنما السعيد من خاف يوم الوعيد، وراقب الله فيما يبدي ويعيد، ونجا من نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها من الزقوم، وشرابهم المهل والصديد، يتجرعه أحدهم ولا يكاد يسيغه، ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ، يتمنى أهلها أن يموتوا لكي يستريحوا من العذاب الشديد، فلا يموتون ولا يفتر عنهم، بل عذابهم في استمرار ومزيد، وإنما السعيد من فاز بجنة لا يفنى نعيمها ولا يبيد، ولا يلحق أهلها موت ولا حزن، ولا خوف ولا تنغيص ولا تنكيد، لهم ما يشاؤون فيها من النعيم المقيم، وينظرون عيانًا بأبصارهم إلى الرب الجواد الكريم. نسألك اللهم من فضلك يا عظيم.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: اذكروا واعتبروا بمن كان معكم في مثل هذا اليوم، من الأقارب والجيران والأصدقاء والخلان، كيف ذاقوا طعم الموت، وسبقهم الفوت، ولم يعد يسمع لهم صوت، لا يقدرون على زيادة حسنة، ولا ينتفعون بمضي يوم ولا سنة، تجردوا عن ثواب الحياة، والتحفوا بالتراب، وسكنوا بعد القصور العالية القبور الواهية، فلو رأيتم تحت التراب أحوالهم لرأيتم أمورًا هائلة وألوانًا حائلة وأعناقًا من الأبدان زائلة وعيونًا على الخدود سائلة، ونحن إلى ما صاروا إليه صائرون، وعلى ما قدمنا من العمل قادمون، إنا لله وإنا إليه راجعون.
فهلم -عباد الله- إلى محاسبة النفوس قبل مجاورة الرموس، ومعاينة اليوم العبوس، يوم غض الرؤوس بين يدي الملك القدوس، يوم تشقق السماء بالغمام، ونزل الملائكة تنزيلا، يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبًا مهيلا: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)، (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً).
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
واعلموا -عباد الله- أن السنة لمن خرج إلى مصلى العيد من طريق أن يرجع من طريق آخر اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
أما -أنت أيتها المرأة المسلمة- فأنت في الإسلام درة مصونة وجوهرة مكنونة، أنت معلمة الحياء والعفة، وبانية الرجال والأسرة، وطريق السكن والمودة.
إن كنت أمًا فأنت الأم الرؤوم، وإن كنت أختًا فأنت الأخت الحنون، وإن كنت زوجًا فأنت الزوج الحصان الودود. اهتم بك الإسلام ليحفظك في سماء الفضيلة، ونزهك وطهرك من كل رذيلة. النساء في الإسلام شقائق الرجال، ومصانع القادة والأبطال. أوصى الإسلام الرجال بالنساء خيرًا، وأمر بتعهدهن بالتربية والرعاية، وجعل على ذلك مزيدًا من الثواب والعطايا.
من النساء صالحات قانتات، تائبات عابدات، حافظات للغيب بما حفظ الله، فاحرصي -أختي المسلمة- على التحلي بهذه الصفات، فما تحلت بها امرأة إلا سعدت وأسعدت، وقرت وأقرت. حافظي على تعاليم الإسلام في كل ما تعملين وتذرين، حافظي على ذلك مع زوجك وأولادك، وأهلك وأقاربك، حافظي على ذلك في قولك ولباسك، وهيئتك وحجابك. وإياك والشعارات البراقة والأماني الخداعة التي يرفعها دعاة الفساد والإباحية، فأنت أعلى من أن يهبطوا بك من سماء العزة والشرف والكرامة إلى مستنقعات الذل والعار والسفالة. اجتنبي القيل والقال وكثرة السؤال، وفرّي من مجالس الغيبة والنميمة، والله يرعاك ويسدد خطاك.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
بشراكم يا من قمتم وصمتم، ويا من تصدقتم وأحسنتم، هذا يوم الفرح والسرور والفوز والحبور، ذهب التعب، وزال النصب، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى، تقبل الله صومكم وشهركم، وأعاد علينا وعليكم هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة والأمة الإسلامية في عزة وكرامة ونصر وتمكين ورفعة وسؤدد.
اللهم أعد علينا من بركة هذا العيد، واحشرنا في زمرة أهل الفضل والمزيد، اللهم إن عبادك قد قصدوا إليك وابتكروا، واجتمعوا تعرضًا لرحمتك وانتظروا، اللهم فحقق أملهم، واغفر لهم واجمع شملهم، وأصلح ذات بينهم.
التعليقات