عناصر الخطبة
1/ الحث على المحافظة على الصلاة 2/ الحث على التأدب بآداب العيد 3/ ضرورة تربية الأبناء تربية صالحة 4/ الاهتمام بتربية البنات على الستر والعفاف 5/ استهداف المرأة بهجمات ومؤامرات خبيثةاهداف الخطبة
اقتباس
اتقوا الله تعالى في أولادكم، وأدبوهم بآداب الإسلام، وعلموهم القرآن، وجنبوهم مواطن الفساد وقرناء السوء، وخذوهم بالحزم والحكمة، واجتهدوا في إبعادهم عن كل أمر يصل بهم إلى الشر، أو يفضي بهم إلى الفتنة، لاسيما وأن كثيرًا من الشباب الآن يتعرضون عبر الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة لأنواع عديدة من الغزو الفكري، والدسِّ الماكر، الذين لا يدركون كوامنه ولا يعرفون خوافيه ..
الحمد لله العلي الكبير، المتعالي عن الشبيه والنظير، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير، والداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى في السر والعلن، وراقبوه فإنه معكم بعلمه واطلاعه في كل مكان وأوان، وتمسكوا بأركان الدين، وشعب الإيمان، فلا نجاة في المحيا والممات إلا بالإيمان والتقوى، والاستمساك من الدين بالعروة الوثقى، وحافظوا على الصلاة فإنها عماد الدين وأعظم أركانه بعد الشهادتين، من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة، إقامتها إيمان، وإضاعتها كفر وطغيان، هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فالصلاة الصلاة عباد الله، حافظوا عليها في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
واحرصوا -رعاكم الله- في هذا اليوم وفي كل يوم على السكينة والوقار، وغض البصر، وحفظ الفرج، وصيانة اللسان، والبعد عن المعاملات الخبيثة، والمكاسب المحرمة، وتعرضوا -رحمكم الله- لكل سبب يعينكم على الوصول إلى طاعة الله ونيل مرضاته، واعلموا أن الجنة محفوفة بالمكاره، وأن النار محفوفة بالشهوات، فمتى صبرتم على ما تكرهون نلتم ما تحبون، ومتى نهيتم النفوس عن هواها وجاهدتموها على البعد عن معصية مولاها فقد سعيتم في حصول نعيمها وسرورها ومُناها، وفي الحديث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة؛ اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم".
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: اتقوا الله تعالى في أولادكم، وأدبوهم بآداب الإسلام، وعلموهم القرآن، وجنبوهم مواطن الفساد وقرناء السوء، وخذوهم بالحزم والحكمة، واجتهدوا في إبعادهم عن كل أمر يصل بهم إلى الشر، أو يفضي بهم إلى الفتنة، لاسيما وأن كثيرًا من الشباب الآن يتعرضون عبر الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة لأنواع عديدة من الغزو الفكري، والدسِّ الماكر، الذين لا يدركون كوامنه ولا يعرفون خوافيه، مع أنه يفضي بهم إلى التحلل من الدين، والتفلت من المبادئ والقيم، ويتخرج منه الشاب تائهًا حائرًا متمردًا على أمته ومجتمعه، وتتحرك فيه بواعث الإجرام، ويتزايد فيه دواعي الغي والآثام، وإن لم يتدارك الشاب نفسه أضرَّ بها وبالآخرين، وإلى الله وحده المفزع في أن يصلح شباب المسلمين، وأن يجنبهم الفتن كلَّها، ما ظهر منها وما بطن.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: واتقوا الله في نسائكم وبناتكم، ونفذوا فيهن وصية الله ووصية رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فاحفظوهن بالستر والصيانة، وأدبوهن بالآداب الإسلامية الرفيعة؛ فإن المرأة متى تمسكت بتعاليم الإسلام سعدت في الدنيا والآخرة، وساعدت في بناء مجتمع قوي متماسك نزيه، مليء بالطهر والعفاف، وإن تخلت عن هذه التعاليم تردَّت في مهاوي الرذيلة، وسقطت في حمأة الفساد، وفقدت كرامتها ومكانتها ومنزلتها الرفيعة.
وإن من أعظم أصول البلاء وأشد منابع الفساد: تبرج النساء، وخروجهن متزينات متجمِّلات بين الرجال، ومخالطتهن لهم في المنتديات العامة والأسواق، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "المرأة عورة، فإذا خرجت اسشرفها الشيطان"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".
عباد الله: والمرأة المسلمة في هذه الأزمان تتعرض لهجمات شرسة، ومؤامرات آثمة، تستهدف خلخلة دينها، وزعزعة إيمانها، والإطاحة بعفتها، وهتك شرفها، وإلحاقها بركب العاهرات والفاجرات، من خلال قنوات فضائية مدمِّرة، ومجلات خليعة هابطة، وملابس كاسية عارية، ومن خلال نوع من العبث جديد بعباءة المرأة التي هي ستر المرأة وأساس حشمتها، ألا فلتتقي الله كل فتاة مسلمة، ولتكن من ذلك على حذر شديد، ولتتذكر أنها ستقف يوم القيامة بين يدي الله -جلَّ وعلا-، ويسألها عن كل ما قدَّمت في هذه الحياة، في يوم يثاب فيه أهل الطاعة، ويهان فيه أهل الإضاعة، ولا ينفع نفسًا يومئذ ضراعة.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: وتذكَّروا جميعًا قدومَكم على الله، ووقوفَكم يوم القيامة بين يديه، وتذكروا القبور وأهوالها، وأحوال أهلها، فلو رأيتم تحت التراب أحوالهم لرأيتم أمورًا هائلة، وألوانًا حائلة، وأعناقًا عن الأبدان زائلة، وعيونًا على الخدود سائلة، ونحن -عباد الله- جميعًا إلى ما صاروا إليه صائرون، وعلى ما قدمنا من الأعمال قادمون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: تقبَّل الله منا ومنكم الصيام والقيام، ورزقنا وإياكم حسن الختام، وأعاد علينا وعليكم من بركات هذا العيد، وأمَّننا وإياكم من فزع يوم الوعيد، وحشرنا جميعًا في زمرة أهل الفضل والخير والمزيد.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: لقد أمركم الله في كتابه بأمر عظيم، بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكة قدسه، وثلّث بالمؤمنين من جِنِّه وإنسه، فقال قولاً كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من صلّى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًا"، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي السبطين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم احمِ حوزة الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتَّقاك، واتَّبع رضاك يا ربَّ العالمين، اللهم انصر دينك كتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم انصر إخوانا المسلمين في فلسطين، وفي الشيشان، وفي كشمير، وفي كل مكان، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصرهم نصرًا مؤزرًا، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود المعتدين الغاصبين، اللهم عليك بجميع أعداء الدين؛ فإنهم لا يعجزونك، يا حيُّ يا قيوم يا عزيز، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفق وليَّ أمرنا لما تحب وترضى، وأعنه على البر والتقوى، وسدده في أقواله وأعماله، وألبسه ثوب الصحة والعافية، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة ورأفة على عبادك المؤمنين، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشرِّ كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نسألك الهدى والسداد، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفّة والغنى، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.
اللهم اغفر لنا ذنبنا كلَّه، دقَّه وجله، أوَّله وآخره، سرَّه وعلنه، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أسرفنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت.
التعليقات