عناصر الخطبة
1/تهنئة بالصوم والعيد والرباط في المسجد الأقصى 2/خصوصية عيد الفطر في رحاب المسجد الأقصى 3/تمام الفرحة بالعيد توحيد شعب فلسطين والأمة أجمعين 4/الوصية بالدوام على الطاعة 5/البشارة بالنصر القريب 6/التحذير من المنافقين 7/الوصية بالمحافظة على إعمار الأقصىاقتباس
إذا كان شهر رمضان انتهى، فإن الصلاة في المسجد الأقصى لا تنتهي حتى تقوم الساعة، وكما عودتُم أقصاكم على الصلاة فيه في كل الصلوات، وبمثل هذه الجموع المبارَكة الطيبة المؤمنة فلا تقطعوا هذه العادةَ، فإنها في القدس رباطٌ ومجاوَرةٌ وعبادةٌ...
الخطبة الأولى:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله، والله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، العلي الأكبر، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، الطاهرُ المطهَّرُ، اللهم صل وسلم وبارك عليه، ما لاح نجمٌ والصبحُ أسفَرَ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: تقبَّل الله صيامكم، وقيامكم، ورباطكم، واعتكافكم، لقد صمتم فوفيتم، واعتكفتم فنلتم، ورابطتُم فضررتُم، فهنيئًا لكم الفطر، والرباط، والاعتكاف، وهنيئًا لكم الصلاة في المسجد الأقصى، الذي هو مهجة قلوبنا، وقرة عيوننا، المسجد الأقصى، الذي هو بوصلة العز للمسلمين، إن هم نصروه، والذي هو شارة الذل لهم إن هم خذلوه، فالله أكبر، صدَقَنا وعدَه، فجعلنا على الحق ظاهرين، الله أكبر، صدَقَنا وعدَه، فجعلنا لعَدُوِّنا قاهرينَ، الله أكبر صدَقَنا وعدَه، جعلنا على اللأواء صابرين، فالله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المرابطون: عيد فطرنا من صيامنا في القدس وأكنافها أحلى وأشهى وأغلى من عيد الفطر في الدول الأخرى، فعيدنا عيد الشهداء، عيدنا عيد الأسرى والجرحى، عيد الأمهات الثَّكِلات، عيد الزوجات الصابرات، عيد الفتيات العفيفات، عيدنا عيد الحب لديننا ولقدسنا ولأقصانا ولأمتنا، عيدنا عيد الثبات على قضيتنا العادلة، قضية العرب والمسلمين جميعا، عيدنا عيد الأسرى يوم يتحررون، عيدنا عيد الشهداء يوم هم عند ربهم يُرزَقون، عيدنا عيد الجرحى يوم هم من جراحهم يبرؤون، عيدنا يوم يعتلي الإسلامُ منصةَ الحُكم من جديد، عيدنا في كل وقت نخاف فيه ربنا ونحذَر فيه يوم الوعيد، فالله أكبر، نحن بالله أعز وأجدر، الله أكبر نحن بالله نُعطى ونُنصَر، الله أكبر العلي الغالب الذي لا يُقهَر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المؤمنون: نفرح اليوم بعيدنا من فطرنا، من صيام رمضان، ونفرح يوم القيامة بنوال أجورنا على طاعاتنا لربنا، ودخولنا الجنة من باب الريان، وسنفرح في السنوات القادمة القريبة بصيامنا في المسجد الأقصى، صيام المنصورين، صيام العز والتمكين، صيام المكبِّرين، صيام الظافرين، فنحن نُحسِن ظنَّنا بالله أحسنَ الظنون، ومَنْ أحسَن ظنَّه بالله أعطاه، ولم يُخيِّب فيه أملَه ورجاه، فالله أكبر نُحسِن بكَ الظنَّ يا ربَّنا، فلا تُخَيِّب رجانا، الله أكبر ما تحرر أقصانا ومسرانا، الله أكبر ما انتصر لنا ربنا ومولانا، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المؤمنون الصابرون: لا تتم فرحتنا في فطرنا من صيامنا حتى نرى شعبنا قيادةً واحدةً، تُعيد لقضيتنا الفلسطينية حضورها العالمي من جديد، قيادة شعارها الله ربنا، والإسلام ديننا وشريعتنا، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولنا وقائدنا، بلى يا مرابطون ولا تتم فرحتنا في عيدنا حتى يتوحد العرب والمسلمون لكي يأخذوا دورهم في قيادة الأمم، كما كانوا من قبلُ، ولاؤهم وعطاؤهم لله ولرسوله وللمؤمنين، وهم يهتدون بقول الله لهم: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)[الْمَائِدَةِ: 55]، فالقرآن كتاب ربكم فحكِّمُوه، والنبي رسولكم فاتَّبِعوه، والإسلام دينكم فلا تخذلوه، فالله أكبر ما انتصر العرب والمسلمون لقضيتنا، الله أكبر، لله إخلاصنا وولاؤنا وأعمالنا، الله أكبر ورباطنا واعتكافنا عبادة لربنا، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: تقلَّبوا في حياتكم من طاعة إلى طاعة، ومن عبادة إلى عبادة، كما أمر الله فقال: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)[الشَّرْحِ: 7-8]، فإذا قضيتم عبادة الصيام والقيام فأَتِمُّوا عباداتكم، بالعفو عن الزلات وصلة الأرحام ومواساة عائلات الأسرى والشهداء والجرحى، والأيتام لا تنسوهم، والمساكين أعطوهم ولا تحرموهم، وصدقة الفطر عجِّلوا بإخراجها قبل غروب شمس هذا اليوم، فتلكَ كلُّها عبادات وطاعات، واجعلوا حياتكم بعد رمضان كحياتكم يوم كنتم فيه، فحافِظوا على الصلوات، والزَمُوا الصدقةَ بالأموال والأبدان، وإذا كان شعاركم في رمضان حين يجهل عليكم أحدٌ: "إني امرؤ صائم"، فاجعلوا شعاركم بعد رمضان: "اللهم إني امرؤ مسلم"، فالمسلم مَنْ سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، فإنه يسوؤنا ما يسوء كل مسلم ما نراه من شجارات تهرق فيها الدماء بغير الحق، وقد قال رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: "كل المسلم على المسلم حرام: دمُه ومالُه وعِرضُه"، فالله أكبر ما أحسَن مسلمٌ صيامَه وأفطَر، الله أكبر ما عفا مسلم عن أخيه وغفر، الله أكبر ما تقلَّب مسلمٌ في طاعة الله وصبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله، والله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، والصلاة والسلام على النبي العربي المظفر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
يا عباد الله، يا مسلمون: دينُ اللهِ غالبٌ، ونصرُ اللهِ لكم قريبٌ، ونحن أمة منصورة، فعظِّموا دِينَكم وحُرُماتِه ولا تكونوا بعدَ رمضانَ؛ (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا)[النَّحْلِ: 92]، فتلك مصيبة في الدين، فالزموا شرع الله ومنهاجه، ولا يغرنكم المنافقون فيكم، الذين يريدون تبديل دينكم بالمناهج الفاسدة، والبضاعة الكاسدة، فهؤلاء وما جاؤوا به إلى زوال، ودينُ اللهِ باقٍ لا يزول، ونحن ننتظر أن يَمُنَّ اللهُ علينا بالفرج والظَّفَر، كما وعَدَنا بقوله: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[الرُّومِ: 4-6]، الله أكبر، سُنَّةُ اللهِ فينا الابتلاءُ ثم النصر، الله أكبر سنة الله في عدونا الدحر والقهر، الله أكبر، سُنَّةُ اللهِ في ديننا الغلبة لأهل النفاق والكفر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المؤمنون: كان الصليبيون هنا واندحروا، وكان التتار في بلاد المسلمين واندحروا، والدول العظمى اليوم يقتتلون، وعمَّا قريب يأفل نجمهم ويندحرون، وقد وعَدَنا ربُّنا فقال: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)[الصَّافَّاتِ: 171-173]، فالله أكبر ما تفرقت جموع الكافرين والمنافقين، الله أكبر ما حقَّق اللهُ وعدَه بالنصر للمؤمنين، الله أكبر ما أنزَل اللهُ بأسَه بالقوم المجرمين، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المرابطون، يا أهل بيت المقدس وأكنافه: إذا كان شهر رمضان انتهى، فإن الصلاة في المسجد الأقصى لا تنتهي حتى تقوم الساعة، وكما عودتُم أقصاكم على الصلاة فيه في كل الصلوات، وبمثل هذه الجموع المباركة الطيبة المؤمنة فلا تقطعوا هذه العادة، فإنها في القدس رباط ومجاورة وعبادة، لكم عليها الأجر الكبير، كلما تغدون إلى الأقصى وتروحون.
فاللهم أَتمِمْ علينا الصلاةَ في أقصانا ومسرانا، وامنُنْ على الأقصى بالخلاص المبين، بأيدي المؤمنين الصالحين، اللهم تقبَّلْ منا الصلاةَ والصيامَ والقيامَ، وأَعِنَّا يا ربنا على صلة الأرحام، وكن معنا على الدوام.
عبادَ اللهِ: تقبَّل اللهُ منا ومنكم سائر الأعمال الصالحات، وكل عام وأنتم إلى الله أقرب، وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
التعليقات