عناصر الخطبة
1/اصطفاء الله لبعض مخلوقاته 2/مكانة الكعبة -البيت الحرام- 3/بعض أحكام البيت الحرام 4/قصة بناء البيت الحرام وبعض دروسها وعبرها 5/ابتلاء الله لإبراهيم إسماعيل وما فيها من الدروس والعبر 6/بعض مقاصد الحج وغاياتهاهداف الخطبة
اقتباس
إنه البيت الذي يثوب إليه الناس ويصدرون، ولا يقضون من محبته وطرًا. إنه البيت الذي كلما ازدادوا له زيارةً كلما ازدادوا إليه اشتياقًا. ألستم تتلون: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ) [البقرة: 125]؟ ما إن يصدر منه الناس إلا تمنوا أن يثوبوا إليه مرة أخرى. وصفه الله -تبارك وتعالى- فأخبر أنه أول بيت وضع للناس، وصفه الله...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله الذي رفع شعائر الإسلام، وأبانها لخلقه واضحةَ المناهج والأعلام، فاضل بين الشهور والأيام، وجعل الحج من أركان الدين العظام، أحمده سبحانه وأشكره، وأستهديه عز وجل وأستغفره من الخطايا والآثام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حيٌ قيومٌ لا ينام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المفضَّل على سائر الخلق والأنام، صلّى الله وسلّم عليه وعلى آله وصحابتِه الكرام.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
أما بعد:
فإن الله -تعالى- يخلق ما يشاء ويختار، ويصطفي سبحانه من شاء من الناس والأيام والأمصار.
وقد اصطفى سبحانه من الرسل: نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، ومن الأيام: أيام الحج المعلومات، ومن الأماكن: بيتٌ يقصده الحجاج ويؤمه المعتمرون، ويتوجه إلى الداعون والمصلون.
فطر الله القلوب على محبته، واشتاقت النفوس لزيارته، من لم يزره اشتاق لرؤيته، ومن زاره استوحش لبعد زيارته.
أتدرون لماذا -يا عباد الله-؟
إن الله -تعالى- لما بني بيته حببه إلى قلوب عباده، ألستم تقرأون: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) [إبراهيم: 37].
فهوته القلوب، واشتاقت له النفوس، ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم، قالوا: "لو قال: (أفئدةَ الناس) لازدحم عليه فارس والروم والنصارى، والناس كلهم، ولكن قال: (أفئدة مِنَ النَّاسِ) فاختُص المسلمون".
إنه البيت الذي يثوب إليه الناس ويصدرون، ولا يقضون من محبته وطرًا.
إنه البيت الذي كلما ازدادوا له زيارةً كلما ازدادوا إليه اشتياقًا.
ألستم تتلون: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ) [البقرة: 125]؟
ما إن يصدر منه الناس إلا تمنوا أن يثوبوا إليه مرة أخرى.
وصفه الله -تبارك وتعالى- فأخبر أنه أول بيت وضع للناس، وصفه الله -تعالى-: (مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران: 96].
ذكره الله في القرآن، فقال: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ).
وذكر داخله، فقال: (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا).
وذكر حقه، فقال: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 97].
فأي شيء أكرم لكم من هذا -يا أمة الإسلام-؟:
بشرى لنا معشرَ الإسلام إنّ لنا *** من العناية ركنًا غيرَ منهدمِ
لَما دعا الله داعينا لطاعته *** بأكرم الرسل كنا أكرم الأممِ
ولم يكن للبيت العتيق -أيها الإخوة- شرفٌ إلا أن الله -تبارك وتعالى- أضافه لنفسه لكفاه وربي، كفاه أنه بيت الله، ووفوده ضيوف الله، والله يقول: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [الحج: 26].
فكيف وقد اختصه بأحكامٍ ليست لغيره، هو قبلة المسلمين، هو موطن حج العالمين، هو منبع رسالة خير المرسلين، صلاة لله فيه بمائة ألف صلاة فيما سواه، إليه تشد الرحال، وفيه تتضاعف الأجور والأعمال، فهل اشتقتم في هذه الخطبة إليه؟
فإني أحدثكم اليوم عنه: في الصحيحين من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- أنه قال: قلت: يا رسول الله أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ" قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الأَقْصَى" قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ".
وأما قصة بناء البيت، فإنها قصة إيمان وتوحيد، توكلوا على الله، فكان لهم من الله التسديد، إنها قصة آل إبراهيم، إبراهيم -عليه السلام- وزوجه هاجر وابنه إسماعيل -عليه وعلى نبينا السلام-، وتبدأ القصة، لكن من أين أبدأ؟
أبتدأ معكم من صحيح الإمام البخاري، ومن حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، لأروي لكم فصولاً مقتطفة من هذه الرواية.
فالله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
إن إبراهيم -عليه السلام- سار بزوجه وابنه إلى وادٍ غير ذي زرع، لا ماء، لا طعام، لا إنس، لا شيء، وضع عندهما جرابًا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم تركهما وذهب إلى الشام، تبعته هاجر وهي تناديه ولا يلتفت إليها، تبعته وهي تقول: إلى من تتركنا؟ وهو لا يرد عليها، قالت: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، فرجعت وهي تقول: إذن لن يضيعنا.
فلما بلغ حيث لا يرونه رفع يديه إلى السماء، وتوجه إلى الله -تبارك وتعالى- بالدعاء: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم: 37].
ما أعظم استجابته لأمر الله، وواللهِ ما يضيعه، ما أعظم صدق يقينه على ما عند الله، ووالله لا يخذله.
فأين الذين استعظموا مصائبهم فالتجأوا إلى العرافين، واتصلوا بالدجالين، وتركوا الرزاق الكريم؟ أين الذين يشكون قلة يدٍ وعوز مالٍ، وعندهم أكثر مما عند هاجر؟ ما بالهم لا يصدقون في توجههم إلى رب محمدٍ وإبراهيم؟ فما الذي حدث؟ ما الذي حدث -إخوة الإيمان-؟
أتى الله بأفئدة الناس إلى هذا المكان، وجعله أمنًا ورزقًا طيبًا بثمرات كل شيءٍ وإيمان.
فالله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
لقد رجعت هاجر المؤمنة المتوكلة، لتضرب لنا مثلاً نصفع به وجوه المعتدين على الدين والداعين لتغريب المرأة المسلمة، أيُّ امرأةٍ هاجر؟ أليست قدوةً للمؤمنين والمؤمنات؟ فها هي المرأة تشرف وتعظم في ديننا إذا استقامت على أمر خالق الأرض والسموات؟
وأنتِ -أختي المسلمة- استقيمي على طاعة الله، وارضي بما قسم الله.
إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب يوم النحر النساء، فقال:" تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار" فسألت واحدة منهن عن ذلك، فقال: "لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير".
فاتقين الله، وارضين بما قسم الله لكنّ، وأحسني إلى زوجك ما استطعت بالمعروف.
وتمضي هاجر في ذاك المكان المقفر، وصوت الوحشة يخوفها، وغبار الصحراء يسفها، وظلمة الليل تحفها، لكنها تمضي لتشرب من السقاء، وتسقي ابنها من اللبن، وينفذ الماء، ويجف اللبن، ويصيح الطفل، لتتفجر مواقف الإيمان، ما طاقت ترى ابنها يتلوى بين يديها، ما استطاعت تبصره ينظر عطشًا إليها، اندفعت تبحث عن أي شيء وترجع تنظر إليه، انطلقت تسعى بين الجبلين وقلبها يتضرع للذي لا يتوكل إلا عليه، وعند الطبري بسند حسن يناديها جبريل، فقال: من أنتِ؟ قالت: أنا هاجر، أم ولد إبراهيم، فقال: فإلى من وَكَلَكُما؟ قالت: إلى الله، قال: وَكَلَكُما إلى كافٍ، حسبكما مَن وَكَلَكُما إليه.
وإذا بالملك يضرب بأمر الله تحت الطفل عينًا معينًا، جعلت تحوض الماء وهو يفور، طعام طعم، وشفاء سقم، أما إنها لو تركتها لغدت نهرًا جاريًا، أتدرون لماذا؟
لأن الله هو الذي سُئل، والله هو الذي من فيض الكرم أعطى.
اسمعوا -يا آل إبراهيم- فالرسالة جاءتكم من الله: لا تخافوا الضيعة؛ فإن هاهنا بيت الله، يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله.
أيها الكرام: تلك زمزم قصة بكاء إسماعيل، وذاك السعي بين الصفا والمروة قصة توكل هاجر، وهذه كفاية الله قصة دعاء إبراهيم.
فالله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
وجاءت جرهم العربية، وأنسوا بهم، وشب الغلام، وتزوج منهم، ومضت به الأيام ليأتيه أبوه إبراهيم بأمر من الله؛ فماذا أراد الله بعائلة الإيمان هذه؟
هذا هو حديث خطبتنا الثانية، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة يستجب لكم، واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أعلى شعائر الإسلام وأعلامه، وأظهر شرائع الدين وأحكامه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله الأطهار، وأصحابه البررة الأخيار، والتابعين لهم بإحسان في كل الأمصار، ما تعاقب الليل والنهار.
ويأتي إبراهيم بعد زمن وقد تعلق بابنه الذي شب وقوي؛ ليخبره بأمر الله -تعالى-، وهنا أدع صحيح البخاري لأروي لكم الخبر من كتاب الله: (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى) [الصافات: 102].
هذه رؤية الأنبياء، ورؤية النبي حق، فأي شيء يقول -ابن الإيمان معاشر الأبناء، معاشر الأبناء- طال عقوقكم، وعظم عن آبائكم صدودكم، فهلا من عبرة؟! (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا) -أي استسلما لحكم الله- (وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) [الصافات: 102- 103] -قلبه على وجهه ليذبحه من القفا، حتى لا يرى آلام ابنه وهو يذبح، فقال الله -عز وجل-: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) [الصافات: 104 - 107].
فكانت شعيرة ذبح الهدايا والأضاحي فرحًا بهذا الموقف، وتأسيًا في طاعة الله بإمام الحنفاء إبراهيم، وبسيد المرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فاحرصوا على ذبح الأضحية سليمة من العيوب، لا عرجاء ولا عوراء، ولا مريضة ولا هزيلة، اذبحوها على السن المجزئة من الضأن ست أشهر، ومن الماعز سنة، ومن البقر سنتان، ومن الإبل ما دخل في الخامسة.
والشاة تجزئ عن أهل بيت واحد، والبدنة والبقرة عن سبعة بيوت.
اذبحوها بعد صلاة العيد، وأطعموا منها المسكين، وتفقدوا من بينكم الفقراء، وأفرحوا بها الأيتام، وأحسنوا في هذه الأيام المباركة يحسن الله لكم.
ويكبر إسماعيل -عليه السلام- ويأتيه أبوه، ويقول: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمرٍ؟ قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعييني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن ابني ها هنا بيتًا.
فرفعا القواعد من البيت، وجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء.
جاء له بحجر فقام عليه إبراهيم، فأكمل بناء البيت، فشرّف الله هذا المقام، وجعله سبحانه مصلى لكل من طاف حول الكعبة؛ أن يصلي خلف مقام إبراهيم ركعتين: (وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة: 125].
ليذكر يوم أن بنى إبراهيم التوحيد وإسماعيل البر هذا البيت، يتذكرهما وهما يبنيان ويدوران حول البيت يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 127].
فلما فرغ إبراهيم -عليه السلام- من بناء الكعبة، قال له الله -تعالى-: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحج: 27].
وفي بعض الروايات: أن إبراهيم قال: يا رب وما يبلغ صوتي؟ قال: أذّن وعليّ البلاغ، قال: فنادى إبراهيم، وروى الفاكهي بإسناد صحيح من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: قام إبراهيم على الحَجر، فقال: يا أيها الناس كتب عليكم الحج، فأسمع الله من في أصلاب الرجال، وأرحام النساء، فأجابه من آمن ومن كان سبق في علم الله أنه يحج إلى يوم القيامة: "لبيك اللهم لبيك".
فالله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
هذا هو البيت الذي يحسدكم عليه العالم -يا أمة محمد-.
فما أعظم عودة الأمة إلى ربها واعتصامها بدينها.
هذا هو منسك الحج الذي يعجب الناس أجمع اليوم من تآخيكم فيه، وفرحكم به.
نسأل الله أن يقينا والمسلمين كيد الفجار.
هذا هو الحج: توحيد وتوكل على الله، قال تعالى: (َإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا) [الحج: 26].
ألا فليخلع كل واحدٍ منا ثيابًا اتسخت بشوائب الإشراك بالله، وتعلقت بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، ولنلبس ثياب التوحيد الخالص، حنفاء لله غير مشركين به.
هذا هو الحج: اتباعٌ لآثار الأنبياء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لتأخذوا عني مناسككم".
فاستقيموا على الطاعة، واستقيموا على ترك معاصي الله: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) [آل عمران: 103].
اعتصموا بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
وبهذا -والله- اليوم نفرح، نفرح بإتمام مناسك هذا الدين، لسنا بالذين لا دين لهم ولا تاريخ، حتى نفرح بأعيادهم المحرفة، بل هذا هو دينكم العظيم حبٌ ووفاءٌ لجميع الأنبياء والصالحين، فلماذا يطعنون اليوم في ديننا؟ ولماذا يؤذون رسولنا؟ أم لماذا يرمون بالإرهاب أهل هذا الدين، ويحاربون ويحاصرون من رفع راية هذا الدين؟
لا -والله- الذي يقول: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة: 33].
فأكثروا هذا اليوم من الدعاء: اللهم فانصر إخواننا المستضعفين في فلسطين وفي العراق وفي الصومال، وفي كل مكانٍ يقال فيه: "لا إله إلا الله".
التعليقات