عناصر الخطبة
1/شروط وجوب الصيام 2/حكم أصحاب الأعذار 3/مفطرات الصيام 4/أمور لا تؤثر في الصوماقتباس
وهناك أمور لا تؤثر في الصوم؛ منها: الاحتلام في النوم وإن خرج منياً؛ فإنه بغير اختيار النائم, فالصيام صحيح ولا قضاء عليه, وأيضاً: خروج الدم اليسير من الفم بالسواك أو الأنف بالرعاف أو دم قلع الضرس أو جروح خفيفة؛ فلا يؤثر ذلك في الصوم...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمد لله رب العالمين, حمدا كثيرا مباركا فيه, يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-؛ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70، 71].
عباد الله: إن تفقه المسلم في دينه أمر مطلوب؛ حتى يعبد الله على بصيرة, قال -صلى الله عليه وسلم-: "من يرد الله به خيراً؛ يفقهه في الدين"(رواه البخاري ومسلم), ونذكر في هذه الخطبة شيئاً من أحكام الصيام.
المسلم البالغ العاقل المقيم, القادر على تحمل الصيام, والسالم من كل الموانع؛ أوجب الله عليه صيام رمضان, وهو أحد أركان الإسلام؛ (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[البقرة: 185], فالصغير غير البالغ لا يطالب به فرضاً, ولكنه يرغب فيه؛ حتى يتعود على الصيام, أما فاقد العقل فإنه رفع القلم عن المجنون حتى يفيق.
وأما الكبير الذي أعجزه الصيام, أو أنه مصاب بمرض أعجزه عن الصيام, فإن الله -تعالى- قال: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)[البقرة: 184], فهذا يطعم عنه كل يوم مسكيناً, بمقدار نصف صاع؛ أي: كيلو ونصف تقريبا من طعام البلد؛ (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الحج: 78].
أما المسافر؛ فالله يقول: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)[البقرة: 185], فللمسافر سفراً مباحاً الجواز له بالفطر في رمضان, ويقضي بعد رمضان إذا كان السفر يشق عليه, وإذا كان السفر لا يشق عليه فالأفضل أن يصوم؛ كما ذكر ذلك بعض العلماء.
أما المريض فإن كان المرض يسيرا كالصداع وألم الضرس وغيرها من الأمراض التي لا تؤثر عليه في الصيام؛ فإنه يجب عليه أن يصوم, ولكن إذا كان المرض يتعب الصائم ويشق عليه؛ فإنه يجوز له الفطر, وكذلك إذا كان المرض يهدد حياته؛ فالواجب عليه الفطر في رمضان, ويقضي اليوم أو الايام التي أفطرها.
والمرأة المسلمة إذا جاءها الحيض فإنها تفطر, ولو كان قبل الغروب بدقائق معدودة, ويجب عليها القضاء للأيام التي أفطرتها, وكذلك الحال بالنسبة للنفساء, وأما الحامل إذا شق عليها الصوم سواء لضعفها أو خوفاً على حملها, وكذلك المرضعة إذا ضعفت بسبب الصيام؛ فإنه يجوز لهما أن يفطرا ويقضيان بعد رمضان.
عباد الله: من المفطرات في نهار رمضان: من يتعمد الأكل والشرب في نهار رمضان؛ فإن صومه فاسد وعليه القضاء.
وأيضا: ما يقوم مقام الأكل والشرب كالإبر المغذية؛ فإنها تفطر, وكذلك الحجامة أو التبرع بالدم؛ فإنه يفطر الصائم وعليه القضاء؛ خروجا من خلاف العلماء.
ومن أتى زوجته في نهار رمضان؛ فإن صومه فاسد, وعليه القضاء والكفارة المغلظة؛ لأنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب, فمن يأتي زوجته في رمضان عالماً ذاكراً؛ فعليه عتق رقبة, فإن لم يجد صيام شهرين متتابعين, فإن لم يستطع يطعم ستين مسكيناً.
ومن المفطرات: القي عمداً, أما إذا خرج بدون عمد فلا يفطر.
ومنها: خروج المني منه لشهوة كالعادة السرية المحرمة؛ فإنها تفطر الصائم, وعليه القضاء.
ووفقنا الله لما يرضيه, وتقبل منا الصيام والقيام, أقول ما سمعتم, وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدي ولوالديكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على نبيه, وعلى آله وصحبه ومن تبعه, وبعد:
وهناك أمور لا تؤثر في الصوم؛ منها:
الاحتلام في النوم وإن خرج منياً؛ فإنه بغير اختيار النائم, فالصيام صحيح ولا قضاء عليه.
وأيضاً: خروج الدم اليسير من الفم بالسواك أو الأنف بالرعاف, أو دم قلع الضرس أو جروح خفيفة؛ فلا يؤثر ذلك في الصوم.
كذلك: استعمال قطرة العين والأذن, أما قطرة الأنف فإنها تدخل للحلق وتفطر الصائم, فالواجب تأخيرها عند الإفطار.
كذلك: أخذ تحليل دم يسير, واستعمال الإبر في العضل لا يؤثر في الصوم, واستعمال السواك لا يؤثر في الصوم.
كذلك: معجون الأسنان, لكن لا يدخل منه شيء للحلق, وكذلك العطر والبخور, لكن لا يتعمد استنشاقه خاصة البخور؛ فانه يؤثر في الصوم.
وكذلك: بخاخ الأكسجين لا يفطر, وإبر البنسلين والأنسولين لمرضي السكر لا تفطر الصائم.
اللهم فقهنا في الدين, وأرنا الحق وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل وارزقنا اجتنابه, اللهم تقبل منا صيامنا وصرتنا وقيامنا وسائر طاعاتنا, اللهم أدم علينا أمننا وعافيتنا, وارفع عنا وعن المسلمين البلاء والمرض, اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ, اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ, اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ, رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
التعليقات