عناصر الخطبة
1/العلاقة بين الدين والأخلاق 2/بيان مفهوم الرفق وحقيقته 3/حث الشريعة على الرفق 4/من مجالات ومواطن الرفق 5/الحث على أخذ اللقاحات وقاية من الأمراض

اقتباس

رِفْقًا بِالْعُمَّالِ وَالْخَدَمِ، وَمَنْ جَعَلَهُم اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، لا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لا يَطِيقُونَ، ولا تَمْنَعُوهُمْ مَا يَسْتَحِقُّونَ، ولا تُسْمِعُوهُمْ مَا يَكْرَهُونَ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ نَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَصَمَتَ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيك لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِهِ، صَلَّى اللهُ عليْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ إلى يوم الدين.

 

أمَّــا بَعْـدُ: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِوَصِيَّةِ اللهِ لِلْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النساء: 131].

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: إنَّ المتأملَ في حقيقةِ الإسلامِ يُبْصِرُ ارتباطًا وثيقًا بين الأخلاقِ وبينَ الدِّينِ، فالإسلامُ بلا أخلاقٍ شَجَرٌ بِلا ثَمَرٌ، والأخلاقُ في الإسلامِ بمنزِلَةِ الرُّوحِ مِنَ الْجَسَدِ، فَلا إيمانَ بلا أخلاقٍ، قالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "لَا إِيمَانَ لِمَن لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَن لَا عَهْدَ لَهُ"(أخرجه أحمد، وصححه الألباني في الإيمان لابن تيمية)، وإذا كانَ الإنسانُ مجموعَ الجسدِ والروحِ فإنّ الأخلاقَ تمثِّلُ رُوحَ المسلمِ وبَاطِنَهُ، وكلَّمَا كانتْ الرُّوحُ طَاهِرَةً والسَّرِيرَةُ نَقِيَّةً؛ كانت الأخلاقُ الحسنةُ نتيجةً حتميةً لهذهِ الروحِ؛ ولذا كانَ منْ دُعَاءِ النبيٍّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ والنِّفَاقِ وَسُوءِ الأَخْلاقِ"(أخرجه أبو داود).

عبادَ اللهِ: ومِنْ مكارمِ الأخلاقِ وذُرْوَةِ الآدابِ: الرِّفْقُ وهوَ لِينُ الْجَانِبِ وسُهُولَةُ الطَّبْعِ واللُّطْفُ في الأَخْذِ والرَّدِّ، وهُوَ الصَّفْحُ الْجَمِيلُ والتَّوَاضُعُ لِلْكَبِيرِ، والْحلْمُ على الصَّغِيرِ وهُوَ قَبُولُ الْعُذْرِ دُونَ عِتَابٍ، والتَّجَاوُزُ دُونَ أَسْبَابٍ، والتَّغَاضِي عنِ الزَّلاتِ.

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: والرِّفْقُ أَبْرَزُ سِمَاتِ الشَّرِيعَةِ الإِسْلامِيَّةِ الَّتِي قَامَتْ عَلَى وَضْعِ الْحَرَجِ والْعُذْرِ بِالْجَهْلِ، والتَّقَيُّدِ بالاسْتِطَاعَةِ، وتجَنُّبِ الْعَنَتِ، قَالَ -تعالى-: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الحج: 78]، وقالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلّا غَلَبَهُ"(أخرجه البخاري).

 

عِبَادَ اللهِ: والرِّفْقُ رَأْسُ الْحِكْمَةِ، وَرَحْمَةٌ مِنَ اللهِ -عزَّ وجلَّ-، قَالَ -تعالى-: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)[الشعراء: 215]، وامْتَدَحَ نَبِيَّهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بِقَوْلِهِ: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة: 128].

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ خَيْرًا جَمَّلَهُ بِالرِّفْقِ، وَهَدَاهُ إِلَيْهِ، قال -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عَائِشَةَ، ارْفُقِي؛ فَإِنَّ اللهَ إذَا أَرَادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفق"(أخرجه أحمد، وصححه الألباني في الترغيب)، وإذَا رُزِقَ الْعَبْدُ الرِّفْقَ رُزِقَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفقِ؛ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفقِ؛ فَقَدْ حُرِمَ حظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ"(أخرجه الترمذي وصححه الألباني).

 

عِبَادَ اللهِ: وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيَلَزَمُهُ في شَتَّى أُمُورِهِ، ومِنْ ذَلِكَ: أَنَّ يَهُودَ أَتَوا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: "السَّامُ عَلَيْكُمْ"، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: "عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمْ اللَّهُ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْكُمْ"، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ"، قَالَتْ: "أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟!"، قَالَ: "أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ؛ فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: والرِّفْقُ مَطْلُوبٌ فِي كُلِّ المَوَاطِنِ، وَيَتَأَكَّدُ في مَوَاطِنَ مِنْهَا: رِفْقُ المُعَلِّمِ بِالمُتَعَلِّمِ، فَمَا أُدْرِكَ الْعِلْمُ إلا مِنْ بَابِ الرِّفْقِ، ومَا تَرَكَ المُعَلِّمُ أَثَرًا في طُلابِهِ أَفْضَلَ مِنْ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ، وابْتِسَامَةٍ صَادِقَةٍ، فَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بنِ الْحَكَمِ أنَّهُ قَالَ: بيْنَا أنَا أُصَلِّي مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- إذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقُلتُ: "يَرْحَمُكَ اللَّهُ"، فَرَمَانِي القَوْمُ بأَبْصَارِهِمْ فَقُلتُ: واثُكْلَ أُمِّيَاهْ، ما شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إلَيَّ؟!، فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بأَيْدِيهِمْ علَى أفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا صَلَّى رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَبِأَبِي هو وأُمِّي، ما رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ ولَا بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيمًا منه، فَوَاللَّهِ ما كَهَرَنِي ولَا ضَرَبَنِي ولَا شَتَمَنِي، قالَ: "إنَّ هذِه الصَّلَاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شيءٌ مِن كَلَامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وقِرَاءَةُ القُرْآنِ"(أخرجه مسلم).

 

وَيَتَأَكَّدُ الرِّفْق في حَقِّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ مَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَشَقَّ عليهم؛ فاشْقُقْ عليه، وَمَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَرَفَقَ بهِمْ؛ فارْفُقْ بهِ"(أخرجه مسلم).

 

وَيَتَأَّكَّدُ الرِّفْقُ في النُّصْحِ والتَّوْجِيهِ، والأَمْرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنْكَرِ، قَالَ رَبُّنَا -جلّ وعلا- لموسَى وَأَخِيهِ -عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ-: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)[طه: 43 - 44]، وقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

عِبَادَ اللهِ: وَإِذَا كَانَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- قَدْ كَتَبَ الرِّفْقَ عَلَى نَفْسِهِ، وَكَانَ بِعِبَادِهِ لَطِيفًا، ولِلْعَاصِينَ سَاتِرًا، ولِلْخَائِفِينَ مَلاذًا ونَاصِرًا، فَكَيْفَ لِعَبْدٍ مَوْسُوم بالضَّعْفِ، وَمَجْبُول على الْخَطَأِ أَنْ يَكُونَ جَهُولًا جَبَّارًا، صَلْدَ الْقَلْبِ، جَامِدَ الطَّبْعِ، غَلِيظَ الَقَوْلِ، عَابِسَ الْوَجْهِ؟! قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ"(أخرجه البخاري ومسلم)، وَصَدَقَ اللهُ الْعَظِيم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)[آل عمران: 159].

 

بَارَكَ اللهُ لي ولكم فِي القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، وتوبوا إليه؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ ذي الجودِ والإحسانِ، وأَشْهَدُ أن لا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ عظيمُ الشَّأْنِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

 

أمَّا بـعـدُ: فاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاعْلَمُوا أَنَّ الرِّفْقَ زِينَةُ الأَخْلاقِ وَكَمَالُهَا، يُزَيِّنُ الأَفْعَالَ وَيُسَدِّدُ الأَقْوَالَ، وَيُؤَلِّفُ الْقُلُوبَ قالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شَيءٍ إلّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شَيءٍ إلّا شانَهُ"(أخرجه مسلم)، فَارفقُوا تُؤْلَفُوا، وَلِينُوا تُشْكَرُوا، وَتَوَاضَعُوا تُؤْجَرُوا.

 

رِفْقًا بِالنِّسَاءِ والزَّوْجَاتِ؛ فَإِنَّهُنَّ عَوَانٌ لَكُمْ، وَأَسِيرَاتٌ في بُيُوتِكُمْ، يَغْلُبُ علَيْهِنَّ الضَّعْفُ، ويَتَّسِمْنَ بِالْعَجْزِ، فَلِينُوا لَهُنَّ، وارْفُقُوا بِهِنَّ، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"(رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي).

 

رِفْقًا بِالْعُمَّالِ وَالْخَدَمِ، وَمَنْ جَعَلَهُم اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، لا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لا يَطِيقُونَ، ولا تَمْنَعُوهُمْ مَا يَسْتَحِقُّونَ، ولا تُسْمِعُوهُمْ مَا يَكْرَهُونَ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ نَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَصَمَتَ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ، فَصَمَتَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ، قَالَ: "اعْفُوا عَنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً"(أخرجه أبو داود وصححه الألباني).

 

أيها المؤمنون: في هذِه الأثناءِ تقومُ بلادُنا -حَفِظَهَا اللهُ- ممثلةً في رجالِ الصِّحَةِ، والمستوصفاتِ والتجمعاتِ الصحّيةِ بتوفيرِ لقاحِ الإنفلونزا؛ للوقايةِ من المرضِ، والتخفيفِ مِنْ حِدَّتِهِ، وخَاصَّةً لدى الأَطْفَالِ وكبارِ السِّنِّ، وأَصْحَابِ الأَمْرَاضِ المزمنَةِ، وإِنِّي أهيبُ بإخوانِي المبادرة بأخذِ اللِّقَاحِ، وهو من الأخذِ بالأسبابِ الشرعيةِ والممكنةِ لدفعِ المرضِ، ولا يُنَافِي التوكُّلَ على اللهِ -عزَّ وجلَّ-.

 

اللَّهُمَّ اهْدِنَا لأَحْسَنِ الأَخْلاقِ، وَارْزُقْنَا الرِّفْقَ في الأَقْوَالِ والأَفْعَالِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا المسْلِمِينَ المُسْتَضْعَفِينَ في كُلِّ مَكَانٍ، اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا خادم الحرمينِ الشريفينِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْه وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وِإِخْوَانَهُ وَأَعْوَانَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ، اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخنا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182]

المرفقات
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life