عناصر الخطبة
1/سؤال الله الذرية الصالحة 2/انحراف الأبناء من أخطر المصائب 3/عظم المسؤولية الملقاة على عاتق الآباء تجاه الأبناء 4/مفاهيم وعبادات وأخلاق يجب تربية الأبناء عليهااقتباس
إن انحراف الأبناء وفسادهم من أخطر المصائب التي تصاب بها المجتمعات، فانحراف الشباب أخطر من انحراف الشيوخ، فالشباب إذا انحرف دل ذلك على أن الحاضر في خطر، وعلى أن المستقبل في خطر أكبر منه؛ لأن الذي سيتولى التوجيه وسيتحكم في مستقبل المجتمع هم شباب اليوم، فإذا كان هؤلاء فاسدين فإن غد الأمة سيكون أسوأ من يومها. وهذا الانحراف له أسباب كثيرة، ليس المجال مجال سردها، لكن...
الخطبة الأولى:
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[الفرقان: 74] يخبر الحق -سبحانه وتعالى- في هذه الآية: أن من صفات عباده المتقين: أنهم يسألون الله أن يرزقهم ذرية صالحة، ويرزقهم زوجات صالحات.
هذه الرغبة الملحة من طبيعتها أن يتبعها عمل، أن يتبعها اجتهاد.
وقد وضع الحق -سبحانه وتعالى- العلامات والمعالم والطريق التي يتبعها الإنسان الذي يريد أن يحقق الله -سبحانه- له هذا الخير.
فتعالوا بنا -معشر الإخوة- نلقي نظرة على أبرز التوجيهات التي وجه إليها سبحانه وتعالى المؤمن لينعم على الإنسان بأبناء صالحين.
قبل ذلك أقول: إن انحراف الأبناء وفسادهم من أخطر المصائب التي تصاب بها المجتمعات، فانحراف الشباب أخطر من انحراف الشيوخ، فالشباب إذا انحرف دل ذلك على أن الحاضر في خطر، وعلى أن المستقبل في خطر أكبر منه؛ لأن الذي سيتولى التوجيه وسيتحكم في مستقبل المجتمع هم شباب اليوم، فإذا كان هؤلاء فاسدين فإن غد الأمة سيكون أسوأ من يومها.
وهذا الانحراف -أيها الإخوة- له أسباب كثيرة، ليس المجال مجال سردها، لكن أهمها عجز الأسرة عن تخريج الصالحين المصلحين، فمستوى الأسرة ومستوى الوالدين هو الذي يحدّد لنا وضعية الأبناء، فلذلك ليس بغريب أن ينبّه ديننا على هذه القضية، وأن يبيّن أن المسؤوليةَ الكبرى يتحمّلها الوالدان، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤمَرُون)[التحريم: 6]، فالمخاطبون بوقاية أنفسهم وأهليهم من النار هم الآباء؛ لأن نصيبهم في هذه الوقاية نصيب الأسد، فمسؤوليتهم في هذا الباب أثقل وأخطر، ففي صحيح البخاري وغيره عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، بل الأبلغ من ذلك بيان النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الوالدين محدِّدان لمسار ولدهما، عن أبي هُرَيرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كلُّ مولودٍ يُولدُ على الفطرة، فأبواهُ يُهوِّدانِهِ أَوْ يُنصِّرانِهِ أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟!".
وصدق من قال:
مَشَى الطاووسُ يومًا باعْوجاجٍ *** فقلّدَ شكلَ مشيتـهِ بنوهُ
فقالَ: علامَ تختالونَ؟ فقالوا *** بدأْتَ به ونحـنُ مقلِدوهُ
فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ *** فإنـا إن عدلْتَ مُعَدِّلُوه
أمَا تدري أبانـا كلُّ فـرعٍ *** يجاري بالخُطى من أدّبوه؟
وينشَأُ ناشئُ الفتيـانِ منـا *** على مـا كان عوَّدَه أبوه
وإن من أعظم ما يربى عليه الولد ويؤدّب -أيها الإخوة الأعزاء-: معرفة الله والإيمان به، فالتربية الإيمانية هي أساس كل خير، ومجتمعنا الآن لا يعاني من قلة الأقوياء وإنما من قلة الأمناء، ففيه تبارك الله من العباقرة والأقوياء والمثقفين الكثير، ولكنه مفتقر إلى الأمناء الذين يخشون الله -تعالى-، ويطيعونه في السر والعلن، مما جعل الكثيرين يؤثرون مصالحهم الخاصة، ويرتكبون في سبيلها ما لا يرضي الخالق، ولا يسعد الخلق، فكثرة الغش وسواد التلاعب بأموال المجتمع وأخلاقه، كل ذلك سببه ضعف الإيمان وقلة الأمانة.
ونعني بالتربية الإيمانية تربية الإنسان على معرفة الله ورسوله وطاعتهما، أن يكون إيمانه عميقا لا ريب فيه بأن الله واحد لا شريك له، وبأن الله هو الذي يعطي، وأنه هو الذي يمنع، وأنه هو الذي ينفع، وأنه هو الذي يضر، وأنه سبحانه وتعالى مطلع على خلقه، لا يخفى عليه شيء من أمرهم، وأنه سبحانه جامع الناس ليوم لا ريب فيه، لتوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، تكون هذه القضايا واضحة يفهمها جيدا.
وقد كان من دأب الصالحين أن ينشئوا أبناءهم على هذه المفاهيم، فهذا لقمان الحكيم يخلد الله ذكره في كتابه لما كان عليه من اجتهاد في الاستقامة والتأديب لابنه، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَن اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيد * وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم)[لقمان: 11-12] فمن تجليات الحكمة التي أكرمه الله بها حرصه على تأديب ولده، فالواو في قوله تعالى: (وَهُوَ يَعِظُهُ) تسمى عند أهل العربية واو الحال، فقد كان من حال لقمان أن ينصح ابنه ويعلمه ويوجهه إلى الخير بشكل مستمر ومتواصل؛ وذلك لأن الأمور المهمة في الحياة لا مفر من تكرارها والصبر على ذلك.
ومن الحكمة: أن يبدأ لقمان في تربية ابنه من تحسين علاقته بالله -تعالى-: (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم)، فمعرفة الله وعدم الإشراك به رأس الخير كله، وعليها تؤسس كل العلاقات، كما أن مراقبة الله وعلم الإنسان أنه لا يخفى على الله شيء أهم عاصم من تيارات الشيطان؛ لذلك نبه لقمان على ذلك في قوله لابنه: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)[لقمان: 15].
إذا كان هذا حال الصالحين فإن من شأن الطالحين كما هو سائد اليوم أن ينشئوا بَنِيهم على الدنيا والتكالب عليها منذ نعومة أظفارهم، فيغضب الوالد على ولده إذا فرط في واجباته المدرسية، وربما عاقبه بقسوة، وتقام عليه الدنيا إذا ضيع أباه في مال من أمواله، لكنه إذا ترك الصلاة وأساء الأدب مع ربه فلا حرج عليه، ولا لائم يلومه، فتجد الوالد فرحا بابنه مثنيا عليه؛ لأنه حصل على ميزة في الدراسة، أو نال منصبا مرموقا، فإذا سألت عن الصلاة قيل لك: لا يصلي! فأي خير يرجى منه والحالة هذه؟! وأي فرح هذا يا ترى؟! واحد من هؤلاء تعلم حتى بلغ أعلى المراتب، ونال أعلى الدرجات، وكان مديرا كبيرا، وجاءه أبوه من البادية زائرا، فأراد الشاويش أن يستأذن له على ابنه الذي كان في مكتبه مع جملة من أصحابه، فقال له الأب: دعني أفاجئه، فلما دخل الأب البدوي تغيّر وجه ابنه، فقال لأصدقائه: أقدّم لكم "خَمَّاس دْيَالي" أي: خادم حقولي! لم يستطع أن يعترف أنه أبوه. فهذا الابن رغم مستواه الدراسي فهو ما تعلّم سوى علم الدنيا وثقافة اليهود والنصارى، لم يتعلم قوله تعالى: (وبِالْوالَدَيْن إحْسانًا)[البقرة: 82]، وما شمّ رائحة قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صحيح البخاري وغيره، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ أبي بكرةَ عن أبيهِ قال: "ألا أحدِّثكُمْ بأكبرِ الكبائر؟" قالوا: بَلى يا رسولَ الله، قال: "الإشراكُ باللهِ، وعُقوقُ الوالدين".
ومن التربية الإيمانية: التربية على محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فمحبته صلى الله عليه وسلم من الإيمان، ففي الصحيحين عن أنس قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى أَكُونَ أَحَبّ إلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنّاسِ أَجْمَعِين"، وإنه لا يمكن أن يحب الولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو لا يعرفه، فمن ثَمَّ كان لزاما على والديه أن يعرّفاه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذلك عن طريق تعليمه سيرةَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وغزواته وتعريفه بأصحابه، وبما يجب عليه نحوه من إيمان واتباع ومحبة.
وقد كان الصالحون أحرص على هذا، فقد روي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قوله: "كنا نعلم أبناءنا غزواتِ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما نعلمهم السورة من القرآن".
إن من أكبر المصائب التي حلّت بأبنائنا جهلهم بدينهم وبعدهم عن معرفة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، في حين دأبوا على معرفة التافهين من الخلق من ممثلين ومغنين ولاعبين، فلا عجب أن نجدهم مقلدين لهؤلاء الشياطين، في حين لو عرفوا محمدا -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضي الله عنهم لاتبعوهم ولساروا على نهجهم.
مع تربيتهم على الإيمان فإن تعليم العبادة للأطفال وتدريبهم عليها من أهم ما يهتم به المربون، وعلى رأس هذه العبادات: الصلوات الخمس، روى أبو داود والحاكم عن عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عن أَبِيهِ عن جَدّهِ قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مُرُوا أَوْلاَدَكُم بالصّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْع سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ سِنينَ، وَفَرّقُوا بَيْنَهُمْ في المَضَاجِعِ" فقبل سبع سنين واجبك نحوه أن يراك مصلّيا، فإذا بلغ سبع سنين تبدأ في تعليمه وتوجيهه، أما إذا بلغ عشر سنوات فلا بد من إظهار شيء من الحزم إذا ترك صلاته وتهاون في أدائها، ولو اقتضى ذلك ضربه ضربا مناسبا.
وتبقى عملية التعليم مستمرة ولو بعد عشر سنين بمختلف الوسائل وبمختلف الأساليب وفي مختلف المناسبات، فتبين له مزايا الصلاة وقيمتها وفضلها وحكمتها وأثرها الطيب على الذين يحافظون عليها، وما يعانيه الذين لا يحافظون عليها، والأحداث التي تقع في المجتمع من المصائب والانحرافات، وأن السبب هو عدم عبادة الله -سبحانه وتعالى-، ويقاس على الصلاة الصيام، فيحبب إليه الصيام، وإذا أراد أن يصوم لا تمنعه ولا تكرهه عليه، وإنما تعوده وتدربه.
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[البقرة: 127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[البقرة: 128].
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * والْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180-182].
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله المصطفى الأمين، وعلى آله وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان وعمل صالحا إلى يوم الدين.
ومما يُنَشَّأ عليه الطفل: الأخلاق والآداب الحسنة، فيعلم آداب الحديث، وآداب معاشرة الناس، وأخلاق السير في الأرض، قال تعالى: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)[لقمان: 17-18].
كما يدرّب على آداب الطعام، ففي الحديث المتفق عليه عن عمر بن أبي سلمة -رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ- قال: "كنت غلامًا في حجر رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يا غلام، سم اللَّه، وكل بيمينك، وكل مما يليك"، فهذا التأديب في الصغر هو التأديب؛ لليونة شخصية الأطفال وقابليتها الجيدة للتشكل خلافا للكبار.
قد يبلغُ الأدبُ الأطفـالَ في صغرٍ *** وليس ينفعهُم من بعدِه أدبُ
إن الغُصُـونَ إِذا قَوَّمْتَهـا اعتدلْت *** ولا يلينُ إِذا قَـوَّمْتَهُ الخَشَبُ
ومن أعظم الأخلاق التي يجب أن يتعلمها الأطفال منذ الصغر: الصدق، وأعظم وسيلة لتحقيق ذلك: القدوة الصادقة، يأتي طارق يسأل عن الأب في البيت، فيقول الأب لابنه: اذهب وقل له: إن أبي ليس في البيت! فيفتح الابن الباب فيقول للطارق: إن أبي يقول لك: إنه غير موجود في البيت! فيعمل الأب بهذا الفعل على غرس بذور الكذب في شخصية ابنه، فإذا نمت تلك البذرة الخبيثة كان أول ضحاياها هذا الأب التعس، فإذا سأل ابنه: أين كان؟ قال: كنت في المدرسة، بينما الحقيقة أنه كان في الشارع.
هذه -إخواني الكرام- كلمات قليلة بخصوص هذا الموضوع الكبير.
نسأل الله -تعالى- أن ينفع بها، وأن يتيح لنا فرصا أخرى لمزيد الحديث عنه.
(إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيَّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلَيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، وعن التابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين.
اللهم احشرنا في زمرتهم، وأحينا على سنتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم وطريقتهم...
التعليقات