عناصر الخطبة
1/ مشهدين من واقع المجتمع 2/ نِعَمُ الله على الخلق 3/ نعمة الإسلام وأهميتها 4/ بعض الإشاعات التي تسري في مجتمعنا وآثارهااهداف الخطبة
اقتباس
فسبحان الله! أنت مخلوق مُكَرَّمٌ مِن قِبَلِ ربِّ العزة -جل وعلا-، ووالله الذي لا إله إلا هو! لوبقيت تشكر الله -عز وجل- وتحمده على هذه النعمة من هذه اللحظة إلى قيام الساعة، والله الذي لا إله إلا هو فلن توفي حق الله -سبحانه وتعالى- أبدًا!. ألا تستحي أن تتضجر؟ ألا تستحي من أن تشكو للناس بعد أن كرمك الله -سبحانه وتعالى- وبعد أن فضلك على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً ..
(يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله، وخيرَ الهدْيِ هَدْيُ الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فيا عزيز يا غفَّار، يا عزيز يا غفار، اجعل هذا اللقاء لقاءً مرحوما، وتفرُّقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تجعل فينا ولا مِنَّا ولا معنا شقيا ولا محروما.
إخوة الإيمان: وأنا أشاهد الأخبار كالعادة ككُلِّ ليلةٍ تلك الأخبار التي تتعلق بهذا البلد الطاهر النقي، بلد الزيتونة وبلد القيروان وقفت عند مشهدين غريبين في نفس النشرة.
المشهد الأول: لمجموعة من الشباب العاطل عن العمل، شباب يتذمر، يفرط في شكواه إلى درجة أنه أصبح يردد ألفاظا وكلمات تسيء إلى عقيدته وتسيء إلى علاقته بربه -جل وعلا-، وإن كنا نلتمس له عذرًا بسبب طول هذه البطالة، إلا أننا لا نلتمس له أبدًا عذرًا لتلفظه بهذه الكلمات التي إن دلت على شيء فهي تدل على عدم الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، هذه الصورة الأولى.
المشهد الثاني: في نفس النشرة مجموعة من الشباب هموا بحرق مصنع يُشغِّلُ المئات من الشباب بسبب إفراز هذا المصنع بعض الغازات -كما قالوا- فهذا الدخان أقلقهم وربما أساء إلى صحتهم؛ فقلت: سبحان الله! هذا يشكو من قلة الرزق وضيق الرزق وهؤلاء يشكون بسبب وجود رزق ربما قد أقلقهم بعض الشيء!.
وقلت: سبحان الله! وإن اختلف سبب الشكوى إلا أن هاتين الفئتين اجتمعتا على نتيجة واحدة: لا أحدَ راضٍ بالوضع الذي هو فيه. وكما قيل:
صغيرٌ يطلبُ الكِبَرْ *** كبيرٌ ودَّ لو صغُرْ
فقير يطلب الغنى *** وغني بماله ضجِر
وإن كانت كل فئة من هاتين لها نصيب من الأحقية فيجب أن لا ننكره أبدًا، إلا أنني أردت أن أتناول الموضوع لا من باب اقتصادي -على أهمية هذا الباب- بل من باب إيماني رباني، اعتقادًا مني أنه إذا أصلح العبد ما بينه وبين ربه أصلح الله تعالى له دنياه وآخرته؛ هذه قاعدة.
ولإخراج هذا الشباب من هذا المأزق أردت أن أذكره قبل أن يتذمر وقبل أن يشكو، مهما كان الابتلاء، أردت أن أذكره بنعم الله تعالى عليه، النعم التي مَنَّ الله -سبحانه وتعالى- بها علينا وأغلبنا غافل عنها وكأنها أصبحت حقا، ليست حقا بل هي فضل ومَنٌّ وكرمٌ من الله -جل جلاله-، كثير من الناس سيقول الآن: يا شيخ، الناس لم تجد ما تلبس وأنت تحدثنا عن النِّعَم!.
إن هناك قاعدة، وهذا الحديث أسوقه من باب تطبيق هذه القاعدة الربانية: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم:7]، فستقول: أي نعمة تريدني أن أشكر الله عليها حتى يزيدني؟ هذا من باب الجهل ومن باب سوء الفهم، ربما يزيدني مصيبة على مصيبة!.
لا يا أخي! إن مفهوم المخالفة لهذه القاعدة لا تأتي إلا بالخسران المبين، فإن كان الشكر يأتي بالزيادة فإن عدم الشكر وعدم الرضا لا يأتي إلا بالنقصان، وسيزيد ذلك الطين بلة، فأردت أن أدخل قلبك في هذه اللحظات عسى أن يرفع الله بذلك إيماننا؛ فنحن بحاجةٍ إلى أن يزيد هذا الإيمان في وقتٍ ضعف فيه الإيمان، في وقت أصبح الإنسان لا يأمن على نفسه في الطريق العام، في حاجةٍ لأن نزداد قوة على قوة، ونحن لسنا في حاجةٍ لكلمات ربما تجعل المسلم ينبطح.
اعلم -أخي الحبيب- أن الله -سبحانه وتعالى- قد خلق هذا الكون، انظر إلى هذا الكون، خلق الله -سبحانه وتعالى- السماوات، وخلق الله -سبحانه وتعالى- الأراضين، وخلق الله -سبحانه وتعالى- الجبال وخلق الله -سبحانه وتعالى- البحار وخلق الله -سبحانه وتعالى- الجماد، وخلق الله -سبحانه وتعالى- النبات، وخلق الله -سبحانه وتعالى- الحيوان، وخلق الله -سبحانه وتعالى- الجان، وخلق الله -سبحانه وتعالى- الإنسان، ثم قال -جل وعلا- بعد أن خلق كل هذه المخلوقات: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء:70].
فسبحان الله! أنت مخلوق مُكَرَّمٌ مِن قِبَلِ ربِّ العزة -جل وعلا-، ووالله الذي لا إله إلا هو! لوبقيت تشكر الله -عز وجل- وتحمده على هذه النعمة من هذه اللحظة إلى قيام الساعة، والله الذي لا إله إلا هو فلن توفي حق الله -سبحانه وتعالى- أبدًا!. ألا تستحي أن تتضجر؟ ألا تستحي من أن تشكو للناس بعد أن كرمك الله -سبحانه وتعالى- وبعد أن فضلك على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً.
وبعد هذه الإنسانية قسم الله البشر إلى ملل: ملة تعبد الأصنام، وملة تعبد القمر، وملة تعبد الشمس، وملة تعبد المياه، وملة تعبد الأبقار، وملة تعبد النار، وملة تعبد الله الواحد القهار؛ فابحث عن نفسك -أخي- في أي صنفٍ أنت، ماذا قدمت لله -جل وعلا- حتى يجعلك من ملة إبراهيم التي لا تدين إلا لله؟ ماذا قدمنا لله؟ إياكم أن تعتقدوا أن ذلك حقّ؛ بل هو فضلٌ ومَنٌّ من الله -جل جلاله-.
والله الذي لا إله إلا هو! -كما سبق وقلت- لو بقيت تشكر الله وتحمده على هذه النعمة، نعمة التوحيد، والله لن توفي حق الله أبدًا.
ومن ملة التوحيد، ملة إبراهيم قسم الله تعالى البشر إلا أمم: أمة موسى -عليه السلام-، وأمة عيسي- عليه السلام- وأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ملة محمد -صلى الله عليه وسلم- التي تدين بدين لن يقبل الله غيره، إن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه.
أبشِرْ أخي الحبيب! ولا تجزع، ولا تقلق، ولا تقنط من رحمة الله؛ فإنك من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذًا؛ فالتذكير بهذه النعم عساه أن يرفع الإيمان في قلوب شبابنا، ونحن لا نُقْصِي الحديث عن الاقتصاد أوالحديث عن التشغيل أبدًا، فهذا أصل؛ ولكن البداية أنه علينا أن نتعلق بالله -جل جلاله-.
أمة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وهنا أفتح قوس الإسلام قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33].
فالإسلام -إخوة الإيمان- هي النعمة التي مَنَّ الله بها لا على العرب فقط، اختار الله هذه النعمة نعمة الإسلام ليُسعد الله تعالى بها البشرية جمعاء؛ فالإسلام هوالدين الذي ارتضاه الله تعالى لأهل الأرض ولأهل السماء، كما قال -جل وعلا-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ) [آل عمران:19].
وما أرسل اله نبيًّا ولا رسولاً من آدم -عليه السلام- إلى محمد حبيب قلبنا -صلى الله عليه وسلم- إلا بالإسلام فقال -جل وعلا- على لسان نوح: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [يونس:104]، وفي حق إبراهيم -عليه السلام- قال -جل وعلا-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [البقرة:132].
وما بعث الله يعقوب -عليه السلام- إلا بالإسلام كما قال -جل وعلا-: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة:133].
وما بعث الله تعالى يوسف -عليه السلام- إلا بالإسلام، قال -جل وعلا- في حقه: (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يونس:101].
وما بعث الله سليمان – عليه السلام – إلا بالإسلام كما قال -جل وعلا-: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) [النمل:30-31].
وما بعث الله موسى -عليه السلام- إلا بالإسلام، قال -جل وعلا-: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) [يونس:84].
وما بعث الله عيسى -عليه السلام- إلا الإسلام، قال -جل وعلا- في حقه: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [أل عمران:52].
بل إن الجن المؤمن دينهم الإسلام كما قال الله -جل وعلا- على لسانهم: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ) [الجن:14].
وما بعث الله تعالى حبيب قلوبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا بالإسلام، قال -سبحانه وتعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) [المائدة:3].
وأنزل الله قوله -سبحانه وتعالى- عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوفِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران:85]
فالإسلام -إخوة الإيمان- هودين أهل السماء ودين أهل الأرض ودين البشرية كلها، شاء من شاء، وأبى مَن أبى، ووالله الذي لا إله إلا هو! ما ذلت هذه البشرية وما ضعفت هذه البشرية إلا يوم أعلنت الحرب على الإسلام، وانحرفت عن الدين العظيم، فذاقت طعم الخوف والرعب والقلق والحزن والهمّ؛ فأسأل الله العلي القدير أن يردنا إلى الإسلام مردا جميلا، وأن يجمع أمة محمد –صلى الله عليه وسلم-.
فالإسلام -إخوة الإيمان- هوالنور الذي يضيء لنا الطريق، يضيء الطريق في السير إلى الله -جل وعلا-، وهو عزتنا كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "كنا قوما أذلاء فأعزنا الله تعالى بالإسلام؛ فمهما ابتغينا العزة في غيرة أذلنا الله". هذه قاعدة.
ولكن؛ إخوة الإيمان، لن يستقيم هذا الحق ولن تستقيم هذه النعمة، نعمة الإسلام، مع مخالفة مَن في هذا الدين العظيم الذين أصبحوا يمثلون خطرا على الإسلام والمسلمين، هؤلاء يشنون حربا إعلامية شرسة للتخويف من الإسلام والمسلمين والإسلاميين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم.
وقد تولى هذه الحملة عدد كبير من المفكرين والكتاب والأدباء والصحفيين، هؤلاء تثيرهم هذه الصحوة الإسلامية المباركة؛ هؤلاء تسوؤهم هذه الصحوة الإسلامية المباركة، تسوؤهم هذه النعمة التي منَّ الله بها علينا، تسوؤهم عودة عدد كبير من شبابنا إلى الإسلام فراحوا يشوِهون الإسلام -وحاشاه- بإشاعات وأقاويل باطلة زائفة.
وفي هذه النقطة أود أن أقول: لا يوجد شخص على وجه الأرض يمثل الإسلام أبدًا؛ فإذا حصل خطأ منه ينسب إليه فلا ينسب إلى الإسلام.
النبي – صلى الله عليه وسلم – هوقائد هذه الأمة، ليس هناك شخص آخر قائد، وينصب نفسه قائدا على الإسلام وعلى المسلمين إلا النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإذا أخطأ الشخص من هؤلاء فالخطأ -أعيد وأكرر- ينسب إليه لا ينسب للإسلام.
فالإسلام عالٍ عزيز، هذه نقطة في صورة أن هناك من المسلمين أوالإسلاميين أخطأ، ومن الإشاعات التي سمعنا بها طيلة هذين الأسبوعين لا تمت للإسلام والمسلمين بشيء، وأنا أعلن من فوق منبر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – أنها إشاعات وأقاويل فلا تغتروا بما يذاع في الصحافة أوالانترنت.
سمعنا من الأول أن هناك قس ذبحوه فظهر شخص لا علاقة له بالإسلام، فقالوا الإسلاميين والإرهابيين، فظهر أن هناك شخص لا علاقة له بالإسلام، فهذا فضل الله ومنّه وكرمه.
ثم سمعنا أنهم قالوا إن المسلمين والإسلاميين يضربون امرأة غير محجبة هذا كذب، هذا باطل، وحتى لوصارت، أقول إنه ليس من المسلمين، وليس لديه أي نفَس إسلامي، ويمكن لأناس آخرين من النظام البائد أن يفعلوا هذه الأعمال، إن حصلت هذه الأعمال فلم يثبت، مجرد كلام، يريدون أن يشوهوا الإسلام، يريدون أن يشوهوا المسلمين بداية.
ثم سمعنا بقصة أمير المؤمنين، وقامت الإمارة في بن قردان! فسبحان الله! إشاعات! هو قال أمير فقط موجود، وكل جماعة معروف أن لها أميراً، يعني رئيسا، يعني أمينا عاما باللغة السياسية، كما قال الرسول – صلى الله علي وسلم - : "إذا كنتم ثلاثة فأمروا عليكم واحدا".
فهذه إشاعات وأقاويل ما أنزل الله بها من سلطان، يريدون أن يشوهوا الإسلام بذلك، يريدون أن يطفئوا نور الإسلام؛ فنسأل الله تعالى أن يهدينا، ولا يسعنا إلا هذا.
فهناك انتخابات قادمة فيسعون إلى إخافة المواطنين من الإسلام؛ لأن الإسلام سيهدد مخططاتهم وألاعيبهم، ووالله الذي لا إله إلا هو! هذا الدين المبارك ليس بحاجة إلى نصرة منا، فهو بريء وليس متهما.
فالإسلام عالي المقام لا يحتاج لي ولا لك ولا لأحد من المسلمين ليدافع عنه؛ فالله -سبحانه وتعالى- هوالذي تولى الدفاع عن هذا الدين العظيم المبارك، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أقول ما تسمعون، فإن كان صوابا فمن الله وحده، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هوالغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ،اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، واجعلنا اللهم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم يا أكرم الأكرمين، ويا رب العالمين ...
التعليقات