عناصر الخطبة
1/أجل النعم الهداية للإسلام 2/نعمة إتمام الدين وإكماله 3/صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان 4/أركان الإسلام 5/أهمية شهادة أن لا إله إلا الله ومعناها 6/ شروط لا إله إلا الله 7/فضائل لا إله إلا الله 8/منة الله ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام 9/أهمية شهادة أن محمدا رسول الله 10/مقتضيات شهادة أن محمدا رسول الله 11/شروط قبول الأعمال الصالحة 12/فضل طاعة النبي صلى الله عليه وسلم 13/التمسك بالكتاب والسنة عصمة من الفتناهداف الخطبة
اقتباس
إخوة الإسلام: إن شهادة أن لا إله إلا الله: يجب أن نعمل بها، وأن نطبقها، فثمارها عظيمة، هي: أفضل الحسنات، وأعلى الدرجات، وأفضل الخيرات، وأفضل العطايا والهبات، من رب الأرض والسماوات. "لا إله إلا الله" من قالها، وكفر بما يعبد من دون الله؛ حرم ماله ودمه وحسابه على الله.ومن ثوابها: أن...
الخطبة الأولى:
الحمد لله العلي، جامع الأشياء والمفرقين، ذي النعم الواسعة الغزيرة، والحكم الباهرة الكثيرة، ثم الصلاة السلام الدائمين على الرسول القرشي الهاشمي وآله وأصحابه الأطهار.
اعلم هديت أن أفضل المنن *** تقوى تزيل الشك عنك والضرر
وتكشف الحق لذي القلوب *** وتوصل العبد إلى المطلوب
أما بعد:
عباد الله: فاتقوا الله -جل في علاه-: فمن اتقى الله وقاه، ومن اتقى الله كفاه، ومن اتقى الله منحه رضاه، من اتقى الله جعل الجنة مأواه، من اتقى الله وفقه في دينه ودنياه.
إخوة العقيدة: أمة سيد ولد عدنان: إن نعم الله -عز وجل-: علينا كثيرة، وخيراته إلينا وفيرة، من أعظم نعمه وأجل مننه: أن أنعم علينا بنعمة الإسلام.
نعم، نعمة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله" أفضل النعم على الإطلاق وأجلها بالاتفاق: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[الحجرات: 17].
أيها الإخوة المسلمون: إن من أعظم ما يجلب السرور، ويجوب الحبور، هو: التنعم بنعمة الإسلام: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58].
بل -إخوة الإسلام-: الحلاوة والطلاوة والأنس والريادة في هذه الشهادة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
في صحيح مسلم من حديث العباس بن عبدا لمطلب: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ذاق طعم الإيمان، من رضي الله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا".
بل -عباد الله-: الفلاح والنجاح والأنس والصلاح في الإجابة ل: "حي على الفلاح"؛ ففي صحيح مسلم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنَّعه اللَّه بما آتاه".
إن نعمة الإسلام، ونعمة الإيمان من أجل النعم -أيها الإخوة-: ولهذا خرج ذات يوم عليه الصلاة والسلام على أصحابه، فقال: "مَا أَجْلَسَكُمْ؟" قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ، وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: "آللهِ، مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟" قَالُوا: اللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلكَ، قَالَ: "أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرَائِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ -عز وجل- يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَة"[رواه مسلم في صحيحه].
عباد الله: إن نعمة الإسلام والإيمان من أعظم النعم: أتم الله -عز وجل- علينا دينه، فلا زيادة، ولا نقصان، ولا تبديل ولا تغيير، ولا تعديل ولا تحويل نعمة أتمها الله علينا وأكملها الله -عز وجل- لنا، ورضيها لنا، وقد قال سبحانه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)[المائدة: 3].
يهودي يأتي عمر -رضي الله عنه- فيقول: "يا عمر آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية؟ قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة: 3]. قال عمر: "قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو قائم بعرفة في حجة الوداع".
إن هذا الإسلام -أيها الإخوة المسلمون-: صالح مصلح لكل زمان، ولكل مكان، ولكل إنس وجان، ولهذا بناه الله -عز وجل- على خمسة أركان: الركن الأول: ركن الشهادتين، وثانيا: إقامة الصلاة، وثالثا: تأدية الزكاة، ورابعا: الصيام، وخامسا: الحج على من يستطع.
"بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام".
ويأتي الحوار العظيم الذي لفت أنظار الصحابة، ولوى أعناقهم، ليتطلعوا لهذا الرجل الغريب الذي لا يعرفه أحد من الناس، يتجلى لهم قادما بثياب بيضاء، بشعر أسود، ليس عليه أثر سفر، يأتي ويجلس بين يدي الحبيب محمد -صلوات الله وسلامه عليه-، ويقول: "يا محمد أخبرني عن الإسلام؟" قال: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.. " إلى آخره.
ثم في آخر الحديث يقول عليه الصلاة والسلام مبينا هذا السائل: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم".
فنحمد الله -عز وجل- على هذه النعمة، وعلى هذه الأركان الخمسة.
فيجب علينا جميعا: أن نقوم بها، وبشعائرها وبمشاعرها.
عباد الله: إن أعظم أركان الإسلام: الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
أَوَّلُهَا الرُّكْنُ الْأَسَاسُ الْأَعْظَمُ *** وَهْوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ الْأَقْوَمُ
رُكْنُ الشَّهَادَتَيْنِ فَاثْبُتْ وَاعْتَصِمْ *** بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لَا تَنْفَصِمْ
شهادة أن لا إله إلا الله، معناها: "لا معبود بحق إلا الله" بأن تفرد الله بالعبادة، فلا شريك له، ولا ند له، ولا مثيل له، ولا خالق معه، ولا رازق معه، ولا مالك معه، ولا محيي معه، ولا مدبر معه، لا يستحق العبادة إلا هو: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)[الجن: 18].
ولهذا -عباد الله-: جاءت الشريعة الإسلامية بإفراد الله -عز وجل- بالعبادة، بإفراده سبحانه، وإخلاص العبادة له، وهي ملة أبينا إبراهيم: (بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[البقرة: 135].
لها خلق الناس: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56].
بها أُمر الناس: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) [البينة: 5].
أركانها -أيها الأخوة-: اثنان: النفي والإثبات.
نفي جميع ما يعبد من دون الله إلا الله، وإثبات العبادة لله وحده.
أما شروطها، فهي سبعة، وهي:
الْعِلْمُ وَالْيَقِينُ وَالْقَبُولُ *** وَالِانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أَقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالْإِخْلَاصُ وَالْمَحَبَّهْ *** وَفَّقَكَ اللَّهُ لِمَا أَحَبَّهْ
علم يقين وصدق وإخلاصك مع *** محبة وانقياد والقبول لها
أما معناها، فهي: لا معبود بحق إلا الله، تنفي جميع ما يعبد من دون الله إلا الله، وتثبت العبادة لله وحده.
إذاً علينا -عباد الله-: أن نتمسك بهذه الشهادة، وأن نقوم بها على الوجه الأكمل، فهي مفتاح الجنان.
هذا وفتح الباب ليس بممكن *** إلا بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص والت *** وحيد تلك شهادة الإيمان
أسنانه الأعمال وهي شرائع ال*** إسلام والمفتاح بالإسنان
إخوة الإسلام: إن شهادة أن لا إله إلا الله يجب أن نعمل بها، وأن نطبقها، فثمارها عظيمة، هي أفضل الحسنات، وأعلى الدرجات، وأفضل الخيرات، وأفضل العطايا والهبات، من رب الأرض والسماوات.
"لا إله إلا الله" من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله.
ومن ثوابها: أن من مات وهم يعلم، يوقن أنه لا إله إلا الله؛ دخل الجنة.
ومن ثوابها: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله.
ومن ثوابها: من كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله، دخل الجنة.
اللهم أحينا على لا إله إلا الله، وأمتنا على لا إله إلا الله، وابعثنا على لا إله إلا الله، وارزقنا تحقيق لا إله إلا الله.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..
الخطبة الثانية:
الحمد لله ولي التوفيق، وأشهد أن لا إله إلا الله من على من شاء بأحسن منهج، وأقوم طريق.
إخوة الإسلام: وأما الشهادة الثانية، فتلكم هي الشق الثاني من الركن الأول من أركان الإسلام: شهادة أن محمدا رسول الله، تلكم الشهادة العظيمة.
إن من منن الله على عباده: أن بعث إليهم رسولا يبين لهم الطريق، ويسلك بهم أحسن منهج، وأقوم طريق: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)[آل عمران: 164].
عباد الله: يقول الله -جل في علاه-: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)[التوبة: 128].
صلوات ربي وسلامه عليه، لا خير إلا دل الأمة عليه، ولا شر إلا حذر الأمة منه، وأعظم خير دل الأمة عليه: "لا إله إلا الله" وأعظم شر حذر الأمة منه، هو: الشرك بالله -عياذا بالله-.
إن نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- بعثه الله بشيرا ونذيرا، ورحمة للعالمين، وصراطا ينير الطريق للسالكين.
إن نعمة بعثة محمد -عليه الصلاة والسلام- من النعم العظيم؛ لأنه لا طريق للجنة إلا الكتاب والسنة.
أخي: تدري ما طريق الجنة؟
طريقها الكتاب ثم السنة.
إن شهادة أن محمدا رسول الله تنبني على أمور:
الأمر الأول: طاعته فيما أمر، ففي الفرقان يقول الملك الديان: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) [محمد: 33].
وفي قوله: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[آل عمران: 31].
وقوله سبحانه: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور: 63].
وقوله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر: 7].
وفي البخاري عن الرسول الهادي من حديث أبي هريرة: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".
وفي مسلم يقول عليه الصلاة والسلام: "مثلى ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها، وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تفلتون من يدى".
عباد الله: إن طاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- من طاعة الله: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ) [النساء: 80].
إن طاعته واجبة على جميع الثقلين: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)[النور: 52].
ثوابها: مرافقة أفضل عباد الله، وخير عباد الله: (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)[النساء: 69].
والأمر الثاني -أيها الأحبة-: تصديق النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما أخبر، سواء في الأمور الماضية؛ كأخبار بني إسرائيل الصحيحة، وقصص الأنبياء والمرسلين، في الأمور الحاضرة من أشراط الساعة، أو الأمور المستقبلة من أشراط الساعة الكبرى، أو أحوال الموتى، أو الجنة والنار، وما بين ذلك، كل ذلك يجب أن نصدقه عليه الصلاة والسلام فيه: (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[النجم: 4].
(وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) [الزمر: 33].
والصحابة يعلنونها مدوية: "حدثنا الصادق المصدوق".
فهو الصادق المصدوق بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام.
والأمر الثالث: ما جاء به: يجب أن نعمله، وما نهانا عنه يجب أن نتركه: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر: 7].
ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- يقول: "وما أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فانتهوا" [متفق على صحته].
والأمر الرابع -أيها الأحبة-: أن لا يعبد الله إلا بما شرع رسول الله، لا يعبد الله بعبادة من العبادات إلا بما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وهذا ديننا مبني على أصليين عظيمين كبيرين جليلين: أن لا نعبد إلا الله، وأن لا نعبد الله إلا بما شرع رسول الله، وتلكم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يعلنها بين أصحابه: "خذوا عني مناسككم".
وفي اليوم والليلة: "صلوا كما رأيتموني أصلي".
وفي الوضوء والطهارة: "من توضأ نحو وضوئي هذا".
والقاعدة القرآنية -أيها الإخوة-: في الكتاب والسنة: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الممتحنة: 6].
وفي الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
واعلم بأن الأجر ليس بحاصل *** إلا إذا كانت له صفتانِ
لابد من إخلاصه ونقائه *** وخلوه من سائر الأدران
وكذا متابعة الرسول فإنها *** شرط بحكم نبينا العدنان
فالإخلاص والمتابعة هما: شرط لكل عبادة.
شَرْطُ قُبُولِ السَّعْيِ أَنْ يَجْتَمِعَا *** فِيهِ إِصَابَةٌ وَإِخْلَاصٌ مَعَا
لِلَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ لَا سِوَاهُ *** مُوَافِقَ الشَّرْعِ الَّذِي ارْتَضَاهُ
ثم اعلموا -عباد الله-: أن التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله، وبشهادة أن لا إله إلا لله، وأن محمدا رسول الله، عصمة من الفتن والمحن.
ونحن -عباد الله-: في عصر الفتن والمحن، وربنا يقول: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) [آل عمران: 103].
فلنعتصم بكتاب الله، وسنة رسول الله، فهما: السبيلان المنجيان، والطريقان الواضحان، السبيلان الموصلان إلى الجنان، والمنجيان من النار.
فعلينا التمسك بهما؛ فبالتمسك بهما: يثبتنا الله -عز وجل- على دينه، ويحفظ علينا عقيدتنا، ويحفظ علينا أمننا وإيماننا وصحتنا:: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [الزخرف: 43].
هذا وصلوا وسلموا -عباد الله-: على نبيكم محمد بن عبد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].
اللهم انصر دينك، وانصر من نصر دينك...
التعليقات