تجليات النصرة في الجيل الفرد

مبارك بن عبد العزيز بن صالح الزهراني

2022-10-05 - 1444/03/09
عناصر الخطبة
1/ السخرية بالنبي الكريم لون قديم لحرب الإسلام 2/ صور من استهزاء الكفار بالنبي الكريم وقت البعثة 3/ نصرة الصحابة للنبي الكريم في أنفسهم 4/ نصرتهم له في أعدائه 5/ نصرتنا للنبي الكريم بتنفيذ أمره واتباع سنته
اهداف الخطبة

اقتباس

إنَّ لنا في حياةِ سابقي أهلِ الإسلام، صحابةِ رسول الله، أسوةً حسَنةً في نصرته، ومنهجاً رشيداً في الدفاع عنه وعن منهجه، لقد كانوا أصدق ما يكونون حباً وفداءً وتضحية، ليست عواطفَ ثائرةً، ولا وهَجَاتٍ مؤقَّتَةً، لا تتحرك إلا في حين من الدهر إلى حين من الدهر، بل كانت تضحية في حياة كاملة. لقد كانت نصرتهم جامعةً بين تمثُّل منهجه في ذات الأنفس في ذواتهم، في حياتهم، في عالمهم الداخلي في أنفسهم؛ وفي عالمهم الخارجي مع عدوه وعدوهم ..

 

 

 

 

الحمد لله الذي أمضى قدره وأنفذ أمره بتعدد الأوجه والأسباب، وقهَر من عانده من حيث لا يحتسب وهو الواحد الغلاب، وحقت كلمته في عباده بسبيل لا يعقلها إلا أولوا الألباب. 

وأشهد أن لا إله إلا هو الحكيم الخبير والملك الوهاب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أكرمه بالكتاب، وأعزه بالصحاب، وأسكنه قلوب الأحباب، واستحوذ حبه عليّ الجناب، صَلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه الأبرار، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم المعاد.

أما بعد: أيها المحبون للحبيب -صلى الله عليه وسلم-! أيها المغرمون بخبره، المعتزون بحبه، العاشقون لسيرته؛ لا تـزال تتجـدد في كل دهر صور الاستـهزاء، والنيلِ من رسولـنا -صلى الله عليه وسلم-؛ استجابةً لـسنةِ الصـراع بين الإسـلام والكفر، فهي حلبة من حلبات تلك المعركة، ورحىً من رحى ذلك الصراع.

بل إنها لَأعمق ما يؤذي المسلمين، ولَأشدُّ ما يحرك عواطفهم، ويثيرُ مكامن الأسى من قلوبهم؛ بل إنه ليحركها من بعد تلبثها، ويحييها من بعد رمسها، ويجلي غشاوتها الكثيفة التي حجبتها عن الوعي بمعركتها مع عدوها؛ فإذا لم تعد تحركها، ولم تعد توقظها، ولم تعد تحييها شلالات الدماء في أقطارها، ولا أشلاء الأطفال المبعثرة في طرقاتها، ولا صرخات المعذبين، ولا شكاية الأرامل والمفجوعين، ولا نذر من هنا وهناك؛ فلعل فتحَ حلبة جديدة ووجهاً آخر للمعركة يحرك الصامتين صمت القبور، أو يحيي منا موتي الأحياء.

وكان كذلك، لقد ماجت أقطار العالم الإسلامي، وتحركت فجاجها بشعوبها الثائرة من أجل نبيها -صلى الله عليه وسلم-، وتلك دلالة بينة، وشاهد ناطق بما في العواطف من عظيم الحب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فساعة النيل تظهر مقدار الحب للحبيب، وهي كذلك في كل زمان.

أيها المصابون في نبيهم! لم يكن ذلك الهزء ولا تلك السخرية التي قامت بها صحف غربية دنمركية، بأولَ ما يمس رسول الله ولا بآخره، لقد مس رسول الله من أليم المصاب وشديد السخرية ما يهد النفوس، ويفري الكبود، منذ أن صدع بما أمر به، عاش معركة ضروساً منذ بزغ على العالم بدعوة النبوة، وأشرق على الأرض برسالته، وكان أشد ما صلي من الألم والبلاء ما كان من بني قومه وبني عشيرته من قريش، تلك الأمة التي قابل ملؤها الأعلى النبوة بالحجارة، والنور بالشتيمة القذرة، والكتاب بالتُّهَمِ وتشويهِ السمعةِ وتلطيخِ العرض!.

فجّروا حوله إشاعاتٍ قذرةً؛ محاولةً منهم لإسقاطه، وتعتيم الرأي العام عن حقيقته، وصدهم عنه، فكانت حرباً إعلامية تقام خلفه في محافل الحجيج وأسواق عكاظ وأزقة مكة، فأيُّ سخرية أشد من أن يتهم الصادق المحب بالجنون؟ أو بالسحر المشؤوم؟ أو بالشعر المظنون؟ أو بأساطير الأولين؟ أو بإفك افتراه مكذوب؟ أو باتهامه بشؤم في قومه بتفريقهم، وتسفيه الأحلام منهم، ومنابذة دين آبائه؟ وهو أبرأ ما يكون من ذلك وأطهر، ولكن القوم كانوا قوما بُهْتَاً.

فيا الله! كيف تطيق نفس مثل هذه الحرب؟ بل مدت عليه الأيدي، وسُلِّطَتْ عليه الألسن، وتجرأ عليه الأراذل من قومه؛ يسيل منه الدم، يغمى عليه من شدة الألم، يُحاصَر ويطارد، وهو يرأف بهم، ويرحم إعراضهم.

ولكن، هل كان محبوه وأتباعه خاذليه لحظة من اللحظات؟ أومؤثرين السلامة على المواجهة في أحلك الأزمات ؟ كلا. إنَّ لنا في حياةِ سابقي أهلِ الإسلام، صحابةِ رسول الله، أسوةً حسَنةً في نصرته، ومنهجاً رشيداً في الدفاع عنه وعن منهجه، لقد كانوا أصدق ما يكونون حباً وفداءً وتضحية، ليست عواطفَ ثائرةً، ولا وهَجَاتٍ مؤقَّتَةً، لا تتحرك إلا في حين من الدهر إلى حين من الدهر، بل كانت تضحية في حياة كاملة.

لقد كانت نصرتهم جامعةً بين تمثُّل منهجه في ذات الأنفس في ذواتهم، في حياتهم، في عالمهم الداخلي في أنفسهم؛ وفي عالمهم الخارجي مع عدوه وعدوهم. فهلمَّ فلنسأل التاريخ ماذا في أسفاره من صور الحب المتناغم، والفداء المتسق؟.

ففيما زُبَر في صفحات السير خبرُ صدِّيق هذه الأمة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، روت لنا عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنه اجتمع أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً، فألح أبو بكر -رضي الله عنه- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الظهور، فقال: "يا أبا بكر! إنا قليل"، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس، فكان أولَ خطيب دعا إلى الله تعالى وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم في نواحي المسجد ضربًا شديدًا، ووُطئ أبو بكر وضُرِب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين، ويُحرِّفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر -رضي الله عنه-، حتى ما يُعرَف وجهُه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون، فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشكُّون في موته.

ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلنَّ عتبة بن ربيعة! فرجعوا إلى أبي بكر، فجعل أبو قحافة (والده) وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار. فيا ترى؛ بماذا فتق شفتيه بعد هذا الإغماء؟! ما أول ما توضَّحَ من فمه بعد هذا الضرب والإعياء؟ كان أول ذلك أنه قال: ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟.

فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، وقالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئًا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقول: ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! فقالت: والله ما لي علم بصاحبك، فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله. فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإن كنتِ تحبين أن أذهب معك إلى ابنك؟ قالت: نعم.

فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعًا دنفًا، فدنت أم جميل، وأعلنت بالصياح، وقالت: والله إن قومًا نالوا هذا منك لَأَهل فسق وكفر، إنني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم، قال: فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سالم صالح. قال: أين هو؟! قالت: في دار الأرقم، قال: فإن لله عليَّ أن لا أذوق طعامًا، ولا أشرب شرابًا، حتى آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

فأمهلتا، حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: فأكبّ عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقبله، وأكب عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رقة شديدة، فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله! ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها، وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها، عسى الله أن يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ودعاها إلى الله فأسلمت.

وهل أتاكم نبأ تلك المرأة الأنصارية يوم خرجت مذعورة من المدينة يوم أحد حين صرخت الصوارخ، وشاعت في أنحاء المدينة مقولة فاجعة أنَّ رسولَ الله قُتل؟! خرجت متلهفة تبحث عن رسول الله، فظن الناس أنها خرجت من أجل أبيها أو ابنها أو أخيها أو زوجها، فاستقبلوها بهم واحداً تلو الآخر يقولون لها: هذا أبوك، هذا أخوك، هذا زوجك، هذا ابنك. فما تزيد أن تقول: ما فعل رسول الله؟!
فيقولون أمامَكِ، أمَامَكِ؛ حتى دفعت إلى رسول الله فأخذت بناحية من ثوبه ثم قالت: بأبي أنت وأمي! لا أبالي إذ سلمت من عطب، كل مصيبة بعد جلل.

أيها المؤمنون: يوم تقلب صفحات هذه الأمة الأولى، وتاريخها التليد، تجد أن تلك الأجيال التي حملت الدين وبلَّغته، وناصرت رسول الله ونصَرته، أجيالٌ جمعت بين نصرة رسول الله في ذاتها وإقامة سنته في نفسها، وبين نصرته على عدوه، و الذب عنه من أعدائه.

فأبو بكر الذي استحوذ على نفسه هَمُّ رسول الله وخبره مع ما هو فيه من الإعياء هو أبو بكر الذي كان مع رسول الله في حصار الشِّعب، وهو أبو بكر الذي كان معه في الغار، وكان رفيقه في الهجرة، وهو أبو بكر الداعي إلى الإسلام، الذي أسلم على يده عشرة من المبشرين بالجنة، وأعتق ما شاء من العبيد.

وهو أبو بكر الذي نصر منهج نبيه يوم الردة يوم ارتدت العرب -إلا بقايا- بعد وفاة رسول الله، فانتفض قائلاً: والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه. وهو أبو بكر الذي أنفذ أمر رسول الله يوم حرك بعث أسامة بن زيد بعد وفاة رسول الله من بعد الغد في اليوم الثاني أو الثالث من وفاة رسول الله، فلم يلهه البكاء ولا الأحزان عن إنفاذ أمر رسول الله، وهم أشد ما يكونون مصاباً يومئذ، وأفجع ما يكونون فجيعة، فكلمه أسامة في البقاء في المدينة فقال: ما كنت لأستفتح بشيء أولى من إنفاذ أمر رسول الله، ولئن تخطفني الطير أحب إلي من ذلك. يعني من تأخير بعث رسول الله إن أنا أحبس جيشاً بعثهم رسول الله، لقد اجترأت على أمر عظيم والذي نفس أبي بكر بيده! فلو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته!.

وهو أبو بكر الذي أقام في نفسه سنة رسول الله، واتخذ عهدا على نفسه ألا يخلفه فقال: لست تاركاً شيئا كان رسول الله يعمل به إلا عملت به، وإني لأخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ. إن هذه النصرة بهذا السبيل المتلاحم لم يكن حالا خص به أبو بكر، بل كان منهج ذلك الجيل، فالذين ناصروه وآزروه في بدر وأحد وسائر مشاهده هم من قال عن مدى حبهم له: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ!.

هم الذين درؤوا عنه العدى، وحموه من الردى؛ هم الذين سلموا أنفسهم له، وأسلموا قيادهم في يده، وحكموه في أموالهم، وهم آمن ما يكونون، وأغنى ما يكونون؛ فقال قائلهم في ساعة البأس يوم بدر: يا رسول الله! هذه أموالنا بين يديك، فاحكم فيها بما شئت. هذه أنفسنا بين يديك، لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك، نقاتل بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك.

هم الذين ثبتوا منه في ساحات الوغى، وخرجوا معه جذلين مستبشرين تاركين أموالهم وأبناءهم وراءهم، هم الذين كانوا أسرع ما كانوا امتثالاً لأمره، وأذعن ما كانوا لقوله، وأحرص ما كانوا على سنته، له مُعظِّمين، إن تكلم أنصتوا، كأن على رؤوسهم الطير.

بل كانوا يفخرون بحبه أمام عدوه بثبات وشموخ عزيز وهم عنه غائبون، بين يدي عدوه ماثلون مأسورون؛ حدث أبو سفيان عن زيد بن الدثنة يوم أمسكَتْ به يدُ الغدر والخيانة فسُلِّم لأهل مكة ليقتلوه خرج مغلولاً بالحديد، مكبلاً بالسلاسل في جموع كفار قريش، فيسأله أبو سفيان -وقد كان يومئذ على الشرك- قائلاً: أنشدك بالله يا زيد! أتُحب أن محمدا الآن عندنا مكانك تضرب عنقه وأنك في أهلك آمن مطمئن؟ فأعلن في الملأ زيد قائلاً: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكه تؤذيه وأني جالس في أهلي. ما يود أن يُشاك رسول الله في المدينة بشوكة وهو في أهله! فضلاً أن يكون بين يدي قريش مصلوباً على الخشبة.

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

 

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله الله تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيراً.

أيها المحبون: لقد تواردت أجيال السلف وتوارثت تعظيم رسول الله وأمره، وكان خطا النصرة عندها واضحاً متلاحماً في ذاتها وفي حياتها، ما كانوا يرفعون أصواتهم على قوله، ولا يلاججون أمره حين يأمر، ولا يحاججون، بل كانوا لأمره منقادين، ولخبره مصدقين قابلين، لا يعارضونه بمقولاتهم ولا بشبهاتهم ولا بشكوكهم، فضلاً عن أن يقدموا أراء الرجال على سنته! لقد –وربِّي!- حكموه في أنفسهم، وآثروه بأموالهم؛ بل ما كانوا يجاوزون أمره حتى مع عدوهم.

روى الإمام أبو داود والترمذي عن سليم بن عامر قال: كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم، حتى إذا قضى العهد غزاهم، فجاء رجل على فرس وهو يقول: الله أكبر! وفاء لا غدر. فنظروا فإذا عمرو بن عنبسة، فأرسل إليه معاوية فسأله فقال: سمعت رسول الله يقول: "من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمَدها أو ينبذ إليهم على سواء". فرجع معاوية لأنه سار إليهم قبل انقضاء المدة.

أيها المؤمنون: هذه أمثلة سريعة تعلمنا الحب الحقيقي والنصرة الحقة للرسول، وإن متابعة سنة النبي والاقتداء به في كل أمور حياتنا لهو واجب من أوجب الواجبات علينا؛ وإنه لمن العقوق للرسول، ومن الخيانة للدين، أن نترك القدوة برسول الله لنقتدي بغيره، وأن نترك أخلاقه لنتخلق بأخلاقٍ غيرها، وأن نزعم أننا نحبه ونؤمن به ثم لا نطيعه فيما جاء به.

عباد الله: صلُّوا وسلموا...
 

 

 

 

 

المرفقات
تجليات النصرة في الجيل الفرد.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life