عناصر الخطبة
1/الزواج آية من آيات الله ونعمة من نعمه 2/فوائد النكاح وثمراته 3/مشكلة المغالاة في المهور وكيفية حلها 4/الإشادة برجلين يسرا مهر بنتيهما 5/مشكلة الإسراف في حفلات وولائم الأعراس وكيفية حلهااقتباس
لقد سر الناس كلهم كثرة الزواج في هذه الأيام لما يحصل به من المصالح التي سمعتم بعضها الآن. لكن بقي عقبتان، نرجو الله -تعالى- أن ييسر تذليلهما على أيدي المخلصين المؤمنين. العقبة الأولى: الـ...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- واشكروه: (أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21].
فالزواج آية من آيات الله -تعالى- تجد الرجل يتزوج من قوم لا صلة بينه وبينهم، ثم يصبحون بهذا الزواج يتواصلون ويتزاورون كأنهم أقرباء، ولهذا قرن الله -تعالى- الصهر بالنسب وهو القرابة، فقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)[الفرقان: 54].
والزواج نعمة من الله -تعالى- أحله الله –تعالى– لعباده، بل أمرهم به، وحثهم عليه على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، أمر الله بالنكاح المتزوجين والمزوجين، فقال تعالى: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ)[النساء: 3].
وقال تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[النور: 32].
وحث عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج"[البخاري (4779) مسلم (1400) وغيرهما
وقال صلى الله عليه وسلم: "إني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"[البخاري (4776) مسلم (1401) النسائي (3217) أحمد (3/285)].
وكما أن النكاح سُنَّةُ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وطريقته، فهو سنة المرسلين من قبله، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)[الرعد: 38].
ففي النكاح امتثال أمر الله ورسوله.
وفي النكاح اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن سبقه من الرسل.
وفي النكاح قضاء الوطر، وسرور القلب، وفرح النفس.
وفي النكاح تحصين الفرج، وحماية العرض.
وفي النكاح غض البصر، والبعد عن الفتنة.
وفي النكاح بقاء النوع الإنساني، وعمارة الأرض.
وفي نكاح المسلمين تكثير الأمة الإسلامية وقوتها، واكتفاؤها بنفسها.
وفي النكاح تحقيق مباهاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث يباهي الأنبياء بأمته يوم القيامة.
وفي النكاح تكوين الأسر، وتقريب بعض الناس من بعض، وقوة الروابط والصلات بينهم.
وفي النكاح قيام بحقوق الزوجية يؤجر به كل من الزوجين، إذا قام به لله -عز وجل-.
وفي النكاح حصول الأولاد والأجر بتربيتهم، والقيام عليهم، فالنكاح صلاح للأمة كلها، للفرد والجماعة، للرجال والنساء، في الدين والدنيا، والحاضر والمستقبل.
ولقد سر الناس كلهم كثرة الزواج في هذه الأيام لما يحصل به من المصالح التي سمعتم بعضها الآن.
نسأل الله -تعالى- أن يبارك للجميع وعليهم، وأن يجعل عاقبتهم حميدةً، وحياتهم سعيدةً، حياة عفاف وإيمان، وعمل صالح، ورزق طيب واسع، وذرية طيبة.
لكن بقي عقبتان، نرجو الله -تعالى- أن ييسر تذليلهما على أيدي المخلصين المؤمنين.
العقبة الأولى: المغالاة في المهور والزيادة فيها إلى حد كبير أصبح عسيرًا على كثير من الناس، وهذا من أكبر العوائق عن النكاح، وهو خلاف السنة، فإن السنة تخفيف المهر وتسهيله، وهو من أسباب بركة النكاح والوئام بين الزوجين، فإن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونةً؛ وقد تزوج رجل في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأةً بنعلين، فأجاز النبي -صلى الله عليه وسلم- نكاحه [الترمذي (1113) ابن ماجة (1888) أحمد (3/445)].
التعليقات