عناصر الخطبة
1/ نعم الله على بلاد على بلاد الحرمين وتآمر أعداء الإسلام عليها 2/ تآمر أعداء الإسلام على المرأة المسلمة ودور الإعلام في تغريب المرأة 3/ ماذا يريد أعداء الإسلام من المرأة المسلمة؟ 4/ واجب المسلم تجاه أسرته 5/ غربة الإسلام وأهله وفضل التمسك بهاهداف الخطبة
اقتباس
حملات تغريبية مسعورة تدعو المرأة للتمرد على أحكام الشرع، وقيم المجتمع الحميد. تدعوها للتمرد على الآباء والأزواج، تدعوها للتحرر من كل شيء، وأن تفعل كل ما تريد من غير نظر لأحكام الشرع المطهر، ولا اعتبار لقيم المجتمع الحميدة. وساعدها على ذلك بعض أهل...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه ثم هدى، شرع لنا دينا قويما وهدانا صراطا مستقيما.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، ومن تبعهم واكتفى، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: إن خير زاد يتزود به العبد في رحلته إلى الله والدار الآخر زاد التقوى، فبالتقوى يندفع العبد نحو الطاعات والقربات، وبالتقوى يهجر المعاصي والسيئات، وبالتقوى يستعين على شدائد الحياة وتكاليفها ومصائبها.
ألا فاتقوا الله -عباد الله- استجابة لأمر ربكم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 - 71].
اتقوا الله -يا عباد الله- امتثالا لوصية من هو أعلم بما يصلح دنياكم وأخراكم: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ) [النساء: 131]، فرحم الله عبدا استجاب لأمر مولاه، وحقق وصية خالقه، فعبد الله واتقاه، وأقبل على الأوامر ممتثلا مطبقا لها، وأعرض عن النواهي مجتنبا لها.
رزقني الله وإياكم تقواه وجعلنا من أهل محبته ورضاه إنه سميع مجيب.
عباد الله: إن الناظر لواقع مجتمعات كثيرة حولنا يشاهد ما تمر به من فتن ومصائب واضطرابات وقلاقل ترتب عليها فساد كبير إهلاك للحرث والنسل، وإزهاق للأرواح والأنفس، وإشاعة للخوف والذعر، ونحن بحمد الله -عز وجل- نتفيأ ظلال نعم الله علينا في مجالات الحياة المختلفة، وأعظمها بعد نعمة الإسلام والتوحيد: نعمة الأمن، وسعة الرزق، ورغد العيش، وهو من أعظم نعم الله التي يمتن بها على من يشاء من عباده: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) [قريش: 3 - 4]، (أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا) [القصص: 57]، فلربنا وحده الشكر والحمد على كل نعمة أنعم بها علينا في قديم أو حديث أو سر أو علانية أو عامة أو خاصة لا نحصي ثناء على الله هو كما أثنى على نفسه.
عباد الله: إن هذه النعم التي نتقلب فيها صباح مساء لم تحصل لنا بفضل ذواتنا وقدراتنا، ولا لتميز في جنسنا عن سائر أجناس البشر، وإنما هي محض فضل الله أولا وأخرا، ثم هي بعد ذلك ثمرة طبعيه من ثمار تحقيق التوحيد لله رب العالمين، والحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية، وهما من أعظم خصائص التقوى وسماتها، وقد قال الله -عز وجل-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ) [الأعراف: 96]، وقال عن أهل الكتاب: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم) [المائدة: 66].
فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوزعنا شكر نعمه بمزيد طاعته، والتزام شرعه، والاستقامة على دينه، ونعوذ بالله -عز وجل- من كفران نعمه، واستعمالها فيما يغضبه ويسخطه؛ فإن النعم بالشكر تعظم وتزيد، وبكفرانها تضمحل وتتلاشى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7].
أيها الإخوة المسلمون: ما زال أعداء هذه البلاد يحيكون لها المؤامرات ويدبرون لها المكائد الفينة بعد الفينة في مكر متصل وعمل دؤوب من أجل القضاء على ما تميزت به هذه البلاد لمعرفتهم أن ذلك مصدر قوتها ومنعتها.
ألا وإن من أعظم ما أغاظ الأعداء ويغيظهم في هذه البلاد المباركة: حال المرأة المسلمة، وما هي عليه في الجملة من ملازمة للستر والعفاف، وبعدا عن التبرج والسفور والعري الذي ابتليت به كثيرا من مجتمعات المسلمين اليوم، فراحوا يحيكون المؤامرات، ويخططون من أجل إخراج المرأة مما هي فيه، وهدفهم المعلن السعي لئن تحذو المرأة المسلمة حذو المرأة الغربية في كل شيء في قيمها وسلوكها وأخلاقها وأنماط حياتها وعلاقاتها.
فأخذوا يصورون للمرأة في هذه البلاد بخاصة وفي العالم الإسلامي بعامة أن ما هي فيه من حرص على الحجاب وملازمة للستر والعفاف واستجابة لأحكام الشرع فيما أمرها الله به، يصورون ذلك على أنه كبت لحريتها، وسجنا لها، ومصادرة لشخصيتها، وتضييق عليها، وتسلط من قبل الآباء والأزواج والإخوان عليها، إلى غير ذلك مما يبثونه ويشعونه في المجتمع بوسائل مختلفة، وأساليب متنوعة، وأن الحياة الحقيقة والحرية للمرأة كما يزعمون يوم تتمرد المرأة على أحكام ربها، وشريعة نبيها، يوم تنزع الحجاب، وتفعل ما تشاء من غير نظر إلى حكم شرع في لباسها وعملها وسفرها وذهابها وإيابها، وأن تصنع كما تصنع المرأة في المجتمعات الغربية تخالط الرجال، وتتكشف وتتعرى، وتصاحب من الرجال من تصاحب، ولا يكون لأبيها ولا لزوجها عليها سلطان.
هكذا يريدون المرأة هكذا يسعون لتحريرها كما يقولون، ولكن تحريرها ممن؟ تحريرها من أحكام الشرع المطهر التي يرونها أغلالا وسجنا لتقع في رق البشر، وعبودية البشر، فتكون أمة لعبيد الشهوات.
وكان من أعظم وسائل الأعداء لتحقيق مآربهم ومقاصدهم الخبيثة تجاه المرأة المسلمة: وسائل الإعلام وقنواته الفضائية، وبخاصة بعض القنوات التي تنسب لهذه البلاد بحكم ملاكها وكبار المستثمرين، والمساهمين فيها.
قنوات تتحدث باسمنا، وتوجه برامجها الفكرية وحواراتها الثقافية وأفلامها ومسلسلاتها، بل ودعاياتها وإعلاناتها لمجتمعنا مستهدفة فئة الشباب والشابات متضمنة تلك البرامج المختلفة رسائل نصية تارة وضمنية تارة أخرى تسعى لتحقيق ما يهدف الأعداء لتحقيقه.
وكان من آخر تلك الحملات المسعورة والبرامج الوقحة المفضوحة؛ ما عمدت إليه إحدى القنوات الفضائية من إطلاق مجموعة من الوسوم تدعو جميعها المرأة في هذه البلاد للتمرد على أحكام الشرع، وقيم المجتمع الحميد.
تدعوها للتمرد على الآباء والأزواج، تدعوها للتحرر من كل شيء، وأن تفعل كل ما تريد من غير نظر لأحكام الشرع المطهر، ولا اعتبار لقيم المجتمع الحميدة.
وساعدها على ذلك بعض أهل النفاق والعلمنة من الرجال والنساء ممن أشربت قلوبهم حب الغرب وتقديس قيمه، وعشق أنماط حياته، ونوعية العلاقات التي تحكم بين أفراده رجالا ونساءً، مصورين تلك الحملات والبرامج أن المرأة في هذه البلاد مظلومة معنفة محتقرة مهينة، مصادرة آرائها مسلوبة حقوقها، وهم في ذلك -والله- كذبة فجرة، ليس همهم إنصاف المرأة كما يزعمون، ولا السعي لإعطائها حقوقها التي أقرها الشرع لها، وإنما هدفهم الدعوة لئن تتمرد المرأة على كل شيء، وأن تتحرر من كل شيء دينا كان أو خلقا، أو قيما وعادات حميدة، حتى تكون حالها كحال المرأة الغربية ليسهل الوصول إليها من الكلاب المسعورة.
ولكن بحمد الله -عز وجل- لم تحقق تلك الحملات ما خُطط لها، بل قُبلت تلك الحملات برفض شديد من قبل المجتمع من النساء المسلمات قبل الرجال.
وهل يرضى مسلم أو مسلمة بالتخلي عن دينه الذي هو شرفه وعزه مصدر سعادته في الدنيا والآخرة؟ هل يرضى مسلم بالتنازل عن هويته الإسلامية ليذوب في هوية المجتمعات الكافرة التي لا تدين بدين الإسلام والتي لا تعرف للفضلة وزنا ولا للعرض قدرا لا يرضى مسلم ولا مسلمة بذلك؟
وإننا على يقين تام: أن تلك الحملات المغرضة لن تتوقف يوما ما، بل ستستمر كما قال الله -عز وجل-: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا)[النساء: 27]، إنها إرادة مستمرة إنها إرادة دائمة: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا) [النساء: 27]، (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) [النساء: 89].
لكن الواجب على كل مسلم أن يستشعر مسؤوليته تجاه أسرته وأولاده وبناته وأهل بيته بعامة، أن يحذر من هذه القنوات المنحرفة، وأن يحذرها، ولا يجعلها موجها لأبنائه وبناته، مشاركة له في تربية أبنائه وبناته، بل يبادر بإخراجها وحذفها من منزله تقربا إلى الله بذلك، وسعيا لتحصين أبنائه وبناته، ووقايتهم من سمومها وشرورها، والله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6].
إن التفريط في القيام بهذا الواجب إضاعة للمسؤولية، وغش للأبناء والبنات، وخيانة للأمانة التي اؤتمن الأبناء والأولياء عليها، والله -عز وجل- يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال: 27]، ويقول صلى الله عليه وسلمَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّة يَموتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عليه الجَنَّةَ".
فنسأل الله -عز وجل- أن يحفظنا في أنفسنا وأهلينا وذرياتنا، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، إن ربي سميع مجيب.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
عباد الله: نحن في زمان غربة للإسلام وأهله، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلمَ- بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: "الذين يصلحون ما أفسد الناس"، وبين صلى الله عليه وسلمَ أن القابض على دينه في آخر الزمان له أجر خمسين، قالوا: يا رسول الله منا أم منهم؟ قال: "بل أجر خمسين منكم إنكم تجدون على الحق أعوانا ولا يجدون على الحق أعوانا".
ألا فاستمسكوا -عباد الله- بدينكم وأحكام شريعتكم، الحرام ما حرم الله -عز وجل- فحرموه واجتنبوه، وما قبحته الشريعة فقبحوه، واحذروه وما أمركم به الله -عز وجل- فامتثلوه وافعلوه، لا تنظروا في ذلك كله إلى أعراف الناس وتقليدهم المخالفة للشرع ولا لاتفاقيات البشر وتقاليد المجتمعات وسطوة حضارة الغرب.
مرجعيتنا في أحكامنا في سلوكنا في علاقاتنا في استحساننا وحكمنا على الأشياء، مرجعيتنا في ذلك كله للكتاب والسنة لما قال الله وقال رسوله -صلى الله عليه وسلمَ-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر: 7]، (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63].
أيها الإخوة في الله: من أعظم الناس جرما: من كان في تصرفاته صادا للناس عن الدين، أو مبعث شك في الدين وفي أحكامه، أو منفرا عن الدين.
ألا فلنراقب أنفسنا -يا عباد الله- ولنراجع أعمالنا، ولنعرض تصرفاتنا كلها على الشرع المطهر، فما وافق شرع الله استقمنا عليه، وتمسكنا به، وما خالف الشرع وعارضه من الأعراف والتقاليد والطباع التي نشأ عليها بعض الناس رفضناه وهجرناه، فالمعول في ذلك كله على شرع الله وحكمه، فكل علاقة وتصرف بالأب مع أولاده أو بناته أو زوجاته لا يقرها الشرع من عضل البنات على الزواج، أو اعتاد على أموالهن من قبل الأزواج أو الآباء بغير حق أو حرمان للنساء من الميراث، وغير ذلك من التصرفات التي ليست من دين ربنا -عز وجل-.
كل ذلك ليس من شرع الله -عز وجل- ولا دينه يجب الكف عنه، والحذر كل الحذر من الوقوع فيه؛ لأنه منكر ومعصية لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلمَ-، وتعدٍ على حدود الله -عز وجل- التي حدها، والله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) [الطلاق: 1].
نسأل الله -عز وجل- أن يوفقنا لالتزام شرعه، والعمل بأحكام دينه، والاستقامة على دينه، وأن يجنبنا شرور الفطن ما ظهر منها وما بطن إن ربي على كل شيء قدير.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه، فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا".
اللهم صل وسلم وبارك...
التعليقات