المعينات على الثبات حتى الممات

صالح بن عبد الله بن حميد

2024-07-14 - 1446/01/08
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/الحث على اغتنام الأزمان في مرضاة الرحمن 2/للابتلاء حكمة ليتبين الصادقون والكاذبون 3/على المسلم أن يسأل ربه الثبات حتى الممات 4/ذنوب الخلوات من أعظم أسباب الانتكاسات 5/بعض الأسباب المعينة على الثبات 6/الوصية بصيام عاشوراء

اقتباس

لا صلاحَ إلا بالثبات، ولا نجاةَ إلا بالإخلاص، والقلبُ أحقُّ ما حُرِسَ، والجوارحُ أكرمُ ما حُمِيَ، وما صدَق صادقٌ فَرُدَّ، ولا طرَق البابَ مخلصٌ فَصُدَّ، واللهُ كافٍ عبدَه، وكلما زادت طاعةُ العبد ازدادت كفايةُ الله له...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله تفضَّل وأنعَم، وفضَّل وكرَّم، وأباح وحرَّم، أحمده حمدًا كثيرًا مباركًا، يليق بمقامه الأعظم، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةَ مَنْ أخلَص لربه وأسلَم، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، المبعوث بالدين الأقوم، لجميع الأمم، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأزواجه، وأصحابه وأتباعه وسلم.

 

أما بعدُ: فأوصيكم -أيها الناسُ- ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله -رحمكم الله-، اغتنِموا الأيامَ قبل فواتها، وأحسِنوا أعمالَكم قبلَ موافاتها، تتصرَّم الأعوام عامًا بعد عام، والناس في غفلة نيام، يشاهدون المنايا، وتفجؤهم الآفات والبلايا، وهذا عام قد ودَّعتموه، شاهد بما قد أودعتموه، ثم تأملوا -رحمكم الله- على شيء تطوى صحائف هذا العام، هل على صالح الأعمال؟ أم على غفلة وتفريط وإهمال؟ فيا ترى من هو الملام؟ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)[الْمُؤْمِنَونَ: 115].

 

نعم أيها المسلمون، في مسيرة الإنسان إلى ربه فتن خطَّافة، وابتلاءات جذَّابة؛ (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 35].

 

الابتلاء من سُنن الله -عز وجل-؛ لِيَتَبَيَّنَ الذين صدقوا، ولِيَتَبَيَّنَ الكاذبون، بسم الله الرحمن الرحيم: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 1-3]، وعند الابتلاءات -عباد الله- تُخشى الانتكاساتُ.

 

معاشرَ المسلمينَ: تقلُّب القلوب وتحوُّلها مِنْ أعظمِ دلائلِ سلطانِ اللهِ على القلوب؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)[الْأَنْفَالِ: 24]، فمَنْ تثاقَل عن الاستجابة وتباطَأ عن القَبول فلا يأمَنُ أن يَحُولَ اللهُ بينَه وبينَ قلبِه.

 

أيها المسلمون: الثباتُ على الدين مطلبٌ عزيزٌ، ولزومُ الجادَّةِ مقصدٌ ثقيلٌ، يحتاجه المسلمُ في حياته كلها، ثباتٌ أمامَ الشُّبُهات، وثباتٌ أمامَ الشهوات، وثباتٌ أمامَ الفتن؛ (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)[إِبْرَاهِيمَ: 27]، وعن سبرة بن فاكهة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قلبُ ابنِ آدمَ بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يُزيغه أزاغه، وإن شاء أَنْ يُقِيمَه أقامَه"(رواه ابن أبي عاصم في السنة، وصححه الألباني)، وعن المقداد بن الأسود -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قلبُ ابنِ آدمَ أشدُّ تقلُّبًا من القِدْر إذا استجمعَتْ غليانَها"(رواه أحمد وغيره)، وعن أنس -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُكثِر أن يقول: يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّتْ قلبي على دينك، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ: آمنَّا بكَ، وبما جئتَ به فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء"(رواه الترمذي بسند صحيح).

 

مَعاشِرَ الإخوةِ: والخوف من الزيغِ بعد الاستقامة، والفزع من الضلالِ بعد الْهُدَى كل ذلك حاضرٌ في صدور الربانيينَ الراسخينَ في العلم أُولي الألباب، اقرؤوا إن شئتم: (وَالرَّاسِخُونَ في الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ * رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[آلِ عِمْرَانَ: 7-8]، يقول الإمام ابن بطةَ العكبريُّ -رحمه الله-: "اعلموا -رحمنا اللهُ وإيَّاكم- أن من شأن المؤمنين وصفاتهم وجودَ الإيمان فيهم، وداومَ الإشفاق على إيمانهم، وشدةَ الحذر على أديانهم، فقلوبُهم وجلةٌ من خوف السَّلْب، قد أحاط بهم الوجلُ، لا يدرونَ ما اللهُ صانعٌ بهم في بقية أعمارهم، حذرينَ من التزكية، متبعينَ لِمَا أمرَهم به مولاهم الكريم؛ حيث يقول: (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)[النَّجْمِ: 32]، خائفين من حلول مكر الله بهم في سوء الخاتمة، لا يدرون على ما يصبحون ولا على ما يمسون، قد أورثهم ما حذرهم -تبارك وتعالى- الوجل؛ حين يقول: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)[لُقْمَانَ: 34]، فهم بالحال التي وصفهم الله -عز وجل- حيث يقول: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)[الْمُؤْمِنَونَ: 60]، فهم يعملون الصالحات، ويخافون سلبها، ويخافون من الفواحش والمنكرات، وهم وجلون من مواقعتها، وبذلك جاءت السنة عن المصطفى" انتهى كلامه -رحمه الله-.

 

والحكماء يقولون: "قد يكون تحتَ صفاءِ الأوقاتِ غوامضُ الآفاتِ".

 

أيها المسلمون: ومِنْ أجلِ أن يحذَر العبدُ من هذه الانتكاسات والتقلُّبات فعليه بمراقَبة ربِّه في السر والعلن، والظاهر والباطن، وعليه حفظُ وقتِه، ولسانه، والجِدُّ في عمله، والبعدُ عن الغُلُوِّ والجفاءِ، ولْيحذَرِ الهوى، والعُجْبَ، والرياء؛ (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 69]، قال أهل العلم: "الطاعة تُوجِب القربَ من الرب، والمعصيةُ تُوجِب البعدَ عن الرب، وكلما اشتدَّ القربُ قَوِيَ الأنسُ، وكلما زاد البعدُ قويت الوحشةُ".

 

أيها المسلمون: ولقد ذكَر أهلُ العلم جملةً من الأسباب المعينة على الثبات؛ منها:

العمل بالشرع، فيقول -عز شأنه-: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا)[النِّسَاءِ: 66-67].

 

ومنها: مُلازَمة كتاب الله -عز وجل-، يقول جل وعلا: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النَّحْلِ: 102].

 

ومنها: صحبة الأخيار، يقول -عز وجل-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)[الْكَهْفِ: 28].

 

ومنها: البُعْد عن مَواطِن الشُّبَه: شهوات، وشبهات: "مَنْ سَمِعَ بالدجالِ فَلْيَنْأَ عنه".

 

معاشرَ الإخوةِ: لا صلاحَ إلا بالثبات، ولا نجاةَ إلا بالإخلاص، والقلبُ أحقُّ ما حُرِسَ، والجوارح أكرم ما حُمِيَ، وما صدَق صادقٌ فَرُدَّ، ولا طرَق البابَ مخلصٌ فَصُدَّ، واللهُ كافٍ عبدَه، وكلما زادت طاعةُ العبد ازدادت كفايةُ الله له؛ كما قرَّر ذلك الحافظُ ابن القيم -رحمه الله-.

 

وبعدُ -حفظكم الله-: فليلجأ العبد إلى حرم الإنابة، وليَطْرُقْ في الأسحار بابَ الإجابة، ومَنْ صدَق في توبته ظهَر الندمُ في قلبه، وأقلَع عن ذنبه، وعزَم على عدم العَوْد، وأتبَع السيئةَ الحسنةَ، اللهمَّ وفِّقْنا للعِبْرة، وأَقِلْ منا العثرةَ، وأزل عَنَّا الحسرةَ، ولا تَدَعْنا في غمرة، ولا تَأخُذْنا على غِرَّة؛ (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا في أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)[الْبَقَرَةِ: 235].

 

نفعني اللهُ وإيَّاكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد للهِ مقلبِ القلوب، وغافرِ الذنوب، أحمَدُه وأشكُرُه، أفاض علينا من جزيل آلائه أمنًا وإيمانًا، وأسبَغ علينا من كريم ألطافه مَنًّا وإحسانًا، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، شهادةً تُبلِّغ جنةً منه ورضوانًا، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، دلَّنا على ما فيه خيرُ ديننا ودنيانا، صلى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه، أَكْرِمْ بهم علمًا وعملًا وعرفانًا، وأتباعه بإحسان، يرجون رحمةً من ربهم وغفرانًا.

 

أما بعدُ، عبادَ اللهِ: وأسبابُ الضلالِ والانحرافِ والانتكاسِ -عياذًا بالله- تعود للمرء نفسه ولمسؤوليته خاصةً؛ (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ)[الصَّفِّ: 5]، (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ)[التَّوْبَةِ: 127]، (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ في الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)[الْأَعْرَافِ: 146]، ومن قسا قلبه فما ذلك إلا بذنبه وكسبه؛ (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[الْمُطَفِّفِينَ: 14]، ومحقَّرات الذنوب متى يُؤخَذْ بها صاحبُها تُهلِكْه.

 

مَعاشِرَ الإخوةِ: ومِنْ أخطرِ مسالكِ المهالكِ ذنوبُ الخلوات، وقد كثرَتْ وسائلُها، ولا يَزجُر عن إثمها واقترافها إلا خوفُ الله ومراقبتُه، يقول ابن القيم -رحمه الله-: "ذنوب الخلوات سبب الانتكاسات، وعبادة الخلوات سبب الثبات، وكلَّما طيَّب العبدُ خَلوَتَه بينَه وبينَ ربِّه طيَّب اللهُ خلوتَه في قبره".

 

فليأخُذِ العبدُ حذرَه من ذنوب الخلوات، مع أدوات الاتصالات، وعبادةُ السرِّ تَقِي من نوازع الشهوات، والمراقَبة في الخلوات تُرسِّخ قدمَ الثبات، ومَنْ أكثَر العبادةَ في الخلوات ثبَّتَه اللهُ عند الشدائد والمدلَهِمَّات، ومَنْ خافَ أدلَج، ومَنْ أدلَج بلَغ المنزلَ.

 

ألَا فاتقوا الله رحمكم، واحفظوا جوارحكم، وحاسِبو أنفسكم، وإن من خير ما تستقبلون به عامَكم صيامَ يوم عاشوراء، ولقد كان نبيُّكم محمد -صلى الله عليه وسلم- يَحرِص على صيام هذا اليوم، حتى قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "ما رأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يتحرَّى صيامَ يومٍ فضَّلَه على غيرِه إلَّا هذا اليومَ، يومَ عاشوراء"(مُتفَق عليه)، وإن صام معه اليوم التاسعَ فهو أعظم أجرًا؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لئن بقيتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسعَ".

 

هذا وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيِّكم محمدٍ رسولِ اللهِ، فقد أمركم بذلك ربُّكم قولًا كريمًا، فقال عزَّ قائلًا عليمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ، نبيِّنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهمَّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك، يا أكرم الأكرمين.

 

اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهمَّ ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ أيِّد بالحق والتوفيق والتسديد إمامَنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين، ووفقه لما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة، وأعِزَّ به دينك، وأَعْلِ به كلمتَكَ، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمينَ، واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى، اللهُمَّ وفقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وأعنهم على ما فيه صلاح العباد البلاد، اللهُمَّ وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى، يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ احفظ إخواننا في فلسطين، اللهُمَّ احفظهم بحفظك، واكلأهم بعنايتك، وأحطهم برعايتك، اللهمَّ اجبر كسرهم، وفك أسرهم، وأقل عثرتهم، اللهمَّ اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، واقبلهم شهداء عندك يا ربَّ العالمينَ، اللهُمَّ حرر المسجد الأقصى من المحتلين الغاصبين، اللهُمَّ أعل شأنه، وارفع مكانه، ورسخ بنيانه، وثبت أركانه، يا سميع الدعاء.

 

اللهمَّ انصر جنودنا، المرابطين على حدودنا، اللهُمَّ سدد رأيهم، واشدد أزرهم، وقو عزائمهم، وثبت أقدامهم، واربط على قلوبهم، وانصرهم على من بغى عليهم، اللهُمَّ ارحم شهداءهم، واشف جرحاهم، واحفظهم في أهلهم وذراريهم، إنك سميع الدعاء، اللهُمَّ احفظنا من شر الأشرار، وكيد الفجار، ومن شر طوارق الليل والنهار؛ (رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

 

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life