عناصر الخطبة
1/مكانة العمل الصالح 2/شروط قبول العمل 3/ثمرات العمل الصالح وفوائده 4/الإيمان والعمل الصالح صنوان لا يفترقان 5/مجالات العمل الصالحاقتباس
العمل والإيمان توأمان لا انفصال لأحدهما عن الآخر؛ فكما أن الأعمال لا اعتبار لها إذا فُقد الإيمان، فلا اعتبار للإيمان إذا فُقدت الأعمال الصالحة؛ فأيُّ إسلام لمن لا يصلي ولا يصوم ولا يحج ولا يؤدي الواجبات؛ أيُّ إسلام...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله: لا يستوي المسلم والكافر، ولا المؤمن والمنافق، ولا البر والفاجر، ولا من يعمل ومن لا يعمل، ولا يستوي عمل الصالحات واجتراح السيئات.. نعم لا يستوون ولو تعايشوا في الدنيا، وتبادلوا المنافع، وخدم بعضهم بعضا.. وكم من أخوين أو قريبين أو زميلين أو صديقين جمعهما رحم أو قرابة أو جوار أو زمالة عمل، أحدهما في أعلى عليين والثاني في أسفل سافلين، لم يفرق بينهما إلا الإيمان والعمل الصالح (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)[ص:28]، (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ)[غافر:58].
أيها المسلمون: منزلة العمل الصالح في الإسلام منزلة عظيمة؛ فالعمل الصالح قرين الإيمان في كتاب الله في ثمراته وجزائه؛ فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني؛ ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، وكل موضع يُذكَر فيه الإيمان في الشرع يكون مقرونًا بالعمل الصالح، ذلكم أن الإيمان المتجرد من الأعمال الصالحة لا يغني عن صاحبه شيئًا؛ بل هو يدل على اتباع الهوى وعلى زيغ في القلب.
متى تخلَّف العمل عن الإيمان يدلُ على ضعف الإيمان في القلب؛ إذ لو كان في القلب حقيقة الاعتقاد لظهر أثر ذلك على الجوارح في تنفيذ الأعمال الصالحة، ولهذا لما ارتدّ من ارتدّ من العرب بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان ردة بعضهم بأن منعوا زكاة أموالهم قال الصديق رضي الله عنه: "وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ"، لأن الله قال: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)[البينة:5].
أيُّها المسلم: ولتأثير العمل الصالح ضوابط لا بد منها: الإيمان والتوحيد والسلامة من الشرك قليله وكثيره، دقيقه وجليله، قال الله -جلَّ وعلا-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف:110]، وفي الحديث يقول الله -جل وعلا-: "أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ مَعِي فِيهِ غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ" وفي لفظ: "وأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ".
فالأعمال الصالحة لا تُقبل مع الكفر والشرك بالله، قال الله -جلَّ وعلا-: (أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ)[الأحزاب:19]، فمن لم يؤمن بالله ويعبده وحده لا شريك له فكل أعماله باطلة، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ)[المائدة:5]، وقال: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)[الزمر:65]، وأخبر أن أعمال الكافرين يوم القيامة تكون هباءً منثورا إذا فقد التوحيد: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)[الفرقان:23].
ومن أسباب قبول العمل الصالح: إخلاص العامل فيه لله، وأن يكون قصده بعمله وجه الله والدار الآخرة، فالمخلص لله يعمل في ظاهره وباطنه سواء، لا يتوقف عمله الصالح على دنيا يرجوها أو جاهٍ يناله، لكنه يعمله ابتغاء وجه ربه، فهو لا يبتغي إلا وجه الله، ولا يطمع إلا في جنته، ولا يبتغي إلا مرضاته.
ومن أسباب قبول العمل الصالح: اتباع سنة محمد -صلى الله عليه وسلم-، والبعد عن البدع قليلها وكثيرها يقول -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهْوَ رَدٌّ"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ".
ومن أسباب قبول العمل الصالح: طيب المأكل، فالمسلم حقًّا طيب القلب بالإيمان الصادق، طيب اللسان بذكر الله، طيب الأعمال بإخلاصه لله وقيامه بذلك، ولا يزكو العمل الصالح إلا بطيب المأكل وسلامته من المحرمات يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ الذي يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ -تذللاً وخضوعا له لكن حال بينه وبين قبول دعائه أن مَأكله حَرَامٌ- وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ".
فاحذر -أخي المسلم- من كل مأكل خبيث، ومن المكاسب المحرمة لذاتها أو محرمة بأسباب حصول ثمنها على غير هدًى من ربًا وغش وخيانة وبيع المحرمات على اختلافها، ليزكو عملك ويتقبل الله منك.
ومن أسباب قبول العمل الصالح: إدامة هذا العمل والاستقامة عليه، فإن المستقيم على الطاعة يدل على قناعته بها ورضاه بها واطمئنانه لها: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)، (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)[الأحقاف:13].
ومن أسباب قبول العمل الصالح: الاعتدال والوسطية والتوازن بين المسئولية، فلا يطغى جانب على جانب: "إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا".
ومن أسباب قبول العمل الصالح: دعاء الله -جلَّ وعلا-، والتضرع بين يديه أن يقبل منك عملك، ويعوذك من طغيان الرياء والعُجب والتكبر على الله بالعمل، ألا ترى الخليل عليه السلام وابنه إسماعيل حينما شيَّدا بيت الله قالا: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[البقرة:127].
أيُّها المسلم: وإذا قام المسلم بالشروط المعتبرة فليعلم أن الله -جلَّ وعلا- قد وعد العاملين الصادقين المخلصين ثوابًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا، فأول ذلك: أن وعده الجنة: (وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[البقرة:125].
ومن ثواب ذلك: الحياة الطيبة واطمئنان القلب وسكونه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النحل:97]، ومنها الحسنى: (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا)[الكهف:88]، ومنها الفلاح والفوز: (فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ)[القصص:67]، ومنها ذهاب الحزن والألم عنك: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)[البقرة:277]، ومنها -أيضًا- مضاعفة الأجور: (وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)[آل عمران:57]، ومنها المغفرة: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[الفتح:29]، ومنها الهداية إلى الخير قال -جلَّ وعلا-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ)[يونس:9] الآية.
ومنها: حصول المودة والمحبة لمن يعمل صالحًا قال الله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدًّا)[مريم: 96]، ومنها رحمة الله قال -جلَّ وعلا-: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ)[الجاثية:30]، ومنها الأمن والاستقرار والتمكين في الأرض: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)[النور:55]، ومنها -أيضا- أن أهل العمل الصالح خير الخلق: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)[البينة:7].
أيُّها المسلم: العمل والإيمان توأمان لا انفصال لأحدهما عن الآخر؛ فكما أن الأعمال لا اعتبار لها إذا فُقد الإيمان، فلا اعتبار للإيمان إذا فُقدت الأعمال الصالحة؛ فأيُّ إسلام لمن لا يصلي ولا يصوم ولا يحج ولا يؤدي الواجبات؛ أيُّ إسلام لمن يرتكب ما حرم الله استحلالاً لها؟.
إذًا فلا بد للمسلم أن يعتقد حرمة ما حرم الله ورسوله، ووجوب ما أوجبه الله ورسوله؛ ليكون الإيمان إيمانًا صادقًا؛ فالإيمان لا يكون إيمانًا إلا بعمل صالح يبرهن على صحة الإيمان، ويدل على أن في القلب إيمانًا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
أخي المسلم: إن أعمالك الصالحة لا تنحصر في عبادة معينة، ولا في ميدان ضيق بل أعمال عامة ومجال واسع وشمولية في أمور الدين والدنيا، فأعمالك الصالحة تشمل ما يُصلح دينك ودنياك، وما تستقيم به الحياة، وما تلقى الله به.
أخي المسلم: أداؤك للصلوات الخمس في الجماعة في المسجد عمل صالح، زكاتك وصومك وحجك أعمال صالحة، برك بالأبوين وإحسانك إليهما عمل صالح تتقرب به إلى الله، صلتك لرحمك وتفقد أحوالهم وزيارة والإحسان إليهم ومواساة فقيرهم، وعيادة مريضهم، وصبرك على بعض أخطائهم عمل صالح، إحسانك إلى الجار، كفّك الأذى عنه، إحسانك إليه وكفّ الأذى عنه عمل صالح تقربًا إلى الله.
أخيّ المسلم: إفشاؤك للسلام، وإطعامك الطعام، وصلاتك بالليل أعمال صالحة، إصلاحك بين المتخاصمين وتقريبك بين وجهة النظر، وإسعافك للضعيف، والكلمة الطيبة كلها أعمال صالحة.
أخي المسلم: إكرامك لليتيم، وإحسانك، وتأديبه عمل صالح تلقى الله به.
أخي المسلم: بناؤك مسجد ومشاركته في بنائه عمل صالح، بناؤك مستشفى لعلاج المرضى من الأعمال الصالحة والأوقاف الخيرة، تشيدك للمصنع للأمة تنتفع به عمل صالح تلقى الله به.
أخي المسلم: بقلمك الصادق، وكلماتك المؤثرة تعالج قضية بصدق وإخلاص، وتنشر من فضيلة وتحذر من رذيلة، وتصلح شأن المجتمع، وتساهم في بناء مجتمعك المسلم وسلامته من المبادئ الهدامة، والآراء المضللة عمل صالح تقرب به إلى الله.
أيُّها المسلم: غرسك للنخيل وزراعتك للأرض أعمال صالحة تلقى الله بها.
أخي المسلم: إنفاقك لمالك للضعيف عمل صالح كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ".
أخي المسلم: أداؤك لمسئوليتك وإخلاصك في أعمالك، وأداؤك لما ائتمنت عليه، أعمال صالحة، نصحك للمجتمع وتوجيهك لهم، وتحذيرهم من مبادئ الشر والفساد، وتذكيرهم بنعم الله عليهم من أمنهم واستقرارهم ورغد عيشهم، وتحذيرهم من دعاة السوء، ودعاة الفساد، ومن أرباب القنوات الملحدة والآراء المضللة كل هذه أعمال صالحة.
أخيِّ المسلم: نصيحتك للمسلم ومشورتك له عندما يستشيرك في أي من الأعمال تشير عليه بما هو خير له هذا عمل صالح تتقرب به إلى الله، فكل أعمال صالحة فيها صلاح الدين والدنيا فإنها خير فلنجتهد في أعمالنا الصالحة، فإن أي عمل صالح تفعله وإن قل خير لك: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه)[الزلزلة:7].
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لاغتنام هذه الحياة في أعمال صالحة تكون زادًا لنا يوم قدومنا على ربنا.
هذا؛ وصلوا وسلموا على رسول الله ..
التعليقات