عناصر الخطبة
1/الحث على الاعتبار بمضي الأيام 2/دروس وعبر من انقضاء عام وبداية عام جديد 3/الحث على التوبة وفضلهااقتباس
وحَرِيٌّ بالمسلمِ أَنْ يَعْتَبِرَ بِمَا قَدْ فَاتَ، وَيَنْشَغِلَ بِمَا هُوَ بَاقٍ، وأنْ يُعِدَّ الزَّادَ لما هُو آتٍ، وأَنْ يَأْخُذَ مِنْ يَوْمِهِ زَادًا لِغَدِهِ، وأنْ يَشْكُرَ اللهَ -عزَّ وجلَّ- أَنْ مَدَّ في عُمرِهِ؛ لِيَتَدَارَكَ مَا فَاتَهُ، فَيُصْلِحَ مَا أَفْسَدَ، وَيَتُوبَ مِمَّا أَذْنَبَ، ويُحْسِنَ فِيمَا بَقِيَ...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمدُ للهِ مدبِّرِ الأكوانِ ومقلِّبِ الأزمانِ، لا يحيطُ بعلمه إنسٌ ولا جانٌ، أحمدُهُ -سبحانهُ-؛ (جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)[الفرقان: 61 - 62]، وأشْهَدُ أن لا إِلَهَ إلّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلا نِدَّ لَهُ، وَلا وَلَدَ لَهُ، تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسُولُهُ، أَرْسَلَهُ هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، صَلَّى اللهُ عليْهِ وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرٍا.
أمَّــا بَعْـدُ: فاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وتَزَوَّدُوا لِلأَخِرَةِ، وَالأَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى؛ (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ)[البقرة: 197].
أيُّهَا المؤمنُونَ: جَعَلَ اللهُ -عزَّ وجَلَّ- اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَالشهورَ وَالأَعْوَامَ، آَيَةً مِنْ آَيَاتِهِ، أَوْدَعَ فِيهَا مِنَ السُّنَنِ وَالأَقْدَارِ، وَاللَّطَائِفِ وَالأَسْرَارِ، وَجَعَلَهَا عبرة لأولي الأبصار، ومَطَايَا للاتِّعَاظِ وَالاعْتِبَارِ، فَلَيْلٌ يَعْقُبُهُ نَهَارٌ، وَعَامٌ يَتْلُوهُ عَامٌ؛ قال -سبحانه-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)[آل عمران: 190].
عبادَ اللهِ: وانقضاءُ العامِ الهجريِّ فرصةٌ للتذكيرِ بحقيقةِ الدُّنْيَا، وسرعةِ زوالِهَا، وتقلُّبِهَا بِأَهْلِهَا، ولا أدقَّ وأفصحَ مِنْ وصفِ ربِّنَا -جلَّ وعلا- بقولِهِ: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)[الحديد: 20].
أيُّهَا المؤمنُونَ: وانقضاءُ العامِ الهجريِّ تذكيرٌ بأنَّ الدُّنْيَا ممرٌّ وليسَتْ مَقَراً، تَفْنَى ولا تَبْقَى، آمَالُهَا بَاطِلَةٌ، وأَمَانِيهَا كَاذِبَةٌ، عَيْشُهَا مَهْمَا صَفَا فَهُوَ نَكَدٌ، وصَفْوُهَا مَهْمَا طَابَ فَهُوَ كَدَرٌ، يَعِيشُ فِيهَا المرءُ بَيْنَ نِعْمَةٍ زَائِلَةٍ، أوْ مُصِيبَةٍ نَازِلَةٍ، وحال المسلمِ فيهَا كمَا قالَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ؛ (يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)[غافر: 39]، وكَمَا وَصَفَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِقَوْلِهِ: "مَا أَنَا في الدُّنْيَا إلا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا"(أخرجه الترمذي وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره).
عِبَادَ اللهِ: ومَتَى عَقِلَ المُسْلِمُ هَذِهِ الْحَقِيقَةَ هَانَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا، وَتَرَكَهَا لأَهْلِهَا، وَأَقْبَلَ عَلَى الأَخِرَةِ وَجَدَّ فِي طَلَبِهَا؛ قَالَ -تَعَالَى-: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ)[الشورى: 20].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وانقضاءُ العامِ الهِجْرِيِّ تَذْكِيرٌ بِنِعَمِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- عليْنَا، ولُطْفِهِ بِنَا، فَكَمْ مِنْ آَمَالٍ تَحَقَّقَتْ بِفَضْلِ اللهِ، وأُخْرَى تَأَجَّلَتْ لِحِكْمَةٍ يَعْلَمُهَا اللهُ، كَمْ مرَّ عَلَيْنَا في هَذَا الْعَام مِنْ مَصَاعِبَ وشَدَائِدَ، وكمْ داهَمَتْنَا هُمُومٌ ومَصَائِبَ، فأَعْقَبَهَا فَرَجٌ، وتَلاهَا خيرٌ، وصَرَفَهَا اللهُ -عزَّ وجلَّ- بفَضْلِهِ وكَرَمِهِ، فليسَت الْعِبْرة في ذاتِ الْبَلاء أو الرَّخَاءِ، إنَّمَا الْعِبْرَة في الموْقِفِ مِنْهُمَا؛ قالَ -تَعَالَى-: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشرح: 5، 6]، وقالَ -صلى الله عليه وسلم-: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له"(أخرجه مسلم)، فهلْ صَبَرْنَا على الْبَلاءِ؟ وهَلْ شَكَرْنَا في السَّرَّاءِ؟.
أيُّهَا المؤمنُونَ: وانقضاءُ العامِ الهِجْرِيِّ تذكيرٌ بانقضاءِ الآجالِ، فطلوعُ الشَّمْسِ يَعْقُبُهُ أُفُولٌ، واكتمالُ القَمَرِ يَتْلُوهُ اضْمِحْلالٌ وضُمُورٌ، وكأنَّ الليلَ والنهارَ، والأَعْوَامَ وَالأَزْمَانَ مَنَازِلُ يَنْزِلُهَا الناسُ، فَيَشِبُّ الصَّغِيرُ، وَيَشِيبُ الْكَبِيرُ، وَيَجْرِي الْقَلَمُ، وَتُمْلأُ الصُّحُفُ، وَالْعَاقِلُ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُقدِّمُ في كلِّ مرحلةٍ زادًا يَنْفَعهُ فِي ثَنِيَّاتِ الطَّرِيقِ، قَبْلَ انْقِطَاعِ السَّفَرِ وَمُبَاغَتَةِ الأَجَلِ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ"(أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني في صحيح الترغيب).
عِبَادَ اللهِ: وانقضاءُ العامِ الهِجْرِيِّ تذكيرٌ بِمَنْ كَانُوا بَيْنَنَا هَذَا الْعَام، ثُمَّ هُم الآنَ تَحْتَ الثَّرَى أَفْضَوْا إلى مَا قَدَّمُوا، طُوِيَتْ صَحَائِفُهُمْ، وَرُفِعَتْ أَعْمَالُهُمْ، ولا زَالَتْ آَمَالُهُم قَائِمَةً، ومُخَطَّطَاتُهُم مَرْسُومَةً، لكنَّ الموتَ فَاجَأَهُم، فلمْ يَسْتَطِيعُوا لَهُ ردًّا؛ قالَ -تعالَى-: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)[الأعراف: 34].
أيُّهَا المؤمنُونَ: إنَّ تِلْكَ الدُّرُوس والآَيَات تنبيهٌ لكلِّ حصيفٍ لبيبٍ، وذكرَى لمنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ، فاللهَ اللهَ في تَدَبُّر هذهِ الآَيَات، واسْتِقَاءِ تلكَ الدُّرُوس، وحَرِيٌّ بالمسلمِ أَنْ يَعْتَبِرَ بِمَا قَدْ فَاتَ، وَيَنْشَغِلَ بِمَا هُوَ بَاقٍ، وأنْ يُعِدَّ الزَّادَ لما هُو آتٍ، وأَنْ يَأْخُذَ مِنْ يَوْمِهِ زَادًا لِغَدِهِ، وأنْ يَشْكُرَ اللهَ -عزَّ وجلَّ- أَنْ مَدَّ في عُمرِهِ؛ لِيَتَدَارَكَ مَا فَاتَهُ، فَيُصْلِحَ مَا أَفْسَدَ، وَيَتُوبَ مِمَّا أَذْنَبَ، ويُحْسِنَ فِيمَا بَقِيَ.
أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الحشر: 18].
بَارَكَ اللهُ لي ولكم فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنَي وَإِيَّاكُم بِهَدْيِ خَيْرِ الثَّقَلَيْنِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وتوبوا إليه؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وأَشْهَدُ أن لا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إلى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بـــعــــدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- واعْلَمُوا أَنَّنا إذْ نودعُ عامًا مضى، نستقبلُ عامًا جديًدًا، وأَفْضَل مَا يَسْتَهِلّ بِهِ المُسْلِم عَامَهُ الْجَدِيد تَوْبَةٌ صَادِقَةٌ خَالِصَةٌ للهِ -سُبْحَانَهُ-؛ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوب وَتُزِيلُ مَا رَانَ عَلى الْقُلُوب، والتَّوْبَةُ أَفْضَل مَا يَسْتَقْبِل بِهِ المسْلِم يَوْمَهُ وَشَهْرَهُ وَعَامَهُ؛ قَالَ -تَعَالَى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور: 31]، وقال أَيْضًا: (فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ)[التوبة: 74]، وقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "وَاللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً"(أخرجه البخاري).
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَلَيْسَت التَّوْبَة قَوْلًا بِاللِّسَانِ فَقَطْ، إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَزْمٌ بِالْقُلُوبِ، وَإِقْلاعٌ عَن الذُّنُوبِ والنَّدَم عَلى الْعُيُوبِ، وَرَدًّا لِلْمَظَالِمِ وَالْحُقُوقِ، فَإِذَا وَقَعَتْ التَّوْبَة مَوْقِعها آَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَينِ؛ فَيُجَازِيهِ الْكَرِيمُ بِالْعَفْوِ، وَيُبَدِّل السَّيِّئَات إِلَى حَسَنَات، قَالَ -سُبْحَانَهُ-: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الفرقان: 70].
أسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنَا توبةً صادقةً نصوحًا، وأنْ يوفِّقَنَا لاسْتِدْرَاكِ الأَعْمَارِ قَبْلَ انتهاءِ الآجالِ، وأنْ يوفّقنَا لعملٍ صالحٍ يقبضُنَا عليهِ، وأنْ يُجَنَّبنَا الغفلةَ، وطولُ الأملِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَينِ الشَّرِيفَيْنِ سلمانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَأَلْبِسْهُ لِبَاسَ الْعَافِيَةِ اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاحْفَظْهُ مِنْ كُلِّ سوءٍ وَشَرٍّ واجْعَلْهُ مُبَارَكًا أَيْنَمَا حَلَّ، اللَّهُمَّ احْفَظْ رجالَ الأمنِ، والمُرَابِطِينَ على الثغور، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أيمانِهِمْ وعنْ شمائِلِهِمْ ومِنْ فَوْقِهِمْ ونعوذُ بعظَمَتِكَ أنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ، واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وأُمَّهَاتِهِم، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا، وأزواجًنا، وجيرانَنَا، وَمَشَايِخنَا، ومَنْ لهُ حقٌّ علينَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182].
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
التعليقات