عناصر الخطبة
1/الإيمان بالحوض 2/صفات الحوض ومائه 3/الواردون الحوض والممنوعون من الشرب منه 4/الإيمان بالميزان 5/صفات الميزان 6/الأشياء التي تُوزَن يوم القيامة.

اقتباس

الأعمالُ التي فعلها الإنسانُ سواءٌ كانت صالحةً أو سيئةً، فإنَّها تُجَسَّمُ، وتوزنُ، كالصلاةِ، والزكاةِ، والصومِ، والأمرِ بالمعروفِ، والنهي عنِ المنكرِ، والتسبيحِ، وغيرِها من الأعمالِ الصالحةِ، والكذبِ، والغِيبةِ، والنَّميمةِ، والسرقةِ، والنظرِ إلى النساء الأجنبياتِ، وغيرِها من الأعمالِ السيئةِ....

الخُطْبَة الأُولَى:

 

إن الحمدَ لله؛ نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله -تعالى-، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ.

 

أما بعدُ: حَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عن "الحوض، والميزان يوم القيامة"؛ واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ.

 

ممَّا يجب علينا الإيمانُ بهِ في القيامةِ: الإيمانُ بالحوضِ، وهو مورد عظيمٌ أعطاهُ الله لنبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- في المحشرِ يَرِدُه هو وأمَّتُهُ -صلى الله عليه وسلم-؛ رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنَ اليَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ".

 

وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا".

 

وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ أَنسٍ -رضي الله عنه- أنَّ الرَّسولَ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ"، وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ الله بن مسعود -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ".

 

والحوضُ يكونُ في أرضِ المحشرِ ويستمدُّ ماءَه من الكوثرِ، وهو نهرٌ آخرُ أعطاهُ اللهُ لنبيِّنا -صلى الله عليه وسلم- في الجنةِ؛ قَالَ -تعالى-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)[الكوثر: 1]؛ وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنه- أنَّهَا سُئلتْ عَنْ قَوْلِهِ -تعالى-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)[الكوثر: 1]؛ قَالَتْ: "نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ".

 

ويُذَادُ عن الحوض مَنْ بَدَّلَ وغَيَّرَ دينَ اللهِ كما يَذود الساقي الناقةَ الغريبةَ عن إبله إذا أرادت الشرب مع إبله؛ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَأَذُودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا كَمَا تُذَادُ الغَرِيبَةُ مِنَ الإِبِلِ".

 

وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي الحَوْضَ، حَتَّى عَرَفْتُهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ".

 

قال العلماءُ: "هؤلاء صنفان: أحدهما: عصاة مرتدون عن الاستقامة لا عن الإسلام، وهؤلاء مبدِّلون للأعمال الصالحة بالسيئة. والثاني: مرتدون إلى الكفر حقيقة ناكصون على أعقابهم. واسم التبديل يشمل الصنفين".

 

فهذا هو حوض نبينا -صلى الله عليه وسلم- وتلك صفته، ونحن في زمن العمل، فلنجتهد حتى نشرب منه شربةً لا نظمأ بعدها أبدًا، ولا نذاد عنه.

 

اعلموا -أيها الإخوة المؤمنون- أنه ممَّا يجب الإيمانُ به في القيامةِ: الإيمانُ بالميزانِ، وهو ميزانٌ حقيقيٌّ له لسانٌ وكِفَّتانِ، تُوزَنُ فيه أعمالُ العبادِ، فيرجَّحُ بمثقالِ ذرةٍ من خيرٍ أو شرٍّ؛ قَالَ -تعالى-: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الأنبياء: 47].

 

وقَالَ -تعالى-: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ)[القارعة: 6 - 9]، وقَالَ -تعالى-: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ)[المؤمنون: 102، 103]، قوله: (ثَقُلَتْ): أي من رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة. قوله: (الْمُفْلِحُونَ): أي الذين فازوا فنجوا من النار، وأُدْخلوا الجنة.

 

ورَوَى الإِمَامُ أَحمدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مِمَّ تَضْحَكُونَ؟" قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ. فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ".

 

وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ".

 

وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه-: "المِيزَانُ لَهُ لِسَانٌ، وَكِفَّتَانِ يُوزَنُ فِيهِ الحَسَنَاتُ، وَالسَّيِّئَاتُ، فَيُؤْتَى بِالحَسَنَاتِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَتُوضَعُ فِي كِفَّةِ المِيزَانِ، فَتَثْقُلُ عَلَى السَّيِّئَاتِ".

 

أقولُ قولي هذا، وأَستغفرُ اللهَ لي، ولكُم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا.

 

أما بعد: فإنه يوزنُ في الميزانِ يومَ القيامةِ ثلاثةُ أشياءَ:

الأول: الأعمالُ التي فعلها الإنسانُ سواءٌ كانت صالحةً أو سيئةً، فإنَّها تُجَسَّمُ، وتوزنُ، كالصلاةِ، والزكاةِ، والصومِ، والأمرِ بالمعروفِ، والنهي عنِ المنكرِ، والتسبيحِ، وغيرِها من الأعمالِ الصالحةِ، والكذبِ، والغِيبةِ، والنَّميمةِ، والسرقةِ، والنظرِ إلى النساء الأجنبياتِ، وغيرِها من الأعمالِ السيئةِ.

 

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ".

 

ورَوَى مُسْلِمٌ عن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الكِلَابِيِّ -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "يُؤْتَى بِالقُرْآنِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وَآلُ عِمْرَانَ".

 

ورَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي المِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ".

 

الثاني: صحائف الأعمال التي فعلها الإنسانُ سواءٌ كانت صالحةً أو سيئةً؛ رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ -رضي الله عنه- قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟

فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟

فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ.

فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ.

فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ.

فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟

فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ.

فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ"(رواه الترمذي 2639، وصححه الألباني).

 

الثالث: العبدُ نَفسُهُ؛ قَالَ -تعالى-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)[الكهف: 105]، ورَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ بِسنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مِمَّ تَضْحَكُونَ؟"، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ"؛ أي من جبلِ أُحُدٍ.

 

ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: "إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ القِيَامَةِ، لَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ"؛ وَقَالَ: "اقْرَؤُوا: (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)[الكهف: 105]؛ قال العلماء: تارةً تُوزن الأعمالُ، وتارةً تُوزن الصحفُ، وتارةً يُوزن فاعلُها.

 

اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد، الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحدٌ أن تغفر لنا، وترحمنا.

 

ربنا اغفر لنا، وتبْ علينا، إنك أنت التواب الغفور.

 

اللهم ثبِّت قلوبَنا على الإيمان.

 

اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحينا ما علمتَ الحياة خيرًا لنا، وتوفنا إذا علمت الوفاة خيرًا لنا.

 

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك نعيمًا لا ينفَد، ونسألك قرةَ عينٍ لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء، ونسألك بَرْد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زيِّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.

 

أقولُ قولي هذا، وأقمِ الصلاةَ.

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life