عناصر الخطبة
1/الأمر بالتبتل وبيان مفهومه 2/التبتل المشروع والتبتل الممنوع 3/حاجتنا إلى التبتل 4/فضائل التبتل وفوائده.اقتباس
العبادات مقيدة بالشرع، ومنها التبتل فنجد منها ما هو مشروع، ومنها ما هو ممنوع؛ فالمشروع ما جاءت نصوصُ الكتاب والسنَّة بالأمر به، والتّرغيب فيه، والممنوع: هو الرهبانية المبتدعة المخالفة لشرع الله ودينه، والتبتل المشروع له صور عدة منها: تحقيق التّوحيد...
الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71]، أما بعد:
أيها المؤمنون: إن الله -سبحانه- أرشدنا إلى ما تطمئن به الأرواح، ويحصل به صلاح البال والانشراح، والسعادة في الدارين والفوز والفلاح، والذي وصَّى الله به نبينا؛ فقال -سبحانه-: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا)[المزمل: 8].
والتبتل: يعني الانقطاع عن الدنيا إلى الله، قال البغوي في تفسير قوله تعالى: (وتبتل إليه تبتيلا)؛ أي: "انقطع إليه في العبادة انقطاعًا وهو الأصل في الباب، يقال: تبتلت الشيء أي: قطعته، وهو رفض الدنيا وما فيها والتماس ما عند الله، ويقصد به كذلك: تفرّغ البال والفكر إلى ما يرضي الله؛ فكأنّ الفرد انقطع عن النّاس، وانحاز إلى جانب الله.
والتبتل يجمع أمرين: الانفصال والاتصال؛ فالانفصال: هو انقطاع القلب عن حظوظ النفس التي تزاحم مراد الرب، وعن التفات القلب إلى ما سوى الله، والاتصال، وهو اتصال القلب بالله -تعالى- والإقبال عليه، وإقامة القلب على مراد الله.
وروي أن رجلاً من أشراف أهل البصرة كان منحدراً إليها في سفينة ومعه جارية له؛ فشرب يوماً، وغنته جاريته بعود لها، وكان معهم في السفينة فقير صالح متصل قلبه بالله، منقطع عن حظوظ النفس وشهوتها، فقال له: يا فتى! تحسن مثل هذا؟ قال: أحسن ما هو أحسن منه، وقرأ: (قُل متاع الدُّنيا قليلٌ والآخرة خيرٌ لمن اتَّقى ولا تُظلمون فتيلاً. أينما تكونواً يُدرككُّم الموت ولو كنتم في بروجٍ مُّشيَّدةٍ)[النساء: 77- 78]؛ فرمى الرجل ما بيده من الشراب في الماء، وقال: أشهد أن هذا أحسن مما سمعت، فقل غير هذا؟ قال: نعم فتلا عليه: (وقُل الحقُّ من ربِّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنَّا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سُرادقها)[الكهف: 29]؛ فوقعت من قلبه موقعاً، ورمى بالشراب في الماء، وكسر العود، ثم قال: يا فتى! هل هناك فرج؟ قال: نعم، (قُل يا عبادي الَّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنَّه هو الغفور الرَّحيم)[الزمر: 53].
لما علمت بأن قلبي فارغ *** مما سواك ملئته بهواك
وملئت كلي منك حتى لم أدع *** مني مكانا خالياً لسواك
فالقلب فيك هيامه وغرامه *** والنطق لا ينفك عن ذكراك
والسمع لا يصغى إلى متكلم *** إلا إذا ما حــدثوا بعلاك
أيها المؤمنون: العبادات مقيدة بالشرع، ومنها التبتل فنجد منه ما هو مشروع، ومنه ما هو ممنوع؛ فالمشروع ما جاءت نصوصُ الكتاب والسنَّة بالأمر به، والتّرغيب فيه، والممنوع: هو الرهبانية المبتدعة المخالفة لشرع الله ودينه.
والتبتل المشروع له صور عدة منها:
تحقيق التّوحيد، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)[النحل: 36]؛ قال ابن عاشور: "ومن أكبر التّبتّل إلى الله الانقطاعُ عن الإشراك، وهو معنى الحَنِيفيَّة".
ومنها: التبتل إلى الله بالإخلاص له في العبادة، فقد أمر الله -تعالى- عباده بذلك فقال: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)[البينة: 5]؛ قال ابن عباس في قوله -تعالى-: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)؛ أي: "أخلِصْ له إخلاصاً".
ومنها: التبتل إلى الله في الدّعاء؛ قال مجاهد في قوله -تعالى-: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)؛ أي: "أخلِصْ إليه المسألةَ والدّعاء".
لا تسألنَّ بُنيَّ آدمَ حاجةً *** وسلِ الذي أبــوابُه لا تُحجَبُ
اللهُ يغضبُ إنْ تركْتَ سؤالَه *** وبُنيُّ آدمَ حينَ يُسألُ يغضَبُ
ومن ذلك: التبتل بملازمة الطاعة والزهد في الدنيا؛ فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تخلو أوقاتُه من الإقبال على عبادة الله وذكره، ومع ذلك يقولُ له ربُه: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)[الشرح:7-8]؛ أي: تفرغ لعبادة الله -تعالى- ودعائه بعد الفراغ من شغلك، ولذا كان -عليه الصلاة والسلام- يجتهد في العبادة اجتهاداً تتفطَّرُ منه قدماه، وتذرف من خشية الله عيناه.
وأما التبتل الممنوع فهو مسلك أهل الضلال والانحراف من النصارى لم يأمر به الحكيم اللطيف ولا ديننا الحنيف؛ بل إن ذلك من الرهبانية التي ابتدعوها، قال -تعالى-: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ)[الحديد: 27].
وقد اتبعهم فئامٌ من هذه الأمة ففهموا التبتل فهما خاطئاً، خالفوا فيه سنة الأنبياء، فامتنعوا عن الطيبات التي أحلها رب البريات، وهجروا الزوجات، وهذا فعل القسيسين والرهبان بتزيين الشيطان، والجهل بحقيقة الانقطاع إلى المنان، وسبل ولوج الجنان والنجاة من النيران، وقد قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ)[المائدة: 87].
قال الطبري: "كالذي فعله القسِّيسون والرُّهبان، فحرَّموا على أنفسِهم النساءَ والمطاعمَ الطيَّبة، والمشاربَ اللذيذة، وحَبسَ في الصَّوامع بعضُهم أنفسَهم، يقول تعالى ذكره: فلا تفعلوا أيُّها المؤمنون كما فعل أولئك".
عباد الله: لقد جاء النهي من نبينا -عليه الصلاة والسلام- لصور التبتل الممنوع فحين علم أن عثمان بن مضعون اتخذ بيتا ليتعبد الله فيه، قال له: "يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة"(الطبراني).
أيها الإخوة: وثمة صور للتّبتّل الممنوع جديرة بالمعرفة؛ حتى نحمي أنفسنا من مزالق الشيطان ووساوسه، منها:
التّشديد على النّفس، وتحميلُها من العبادة ما لا تطيق؛ فإن النفسَ تملُّ وتسأم، ولها أحوالٌ متقلبة من نشاطٍ وفتور، والتشديد عليها مخالف لهدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- القائل: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! خُذُوا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ"(متفق عليه).
ولما دخل -صلى الله عليه وسلم- المسجد ورأى الحبل ممدود بين الساريتين فقال: "ما هذا" قالوا: لزينب تصلي؛ فإذا كسلت أو فترت أمسكت به، قال: "حلوه، وليصل أحدكم نشاطه؛ فإذا كسل أو فتر قعد"(البخاري).
ومن الممنوع: التبتل بما لم يأذن به الله تعالى-؛ فالله الذي كلفنا بعبادته وطاعته، لا يقبل ما نقدمه إلا بشرط اتباع ما أرشدنا إليه، وفي الحديث: بينما النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يخطب إذا هو برجل قائم، فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقومَ في الشّمس ولا يقعد، ولا يستظلّ ولا يتكلّم، ويصوم؛ فقال النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "مُرُوه فليتكلّم، وليستظلَّ، وليقعد، وليتمّ صومه" (رواه البخاري).
وحين أخبر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن الثلاثة الذين قال أحدهم: "إنّي أصلّي اللّيل أبدًا"، وقال آخر: "أنا أصوم الدّهر ولا أفطِر، وقال آخر: أنا أعتزل النّساء فلا أتزوَّج أبدًا"، فقال رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم - إليهم: "أما والله إنّي لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكنّي أصوم وأفطر، وأصلّي وأرقد، وأتزوّج النّساء، فمن رغِب عن سنّتي، فليس مِنّي"(رواه البخاري).
ومن التبتل الممنوع: تركُ النكاحِ للتفرغ لعبادة الله، كما كان عند عبادُ أهل الكتاب، قال -تعالى-: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ)[الحديد: 27]؛ قال الإمام القرطبي: "وذلك لأنهم حملوا أنفسهم على المشقات، في الامتناع من المطعم والمشرب والنكاح".
وقد بوَّب الإمامُ البخاري "بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّبَتُّلِ وَالخِصَاءِ"، وأورد فيه حديثَ: "رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاَخْتَصَيْنَا".
وهذه الرهبانية مخالفةٌ لفطرة الله، ولسنة الأنبياء في الزواج؛ فقد أمر النبي-صلى الله عليه وسلم- بالزواج فقال: "تزوجوا فإني مكاثرٌ بكم الأممَ يوم القيامة، ولا تكونوا كرهبانية النصارى"(الألباني).
أيها المؤمنون: في زمن تعلقت القلوب بالملهيات وانشغل الناس عن العبادات والقربات، وضعف التوكل واليقين، وقل الزاد ليوم المعاد، وسيطرت الغفلة عن المصير؛ تزداد حاجتنا إلى التبتل والانقطاع عن الخلق، والاتصال بالخالق والخلوة إليه بين الفينة والأخرى، وقطع رغبة النفس في المدح والشهرة والرياء، وحب العلو والرئاسة، حتى تزكوا النفوس وتستقيم القلوب على مراد الله وشرعه.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه ومن تبعه، وبعد:
عباد الله: لاشك أن تعلق القلب بالله والانشغال بطاعته، وحسن الانقطاع إليه ومحبته، من أسباب انشراح الصدر وطمأنينة القلب، التي فقدها الكثير من الخلق، ولعلنا في هذا المقام نعيش وإياكم في فضاء ثمرات وفضائل التبتل؛ فمنها:
الكفاية والقناعة: ففي الخلوة مع الله تعالى والعيش في رحاب مناجاته؛ ينال العبد مراده ومبتغاه، ويكفى أمر دنياه وأخراه، ويسد الله حاجته وفقره ويغنيه عما سواه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: "مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ".
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى يقول: يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك"(صححه الألباني).
ومنها: غفران الذنوب؛ ففي حديث عثمان أنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه؛ غفر له ما تقدم من ذنبه"؛ فقوله "لا يحدث فيهما نفسه" فيه معنى التبتل والانقطاع، فإن مغفرة الذنوب غاية كل مسلم ومطلب كل مؤمن، وهي مكمن سعادته في الدنيا والآخرة، ولها سبل كثيرة من العبادات والقرب، والتبتل والخلوة مع الله من أعظم السبل لنيل المغفرة.
وكذا قبول الأعمال الصالحة: حيث يقصد بالتبتل الإخلاص وهو أحد معانيه؛ وللإخلاص ثمرات كثيرة ولعل من أعظمها أن قبول الأعمال الصالحة مناط به؛ لحديث: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه"(حسنه الألباني).
ومنها: بلوغُ مرتبةِ الولاية؛ ففي الحديث القدسي: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"(رواه البخاري).
وكذلك دخول الجنة وهي غاية المنى ونهاية الطلب لنا جميعاً، ومطمع كل عبد من عباد الله تعالى؛ تحقيقها يكمن في السير مع الله تعالى والانغماس بطاعته، والخوف منه -سبحانه-، مع مجانبة الهوى ورد النفس عن هواها وشهواتها، وذاك شرطٌ في تحقيق مفهوم التبتل، قال الله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)[النازعات: 40-41].
عباد الله: ما أحوج المؤمنُ أن يفرِّغ فكرَه وبالَه عن الملهيات والشهوات، ويشغلَه بذكر رب الأرض والسموات، وينقطعَ إلى الطاعات، قبل أن ينزلَ بساحته هادمُ اللذات، ومفرقُ الجماعات، ومنغصُّ الشهوات، وقاطعُ الأمنيات.
ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى؛ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
التبتل
التعليقات