الباطنية – خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-07 - 1444/03/11
التصنيفات:

اقتباس

لقد عانت بلاد الإسلام -ولا تزال- من وطأة ونفاق الباطنيين أزمنة كثيرة، كانوا خلالها يلبسون عمامة الإسلام ويتكئون على عصاه في ظاهر حالهم، في حين ينخرون في جسده ويمزعون أوصاله ويفتتون وحدته، تنفيذًا لمخططات...

يطفو على سطح الأحداث من جديد الحديث عن الفرق الباطنية التي اتخذت بلاد الشام -غالبًا- مسكنًا ومنطلقًا رئيسًا لخلخلة نظام الأمة الإسلامية وتخدير أفرادها وتكريس العمالة للنظام الصهيوصليبي خطب العالمي، وذلك في ظل الأحداث الجسام التي يتعرض لها المسلمون في سوريا المروّج الأول للحركة النصيرية الباطنية في بلاد الإسلام، والتي لم يتورع نظامها عن سفك دماء أبرياء خرجوا للمطالبة بحقوقهم التي سلبهم إياها النظام الباطني السوري.

 

لقد عانت بلاد الإسلام -ولا تزال- من وطأة ونفاق الباطنيين أزمنة كثيرة، كانوا خلالها يلبسون عمامة الإسلام ويتكئون على عصاه في ظاهر حالهم، في حين ينخرون في جسده ويمزعون أوصاله ويفتتون وحدته، تنفيذًا لمخططات صهيونية عالمية تسعى حثيثًا لتدب الفُرقة بين المسلمين؛ لإضعافهم والسيطرة على مقدَّراتهم، وذلك بتأسيس فرق تدعي الإسلام ظاهرًا ولكنها تبشر بدين جديد يهدم دعائم الإسلام ويتلاعب بثوابته وأصوله.

 

إن الخلفية التاريخية للنظام النصيري الباطني السوري ترسم صورة باهتة لحالة من العداء للإسلام متأصلة في المذهب الباطني منذ أيام تأسيسه الأولى، تلك الحالة التي قد يفوق خطرها خطر الكفر البيِّن الصراح؛ وذلك لما تنطوي عليه من غموض الحال وخداع لمن لا يحسنون قراءة الأحداث بشكل متعمق، فالمذاهب الباطنية بشكل عام أكبر معول هدم للإسلام وشعائره رغم أن معتنقيها يشار إليهم بأنهم مسلمون محبون لآل البيت!!

 

والعلاقة بين مؤسسي هذه الطوائف جميعًا وبين اليهود أرسخ قدمًا من علاقتهم بالإسلام والمسلمين أنفسهم، فأول من مهَّد لمثل هذه الجماعات والطوائف الخارجة عن الإسلام جملة وتفصيلاً كان عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي أدخل في الإسلام ما ليس منه، ودعا الناس لعصبيات ما أنزل الله بها من سلطان، فكانت حجر عثرة كبيرًا أمام تقدم المسلمين، وفتحت أبوابًا من الفتن لا نزال نكتوي بنارها حتى اللحظة، التي بات فيها معتنقو مثل تلك المذاهب رؤساء دول وواضعين لمخططات استعمارية وتخريبية لا سيما في منطقة الخليج وما حولها.

 

والمتأمل في أنظمة هذه الدول الباطنية الخبيثة كإيران وحلفائها في سوريا ولبنان وبعض البؤر الخبيثة والخلايا النائمة في الخليج يجد تعاونًا ملحوظًا بين قادتهم وبين اليهود، فعلى الرغم من العداء الظاهر الذي يتعمد قادة هذه البلاد إظهاره لليهود والصهيونية العالمية والذي لا يتجاوز كونه مجرد جعجعة فارغة، إلا أن بينهم تعاونًا موسعًا عبر البوابات الخلفية، يتمثل في نوع من الدعم المعلوماتي والمخابراتي للكيان الصهيوني، والمهادنة الحربية، والعلاقات الاقتصادية استيرادًا وتصديرًا، بل وقد تصل أحيانًا إلى تأمين حدود الدولة الصهيونية المحتلة وكبح جماح المجاهدين الصادقين وتخذيلهم عن تنفيذ عملياتهم أو اتخاذ مواقف حقيقية على الأرض.

 

إن أغلب الحركات الباطنية الموجودة حاليًا خرجت من عباءة الحركة الرافضية التي تتخذ من الدولة الإيرانية مركزًا لها، تبث منها أفكارها، وتصدِّر منها ثورتها الخمينية الشيعية، ومن يتأمل الأصول العقدية لتلك الحركات، كالإسماعيلية والقرامطة والدروز والنصيرية والصوفية الغلاة والبهائية، يجد توافقًا كبيرًا فيما بينها، إضافة إلى أن سبب النشأة يكاد يكون واحدًا وهو القضاء على الإسلام والاستيلاء على أراضي المسلمين وبلادهم، وعمل غطاء شرعي لعمليات الاستعمار الغربية في الأراضي الإسلامية.

 

وانطلاقًا من هذه الأخطار الباطنية المحدقة ببلاد الإسلام، والتي ينخدع بها -مع الأسف- كثير من البسطاء الذين تغرهم المظاهر ولا يبحثون في خلفيات الأحداث، انطلاقًا من هذا اخترنا لكم في ملتقى الخطباء مجموعة من الخطب المختارة التي نتحدث فيها عن العقائد الباطنية الباطلة التي تصطدم اصطدامًا بينًا مع الإسلام روحًا ومنهجًا، مشيرين كذلك إلى مدى تعاون معتنقي هذه المبادئ والمذاهب الهدامة مع الاحتلال الصهيوني تخطيطًا وتنفيذًا، ومخططاتهم للإساءة للإسلام وأعلامه وفقهائه وعلمائه، ومساعيهم الدؤوبة لاحتلال بلاد الإسلام وتخليصها مما يسمونه "احتلال الوهابية" له، سائلين الله تعالى أن يرد كيدهم في نحورهم، وأن يجعل تدبيرهم تدميرًا لهم..

 

الخطبة الأولى:
الخطبة الثانية:
الخطبة الثالثة:
الخطبة الرابعة:
العنوان
فضل بلاد الشام وكفر النصيرية الطغام 2011/05/04 5090 862 53
فضل بلاد الشام وكفر النصيرية الطغام

لَمَّا عَدَلَتِ الشَّامُ عَن عَقِيدَةِ الإِسلامِ الصَّافِيَةِ، وَاختَارَتِ الشِّعَارَاتِ الجَاهِلِيَّةَ الكُفرِيَّةَ بَعثِيَّةً وَاشتِرَاكِيَّةً، وَجَعَلَت مَكَانَ الهُوِيَّةِ الإِسلامِيَّةِ قَومِيَّاتٍ مُتَعَصِّبَةً وَحِزبِيَّاتٍ ضَيِّقَةً، واستَبدَلَت بِرَايَةِ الجِهَادِ المُقَاومَاتِ الوَطَنِيَّةَ، وَاشتَغَلَ أَهلُهَا بِالدُّنيَا وَانهَمَكُوا في الشَّهَوَاتِ كَغَيرِهِم، إِذْ ذَاكَ ضَعُفَت كَمَا ضَعُفَ غَيرُهَا، وَكَانَ الجَزَاءُ أَنْ سَلَبَ اللهُ تَعَالى ذَلِكَ الجِيلَ الخَيرِيَّةَ، وَسَلَّطَ عَلَيهِ شَرَّ البَرِيَّةِ، مِن يَهُودٍ وَنَصَارَى وَرَافِضَةٍ وَنُصَيرِيَّةٍ ..

المرفقات

بلاد الشام وكفر النصيرية الطغام

التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life