عناصر الخطبة
1/اسم الله البارئ ومعانيه ودلائله 2/أقسام الناس مع الإيمان بالله 3/حظ المؤمن من أسماء الله الحسنى.اقتباس
أَكْثَرُ النَّاسِ تَعْلَمُ أَنَّهَا خَلْقُ اللَّهِ؛ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يُشْرِكُونَ؛ (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)[يُوسُفَ: 106]، فَاقْتَسَمَ النَّاسُ إِلَى صِنْفَيْنِ: الْمُؤْمِنُونَ: وَهُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ، وَالْمُشْرِكُونَ: وَهُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ...
الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:
عِبَادَ اللَّهِ: لَيْسَ لِلْعَبْدِ وُصُولٌ إِلَى حَاجَتِهِ إِلَّا مِنْ بَابِ اللَّهِ؛ فَاللَّهُ؛ (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)[الْحَشْرِ: 24].
وَلِذَا؛ امْتَدَحَ اللَّهُ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ بِاسْمِهِ: (الْبَارِئِ سُبْحَانَهُ) بِقَوْلِهِ: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[الْحَشْرِ: 24]؛ وَنَتَكَلَّمُ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ عَنِ اسْمِ اللَّهِ الْبَارِئِ -جَلَّ جَلَالُهُ-.
فَرَبُّنَا الْبَارِئُ: الْمُوجِدُ وَالْمُبْدِعُ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ، وَهُوَ الَّذِي فَضَّلَ بَعْضَ الْخَلْقِ عَلَى بَعْضٍ، وَمَيَّزَ كَلَّ جِنْسٍ عَنِ الْآخَرِ، وَصَوَّرَ كَلَّ مَخْلُوقٍ بِمَا يُنَاسِبُ الْغَايَةَ مِنْ خَلْقِهِ؛ فَهُوَ يَخْلُقُ الشَّيْءَ مِنْ لَا شَيْءٍ، وَيُبْدِعُهُ بِالْخَاصِّيَّةِ الَّتِي تُمِيِّزُهُ عَنْ بَقِيَّةِ الْخَلْقِ.
وَهُوَ قَدْ خَلَقَ الْخَلْقَ بَرِيئًا مِنَ التَّفَاوُتِ وَالتَّنَافُرِ؛ (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ)[الْمُلْكِ: 3].
وَهُوَ الْبَارِئُ؛ أَيْ: أَنَّهُ أَبْدَعَ الْمَاءَ وَالتُّرَابَ، وَالنَّارَ وَالْهَوَاءَ مِنْ لَا شَيْءٍ، ثُمَّ خَلَقَ مِنْهَا الْأَجْسَامَ الْمُخْتَلِفَةَ؛ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)[الْمُلْكِ: 30]، (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ)[ص: 71]، (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ)[الرَّحْمَنِ: 15].
وَرَبُّنَا الْبَارِئُ الْمُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ النَّقَائِصِ وَالْعُيُوبِ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ.
وَاللَّهُ الْبَارِئُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ لَا شَيْءٍ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ، لَكِنَّ الْإِنْسَانَ خَلَقَ شَيْئًا مِنْ بَعْضِ الْأَشْيَاءِ عَلَى مِثَالٍ سَابِقٍ.
وَالْبَارِئُ؛ خَلَقَ الْمَخْلُوقَاتِ عَلَى نَحْوٍ يُحِقِّقُ سَلَامَةَ وُجُودِهَا، وَالْغَايَةَ مِنْ خَلْقِهَا، قَالَ اللَّهُ: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)[النَّمْلِ: 88].
وَفِي اسْمِهِ الْبَارِي يُرَى كُلُّ خَلْقِهِ *** وَأَلْطَافُهُ تَتَرَى دَوْمًا وَتَنْزِلُ
فَسُبْحَانَ مَنْ كُلُّ الْوَرَى سَجَدُوا لَهُ *** إِذَا سَبَّحُوا أَوْ كَبَّرُوا أَوْ هَلَّلُوا
(قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ)[يُونُسَ: 101]، هَلْ هُنَاكَ إِلَّا صُنْعُهُ وَبَدِيعُ خَلْقِهِ، وَعَجِيبُ قُدْرَتِهِ، وَآثَارُ حِكْمَتِهِ؟!
وَرَقَةُ التُّوتِ تَأْكُلُهَا الدُّودَةُ فَتُخْرِجُ حَرِيرًا، وَالنَّحْلَةُ تُخْرِجُ عَسَلًا، وَالْغَزَالُ يُخْرِجُ مِسْكًا؛ أَلَا يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْبَارِئِ -سُبْحَانَهُ-؟! قَالَ عَالِمُ النَّفْسِ الشَّهِيرُ وِلْيَمْ جِيمْسْ: "إِنَّ نِصْفَ الْعِلْمِ قَدْ يُورِثُ شَكًّا، وَلَكِنَّ الْعَالِمَ الْكَامِلَ لَا يَشُكُّ فِيهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ!".
وَكَانَ مُعَاذٌ وَغَيْرُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ يَقُولُ أَحَدُهُمْ لِأَخِيهِ: "اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً"؛ فَيَتَذَكَّرُونَ نِعَمَ اللَّهِ، وَأَيَّامَهُ، وَآيَاتِهِ، وَالْعِبَرَ فِي خَلْقِهِ؛ فَيَزْدَادُونَ إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ.
جَاءَ فِي كِتَابِ "إِنَّهُ الْحَقُّ" أَنَّ الْبُرُوفِيسُورَ "كِيتْ إِلْ مُورْ"، أَحَدَ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ فِي الْعَالَمِ فِي مَجَالِ "التَّشْرِيحِ وَعِلْمِ الْأَجِنَّةِ" وَصَاحِبَ كِتَابِ "أَطْوَارُ خَلْقِ الْإِنْسَانِ"، عِنْدَمَا سَمِعَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ تَتَحَدَّثُ عَنْ أَطْوَارِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ وَقَفَ مُنْدَهِشًا ثُمَّ قَالَ: "يَتَّضِحُ لِي أَنَّ هَذِهِ الْأَدِلَّةَ حَتْمًا جَاءَتْ لِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؛ لِأَنَّ كُلَّ هَذِهِ الْمَعْلُومَاتِ لَمْ تُكْتَشَفْ إِلَّا حَدِيثًا وَبَعْدَ قُرُونٍ عِدَّةٍ، وَهَذَا يُثْبِتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ".
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[فُصِّلَتْ: 53]؛ إِنَّهُ اللَّهُ الْبَارِئُ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى.
وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ *** تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدُ
وَاللَّهُ -تَعَالَى- قَالَ لَهُمْ: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[لُقْمَانَ: 11]، وَحَاجَّهُمْ بِقَوْلِهِ: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 17].
فَمَنْ أَحَقُّ بِالْأُلُوهِيَّةِ؟ أَلَيْسَ الَّذِي يَخْلُقُ أَوْلَى أَنْ يُعْبَدَ، وَأَنْ يُحْمَدَ، وَأَنْ يُوَحَّدَ؟!
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْمُوَحِّدِينَ وَأَمِتْنَا مُسْلِمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَكْثَرُ النَّاسِ تَعْلَمُ أَنَّهَا خَلْقُ اللَّهِ؛ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يُشْرِكُونَ؛ (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)[يُوسُفَ: 106]، فَاقْتَسَمَ النَّاسُ إِلَى صِنْفَيْنِ:
الْمُؤْمِنُونَ: وَهُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ، وَالْمُشْرِكُونَ: وَهُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ.
وَالْعَبْدُ يَنْظُرُ إِلَى فِعْلِهِ؛ فَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ؛ حَيْثُ خَلَقَهُ أَهْلًا لِلْخَيْرِ، وَلَوْ تَرَكَ نَفْسَهُ لِهَوَاهَا وَلَمْ يَقْمَعْهَا بِتَقْوَى اللَّهِ؛ لَكَانَ مِنْ شَرِّ الْبَرِيَّةِ.
وَمِنْ هُنَا أَمَرَ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَوْمَهُ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ الْبَارِئِ؛ حِينَ انْحَرَفُوا عَنِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ، فَصَنَعُوا لَهُمْ صَنَمًا مِنْ حُلِيِّهِمْ عَلَى شَكْلِ عِجْلٍ: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 54].
وَالْمُؤْمِنُ كُلَّمَا عَلِمَ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى وَتَعَلَّمَهُ؛ ازْدَادَ شَرَفًا وَرِفْعَةً، وَازْدَادَ شَوْقًا وَمَحَبَّةً لِلَّهِ، وَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِمَعْرِفَةِ هَذَا الِاسْمِ.
وَكُلَّمَا أَخَذَ يَدْعُو بِهِ؛ مُحْسِنًا الظَّنَّ بِرَبِّهِ، مُمْتَنِعًا عَنْ مَوَانِعِ الْإِجَابَةِ؛ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ؛ لِأَنَّهُ حَقٌّ وَقَوْلُهُ حَقٌّ؛ فَاللَّهُ يَقُولُ: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غَافِرٍ: 60]
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.
اللَّهُمَّ يَا بَارِئُ! الْطُفْ بِنَا، وَأَنْزِلُ عَلَيْنَا رَحَمَاتِكِ.
التعليقات