عناصر الخطبة
1/أهمية أعمال القلوب 2/الإخلاص أعظم الأعمال القلبية 3/تعريف الإخلاص وكلام السلف عنه 4/منزلة الإخلاص وثمراتهاقتباس
جرت عادةُ الله التي لا تتبدل، وسنتهُ التي لا تتحول أن يُلبسَ المخلصَ من المهابة والنَّورِ والمحبةِ في قلوب الخلق، وإقبالِ قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصهِ ونيته، ومعاملتهِ لربه، ويُلبسَ المرائي ثوبَ الزورِ من المقتِ والمهانة والبغضِ ما هو لائقُ به...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمدُ للهِ الذي بيده الإفناءُ والإنشاءُ، والإماتةُ والإحياءُ، والعافيةُ والبلاءُ، سبحانهُ وبحمده، خزائنهُ ملئا، ويمينهُ سحّاءَ، ويَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ، ولا يتعاظمه عطاء؛ (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)[هود: 7]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريك لهُ، يفعــلُ مـا يُريـدُ، ويحـكُــمُ ما يشــاءُ؛ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)[آل عمران: 5]، وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولهُ، ومصطفاهُ وخليلهُ، إمامُ الأنبياءِ، وصفوةُ الأولياءِ، وعلى آله الســادةِ النجبــاءِ، وصحــابتهِ الــبررةِ الأتقيــاءِ، والتابعينَ، وتابعِيهم بإحسانٍ، مادامتْ الأرض والسماء.
أمَّا بعدُ: فأُوصيكم -أيُّها النَّاس- ونفسي بتقوى اللهِ، فاتقوا اللهَ -رحمكم اللهُ-، فللهِ درُّ أقوامٍ إِذا مسَّهُم طائِفٌ من الشيطانِ تذكروا فإذا هم مُبصِرون، نظروا في عيوبهم فاستغفروا لذنوبهم، ولم يُصِروا على ما فعلوا وهم يعلمون، وللهِ درُّ أنفُسٍ أفاقت من غفلاتها، فاستعلت على شهواتِها، وتطهرت من لوثاتها، وبادرت الفُرصَ السانحةَ قبلَ فوَاتِها؛ (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)[فصلت: 46].
معاشر المؤمنين الكرام: القلبُ هو ملِكُ الجوارح، إذا صلُحَ القلبُ صلُحت الجوارحُ كلها، وإذا فسدَ القلبُ فسدت الجوارحُ كلها، وصلاحُ القلبِ بالصدقِ والإخلاص، وموضوعُ الإخلاصِ ومعالجةُ النيةِ موضوعٌ خطيرٌ ودقيق؛ فهو أساسُ القبولِ والردِّ، وهو سبيلُ الفوزِ والخسارة.
النيةُ والإخلاص عملٌ قلبيٌّ، لا يراهُ أحدٌ إلاَّ الله -جلَّ في علاه-، وبمقتضاهُ يكونُ الجزاءُ والحساب، إمَّا ثوابٌ، وإمَّا عقاب، النيَّةُ والإخلاصُ إذا غُفلَ عنها تحولت العبادات إلى عادات، وباتت صورةً لا روحَ فيها؛ فالنيَّةُ والإخلاص رُوحُ العملِ وأساسهُ، ولُبُّهُ وقِوامُهُ، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)[البينة: 5].
الإخلاصُ هو التوحيد، هو أن تُريدَ بقلبِك وعملِك وفعلِك رضا اللهَ -تعالى- وحدهُ، الإخلاصُ هو تصفيةُ الأعمالِ عن ملاحظةِ الأشخاص، الإخلاصُ من الخلوصُ وهو نقاءُ الشيءِ وصفاءهُ من الشوائب والكُدَر، فأخلِص تَخلُص، ولا تُكدِّر فيُكدَّر عليك.
الإخلاصُ هو أهمُّ وآكدُ وأعظمُ أعمالِ القلوب، التي لا يعلمُ صِدقُها إلا علاَّم الغيوب، وأعمالُ القلوبِ أهمُّ من أعمالِ الجوارح؛ فأعمالُ القلوبِ أصلٌ، وأعمالُ الجوارحِ تبعٌ، الإخلاصُ كما قال بعض العارفين: "سِرٌّ بينَ الله وبينَ العبدِ، لَا يَعْلَمُهُ مَلَكٌ فَيَكتُبَه، ولَا شَيْطَانٌ فَيُفْسِدَهُ، ولا صديق فيمدحه".
الإخلاص أصل سعادةُ العبدِ وفلاحُهُ، وفوزهُ ونجاحه، فلو نظرَ الانسانُ إلى أفضلِ أعماله، لَوجَدَها تلك التي أدّاها بصدقٍ وإخلاص؛ (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ)[النساء: 125]، الإخلاصَ يدخلُ في جميعِ الطاعات والعباداتِ؛ (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)[البينة: 5].
فكل عبادة أو عملٍ يَتقربُ به العبد إلى ربه -جلَّ وعلا-، فلن يُقبلُ منهُ ما لم تكن نيتهُ في ذلك العملِ خالصةً لوجه اللهِ -تعالى-، سليمةً من الرياء والسمعة، خاليةً من حظوظِ النفسِ ورغباتها، ففي صحيح البخاري: يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وإنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"، وفي الحديث الصحيح: "إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ"، فالعامل ليس له مِن عمله إلاَّ ما قَصدَ به وجهُ اللهِ -تعالى-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف: 110]، فقل لمن لا يُخلِص: لا تُتعِب نفسك، فالإخلاصُ هو الأساس.
ولقد بَيَّنَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- في كتابه أنهُ لا نجاةَ للإنسانَ يومَ القيامةِ إلّا إذا قَدِمَ على اللهِ بقلبٍ سليم، فقال -تعالى-: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء: 88، 89]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: "أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، فَمَنْ عَمِلَ لِي عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ".
ولذا فقد كان السلف -رضوان الله عليهم- من أشدِّ الناسِ خوفاً على أعمالهم أن يخالطها رياءٌ، أو يشوبها شائبةُ شركٍ، فكانوا يراقبونَ أنفسهم، ويجاهدونها ويعالجونها؛ لتكونَ أعمالهم وأقوالهم خالصةً لوجه اللهِ -جلَّ وعلا-، يقولُ يحيى بن أبي كثير: "تعلموا النية؛ فإنها أبلغُ من العمل"، وقال سهلُ التستري -رحمه الله تعالى-: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطْلِعَ الخَلْقَ عَلَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ فَهُوَ غَافِلٌ"، وقال عكرمةُ -رحمه الله تعالى-: "إنَّ اللهَ يُعطي العبدَ على نيَّتهِ ما لا يُعْطِيهِ على عَمَلِهِ؛ لأن النِّيّةَ لا رِيَاءَ فِيها"، وقال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "العملُ بغير إخلاصٍ ولا اقتداءٍ كالمسافر يملأُ جِرابهُ رملاً، ينقلهُ ولا ينفعه"، وقال الامامُ المقدسيُّ -رحمه الله تعالى-: "العملُ بغير نيَّةٍ عناء، والنيَّةُ بغير إخلاصٍ رِياء، والإخلاصُ من غيرِ متابعةٍ هَباء، قال الله -تعالى-: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)[الفرقان: 23]"، وقال بعض العلماء: "أقرب الناس للرياء آمنهم منه".
أحبتي الكرام: قد يبدو الإخلاصُ سهلاً ولكنهُ ليس كذلك، فهو يحتاجُ إلى مُجاهدةٍ قبل العمل، ومجاهدةٍ أثناء العمل، ومجاهدةٍ بعد العمل، قال أيوب السختياني -رحمه الله-: "تخليصُ النياتِ على العمال أشدُّ عليهم من جميع الأعمال"، وقال سفيانُ الثوري -رحمه الله-: "ما عالجتُ شيئًا أشدَّ علي من نيتي؛ فإنها تتقلبُ علي"، وقال يوسفُ بن أسباط -رحمه الله-: "تخليصُ النية وفسادِها أشدُّ على العاملين من طولِ الاجتهاد، وما أُتي كثيرٌ من الناس إلا من ضياع نياتهم وضعفِ إخلاصهم"، وأما سيدُ التابعين أويسُ القرني فيقول: "إذا قمت فادع الله أن يصلح لك قلبك ونيتك، فلن تعالج شيئًا أشدَّ عليك منهما".
فرحم الله عبدًا نظرَ فتفكَّر، وتفكَّرَ فاعتبر، واعتبرَ فأبصر، وأبصر فقرر، وقرر فثبتَ وصبر، ومن صبرَ ظفر؛ (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[العنكبوت: 69].
بَارَكَ اللهُ لَي ولكم فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآَيَاتِ وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمد كثيراً، والصلاة والسلام على المبعوث بالحق بشيراً ونذيراً.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وكونوا مع الصادقين، وكونوا من (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الزمر: 18].
معاشر المؤمنين الكرام: من جاهدَ نفسهُ في الله، وحرِصَ على تحقيقِ الإخلاصِ في أقواله وأعمالهِ؛ فسينالُ من الفضائل والكراماتِ ما لا حصرُ له.
بالإخلاص يَحفظُ اللهُ عبدهُ من الشرورِ والآفات، وينجيه من فتن الشهوات والشبهات، تأمل: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)[يوسف: 24].
وبالإخلاص يُحفظُ العبدُ من تسلطِ الأبالسةِ والشياطين، تأمَّل ما يقولهُ -جلَّ وعلا- عن عداوة إبليس: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)[ص: 82، 83].
وبالإخلاص يتضاعفُ الفضلُ، ويتعاظمُ الأجرُ، وتعلو الدرجات، بل إن الإخلاصَ يجعلُ من المباحاتِ طاعات، ومن العاداتِ عبادات، ففي صحيح مُسلم: قال -صلى الله عليه وسلم-: "وفي بضع أحدكم صدقة"، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر"، ومن ثمَّ تكون حياةُ العبد كُلها لله؛ (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الأنعام: 162].
وبالإخلاص تُنالُ الكرامةُ والشفاعةُ يوم القيامة، ففي صحيح البخاري قال -عليه الصلاةُ والسلام-: "أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قَلْبِهِ"، وفي الصحيحين قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله حرَّم على النار مَن قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجهَ الله".
والإخلاصُ إذا سكنَ قلبَ عبدٍ جاءَ معهُ بالصّدق، وإذا جاء الصدقُ جاءت التقوى؛ (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)[الزمر: 33]، وإذا جاءت التقوى جاء الفوزُ العظيم، فاللهُ يحبُّ المتقين، والعاقبةُ للمتقين؛ و (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)[القمر: 54، 55].
والخلاصةُ -يا عباد الله- أن الإخلاصَ لهُ عند اللهِ جزاءٌ خاصٌ، ففي الحديث القدسي الصحيح: "الصومُ لي وأنا أجزي به"؛ لأنَّ الصومَ لا يقومُ إلا على الإخلاص، وفي الصحيحين لما ذكرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- السبعة الذين يُضلهم الله بظله يوم لا ظلَّ إلا ظلهُ، نلاحظ أن ثلاثةَ منهم نالوا هذا الفضلَ العظيم بالإخلاص، فمنهم: "رَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ".
ثم تأمَّل هذا الكلام العجيب للعلامةُ ابن القيم، يقول -رحمه الله-: "جرت عادةُ الله التي لا تتبدل، وسنتهُ التي لا تتحول أن يُلبسَ المخلصَ من المهابة والنَّورِ والمحبةِ في قلوب الخلق، وإقبالِ قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصهِ ونيته، ومعاملتهِ لربه، ويُلبسَ المرائي ثوبَ الزورِ من المقتِ والمهانة والبغضِ ما هو لائقُ به".
أيها المؤمنون الكرام: جاء في صحيح مسلم: قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى أَجْسَامِكُمْ ولا إلى صُوَرِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ"، فلنتق الله -تعالى- ولنعالج قلوبنا، فهي بأشدَّ الحاجة إلى المعالجة، ولنجاهدها في سبيل الله فهي بأمس الحاجة إلى المجاهدة.
نعم -أحبابي الكرام- نحتاج بشدةٍ لأن نراجعَ نياتنا، فنصلحَ ما تهتَّك منها بسبب الغفلةِ والشهوة، وأن نعالجَ ما أنخرمَ من إخلاصِنا بسبب أهواءِ النفوسِ وحظوظها.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف: 110].
ويا ابن آدم: عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.
التعليقات