عناصر الخطبة
1/وجوب حفظ أوامر الله -تعالى- واجتناب نواهيه 2/المقصود بحفظ أوامر الله وفضل ذلك 3/بعض الأمور التي أمر الله بحفظها وبعض الأمور التي أمر باجتنابها 4/ثواب من عظم حدود الله ورعى حقوقهاهداف الخطبة
اقتباس
عليكم بحفظ أوامر الله -تعالى-، واجتناب نواهيه، وحفظ حدوده، يحفظكم في الدنيا والآخرة. وحفظ ذلك، هو: الوقوف عند أوامر الله -تعالى-، بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده، فلا تتجاوزوا ما أمركم الله به وأذن لكم فيه إلى ما نهى عنه. فمن فعل ذلك فهو من...
الخطبة الأولى:
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا، وكما ينبغي لكرم وجهه، وعز جلاله، أحمده تعالى وأشكره على نعمه الظاهرة والباطنة.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحاه لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك، نبينا محمد وآله وصحابته أجمعين والتابعين.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-، وعليكم بحفظ أوامر الله -تعالى-، واجتناب نواهيه، وحفظ حدوده، يحفظكم في الدنيا والآخرة.
وحفظ ذلك، هو: الوقوف عند أوامر الله -تعالى-، بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده فلا تتجاوزوا ما أمركم الله به وأذن لكم فيه إلى ما نهى عنه.
فمن فعل ذلك فهو من الحفظين لحدود الله، الذين مدحهم الله في كتابه الكريم حيث يقول: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ)[ق:32- 33].
ومن أعظم ما يجب حفظه -عباد الله-: من أوامره: الصلاة، فقد أمر الله بالمحافظة عليها بقوله: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى)[البقرة:238].
وقال: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)[المعارج:34].
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "من حافظ عليها؛ كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة".
وكذلك: الطهارة، فإنها مفتاح الصلاة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن".
ومما يؤمر بحفظه: الأيمان: (وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ)[المائدة:89].
فإن الأيمان يقع الناس فيها كثيرا، ويهملها كثير منهم.
ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله -تعالى-: اللسان والفرج، قال عليه الصلاة والسلام: "من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه؛ دخل الجنة"[رواه الحاكم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-].
ولا شك -أيها المسلمون-: أن من عظم حدود الله، ورعى حقوقه، فإن الله يحفظه في الدنيا والآخرة؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فكما يدين المرء يدان، قال تعالى: (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)[البقرة : 40].
وقال: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)[البقرة:152].
وقال: (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ)[محمد:7].
فتونوا إلى الله -أيها المسلمون-: وامتثلوا أمره، ولا تعصوه، ولا تتعدوا حدود الله: (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[البقرة:229].
أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
التعليقات