عناصر الخطبة
1/ أهمية الأمانة وفضله 2/ الأمانة صفة عزيزة وصعبة 3/ أهل الدين هم أهل الأمانة، وما المراد بأهل الدين؟ 4/ نماذج رائعة في حفظ الأمانة والعفة أمور 5/ الحياة لا تستقيم إلا بالعدل والقسط 6/ العدل مرتبط بالإيمان والعلم 7/ أقسام العدلاهداف الخطبة
اقتباس
وما لم يكن المسلم ذا حس إيماني قوي، وضمير حي فلن تصمد أمانته؛ فالمال وإغراءه يحرف الأمانة، والمنصب واستغلاله يحرف الأمانة، والعصبية تحرف الأمانة، والغل والحسد يحرفها، والتشفي أو ما يسمى بتصفية الحسابات تحرف الأمانة؛ فالأمانة ..
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إن الله -تعالى- عندما يضع لنا قواعد الصفات المثلى التي تحقق الخير والسعادة والفلاح في الدنيا، فإن الواجب علينا: أن نؤمن بها، ونجعلها حقيقة لا مجال فيها للريب؛ لأنها بيان رباني، هذا أولا، والواجب علينا بعد الإيمان بها: أن نحترم هذا البيان الرباني، بأن نجعله محل التطبيق؛ لأننا إذا تركنا هذا البيان، واستهنا به، وأهملناه قصدا؛ كان في ذلك إهانة للقرآن، من هذه الصفات صفتا: الأمانة والعدل.
أما الأمانة، فقد قال -تعالى في معرض سرده لشروط فلاح المؤمنين-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) [المعارج:32].
وأمر بأداء الأمانة في قوله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) [النساء:58].
والأمانة على حقيقتها صفة عزيزة في زمانها، ومن يملكها حين أمن الفتنة قد يفقدها حين اشتدادها؛ فأمانة كل إنسان تتعرض للامتحان والابتلاء في عدة مواطن خلال حياته.
وما لم يكن المسلم ذا حس إيماني قوي، وضمير حي فلن تصمد أمانته؛ فالمال وإغراءه يحرف الأمانة، والمنصب واستغلاله يحرف الأمانة، والعصبية تحرف الأمانة، والغل والحسد يحرفها، والتشفي أو ما يسمى بتصفية الحسابات تحرف الأمانة؛ فالأمانة عزيزة جدا.
ولذلك قال بن مسعود -رضي الله عنه-: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة".
فالإنسان المؤمن -حقا- ما أن يمَكّنه الله تمام التمكن من الاستفراد -فيما عظمت قيمته في عينه، أو في نفسه، أو عند الناس؛ سواء كان سلطة، أو جاها، أو مالا، إلا بدأ صراعه مع نفسه- يخشى أن يستغله في الحرام، أو يظلم، أو يبخس، فإذا حفظه وراقب الله فيه، وصبر على التجرد تجاهه -دون أي استغلال، أو تعد، أو بغي- كان هو المؤمن حقا.
ولهذا فإنه عند إرادته استلام منصب كبير، أو ثروة، أو أية مصلحة، يجب أن يبحث الحصيف عن الأمين المؤتمن بحثا متأنيا، حتى يقع على من يرجو أمانته، وإلا كان هو ذاته مفرطا في الأمانة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإن المؤتمن إذا لم يكن في نفسه مزاحمة على شيء مما أؤتمن عليه -هو يرغب فيه أصلا- كان أحق بالأمانة ممن يخاف مزاحمة، ولهذا يؤتمن على النساء الصبيان" الصبيان الصغار ليس في قلوبهم ميل للنساء.
ولذلك وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- الإمارة لمن يسعى إليها دون خوف من عواقبها؛ بأنها أمانة، وأنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها.
والأمم التي لا تراقب الأمانة في سلوك المسئولين وتصرفاتهم، وتنكر عليهم، وتمنعهم؛ أمم ضائعة، هالكة على الأمد البعيد؛ لأن الخيانة لا تورث إلا ضياع الحقوق، والبخس، واستئثار بيّنٍ للنفس ومن حولها من الأهل والأصحاب دون الناس.
بل إن ضياع الأمانة مؤشر على خراب الزمان كله، وقرب الساعة؛ عن أبي هريرة قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي، فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه -صلى الله عليه وسلم- قال: "أين أراه السائل عن الساعة؟" قال: ها أنا يا رسول الله، قال: "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة"، قال: كيف إضاعتها؟ قال: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".
هذا الحديث يدل على أن هناك ارتباطا قويا بين اختيار الأمين بتولي المسئوليات في المجتمع -سواء كان الأمر إمارة، أو ولاية، أو منصبا كبيرا- وبين أسباب ازدهار المجتمع، وحلول البركة فيه، والعكس صحيح هي سنة إلهية جارية يخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ومن أمثلة هذا: ما ذكره الحافظ بن كثير في "البداية والنهاية" من موجز لسيرة الظاهر بن الناصر الخليفة العباسي في الربع الأول من القرن السابع، تولى الحكم بعد أبيه الخليفة الناصر لدين الله، وكانت مدة حكمه إلى أن مات تسعة أشهر فقط، ومع ذلك فقد بارك الله في زمان حكمه لأمانته.
تولى وهو ابن 52 عاما، فأسقط المكوس التي أحدثها أبوه، ورد مظالم كثيرة، كانت هناك صنجتان -أي ميزانان- يزن بهما صنجة البلد، وصنجة مخزن الدولة، وهي تزيد عن صنجة البلد التي يكتال بها الناس نصف دينار في كل مائة، فكان الولاة إذا قبضوا سلع الناس وزنوا بصنجة المخزن، وإذا أقبضوا الناس دفعوا بصنجة البلد، فكتب الخليفة الظاهر إلى الديوان -أي إلى عامل المالية-: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [المطففين:1-6].
فحاولوا أن يقنعوه بالأرباح، فأبى وأنكر عليهم، ثم أقام على جرد أموال الدولة رجلا صالحا، ووفى ديون المسجونين بسبب الديون، ولا يجدون لها وفاء، وأعطى أموالا جزيلة لأهل الفضل من العلماء العاملين في الدعوة والتعليم، ولما لامه بعض الناس على تصرفاته، قال لهم: "إنما فتحت الدكان بعد العصر" يعني وليت في سن متأخرة، فبعد العصر يأتي الغروب، وتغيب الشمس.
يقول: "إنما فتحت الدكان بعد العصر، فذروني أعمل صالحا، وأفعل الخير، فكم مقدار ما بقيت أعيش".
يقول ابن كثير: "ورخصت الأسعار في أيامه، وقد كانت قبل ذلك في غاية الغلاء".
حتى إنه فيما حكى ابن الأثير:"أكلت الكلاب والقطط في بلاد الجزيرة والموصل، فزال ذلك، والحمد لله".
فالواجب على من بيده أي أمر -إن كان مؤمنا حقا، وأمينا حقا- أن يهتم بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا، ولا يرمي به عرض الحائط.
ولهذا قال ابن بطال في شرحه للحديث: "معنى: "أسند إلى غير أهله" أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده، وفرض عليهم النصيحة لهم، فينبغي لهم تولية أهل الدين، فإذا قلدوا غير أهل الدين، فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله -تعالى- إياها".
والدين المقصود ليس الالتزام الظاهر فقط، بل الباطن أيضا، وإنما الظاهر هو مدار الحكم بين البشر.
أقول هذا؛ لأن الأمور قد اختلطت في هذا الزمان، وأساء لسمعة وأمانة أهل الدين عدد ممن يحسبون عليهم، والناس -غالبا- ما يعممون الخطأ، ويعاملون البريء بما اقترفه المخطئ.
فالقضية ليست قضية لحية وثوب وسواك؛ مع أنها من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل مما أمر به على سبيل الوجوب، ما عدا السواك، لكن القضية أبعد وأوسع وأعمق من ذلك، ولهذا كان الصحابة؛ كعمر الفاروق -رضي الله عنه- يحرصون على سؤال أهل الخبرة والعدالة والثقة عمن ينوون تقليده ولاية ما، حتى لو كانوا يعرفونه بالفضل، لكن من حرصهم على التأكد، هذا في زمانهم فكيف بزماننا؟!
في القرن الثالث أثناء الخلافة العباسية عين الأمير إسماعيل بن أحمد الثماني قاضيا عفيفا، القضاء في ذلك الزمان ليس كالقضاء اليوم، لا، القاضي في زمانهم له سلطة عظيمة على جميع أركان الدولة، فكلفه الأمير يوما ما أن يقبل رجلا لم يكن عنده أي عند القاضي عدلا، فامتنع القاضي على الأمير.
يعني تصوروا امتنع على من ولاه المنصب، فقال له الأمير: ما أثقلك بين القضاة؟ فقال: اعزلني إن كنت ثقيلا، فقال: قد عزلتك، فما كان من القاضي إلا أن تناول قلنصوة القضاء من على رأسه في تلك اللحظة، فجعلها في كمه، وخرج من دار القضاء بكل هدوء ورضى.
لم يحزن على ذلك المنصب، فندم إسماعيل على ذلك فرده، وسأله أن يعود فأبى عليه.
ولما طلب شريح بن الحارث الاعفاء من قضاء العراق، قال له الوالي: والله لا أعفيتك، أو تدلني، تأملوا في الصفات التي يريدها، أو تدلني على: من إذا غضب على الخصوم رجح به حلمه على الهدوء، ومن إذا دعاه كثرة المال لم يلهبه إليه سوء الحال.
فقال: أدلك على شريف عفيف، يمنعه شرفه من التسلط عليه، وتحجبه عفته عن التملق، قال: من هو؟ قال: ابن أبي موسى الأشعري، فأحضره وولاه.
فالأمانة قرينة الدين؛ لأن المسلم الأمين هو الذي يراقب الله في الخفاء ويخشاه، ولهذا كان من علامات ضياع الأمانة توسيد الأمور إلى أهل الأهواء، وضعيفي الإيمان، قساة القلوب؛ فكم استغل مسئول منصبه، فنهب من الأموال ما نهب؛ رشوة، أو احتكار، أو غيرها من الطرق الملتوية؟!
وكم بطش مسئول ولي منصبا عاليا في وزارة، أو قطاع شبه خاص؟ مسئول من هذا النوع الذي لا يخاف الله ولا يراقبه؟ كم بطش بمن كانوا محسوبين على من كان قبله في المنصب من الموظفين، بلا ذنب إلا أنهم كما يسمونه مخلفات الإدارة السابقة؟!
ربما تعصب، فأتى بأبناء قبيلته، وعينهم مكانهم، أو تعصب، فجاء بإدارته السابقة بمن هم أقل خبرة وحنكة، فولاهم مكان هؤلاء.
ومع ضعف الهيئات الرقابية، إلا إن وجدت أصلا، يستفحل الظلم، ويتلاعب هؤلاء بالناس، والمصالح كيفما شاؤوا.
خلا لكِ الجو فبيضي واصفري *** ونقري ما شئت أن تنقري
قد رفع الفخ فماذا تحذري *** ورجع الصائد عنك فبشري
الأمانة عزيزة -أيها الإخوة-، والعنجهية والكبر الذي يتصف به بعض الناس يمنعهم من التعامل مع المرؤوسين، أو المراجعين بأمانة، وحق وعدل.
وهذا يقود إلى الصفة الثانية من الصفات المثلى، وهي صفة: "العدل"، يقول تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) [النحل:90].
ويقول تعالى: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [النحل:76].
يقول ابن القيم: "ضرب ذلك مثلا لنفسه، فإنه -سبحانه- عالما عادلا قادرا، يأمر بالعدل وهو قائم بالقسط على صراط مستقيم"؛ كما قال تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران:18].
إن أمور الحياة كلها لا تستقيم إلا بالعدل والقسط، ولهذا حرم الله الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرما.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كلامه عن العدل: "ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة".
المسلمة في ظاهرها في الجملة، وإلا فالإسلام دين العدل.
قال: "والدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام، والعدل أساس الملك فلا يدوم ملك إذا تفشى الظلم".
ولذلك لم يصمد حكم أكابر قريش الظالم أمام عدل الإسلام، ولا الحكم الظالم لفرعون، ولا حكم كسرى الظالم ولا قيصر أمام عدل الإسلام، ولم يدم حكم فرعون أمام عدل الإسلام؛ فالله قد يملي للدولة الظالمة ويمهلها ردحا من الزمان لكن عاقبتها في النهاية وخيمة، قال تعالى: (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) [الحج:48].
فمصير البشر أفراداً وجماعات مرتبط بالعدل.
أسأل الله -تعالى- أن يجعلنا من المقسطين العادلين.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الله محمد سيد المتقين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن سار على نهجه، واستن بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فالعدل يستدعي أمرين: إيمان وعلم؛ أما الإيمان فهو الحافز الأساس، والمحرك الأول؛ للتقرب إلى الله بالعدل، وأما العلم، فهو الذي به يقاس العدل ويعرف؛ يقول ابن القيم: "ويجب أن يكون عالما حتى يمكنه التمييز بين العدل وبين الجور".
فإقامة الحدود مهما كانت شدتها، ومهما انتقدها الغرب، وأجيالهم بيننا فإنها عدلا ورحمة، وأحكام الولي والسفر للمرأة من صميم العدل، فأحكام الشريعة كلها عدل، فالعدل لا يتحقق إلا إذا وافق الكتاب والسنة، وإلا كان ظلما؛ ولهذا قال تعالى: (وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) [البقرة:220] المفسد لكم ومن المصلح لكم.
والعدل يكون في القول والحكم والفعل، قال تعالى في العدل في القول: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) [الأنعام:152].
وقال في العدل بالحكم: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ) [النساء:58].
وقال في العدل في الفعل: (وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ) [الأنعام:152].
فأسأل الله -تعالى- أن يحيي الأمانة والعدل بيننا، وأن يهبنا من خشيته ما يحول بيننا وبين معاصيه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين...
التعليقات