عناصر الخطبة
1/أقوال العلماء في تحديد اسم الله الأعظم 2/أقرب الأقوال في بيان اسم الله الأعظم 3/التعبد والدعاء باسم الله الأعظم.اقتباس
ولعل أقرب تلك الأقوال بأن اسم الله الأعظم هو "الله"؛ فهو الاسم الجامع للأسماء الله -تعالى- الذي يدل على جميع أسمائه وصفاته -تعالى-، وهو الاسم الذي لم يُطْلَق على أحد غير الله -تعالى-، وعلى هذا أكثر أهل العلم......
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا مباركًا فيه؛ يفعل ما يشاء، ويخلق ما يريد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وبعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 71-72].
نتحدث اليوم عن اسم الله الأعظم الذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ به أجاب؛ حيث اختلف العلماء -رحمهم الله تعالى- في اسم الله الأعظم على أقوال:
القول الأول: اعتقدوا أن أسماء الله الحسنى جميعها عظيمة، وليس هناك تفاضل بينها، بل كلها متساوية.
القول الثاني: أن الله -عز وجل- قد استأثر بعلم تحديد اسمه الأعظم، وأنه لم يُطْلِع عليه أحدًا من خلقه.
القول الثالث: قالوا: إن اسم الله الأعظم موجود ضمن أسماء الله الحسنى التي هي تسعة وتسعين اسمًا، ولكن اختلفوا في تحديد الاسم على أربعة عشر قولاً، وقد ذكر الخلاف بينهم ابن حجر -رحمه الله- في كتابه فتح الباري، وأولها لفظ الجلالة: "الله والرحمن الرحيم والحي القيوم والحنان المنان وبديع السموات والأرض وذو الجلال والإكرام، والأحد والصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ودعوة ذي النون (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)[الأنبياء:87]، إلى آخر ما قال العلماء في تحديد اسم الله الأعظم.
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: "اختلف العلماء في تحديد اسم الله الأعظم على أربعة عشر قولاً، وذكر أن بعضها مجرد رأي لا يُلتفت إليه".
ولعل أقرب تلك الأقوال بأن اسم الله الأعظم هو "الله"؛ فهو الاسم الجامع للأسماء الله -تعالى- الذي يدل على جميع أسمائه وصفاته -تعالى-، وهو الاسم الذي لم يُطْلَق على أحد غير الله -تعالى-، وعلى هذا أكثر أهل العلم، قال ابن القيم -رحمه الله-: "اسم الله دلَّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى بالدلال الثلاث، وهي المطابقة والتضمن واللزوم".
قال الشيخ عمر الأشقر-رحمه الله-: "والذي يظهر من المقارنة بين النصوص التي ورد فيها اسم الله الأعظم أنه هو "الله"؛ فهذا الاسم هو الاسم الوحيد الذي يوجد في جميع النصوص التي ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن أن اسم الله الأعظم؛ حيث ورد فيها ما يُرجّح أن لفظ الجلالة "الله" هو الاسم الأعظم؛ لأنه تكرَّر في القرآن الكريم (697) مَرَّة.
ويأتي في الدرجة الثانية من القوة أن اسم الله الأعظم هو "الحي القيوم"، وهو قول طائفة من العلماء، ورجَّحه الشيخ محمد العثيمين -رحمه الله-؛ لذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُعلّمه فاطمة؛ كما ورد في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ؟ أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ، وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ"(حسنه الألباني)، وعن أنس -رضي الله عنه- قال: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ"(حسنه الألباني).
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: " كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل به همٌ أو غم قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث".
وقيل أيضًا: إن اسم الله الأعظم "ذو الجلال والإكرام" كما ورد في الحديث أن رجلاً قال: " اللهم إني أسألُكَ بأنَّ لك الحمدُ لا إلهَ إلا أنتَ، وحدَكَ لا شريك لكَ، المنّانُ، يا بديعَ السماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيومُ، إني أسألك الجنةَ، وأعوذ بك من النارِ فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لأصحابِه: تدرون بِمَ دعا؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: والذي نفسي بيدِه لقد دعا اللهَ باسمِه العظيمِ (وفي روايةٍ: الأعظمِ) الذي إذا دُعِيَ به أجابَ، وإذا سُئِلَ به أَعْطى"(رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني).
وفي الحديث "لفظ يا ذي الجلال والإكرام".
وأيضاً قيل: إن اسم الأعظم هو الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد, حيث سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يدعو ويقول: اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُك بأنِّي أشهَدُ أنَّك أنتَ اللهُ الذي لا إلهَ إلّا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكُنْ له كُفُوًا أحَدٌ، فقال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "والَّذي نَفْسي بيَدِه -أو قال: والَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه- لقد سَأَلَ اللهَ باسْمِه الأعظَمِ الذي إذا سُئِلَ به أعْطى، وإذا دُعِيَ به أجابَ"(رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه).
فعلينا أن نعمل بهذه الأحاديث؛ لعل الله يستجيب لنا دعاءنا.
اللهم يا الله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام نسألك أن تغفر ذنوبنا وتصلح شأننا كله وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات.
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه وسلم.
على المسلم أن يدعو الله بأسمائه الحسنى جميعها، وبما يناسب دعاءه فيقول: يا غفور اغفر لي، يا رحيم ارحمني، يا رزاق ارزقني، ويركز في دعائه على أسماء الله -عز وجل- العظمى التي وردت في الأحاديث.
لأن الدعاء باسم الله الأعظم أقرب للإجابة؛ مثل قول: يا الله، وقول يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، وقول: يا الله يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أو تسأل الله باسمه الأعظم؛ فهو –سبحانه- يعلم اسمه الأعظم.
فنسأله باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سئل به أعطى أن يغفر ذنوبنا ويرحمنا ويؤتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، ويقينا عذاب النار.
وصلوا وسلموا -يا مسلمون- على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة…
التعليقات