عناصر الخطبة
1/الإسلام هو الدين الصحيح 2/النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم النبيين 3/أخطاء ضخمة في الدعوة إلى وحدة الأديان السماوية 4/مخاطر الدعوة إلى الإبراهيمية الجديدة 5/خطورة التبديل والتحريف والتلبيس في المفاهيم الشرعية.

اقتباس

هناك مَن يُلَبِّسون على أهل الإسلام، ويَلْبِسون الحق بالباطل؛ فيزعمون أن اسم "الإسلام" بعد البعثة المحمدية يشمل كلَّ من آمن بالله ولم يشرك به، ولو لم يؤمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، ويتردد هذا كثيرًا في سياق الحديث عن وحدة الأديان السماوية وتوحيدها والتقارب بينها...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدًا. والصلاة والسلام على من بعثه الله للناس كافة بشيرًا ونذيرا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102].

 

أما بعد: فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.

 

أيها المسلمون: لقد قرّر القرآن الكريم حقيقة مطلقة، لا شك فيها ولا لبس، بأنه لا دين حقًّا عند الله إلا الإسلام؛ الإسلام الذي أُرسل به محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ نعم، هكذا قرّر الله، وأصّل في كتابه الكريم، فقال -جل جلاله-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)[آل عمران: 19]؛ هكذا، بهذا الحصر المؤكَّد: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ).

 

وقد يقول قائل: أليس اسم الإسلام يُطْلَق على الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. وهذا الإسلام هو حقيقة دعوة الأنبياء كلهم؟ نقول: بلى، وربي.. هو كذلك. إلا أن هذا الاسم "اسم الإسلام" اختص بعد ذلك بالدين الخاتِم، الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-، مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه.

 

فلا يتسمَّى الآن بالمسلم إلا مَن شهد أن لا إلهَ إلا الله، وأن محمدًا رسولُ الله، فأما من لم يشهد لمحمد بالرسالة ولم يعمل بمقتضاها، من أيّ دين كان؛ فلا يَصْدُق عليه اسم الإسلام. وهذا أمر قرّره الله -جل جلاله- في أكثر من موضع من كتابه، وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

 

وفي الأيام الأخيرة من الرسالة النبوية أنزل الله آية عظيمة تؤكد أن الدين الذي جاء به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الإسلام الذي لا يَرْضَى سواه، قال الله -سبحانه وتعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3].

 

إنه الإسلام -فحسب- الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ"(متفق عليه).

 

وأخرج البخاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا؛ فَذَلِكَ الـمُسْلِمُ، الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ".

 

وهذا هو حقيقة كون النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتمَ النبيين، وأن رسالتَه خاتمةُ الرسالات، وأن دعوتَه للناس كافة، كما قال -سبحانه-: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)[الأعراف: 158]، وقال: (تَبَارَكَ الَّذِي نزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)[الفرقان: 1]، وقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ)[سبأ: 28].

وإلا فما معنى أن يكون محمد خاتمَ النبيين، ورسولاً إلى الخلق أجمعين؟!

 

ومع تقرُّر هذا الأصل العظيم في كتاب الله -جل جلاله- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أن هناك مَن يُلَبِّسون على أهل الإسلام، ويَلْبِسون الحق بالباطل؛ فيزعمون أن اسم "الإسلام" بعد البعثة المحمدية يشمل كلَّ من آمن بالله ولم يشرك به، ولو لم يؤمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم-.

 

ويتردد هذا كثيرًا في سياق الحديث عن وحدة الأديان السماوية وتوحيدها والتقارب بينها. ويقول هؤلاء المُلْبِسون: إنَّ الحصر في قوله: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) يتناول جميع الملل التي جاء بها الأنبياء، وليس المقصود به دين محمد فحسب.

 

وهذا قول باطل، يرده سياق الآيات؛ فقد قابلت بين الإسلام الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- وبين أهل الكتاب، وبيّنت أنهم أُمِرُوا بالإسلام كغيرهم من المشركين، قال الله -سبحانه-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)[آل عمران: 19-20].

 

وأثبت الله الإسلام للنبيّ ومَن اتبعه من المؤمنين، ونفاه عن أهل الكتاب الذين أعرضوا عن دعوته، فقال -سبحانه-: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 64].

 

وقال -سبحانه- في سياق الحديث عن أهل الكتاب: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ * قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران: 83-85].

 

فلا طريق إلى الله -جل جلاله-، ولا طريق إلى جنته، إلا بالإسلام الذي بعث الله به محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وما سوى ذلك هو الخسران المبين؛ أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ"؛ نعوذ بالله من النيران.

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وبسنة سيد المرسلين. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. ونصلّي ونُسلّم على من أرسله الله رحمة للعالمين، وحُجَّة على الخلق أجمعين.

 

أيها المسلمون: ألا وإنَّ أوثقَ العُرَى كلمةُ التقوى، وخيرَ الملل ملةُ الإسلام، ملةُ أبينا إبراهيمَ -عليه السلام-، الذي أُمِرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- باتّباعها: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[النحل: 120- 123].

 

ولقد كانت الهداية إلى هذه الملةِ نعمة عُظْمَى على النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه، كما قال الله -جل جلاله-: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 161- 163].

 

ألا وإن من التلبيس القديم الحديث نسبة الأديان الثلاثة "الإسلام واليهودية والنصرانية" إلى إبراهيم عليه السلام، فيقال: الأديان الإبراهيمية. وهذه دعوى قديمة من اليهود والنصارى، ومن مكرهم وتلبيسهم، وقد ردّ القرآن الكريم عليهم، فقال: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)[آل عمران: 65- 68].

 

وكيف يكون اليهود والنصارى على ملة إبراهيم عليه السلام، وقد قال الله عنهم: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)[البقرة:130]، قال المفسرون من السلف أبو العالية وقتادة بن دِعامة والربيع بن أنس: "رغبت اليهود والنصارى عن ملّته، وابتدعوا اليهودية والنصرانية، وليست من الله، وتركوا ملة إبراهيم؛ الإسلام، التي بعث الله بها نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم-".

 

ثم قال -سبحانه- بعد ذلك: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[البقرة: 135]، وقال الله -سبحانه- آمرًا رسوله أن يقول لليهود: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[آل عمران: 95].

 

فاحذروا -أيها المسلمون- مما يكيد به أعداء الدين من التبديل والتحريف والتلبيس في المفاهيم الشرعية، وما أكثرَه في هذا الزمان! وخصوصًا مع هذا الفضاء التقني الواسع، الذي يُلقِي فيه كثير من الناشئة السمعَ لكل مَنْ هبَّ ودبَّ، من غير وعي ولا بصيرة.

 

ألا وإن علينا واجبًا تجاه أنفسنا وأولادنا وأهلينا، بالعلم والتعليم والتوعية والتثقيف، في ضوء ما جاء في كتاب الله وسُنة رسول الله، وما قرره السلف الصالح وأهل الحق؛ حتى نكون على بصيرة.

 

اللهم أرنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطِل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل.

 

عباد الله: صلوا وسلموا على رسول الله؛ فإنه مَن صلَّى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا.. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن آله الطاهرين، وخلفائه الراشدين، وصحابته الغُرّ الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين. اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة، واجعلهم نصرة للإسلام والمسلمين.

 

اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه، يا قوي يا عزيز.

 

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

 

المرفقات
rPV1CXztZhRuQVPmBPpCphcrWjlPQB91ZbxLtTQ7.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life