أعظم نعيم أهل الجنة

الشيخ أ.د عبدالله بن محمد الطيار

2024-09-19 - 1446/03/16
التصنيفات: الحياة الآخرة
عناصر الخطبة
1/جزاء المؤمنين الجنة 2/رؤية الله أعظم نعيم أهل الجنة 3/أعظم الحرمان الحجاب عن الله 4/من الأسباب الموجبة لرؤية الله

اقتباس

إنَّ لَذَّةَ النَّظَرِ إلى وَجْهِ الْخَالِقِ -سُبْحَانَهُ- غَايَةُ المُكَلَّفِينَ، ومُنْتَهَى آَمَال الْعَابِدِينَ، تُدْرَكُ بِتَوْحِيدِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-، والإحسانِ إلى خلقِهِ، وامتثالِ أمرِهِ، واجتنابِ نَهْيِهِ، والحذرِ منَ المحَرَّمَاتِ، واجْتِنَابِ المُنْكَرَاتِ، والصَّبْر على الطَّاعَات...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ صَلَّى اللهُ عليْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ إلى يَوْمِ الدِّينِ.

 

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-؛ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الحشر: 18].

 

أيُّهَا المؤمنُونَ: خصَّ اللهُ -عزّ وجلَّ- عبادَهُ المؤمنينَ بمزيدِ فضلٍ وإنْعَامٍ، وهدايةٍ وإحسانٍ، فمنَّ عليهِم بالإسلامِ، وخصَّهُمْ بالإيمانِ، واصْطَفَاهُمْ بالإحْسَانِ، وأعدَّ لهمْ جنَّاتٍ تجري من تَحْتِهَا الأنهار؛ جزاءً بمَا كانُوا يعمَلُونَ، قالَ -تعالى-: (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)[يس: 55 - 58].

 

عبادَ اللهِ: وإنَّ أعظَمَ نعيمِ أهلِ الجَنَّةِ وأعْلاهُ، وأَشْرَفَهُ وأَسْنَاهُ، وأَرْفَعَهُ وَأَبْهَاهُ، مَا جاءَ في حديث صُهَيْبٍ الرومي -رضي الله عنهُ- أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ -تعالى-: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ -عَزَّ وَجَلَّ-، وهي الزيادة، ثُمَّ تَلَا قول الله -تعالى-: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)[يونس: 26].

 

أيُّهَا المؤمنُونَ: وعقيدَةُ أهلِ السُّنَّةِ والْجَمَاعَة أنَّ المؤمِنِينَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَيَانًا بِأَبْصَارِهِمْ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، وَيَسْمَعُونَ كَلامَهُ، قالَ -تعالى-: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)[القيامة: 22 - 23]، وعن جريرِ بن عبدِ اللهِ -رضِيَ اللهُ عَنْهُ- قالَ: كُنّا جُلُوسًا عِنْدَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- إذْ نَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، قالَ: "إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضامُونَ في رُؤْيَتِهِ"(أخرجه البخاري)، قَالَ ابنُ قُدامةَ -رحمه الله-: "المُؤمِنونَ يَرَونَ رَبَّهم في الآخِرةِ بأبصارِهم، ويَزورُونَه، ويُكلِّمُهم ويُكلِّمُونَه"(لمعة الاعتقاد).

 

عِبَادَ اللهِ: وَرُؤْيَةُ اللهِ -عزَّ وجلَّ- هِيَ مُنْتَهَى نَعِيم أَهْل الْجَنَّة، بَلْ إِنَّ رُؤْيَةَ اللهِ -عزَّ وجلَّ- تُنْسِي أهْلَ الجنَّةِ نعيمَ الجَنَّة، ويَظْهَرُ أَثَرُ رؤيتهم لرَبِّهِم على وجوهِهِم نضارَةً ونورًا، قالَ -تعالى-: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)[القيامة: 22 - 23] قالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: "نَظَرَتْ إِلَى رَبِّهَا فَنَضَرَتَ بِنُورِهِ"(الدر المنثور للسيوطي).

 

أيُّهَا المؤمنونَ: ورؤيَةُ اللهِ -عزَّ وجلَّ- هي الفضلُ الأعظمُ، والرِّضْوَانُ الأكبرُ الذي يختصُّ بِهِ أهْلُ الجَنَّةِ، قالَ -تعالى-: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التوبة: 72]، قالَ السَّعْديُّ في تفسيرِهِ: (وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ) يُحِلُّهُ على أَهْلِ الجَنَّةِ أَكْبَرُ مِمَّا هم فيه مِنَ النَّعيمِ، فإنَّ نَعيمَهم لَم يَطِبْ إلَّا برُؤيةِ رَبِّهم ورِضوانِه عليهم؛ ولِأنَّه الغايةُ الَّتي أَمَّها العابدُونَ، والنِّهايةُ الَّتي سَعى نَحوَها المُحِبُّونَ، فرِضَا رَبِّ الأرضِ والسَّمواتِ أكبَرُ مِن نَعيمِ الجَنَّاتِ"(تفسير السعدي).

 

أيها المؤمنونَ: وإذا كانتْ رؤيةُ اللهِ -عزَّ وجلَّ- أَجَلُّ نِعْمَة، وأَسْمَى غَايَة، فَإِنَّ المحْجُوبينَ عن رؤيةِ رَبِّهِم هم المُبْعَدُونَ الْخَاسِرُونَ، قالَ -تعالى-: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)[المطففين: 15]، فأعظمُ الحِرْمَان أنْ يُحْرَمَ الإنسان رؤيَة الرَّحْمَن، قالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: "عَذَابُ الْحِجَابِ عن اللهِ، أَعْظَم مِن الْتِهَاب النَّارِ في أَجْسَامِهِمْ"(مدارج السالكين).

 

عِبَادَ اللهِ: وإذَا عَلِمَ المسلمُ أنَّهُ يَرَى ربَّهُ يومَ الْقِيَامَةِ، اشْتَاقَتْ نَفْسُهُ لِلِقَاءِ مَوْلاه، وبَذْل الْجُهد والوُسْع في بلوغِ مُبْتَغَاهُ ونَيْلِ رِضَاهُ، قالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: "لَو عِلمَ الزَّاهِدونَ العابِدُونَ أنَّهم لا يَرَونَ رَبَّهم في المَعادِ لزَهِقَت أنفُسُهم في الدُّنيا".

 

ومنَ الأسبابِ الَّتِي تُوجِبُ للعَبْدِ رُؤْيَة خَالِقِهِ -عزَّ وجلَّ- في الْجَنَّةِ مَا يَلِي:

أوَّلًا: مُرَاقَبَةُ اللهِ -عزَّ وجلَّ- في السِّرِّ والْعَلَنِ، والْجَهْرِ والْخَفَاءِ، وهُوَ مَقَامُ الإِحْسَانِ الَّذِي وَصَفَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بِقَوْلِهِ: "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ"، فَإِنَّ المحْسِنُونَ مَوْعُودُونَ بِرُؤْيِةِ رَبِّهِمْ -عزَّ وجلَّ-، وهذا مَوْعُودُ اللهِ لَهُمْ بِقَوْلِهِ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)[يونس: 26]، فَالْحُسْنَى الْجَنَّة، والزِّيَادَة النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللهِ -جَلَّ وَعَلا-.

 

ثَانيًا: والمحافظةُ على صلاةِ الْفَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ رُؤْيَةِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)[ق: 34، 35].

 

بَارَكَ اللهُ لي ولكم فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنَي وَإِيَّاكُم بِهَدْيِ خَيْرِ الثَّقَلَيْنِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وتوبوا إليه؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وأَشْهَدُ أن لا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إلى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

 

أمَّا بـــعــدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، واعْلَمُوا أنَّ مِنْ أَسْبَابِ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ الْكَرِيمِ -سُبْحَانَهُ- في الْجَنَّةِ مَا يَلِي:

ثَالِثًا: المبَادَرَةُ إلى صَلاةِ الْجُمُعَةِ، فَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بن مسعودٍ -رضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قالَ: "سارِعوا إلى الْجُمُعَةِ؛ فإنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- يَبْرُزُ لأهلِ الجنَّةِ في كُلِّ يومِ جُمُعَةِ في كثِيبٍ من كافورٍ أبيضَ، فيكونونَ في الدُّنُوِ منهُ على مقدارِ مُسارِعَتِهِم في الدُّنيا إلى الْجُمُعَةِ"(صحح إسناده ابن تيمية في المجموع).

 

رابعًا: ودُعَاءُ اللهِ -عزَّ وجلَّ- بِلَذَّةِ النَّظَرِ إلى وَجْهِهِ، سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ حُصُول هذهِ النَّعْمَةِ، وكانَ مِنْ دُعَاء ِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "وأَسألُكَ لَذَّةَ النَّظرِ إلى وجْهِكَ، وأَسألُكَ الشَّوقَ إلى لِقائِكَ، في غيرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتنةٍ مُضِلَّةٍ"(أخرجه النسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع).

 

عبَادَ اللهِ: إنَّ لَذَّةَ النَّظَرِ إلى وَجْهِ الْخَالِقِ -سُبْحَانَهُ- غَايَةُ المُكَلَّفِينَ، ومُنْتَهَى آَمَال الْعَابِدِينَ، تُدْرَكُ بِتَوْحِيدِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-، والإحسانِ إلى خلقِهِ، وامتثالِ أمرِهِ، واجتنابِ نَهْيِهِ، والحذرِ منَ المحَرَّمَاتِ، واجْتِنَابِ المُنْكَرَاتِ، والصَّبْر على الطَّاعَات، ومَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، وَاشْتَاقَ إلى رُؤْيَاهُ، هَانَ عَلَيْهِ كُلُّ تَكْلِيفٍ، وَسَهل عليهِ كُلُّ عَسِيرٍ، قالَ -تعالى-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف: 110].

 

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظرِ إلى وجْهِكَ، ونَسْأَلُكَ الشَّوقَ إلى لِقائِكَ، في غيرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتنةٍ مُضِلَّةٍ.

 

اللَّهُمَّ أَعزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، واهْدَنَا سُبُلَ السَّلامِ، اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِالإِسْلامِ قَائِمِينَ، وَاحْفَظْنَا بِالإِسْلامِ قَاعِدِينَ، وَاحْفَظْنَا بِالإِسْلامِ رَاقِدِينَ، وَلا تُشْمِتْ بِنَا أَعْدَاء وَلا حَاسِدِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 

اللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ سلمان بن عبد العزيز إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ أَعِنْهُ وَسَدِّدْهُ، وَاجْعَل لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا، اللَّهُمَّ وَفِّقْه ووَلِيَّ عَهْدِهِ وِإِخْوَانَهُ وَأَعْوَانَهُ وَوُزَرَاءَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ، اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.

 

اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ وآمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ، واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وأُمَّهَاتِهِم، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وأزواجًنا وجيرانَنَا وَمَشَايِخنَا ومَنْ لهُ حقٌّ علينَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182]، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life