الاستبداد وأثره على المرأة المسلمة-الجزء السادس

محمد الأمين مقراوي الوغليسي - عضو الفريق العلمي

2022-10-06 - 1444/03/10
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

إلى آخره من المقولات التي أنتجها مجتمع العادات الراكدة الفاسدة التي تحاد شرع الله المنير، وتلغي التطبيق العملي للإسلام والمتمثل في سيرة النبي - عليه الصلاة والسلام- وتتناقض معه تناقضا هائلا، حتى صار ذلك من أبرز الأسباب التي أعاقت الأمة عن استئناف مسيرة الريادة والحضارة؛ لأن التربية بالعادات التي تقدس الولي حتى تمنحه الحق في ..

يعتقد الكثير من الناس أن للرعاية والعناية والتربية وقتا محددا، ومن أسباب اعتقادهم بهذا الاعتقاد الخاطئ، أن المسلم الذي يقرأ في كل صلاة قوله تعالى "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" [الفاتحة:6]، لا يعي أن النظريات الغربية التي تعلم منها الفرد المسلم -في المدرسة والجامعة- نظرية تربوية تقول: أن التربية تنتهي في سن 15الخامسة عشرة أو سن 18 الثامنة عشرة، هي نظرية نسبية وغير دقيقة؛ فالقرآن الكريم يوضح للمسلم أنه محتاج إلى الهداية طيلة حياته، وتكون الهداية متناسبة مع كل مرحلة عمرية؛ فالإنسان عندما يصبح أبا يحتاج من والده -مثلا- نصائح تساعده في تمتين بيته، وتساعده على إدخال السعادة على من هم في حياته، ويحتاج إرشادات تزيل عنه حجب الشر التي قد تعيقه عن رؤية الذين يتسببون في خلق مشاكل داخل أسرته؛ وعليه فإن المربي هنا مطالب بالاستمرار في تربية بناته وتكوينهن ومرافقتهن ومصاحبتهن في كل المواضيع الحياتية الكبرى؛ فالحياة مدرسة، لا تنتهي دروسها ولا تتوقف مستجداتها، ولا يستغني الإنسان عن التعلم والتربية حتى آخر يوم في حياته؛ بالتالي فإن الاهتمام باستمرارية الإرشاد والتوجيه في حياة الطفل، وخاصة البنت أمر ضروري.

 

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه المقدمة هو: ما علاقة الاستمرار في التربية والتوجيه بموضوع الاستبداد؟ والجواب على هذا هو: أن الكثير من الاستمرار السلبي في الإشراف على الأولاد وعلى البنات خاصة؛ قد ولّد مشاكل كثيرة جدا في المجتمعات الإسلامية عامة، والعربية على وجه الخصوص؛ فكثيرا ما نسمع الأب أو الوصي يقول: "هم أولادي وأتصرف فيهم كيفما أشاء" وأيضا: "مهما كبروا فهم تحت أمري، وأنا صاحب القرار الأخير"، وأيضا: "هم ملكي ولديَّ الحق في ضربهم حتى؛ لأني والدهم" إلى آخره من المقولات التي أنتجها مجتمع العادات الراكدة الفاسدة التي تحاد شرع الله المنير، وتلغي التطبيق العملي للإسلام والمتمثل في سيرة النبي - عليه الصلاة والسلام- وتتناقض معه تناقضا هائلا، حتى صار ذلك من أبرز الأسباب التي أعاقت الأمة عن استئناف مسيرة الريادة والحضارة؛ لأن التربية بالعادات التي تقدس الولي حتى تمنحه الحق في ظلم من هم تحت يده، أو من ينتسبون إليه قد أدت نتائج عكسية، وثغرات كثيرة في صفوف المجتمعات المسلمة، وولدت آفات خطيرة ومظاهر لا تمت للإسلام بأي صلة.

 

ولهذا كان الحديث عن الاستمرارية في التربية يقصد منه توجيه هذه الاستمرارية، وتحويلها من استمرارية سلبية إلى استمرارية إيجابية، تخرج مخرجات كريمة سليمةـ، وتساهم في خدمة الأسرة والمجتمع والأمة.

 

بين الاستمرارية والاستقلالية والقولبة

 

وعليه نقول: إن الاستمرارية ضرورة حياتية لا يمكن الهروب منها ولا القفز عليها، فنحن البشر نحتاج بعضنا البعض على الدوام وعلى مرور الأعوام والشهور والأيام، لكن ومع الحث عليها مع الأولاد، خاصة مع الإناث، إلا أن كل ذلك لا يجب أن يكون على حساب شخصيتها واستقلالها؛ فماذا تفعل الأمة الإسلامية بامرأة لا شخصية لها؟ وماذا تستفيد الأمة الإسلامية من امرأة لا حضور لها في الحياة، ولا بصمة لها في مسيرة المسلمين نحو استرجاع كرامتهم وسيادتهم وريادتهم؟ وهل ضربنا إلا من أرحام أنجبت أطفالا لم يكونوا إلا عبئا ووبالا على الأمة الإسلامية عبر التاريخ، وجلبوا لها الذل والمهانة؟ وهل نلنا السيادة وريادة الأمم إلا بفضل أمهات -بعد الله تعالى- نقيات قويات حازمات ذكيات؟

 

إن الفرق بين المرأة التي أنجبت علماء وأبطالا وعظماءً ومصلحينَ وفرسان خلد التاريخ مواقفهم وجهودهم، وبطولاتهم وشهامتهم، وبين المرأة التي أنجبت كسالى، أو خونة عملاء.. كان في سلامة الشخصية واستقلاليتها، وسلامتها من الدخن والنفاق وأمراض النفس والعقد، وكل ذلك كان نتيجة تربية ذكية زكية، كانت على هدى ونور، سلكت طريقها بشعار "وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-"، ومن أراد التأكد فليقلب صفحات عظماء المسلمين، وليبحث في سيرتهم وسير أسرهم، وسيجد أنهم كانوا نتاج أسرة سليمة تربويا ونفسيا، فلم يكن أبناء أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- ليكونوا بتلك العظمة والرقي لولا تلك التربية الراقية التي تلقوها على يد أبيهم الصديق -رضي الله عنه-، ومن تأمل مسيرة الإمام مالك -رضي الله عنه- لوجد أن لأمه دورا محوريا مؤثرا في حياته، ومن تأمل التربية التي تلقاها محمد الفاتح لأدرك أن والديه كانا سببا مباشرا في سلامة أخلاقه، وعلو همته، ومن تأمل حياة المنحرفين والمجرمين، فإن أهم ما يجده الباحث هو أن سوء التربية، وسوء علاقة المجرم والعميل والخائن بوالديه، وخاصة والدته كانت سببا في تحوله إلى عنصر مخرب في حياة المجتمع البشري؛ وعليه نصل إلى حقيقة هامة وهي: أن الأسرة السليمة تنتج عادة منتوجا بشريا سليما صالحا صحيحا مصلحا، والعكس صحيح، ولأجل هذا كان التركيز على التربية السليمة بكل مكوناتها أهم ما يجب الدندنة حوله، فلم تعد الحلول الترقيعية تجدي نفعا، ولا تُغير حالا، ولا تبدل مجتمعا؛ فسنة الله ثابتة، ولا يمكن لحيلنا وترقيعنا أن يهرب منها.

 

 

التربية بالقولبة وإفساد الإنسان

 

ما دمنا قد تحدثنا عن تربية الطفل على ركائز سليمة تضمن له استقلالية الشخصية وفق ما يؤهله لرسالة الاستخلاف التي كلفه الله بها، فإن الحديث عن القولبة والتعليب في التربية أمر لصيق بالحديث عن الاستقلالية، ويمكن إجمال الحديث عنها في النقاط التالية:

أولا: يجب الإقرار أن الإسلام يحرص على سلامة المعتقد الموافق للفطرة، والذي لا يناقض الطبيعة البشرية السوية، وثانيا: يؤكد على أداء العبادات أداءً حقيقيا موافقا للخطاب القرآني والتجسيد النبوي الكريم، حتى تثمر هذه الشعائر شخصية راقية في تعاملاتها، سامية في أخلاقها، وكبيرة في أهدافها وحياتها، لكن الإسلام ومع حرصه على تخريج أجيال وفق هذه القواعد، إلا أنه ضد التربية بالقالب، أو لنقل ضد التربية بالقولبة -إن صح التعبير-، وهي أن يحرص المربي على أن يكون أولاده بنفس القالب، بل وأن يكونوا صورة طبق الأصل عن شخصيته، والحقيقة هي أن الشرع الإسلامي لم ينص على ذلك (الحديث هنا لا يشمل فطرة الإسلام والعبادات لأنها توقيفية وواضحة ومحكمة)، فالله تعالى قد خلق البشر مختلفين في طباعهم ومزاجهم واستعداداتهم ورغباتهم وقدراتهم، وأذواقهم، بالتالي فإن أي محاولة لإلغاء هذه الفوارق هي عبث يضاد حكمة الله تعالى في تنوع البشر فيما سبق الإشارة إليه.

 

الإسلام ضد القولبة، ودليل ذلك أيضا أنه يحث على استثمار مميزات كل إنسان؛ فلم يُعرف عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه أراد أن يكون كل الصابة نموذجا موحدا، بل تجد أن مميزات عمر -رضي الله عنه- غير مميزات أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- وأن مميزات خالد بن الوليد تختلف عن مميزات أبي ذر الغفاري -رضي الله عنهما-، وأن مميزات زيد بن ثابت تختلف عن مميزات المغيرة بن شعبة -رضي الله عنهما-، بل كان كل صحابي معروفا بميزة معينة فيه، ولم يسع -صلى الله عليه وسلم- إلى إزالة هذه الميزات، بل حرص النبي -عليه الصلاة والسلام على تشجيعها وتقديرها وتثمينها، فقدرة مصعب بن عمير وسعد بن معاذ -رضي الله عنهم-على أداء دور دبلوماسي وتعليمي، جعلت كل منهما يحظى بشرف تبليغ الإسلام: خارج المجتمع المكي بالنسبة إلى صعب بن عمير -رضي الله عنه- والذي كان أول سفير للمسلمين إلى المدينة النبوية، وخارج المدينة النبوية بالنسبة إلى سعد بن معاذ -رضي الله عنهم-، كما أنه -عليه الصلاة والسلام- رأى في زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قدرة فائقة على تعلم اللغات الأجنبية، فاستثمر في هذه القدرة، وجعلها قوة تخدم الإسلام والمسلمين.

 

إذن وبعد تقرير كل ما سبق، نصل إلى تقرير حقيقة الواقع الذي تعيشه المسلمة؛ فمقارنة مع المسلم الذي يجد حرية مطلقة -عادة- في اختيار ما يريد في حياته، فإن المسلمة تلقى صعوبات كثيرة جدا في اختيار ما تريد، ومما يدخل ضمن دائرة حقوقها التي كفلها الله تعالى -حتى أن البعض صار يخشى الحديث في هذا الأمر بعد سيطرة ثقافة العيب والعادات البالية الهادمة لرحمة الإسلام وعظمته وهذا من غربة الإسلام التي نصت عليها الأحاديث الشريفة- ومن الأمثلة على ذلك مسألة الدراسة؛ فعادة تحرم المسلمة من دراسة المادة التي تريدها، لا لعيب في المادة والتي لا تناقض أصلا من أصول الشريعة، ولا تجعلها مرتكبة لذنب أول كبيرة، ولا عاصية لربها، ولا خارمة لعادات قومها، بل لأن المربي أو الولي يريد أن تدرس ما يرغبه هو، لا ما ترغبه هي، وقد أدت هذه المواقف إلى مشاكل كثيرة في حياة المسلمات، ثم إن هؤلاء قد حرموا الأمة من طاقات كثيرة وهائلة، بحجج واهية جدا. والكلام في هذا المحور طويل، وأمثلته عديدة أيضا، تحتاج إلى مزيد تفصيل وبسط من الناحية الفقهية والمقاصدية ومن خلال باب السياسة الشرعية أيضا؛ لصلة هذا المبحث بهذه النواحي، وليس بالناحية التربوية فقط.

 

وماذا عن مسألة الزواج؟

 

ومن أهم مسائل الرعاية الرحيمة اللطيفة: مساعدتهن في النجاح مستقبلا، في تأسيس بيت كريم، تنعمن فيه ولا تشقين، وفي هذه المسألة يجب الحديث عن أن الإسلام كفل للمرأة الرضى، ويرفض أن تزوج بالقوة والإجبار والغصب، أو أن تزوج لأغراض حقيرة، أو انتقاما منها، وهي الضعيفة المحتاجة دوما إلى سند، إن الولي الرحيم الصادق المؤمن والملتزم بشريعة الإسلام لا يخاطر بتزويج ابنته من أي رجل كان، ولا يغامر بتزويجها من أول خاطب، بل يشاورها ويستشيرها، ويسأل ويبحث، وهذا من الإحسان الذي حث عليه الإسلام، وكم من بيوت خربت وانهارت، وكم من نساء وأطفال تشردهن لأن ولي المرأة حرص على التخلص من ابنته بطريق الزواج، أو لأنه رأى تزويجها ليحصل على منافع؛ فاستبد بولايته، والتي تعني في اللغة والشرع الحامي والنصير، فكيف يكون حاميا ونصيرا من يفتح لابنته باب الشر والهوان؟!

 

تربية الأنثى تحتاج الى الرحمة والإحسان

 

عن  جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن كان له ثلاثُ بناتٍ يُؤدِّبُهنَّ ويرحَمُهنَّ ويكفُلُهنَّ وجَبَت له الجنَّةُ البتةَ، قيل يا رسولَ اللهِ: فإن كانتا اثنتينِ؟ قال: وإن كانتا اثنتين، قال: فرأى بعضُ القوم أن لو قال: واحدةً، لقال: واحدة" (رواه أحمد وصححه الألباني).

 

تحدث الكثير من العلماء والفقهاء وأهل التفسير عن ملحوظة هامة تستحق النظر والتأمل، وهي أن أغلب الأنبياء الذين ذكر أن لهم أولادا قد رزقهم الله بالبنات، واستنتج العلماء من هذا أن البنات تحتجن إلى مربي رحيم؛ فالأنبياء أرحم الناس بالخلق، وأرحمهم بالأولاد، وأشدهم رحمة بالبنات، فقالوا إن العادة والتجربة برهنت صحة هذه الملحوظة، فتجد غالبا وعادة أن الله يرزق الأب الرحيم بنات كثر، أو أكثر من الذكور، وأنه يحرم الأب القاسي من البنات، أو يرزق بواحدة أو أقل عدد إن كان له عدد لا بأس به من الأولاد، وقد تأملنا في أسر كثيرة في زماننا هذا، مُلئت بيوتها بالبناتّ، فكانت هذه الملحوظة واللطيفة التي أشار إليها علماء الإسلام صحيحة، فجلهم يتمتع بالرحمة، تلك الرحمة التي إن أحاطت بالإنسان فجرت فيه ينابيع الخير، فخرجت منه أخلاق زكية، ومعاملات سوية.

 

إن المتأمل في شقاء الكثير من النساء يجد أن أحد أسبابه عيشها في ظل أب قاسٍ، لم تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلا، وقد ثبت أن عمر -رضي الله عنه- قد عزل رجلا ولاه على أمر المسلمين لما افتخر أمامه بعدم تقبيل أولاده، وعدّ عمر -رضي الله عنه- ذلك سببا حاسما في عزله؛ فمن لا يرحم صغاره وأولاده فلن يرحم غيره.

 

ومصيبة بعض المربين من الآباء الظلمة أنه يسلط أولاده الذكور على بناته، حتى لو كان هؤلاء الذكور منحرفين عاطلين فاشلين، وحتى لو كانت بناته تقيات مثقفات وناجحات، وهذا مظهر من مظاهر الاستبداد الذي لا يقره الإسلام أبدا؛ فالإسلام يرفض الظلم بكل أنواعه وألوانه، ولا يبرر للظالم ظلمه، مهما كانت مكانته، وقد جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا"، لهذا فإن أي تبرير يحاول أي ظالم تعليقه على الإسلام أو باسم القوامة والتربية فهو مردود على صاحبه؛ لأنه مناقض للشريعة الإسلامية الكريمة الحنيفية.

 

وليت خطباء المساجد الذين يستقبلون آلاف المصلين والمصليات يفتحون مثل هذه المواضيع بحزم وعزم وصراحة، بدل المهادنة والتسويف في علاج مثل هذه الأمراض الاجتماعية الخطيرة جدا على حاضر ومستقبل أمتنا، وهم أولى أن يتصدوا لهذه المظالم بدل أن تستغل هذه الحالات من طرف من لهم أغراض مشبوهة، وأهداف دنيئة، فالطبيعة لا تأبى الفراغ، والخطيب الفطن من يتصدى لهذه المواضيع التي باتت سببا في تمزق النسيج الاجتماعي للمجتمعات المسلمة، ولو أدى هذه الرسالة لفتح الله تعالى على يديه خيرا عظيما، ونال تأييدا من معظم شرائح المجتمع؛ فالحق إذا ظهر نال به الصادع بركة وقوة وتأثيرا.

 

ولا يكفي أن يكون الوالد رحيما، بل رؤوفا ببناته ومحسنا إليهن، فعن عائشة -رضي الله عنها-ـ قالت: قال رسول الله -صلى الله علي وسلم-ـ: "ليسَ أَحَدٌ من أمتي يعولُ ثلاثَ بنات، أو ثلاثَ أخوات، فيُحْسِنَ إليهنَّ إلا كُنَّ لهُ سِترًا من النارِ" (رواه الطبراني وصححه الألباني).

 

يا سعد من جمعها الله تعالى مع والد كريم رحيم محسن، فتلك جنتها في الدنيا قبل الآخرة، ولنتصور مربيا رحيما، محسنا إلى بناته أو أخواته، ولنتصور كيف ستكون حياتهن معهن، وفي بقية حياتهن، ثم مع أولادهن مستقبلا، لاشك أن ينابيع الحنان والرحمة ستظل تتدفق إلى آخر يوم في حياتهن، أما المرأة التي لم تنل الإحسان من أقرب الناس إليها فإنها توشك أن تموت قهرا  من سوء معاملة مربيها أبا كان أو أخا أو عما أو وصيا، وإن رحل عنها، أو رحلت عنه فإنها تنكسر أكثر كلما تذكرت جفاء والدها، ولربما انتقمت من ماضيها -دون وعي- بتعذيب أولادها من خلال  القسوة عليهم، والإساءة إليهم، ما ينتج في المستقبل منتوجا أسريا مريضا سيكون سببا لشقاء العديد من البشر.

 

إذن الرحمة والإحسان ضمانتان لعيش المرأة -التي هي نصف المجتمع وتلد النصف الآخر وتربيه- في جو سليم، نقي وخالٍ من بواعث الشر، وغيابهما يعني جحيما وعذابا تناله الأنثى الضعيفة، ولا ذنب لها إلا أنها وقعت بين يدي من لم ينر هدي الإسلام قلبه وحياته.

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات