كفاح المصريين ضد الدولة الفاطمية

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: تفسير التاريخ

اقتباس

بعد دخول الفاطميين مصر سنة 358 هـ وإعلانها قيام الخلافة من عاصمتهم الجديدة القاهرة إيذاناً باندلاع موجات كفاح لا تنقطع ضد المحتل الجديد؛ فمصر قد أصبحت عاصمة الخلافة بعد أن كانت ولاية تابعة لأحد العواصم الكبرى "المدينة النبوية، دمشق، بغداد"، أضف لذلك الوعود البراقة التي بذلها الفاطميون للمصريين بالأمن والأمان وأنهار اللبن والعسل التي ستفيض بها بلادهم، وهي...

من دون العصور التاريخية التي مرت ببلاد الشام ومصر يبقى العصر الفاطمي أكثر العصور التي لاقت اهتماماً من المؤرخين والباحثين المهتمين بالشأن السياسي والاجتماعي والحضاري، فطول عهد الدولة الفاطمية -أكثر من قرنين من الزمان- ترك آثاراً لم يمحها التاريخ إلى الحين، وما زالت آثار الفاطميين الحضارية والثقافية والاجتماعية ماثلة أمام الجميع، صامدة في وجه الزمان وتقلباته، حتى اليوم شاهدة على الأثر التاريخي البالغ لهذه الدولة المثيرة للجدل والخلاف.

 

والاختلاف الأيديولوجي الحاصل بين السلطة الفاطمية والشعوب التي خضعت لنفوذها وحكمها لقرنين من الزمان أوجد حالة كفاح مستمرة لم تنقطع طوال العهد الفاطمي الأول (969 م -1035 م)، وهي فترة حكم الخلفاء الفاطميين الأربعة الأوائل: المعز لدين الله، والعزيز بالله، والحاكم بأمر الله، والظاهر لإعزاز دين الله.

 

هذه الحالة الثورية لم تقتصر على بعدها السياسي كما هو الحال في ثورات اليوم، ولكنها امتدت لتشمل الجانب الديني والاقتصادي والاجتماعي.

 

أزمات المصريين قبل الحكم الفاطمي:

ظُلِم المصريون كثيراً من جانب المؤرخين حيث وصفوا تارة بالجين والدعة وتارة بالذل والخضوع، وتارة بأنهم عبيد من غلب على الرغم من أن تاريخ المصريين حافل بالثورات التي تدل على وجود فكرة الثورة في الثقافة المصرية منذ مطلع الدولة الإسلامية وثورات المصريين في العصر الأموي والعصر العباسي -قبل الحكم الفاطمي- كانت كلها لأسباب اقتصادية بحتة، وبسبب زيادة الخراج تحديداً، ولكنها في العصر الأموي أخذت بعداً طائفياً، وتجسدت فيها الثارات القديمة لأقباط مصر وتغلفت ببواعث اقتصادية.

 

ففي سنة 107 هـ ثار نصارى الوجه البحري ضد والي مصر "الحر بن يوسف" بسبب زيادة الخراج.

 

وفي سنة 121 هـ ثار نصارى الصعيد ضد عامل الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك "حنظلة بن صفوان" بسبب الخراج أيضا.

 

وفي سنة 132هـ ثار أقباط رشيد بقيادة "مينا بن بقيرة".

 

وفي سنة 150 هـ ثار أقباط مدينة سخا بسبب الخراج.

 

وفي سنة 167 هـ ثار المصريون جميعهم؛ مسلمون وأقباط ضد والي مصر "موسى بن مصعب" وكانت ثورة كبيرة راح ضحيتها الكثيرون في مقدمتهم الوالي نفسه.

 

ثم كانت أكبر ثورة للأقباط سنة 216 هـ وشاركهم فيها العرب المسلمون بسبب الخراج أيضا، فخرج لهم الخليفة المأمون العباسي بنفسه، وانتصر عليهم بعد معارك حامية، أمر بعدها بقتل الرجال وسبي النساء والذرية، فذلت الأقباط بعدها، وانتقلوا من المحاربة إلى المكايدة، واستعمال المكر والحيلة، وعملوا كتًاباً للخراج.

 

وقبيل خضوع مصر للحكم الفاطمي -أي في فترة الحكم الإخشيدي- تسارعت خطى الأزمات الاقتصادية، واشتد الغلاء، وحاول الإخشيديون تخفيف وطأة الأزمات، ولكنهم لم يكللوا بالنجاح في ذلك بسبب تكالب الأزمات واتساعها.

 

ففي سنة 329 هـ وقع الغلاء بسبب اختفاء الأقوات.

 

وفي سنة 338 هـ وقعت مجاعة كبيرة، فثارت الرعية، ومنعوا الحاكم "أنوجور بن الإخشيد" من الإمامة في جامع عمر بن العاص.

 

ثم وقعت مجاعة عظيمة 341 هـ بسبب انتشار الفئران وانخفاض منسوب مياه النيل.

 

ثم وقعت المجاعة العظمى والتي استمرت خمس سنوات من 352 هـ حتى وصول الفاطميين، بسبب انخفاض منسوب مياه النيل وارتفاع الأسعار، فانعكس ذلك على حالة الأمن، وسادت جرائم قطع الطرق ونهب البيوت، فخرجت العامة إلى الشوارع ولجأوا إلى جامع عمرو بن العاص، وانقطعت صلاة الجمعة في الجامع، ومات بعضهم تحت الزحام والتدافع.

 

وقد وقعت عدة ثورات في عهد الإخشيديين بسبب هذه المجاعات والأزمات المعيشية، ولكن كانت هناك ثورة من نوع جديد حدثت ببر مصر لأول مرة وذلك سنة 326 هـ في عهد محمد بن طغج الإخشيدي عندما أذن للنصارى في تعمير كنيسة أبي شنودة بعد فتوى من أحد الفقهاء، في حين عارض معظم الفقهاء هذا الأمر، فترخص الإخشيدي وأخذ بفتوى هذا الفقيه المبيح للأمر، فما كان من المصريين إلا أن ثاروا بأعداد كبيرة وحاصروا بيت الفقيه المبيح لتعمير الكنيسة وهمّوا بإحراقه وقتل هذا الفقيه، وأحاطوا بالكنيسة من كل جانب وشرعوا في هدمها بالكلية، فأرسل إليه الإخشيد بفرقة كبيرة الجند فلم يقدروا على منعهم، فأرسل الإخشيد للفقيه أبي بكر بن الحداد وكان يمثل الفقهاء المعارضين لتهدئة الناس ومنعهم من الحرق والهدم، وقد نجح ابن الحداد في تهدئة الناس وصرف الجموع الثائرة، وعزل الفقيه المبيح من وظائفه.

 

كفاح المصريين خلال الحكم الفاطمي:

بعد دخول الفاطميين مصر سنة 358 هـ وإعلانها قيام الخلافة من عاصمتهم الجديدة القاهرة إيذاناً باندلاع موجات كفاح لا تنقطع ضد المحتل الجديد، فمصر قد أصبحت عاصمة الخلافة بعد أن كانت ولاية تابعة لأحد العواصم الكبرى (المدينة النبوية، دمشق، بغداد)، أضف لذلك الوعود البراقة التي بذلها الفاطميون للمصريين بالأمن والأمان وأنهار اللبن والعسل التي ستفيض بها بلادهم، وهي العهود التي سرعان ما اكتشف المصريون زيفها، فلم يكد الفاطميون أن يستقروا في القاهرة بعد القضاء على ثورات بقايا الإخشيديين، حتى بدأ المصريون في الثورة عليهم.

 

فقد ثار أهل تنيس على الفاطميين سنة 360 هـ وقتلوا دعاة التشيع الفاطمي وأظهروا العصيان بسبب وصول أنباء جيش القرامطة التي جاء لطرد الفاطميين من مصر، وبسبب إلغاء العملة القديمة مما تسبب بخسارة كبيرة لمدينة تنيس الصناعية، واشترك أهل الفسطاط في الثورة ووزعوا منشورات ضد الحكم الفاطمي، ولم يستطع الفاطميون القضاء على هذه الثورة إلا سنة 362هـ.

 

أما أخطر الثورات التي واجهت الفاطميين في بداية حكمهم لمصر فكانت ثورة الصعيد سنة 361 هـ والتي قادها عبد العزيز بن إبراهيم الكلابي والذي دعا لطاعة العباسيين ولبس السواد وأعلن التسنن ومحاربة الفاطميين والتشيع، فانضم إليه معظم أهل الصعيد وكانوا معدن العرب وفيه شدة ونجدة ومروءة، مما جعل الفاطميون يوجهون كل قواتهم البرية والبحرية لوأد الثورة بكل عنف، وبعد مواجهات دموية كثيرة انتصر الفاطميون على الثوار، ونكلوا بأهل الصعيد تنكيلاً شديداً، وقبضوا على قائد الثورة ووضعوه في قفص حديدي وطافوا به في البلاد، ثم قتلوا شر قتلة على مرأى ومسمع من الناس بالقاهرة.

 

في بداية الحكم الفاطمي وعد الفاطميون أهل مصر بالحرية الدينية وعدم إجبارهم على التشيع، وعدم تكرار ما جرى في بلاد المغرب، ولكن سرعان ما كشف الفاطميون عن نواياهم الخبيثة فبدأوا في نشر التشيع بغلاف اقتصادي عندما أصدر جوهر الصقلي عملة جديدة باسم المعز الفاطمي وعليها شعارات الفاطميين، ثم شرع في النشر التدريجي لشعائر التشيع المعروفة فأمر بالآذان بخير العمل والاحتفال بعيد الغدير وعاشوراء بالهيئة الشيعية المعروفة، كما شرع في تطبيق الفقه الشيعي فأمر أن تأخذ البنت التركة كلها حالة انفرادها، وأمر بالصيام وفق الحساب الفلكي لا وفق الرؤية، وأجلس القاضي أبو حنيفة علي بن النعمان في الجامع الأزهر لتدريس الفقه الشيعي.

 

كل هذه الأمور دفعت المصريين للثورة وكراهية الفاطميين، ومما زاد في كراهية المصريين للفاطميين؛ تقريبهم لأهل الذمة من اليهود والنصارى، واتخاذهم ولاة وعمالاً وبطانة دون المؤمنين، وكان الفاطميون من تكرار ثورة المصريين عليهم شكوا في ولائهم، وشرعوا في استعمال اليهود والنصارى بدلاً منهم، وفي المقابل استطال اليهود والنصارى على المصريين وشرعوا في استغلال نفوذهم الجديد لتصفية حساباتهم القديمة مع المصريين.

 

في سنة 363 هـ منح المعز الفاطمي بطريرك النصارى الأنبا "أفراهام السرياني" حق إعادة بناء كنيسة أبي مرقورة، وكانت قد هدمت من قبل وصارت شونة قصب، والكنيسة المعلقة بقصر الشمع -ما زالت موجودة حتى اليوم- ولم يكتف المعز الفاطمي بذلك بل جعل البناء من بيت مال المسلمين، وعندما وصلت الأخبار للمصريين فثارت ثورتهم ومنعوا النصارى من بناء الكنيستين، فما كان من المعز الفاطمي إلا أن جرد حملة عسكرية من المغاربة للقضاء على ثورة المصريين، وانتهز النصارى الفرصة، وشرعوا في تعمير كل كنائس الفسطاط والإسكندرية محتمين بعسكر المعز وسلطته الباطشة بالمصريين.

 

ولم يكتف المصريون بالثورات المسلحة، بل تعددت أشكال المعارضة، خاصة بعد ارتفاع وتيرة القمع العسكري الفاطمي ضد ثوراتهم.

 

فقد لجأ المصريون للمعارضة القولية برسائل النصح والتذكير للولاة والعمال، وبرسائل أخرى من نوع استفزازي للشيعة، مثلما حدث سنة 361 ه عندما أطلق المصريون شعار "معاوية خال المؤمنين وخال علي" وسار به الشباب والأطفال والعجائز في الشوارع والطرقات في شهر رمضان مستفزين الشيعة الفاطميين، مما حدا بجوهر الصقلي لئن يرسل في المدن والقرى بمنشورات تهديد ووعيد بالحبس والقتل لمن يطلق ويردد هذه الشعارات.

 

ومن الأمور التي أدت لتطور الحالة الثورية المصرية في النصف الأول للدولة الفاطمية: وجود العنصر الأجنبي ممثلاً في المغاربة والصقالبة والأتراك والتنافس الذي وقع بين عناصر الجيش الفاطم، فمن المعروف أن المصريين رفضوا الاشتراك في الجيش الفاطمي، كما لم يثق بهم الفاطميون حتى يدخلونهم العسكرية الفاطمية، وكان المغاربة خاصة من قبائل كتامة البربرية هم عماد الجيش الفاطمي، وكان المغاربة يكرهون المصريين للعرق والمذهب، فالمصريون عرب سنيين، والمغاربة بربر شيعة، وكان المغاربة كثيراً ما يعتدون على المصريين، وفي المقابل لا يتوان المصريون عن رد العدوان، وقد تكررت حوادث الاعتداء عدة مرات، في سنوات 361 ه، 362 ه 363 ه، وبالطبع كان الحاكم الفاطمي ينحاز لعسكره وينزل العقاب على المصريين -إلا في حالات نادرة كان يحدث العكس- مما زاد في كراهية المصريين للحكم الفاطمي.

 

وفي عهد العزيز الفاطمي 365 ه - 386 ه شهدت الحالة الثورية المصرية هدوء نسبياً بسبب ميل العزيز الفاطمي للمسالمة والصفح واستعماله المكر والخديعة للمصريين، فخفف من سياسات أبيه الرامية لإجبار المصريين على التشيع، وسمح بالحريات الدينية، وأغدق عليهم بالأموال الكثيرة، مما حدا بالمصريين للجنوح قليلاً ناحية الهدوء، إلا إن ذلك لم يوقف الحالة الثورية تماماً وذلك بسبب سياسة العزيز الفاطمي المبالغ فيها في تقريب اليهود والنصارى واستعمالهم في الوظائف العامة مما جعل المصريين في حالة حنق مستمر ضد نصارى مصر خلال الحكم الفاطمي.

 

وما إن بدأ عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي 386 ه - 411 ه حتى تحولت مصر إلى كتلة من النار من كثرة الثورات والاضطرابات المستمرة بسبب الشخصية السيكوباتية شديدة التعقيد للحاكم الفاطمي الذي جمع كل المتناقضات النفسية في شخص واحد، بحيث لا يعلم له نظيراً في القادة عبر التاريخ، حتى أن أخته ست الملك قد أقدمت على قتله بعد أن خشيت منه على زاول الدولة الفاطمية بأسرها بعد أن أشعل مصر والشام ثورات واضطرابات بسبب خلله العقلي غير المسبوق.

 

ولعل البعض يتساءل عن سبب بقائه في الحكم طيلة 25 سنة؟!

 

السر في ذلك: أنه تولى الحكم وهو ابن أحد عشر سنة فقط لا غير تحت وصاية براجون والحسن بن عمار، ولم يظهر خبله وجنونه إلا بعد أكثر من عشر سنوات من حكمه، كما أن أولياء الدولة الفاطمية ومؤسسوها دعموه فترة طويلة من أجل بقاء الدولة، ولكن عند لحظة معينة، خاصة بعد ادعائه الألوهية، وبداية اعتماده على الجنود الأفارقة من السودان بدلاً من المغاربة والصقالبة، تخلصوا منه حفاظاً على بقاء دولتهم.

 

وكانت الثورات الدينية هي السمة الأبرز في عهد الحاكم الفاطمي بسبب جنوحه وعدائه الشديد لأهل السنة، حتى أن الرجل كان يسجن ويتم التشهير به إذا عُلم عنه حب الصحابة، وفي سنة 395 ه أمر بالقبض على كل من يصلي الضحى، وفي سنة 395 ه كتب سب الصحابة على جدران المسجد، وأبطل المذهب الشافعي، وقتل علماء المالكية، ومنع الناس من الخروج بعد العشاء، ومنع النساء من الخروج بالكلية، وكل من يخالف الأوامر يسجن ويقتل بأبشع الطرق، حتى عم الفزع والرعب في قلوب المصريين، وانقسموا إلى فئتين:

 

الأولى: تظاهرت بالتشيع خوفاً من بطش الحاكم وظلمه ومعظمهم من أرباب الأموال.

 

الثانية: ثارت ضد الحاكم ثورات متتابعة وعنيفة سنة 396 ه وكانت مدينة الفسطاط معدنهم ومعقلهم الرئيسي.

 

وبسبب تتابع الثورات السنية ضده خفف من القيود، وقام بحركة لا تقل تطرفاً عن سابقتها بأن ألزم النصارى واليهود الدخول في الإسلام، وخرب كنيسة القيامة في القدس، وألزمهم لبس الغيار -ملابس له شعار مميز بهم-، وحتى عندما ظهرت الدعوة لإلوهية الحاكم سنة 406 ه قابلها المصريون بمنتهى العنف.

 

والروايات التي تتحدث عن خضوع المصريين وسجودهم للحاكم هي قاصرة على أهل الأسواق المحيطة بقصره في القاهرة، والتي كانت تحت أسياف جنوده وعسكره الذين يبطشون بكل من يرفض السجود عند ذكر اسم الحاكم.

 

أما باقي المدن والقرى فلم تكن هذه الكفريات رائجة عندهم، بل إن المصريين فتكوا بكبار دعاة إلوهية الحاكم مثل الحسن بن حيدرة الفرغاني الملقب بالأخرم، كما أحرقوا دار محمد البخاري الملقب بالدرزي وقتلوا أربعين رجلاً من أتباعه بعد ظهور كتابه الملقب بالدستور سنة 410 ه، وأحرقوا داره، وهموا بقتل الحاكم نفسه، وكتاب الدستور زاخر بالكفريات والضلالات، وزاد الطين بلة عندما أرسل الدرزي أحد أتباعه إلى الكعبة فضرب الحجر الأسود بالدبوس وأطار بعض أجزائه، ولم تمر على هذه الحادثة سوى فترة وجيزة حتى قتل الحاكم على يد أفراد من أسرته خوفاً من سقوط الدولة بالكلية بسبب كثرة الثورة عليه.

 

وإجمالاً لم يكن المصريون خانعين -كما يعتقد الكثيرون- أمام الحكم الفاطمي الخبيث؛ ففي خلال العهد الأول للدولة الفاطمية 358 ه - 427 ه قام المصريون منفردين في غالب الأحوال، ومشتركين مع أهل الشام في بعضها بالثورة العنيفة ضد الحكم الفاطمي 51 مرة خلال سبعين سنة تقريباً، وهو عدد كبير جداً، بمقاييس الزمان الذي كان يعتبر فيه الثورة ضد ظلم الحكام وفسادهم وطغيانهم خروجاً على الحاكم الشرعي يستحق صاحبها العقوبة والتأديب، ما يكشف عن طبيعة النفسية المصرية خلال الحكم الفاطمي وتقييمها بصورة موضوعية بعيدة عن الإفراط والتفريط الذي وقع فيه كثير من الباحثين.

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات