التحقيق الزماني والمكاني لغزوات النبي -صلى الله عليه وسلم-

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: السيرة النبوية

اقتباس

وكانت بسبب غدر يهود بني قينقاع ونقضهم للعهود مع النبي -صلى الله عليه وسلم-فحاصرهم الرسول والصحابة في حصونهم حتى هلال ذي القعدة، فألقى الله -عز وجل- الرعب في قلوبهم ونزلوا على حكم رسول الله، فشفع فيهم رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول، وكانوا حلفاءه في الجاهلية، فقبل رسول الله شفاعته وأجلاهم عن المدينة إلى ضواحي الشام.

 

 

 

 

غزوة الأبواء (صفر 2هـ):

 

أولى غزواته -صلى الله عليه وسلم-بلغ فيها منطقة ودان، يريد لقاء قافلة تجارية لقريش، ولكن لم يلق قتالا ً، فوادع بني ضمرة، و(دان) موضع بين مكة والمدينة، بينه وبين رابغ مما يلي المدينة 29 ميلا ً.

 

غزوة بواط (ربيع الأول 2 هـ):

 

خرج فيها في مائتين من أصحابه؛ ليعترض قافلة لقريش، فوصل إلى بواط وهي منطقة جبلية من جبال جهينة على طريق الشام.

 

غزوة سفوان (ربيع الأول 2 هـ):

 

وذلك عندما أغار كرز بني جابر الفهدي قبل إسلامه على مراعي المدينة فنهبها، فخرج إليه الرسول في سبعين رجلا ً من أصحابه وطارده حتى بلغ وادي سفوان من ناحية بدر ولكنه لم يدركه وتسمى هذه الغزوة بدر الأولى.

غزوة العشيرة (جمادى الأولى سنة 2 هـ):

 

وفيها خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في مائتين من أصحابه من المهاجرين خاصة، يتعاقبون على ثلاثين بعيرا ً؛ ليعترضوا قافلة لقريش، فبلغوا العشيرة ناحية ينبع، فوجدوا أن القافلة قد سبقتهم، وحالف فيها بني مدلج و وكانت هذه الغزوة سببا ً لغزوة بدر الكبرى.

 

 غزوة بدر الكبرى (17 رمضان 2 هـ):

 

 أعظم غزوة في الإسلام، سماها الله -عز وجل- يوم الفرقان، وأول صدام كبير بين المؤمنين والمشركين، وقد خرج فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ثلاثمائة وسبعة عشر صحابيا ً معظمهم من الأنصار؛ لاعتراض القافلة القادمة من الشام، والتي فاتتهم في غزوة العشيرة، وقد وصلت الأخبار لمشركي قريش؛ فخرجوا بحدهم وحديدهم؛ لتكون ضربة قاصمة للمسلمين، ورغم استطاعة أبي سفيان أن يفلت بالقافلة إلا أن أبا جهل قائد المشركين أصر علي القتال، وكان جيش المشركين زيادة على ألف مشرك، وفي يوم الجمعة 17 رمضان سنة 2 هـ اصطدم الفريقان، وأنزل الله -عز وجل- جنده ونصره على الفئة المؤمنة، وكان يوما ً على الكافرين عسيرا ً، وأنزل الله في أحداث هذه الغزوة سورة الأنفال.

 

غزوة بني سليم (شوال سنة 2 هـ):

 

وفيها خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مائتي رجل لردع قبائل بني سليم من غطفان من الإغارة على المدينة، فبلغ قلب ديارهم في موضع يقال له الكدر، وهو ماء لبني سليم في قلب نجد، ففر بنو سليم إلى رؤوس الجبال ، ولم يقع قتال.

 

غزوة السويق (ذي الحجة سنة 2 هـ): 

وفيها حاول أبو سفيان بن حرب الإغارة على المدينة وفاءً بنذر قطعه على نفسه؛ لينتقم من هزيمة بدر، فأغار بمائتي راكب حتى وصل إلى جبل من جبال المدينة اسمه (نبت)، فأرسل بعض الفرسان الذين أحرقوا نخيلا ً بناحية العريض وقتلوا اثنين من الأنصار، ثم فروا هاربين، فخرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أصحابه مطاردا ً لهم، حتى بلغ قرقرة الكدر، فوجدهم قد فروا وألقوا ما معهم من مؤن وزاد وسويق فغنموه وعادوا به.

 

     غزوة بني قينقاع (15 شوال سنة 2 هـ):

 

 وكانت بسبب غدر يهود بني قينقاع ونقضهم للعهود مع النبي -صلى الله عليه وسلم-فحاصرهم الرسول والصحابة في حصونهم حتى هلال ذي القعدة، فألقى الله -عز وجل- الرعب في قلوبهم ونزلوا على حكم رسول الله، فشفع فيهم رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول، وكانوا حلفاءه في الجاهلية، فقبل رسول الله شفاعته وأجلاهم عن المدينة إلى ضواحي الشام.

 

 غزوة ذي أمر (المحرم سنة 3 هـ):

 

وفيها خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في أكبر حملة عسكرية قبل معركة أحد لتأديب الأعراب الضاربين حول طرق المدينة من قبائل بني ثعلبة وبني محارب، ولما سمع الأعراب بقدومه فروا إلى رؤوس الجبال، فمكث النبي وأصحابه في ديارهم حتى نهاية شهر صفر لإرهابهم.

 

غزوة بحران (ربيع الآخر 3هـ):

 

وفيها خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في  ثلاثمائة  من أصحابه كدورية استطلاع إلى أرض بحران في ناحية الفرع بالحجاز لترهيب مشركي قريش.

غزوة أحد (15 شوال 3 هـ):

 

وهي من كبرى الغزوات النبوية، وبها كثير من الدروس والعبر، و وفيها خرجت قريش بثلاثة ألاف مقاتل غير النساء، لغزو المدينة والانتقام من هزيمة بدر الكبرى، وقد استعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة؛ لصد هذا الهجوم، وكان الرسول يرى أن يمكث في المدينة وينتظر قدوم الأعداء، ولكنه نزل على رأي الأغلبية وخرج للقاء المشركين، وكان تعداد المؤمنين سبعمائة بعد أن انفصل رأس النفاق بثلاثمائة من أتباعه في مؤامرة خبيثة للإضرار بالمؤمنين، وعند سهل جبل أحد دارت فصول المعركة الهائلة، وقد حقق المسلمون في أول المعركة نصرا ً باهرا ً كاد أن يحسم المسلمون به المعركة سريعا ً، ولكن بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وانشغالهم بجمع الغنائم، تغير سير القتال لصالح المشركين،  وصمد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن معه للهجوم الشرس حتى انتهت المعركة، ورغم خسائر المسلمين الكبيرة، إلا أن المشركين لم يحققوا غرضهم الذي جاءوا من أجله.

 

غزوة حمراء الأسد (16 شوال 3 هـ):

 

وكانت في اليوم التالي مباشرة لغزوة أحد، وقد أراد بها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يردع مشركي قريش عن التفكير في العودة للهجوم على المدينة مرة أخرى مستغلين ما وقع في أحد من أحداث، وقد قصر النبي -صلى الله عليه وسلم- الاشتراك في هذه الغزوة على من اشترك فعليا ً في غزوة أحد، فاستجاب له الصحابة على ما بهم من أذى وجراح، وقد خرج رسول الله، وصحابته حتى وصلوا إلى حمراء الأسد على بعد ثمانية أميال من جنوب المدينة.

 

غزوة بني النضير (ربيع الأول سنة 4 هـ):

 

وقعت في العام الثالث الهجري عدة أحداث أثرت على هيبة المسلمين ومكانتهم وهي واقعة أحد وبئر معونة والرجيع , فجهر يهود المدينة بعداوتهم وحقدهم على المسلمين، حتى بلغ أمرهم بأن تأمروا على قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما ذهب إلى ديارهم يطلب منهم العون في دفع دية الرجلين الذين قتلهما عمرو بن أمية بالخطأ، حسب بنود المعاهدة، فلما أخبر جبريل -عليه السلام- الرسول بمؤامرة اليهود؛ خرج من ديارهم وجمع أصحابه وحاصر يهود بني النضير 15 ليلة حتى ألقى الله -عز وجل- الرعب في قلوبهم وتخلى عنهم المنافقون و فوافقوا على التسليم، فأجلاهم النبي عن المدينة، فخرجوا إلى خيبر بعد خربوا ديارهم وبيوتهم بأيديهم  وأنزل الله -عز وجل- في هذه الغزوة سورة الحشر.

 

غزوة بدر الثانية (الموعد) شعبان 4 هـ:

 

كان أبو سفيان بن حرب قد حدد موعدا ً مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد غزوة أحد؛ ليكون لقاء فاصلا ً، فخرج رسول الله في ألف وخمسمائة من أصحابة حتى وصل إلى بدر، أما المشركون فقد خرجوا متباطئين متكاسلين خائفين من لقاء المسلمين، فلم يبلغوا منطقة مر الظهران حتى قرروا الرجوع، أما المسلمون فأقاموا في بدر بضعة أيام، وتاجروا بما معهم من أموال فربحوا الضعف ثم عادوا إلى المدينة آمنين غانمين.

 

غزوة دومة الجندل – ربيع الأول 5 هـ:

بضم الدال، وهو موضع على طريق الشام كانت بها قبائل تقطع السبيل وتنشر الرعب و تنهب القوافل، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في ألف من الصحابة، يسير بالليل ويكمن بالنهار حتى يفاجئ العدو على غفلة، فلما نزل بساحتهم؛ فروا في كل مكان، فغنم  المسلمون أنعامهم، وكسروا شوكتهم، وفي تلك الغزوة وادع النبي عيينة بن حصن الفزاري.

 

غزوة الخندق (الأحزاب) – ذي القعدة 5 هـ: 

 من الغزوات الإسلامية الكبرى في حياة النبي رغم أنها لم تشهد كبير قتال، فبعد أن أجلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يهود بني النضير ساروا إلى خيبر واستقروا بها، ثم خرج منهم نفر من زعمائهم إلى مكة وسائر القبائل العربية؛ لتأليبهم على المدينة، وأثمرت هذه السياسة التحريضية على خروج الأحزاب في عشرة آلاف مقاتل جاءوا من عدة جهات من الجزيرة العربية،  وحاصروا المدينة في آخر رمضان، فحفر الرسول والصحابة خندقا ً حول المدينة  عملاً بنصيحة سلمان -رضي الله عنه-، وصمدوا لأكثر من خمسين يوما ً في البرد والجوع والخوف وضربوا أروع الأمثلة في الصمود والتضحية والبذل والإيثار وسخر الله -عز وجل- جنود الريح والمطر والملائكة حتى أبطل الله كيد الكافرين وحلفائهم يهود بني قريظة، وأنزل الله في الغزوة سورة الأحزاب.

 

غزوة بني قريظة – ذي القعدة 5 هـ:

 

يهود بني قريظة آخر القبائل اليهودية في المدينة وقد رأوا عاقبة غدر إخوانهم من يهود المدينة بني قينقاع وبني النضير، ومع ذلك قاموا بخيانة عظمى بأن تآمروا مع الأحزاب على الغدر بالمسلمين، فلما أخزى الله الأحزاب وفي اليوم التالي مباشرةً جاء جبريل -عليه السلام- عند الظهر للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأمره بالخروج لقتال بني قريظة، فخرج النبي والصحابة إلى ديار بني قريظة جنوب المدينة وحاصرهم حتى نزلوا على حكمهم، حكم فيهم سعد بن معاذ؛ فحكم عليهم بقتل الرجال وسبي النساء والذرية وقد وافق هذا الحكم حكم الله -عز وجل.

 

غزوة بني لحيان – جمادى الأول 6 هـ:

 

بنو لحيان من بطن هذيل، وكانوا قد غدروا بأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الرجيع، فقرر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الانتقام منهم والثأر لأصحابه، وكانت ديارهم متوغلة في الحجاز، فلما نزل الرسول ديارهم فروا إلى رؤوس الجبال؛ فسار الرسول في مجموعة من صحابته إلى عسفان؛ لإرهاب قريش، ثم بعث فارسين حتى جاءا كراع الغصيم، ثم عاد إلى المدينة.

 

غزوة بني المصطلق (المريسيع) شعبان 6 هـ:

 

وفيها خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وجماعة من المنافقين لأول مرة؛ لغزو ديار بني المصطلق وهو بطن من بطون بني خزاعة، ديارهم ناحية القديد إلى الساحل، وكان زعيمهم الحارث بن أبي ضرار يعد العدة؛ لقتال المسلمين، فبادر النبي والصحابة وهجموا على ديارهم وهم غارون، فانهزم المشركون دون قتال على الراجح، وغنم المسلمون غنائم كثيرة، وقد وقعت في هذه الغزوة عدة حوادث ذات أثر كبير مثل حادثة الإفك، وكلام رأس النفاق في حق النبي والصحابة، وحادثة المهاجري والأنصاري على سقيا الماء.

 

صلح الحديبية – ذي القعدة 6 هـ:

  

وفيه خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في ألف وخمسمائة من أصحابة غير مسلحين قاصدين مكة؛ لأداء العمرة، فساروا حتى وصلوا إلى الحديبية على بعد 9 أميال من مكة، فعزمت قريش على صدهم عن البيت، ودارت رسل بين الجانبين، حتى تم الاتفاق بين الجانبين على بنود صلح الحديبية، وأنزل الله -عز وجل- فيها سورة الفتح.

 

غزوة الغابة (ذي قرد) -ذي الحجة 6 هـ:

 

وفيها حاول عيينة بن حصن الفزاري الإغارة على المدينة، واستطاع أن يستولي على إبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الموجودة في منطقة الغابة بالقرب من المدينة من ناحية الشام، فكشفهم الصحابي سلمة بن الأكوع الذي استنفر الرسول والصحابة على العدو، وانطلق وحده لقتال العدو واستطاع أن ينقذ الإبل ويقتل العديد منهم، حتى لحق به الرسول والصحابة، وقتلوا العديد من فرسان الأعداء، وفر الباقي.

 

غزوة خيبر –المحرم 7 هـ:

وهي من كبريات الغزوات النبوية، وكان الهدف منها القضاء على مركز اليهود في الجزيرة العربية، وكان في خيبر وهي (مدينة كبيرة على بعد مائة كيلو متر شمال المدينة)، ومنها انطلق شياطين اليهود؛ لتأليب الأحزاب سنة 5 هـ، فاستعد النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لغزوهم في أصحابه من أهل بيعة الرضوان خاصة، فأرسل رأس النفاق يحذر يهود خيبر، وواصل المسلمون السير حتى وصلوا إلى أسوار خيبر، وكان بها ثمانية حصون قوية، واقتحمها المسلمون الواحد تلو الآخر بعد معارك عنيفة، وغنموا منها غنائم عظيمة.

 

غزوة وادي القرى –المحرم سنة 7 هـ:

 

بعد أن فرغ النبي -صلى الله عليه وسلم- من خيبر توجه إلى وادي القرى على أطراف الشام، وكان به بقايا من يهود خيبر، فقاتلهم الرسول والصحابة قتالا ً عنيفا ً طيلة أربعة أيام حتى أذعنوا.

 

غزوة ذات الرقاع –جمادى الأولى 7 هـ:

 

كان الأعراب الجفاة العدو الثالث للدعوة والدولة الإسلامية بعد مشركي قريش واليهود، فلما فرغ النبي -صلى الله عليه وسلم- من العدوين الأولين؛ قرر كسر شوكة الأعراب، فخرج في خمسمائة من أصحابه؛ للإغارة على قبائل أنمار وثعلبة وبني محارب، وكلها من غطفان في قلب الجزيرة العربية بأرض نجد، فلما وصل إلى ديارهم؛ فروا في كل اتجاه، وفي هذه الغزوة صلى المسلمون صلاة الخوف، وقد سميت هذه الغزوة بذات الرقاع؛ لأن المسلمون كل ستة يتعاقبون على بعير واحد، فتقطعت أقدامهم وسقطت أظفارهم من كثرة المشي فكانوا يلفون أرجلهم بالخرق والرقاع.

 

غزوة مؤتة – جمادى الأولى 8 هـ:

 

سميناها غزوة على الرغم من عدم اشتراك النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها؛ لأنه قد شهدها وحيا ً، ونقل إليه جبريل مشاهد المعركة بالتفصيل.

 

وتعتبر هذه المعركة الأشد قتالا ً والأكبر اتساعا ً في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان السبب فيها مقتل سفير رسول الله، الحارث بن عمير الأزدي على يد عامل الروم على الشام، فقرر رسول الله تأديب هذا العامل والانتقام لمقتل سفيره، فأرسل جيشا ً هو الأكبر في تاريخ النبوة حتى وقتها (ثلاثة ألاف مقاتل)، وعهد فيه بالقيادة لثلاثة من كبار الصحابة على الترتيب: زيد بن حارثة ثم جعفر بن أبي طالب ثم عبدالله بن رواحة، فسار الجيش حتى وصل إلى معان في جنوب الأردن، فوجد أن الروم قد خرجوا بمائتي ألف مقاتل، فمكثوا يومين للتشاور ثم اتفقوا على القتال، واصطدم الصحابة في مشهد أسطوري مع الجيش العرمرم، واستمر القتال لمدة ثمانية أيام، وقتل الأمراء الثلاثة، وتولى الإمارة خالد بن الوليد الذي قاد المسلمين لانتصار عالمي على الروم.

 

غزوة فتح مكة – 20 رمضان 8 هـ:

 

أعظم فتوحات النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبدأت عندما خرقت قريش بنود اتفاقية الحديبية، والتي تنص على منع الاعتداء على القبائل المخالفة للمسلمين، وذلك عندما اعتدت قريش على قبيلة خزاعة، فأعلن الرسول -صلى الله عليه وسلم- النفير العام بين القبائل المسلمة؛ لغزو قريش، ودعا الله -عز وجل- أن يأخذ الأبصار والأخبار عن ذلك الغزو؛ حتى يفاجئوا قريشا ً بغتة، وحاول أبو سفيان أن يجدد الصلح مع الرسول ولكنه فشل، وخرج الرسول ومعه أكثر من عشرة آلاف صحابي من شتى القبائل العربية حتى أطبقوا على مكة من جميع الاتجاهات، وحاولت قريش -عبثا ً- أن توقف الزحف، ولكنهم سرعان ما استجابوا لعرض الرسول بالأمن والعفو إن هم دخلوا بيوتهم أو المسجد الحرام، وقد أهدر الرسول دم عشرة من كبار مجرمي قريش ثم عاد وعفا عن بعضهم بعد ذلك، وقد أنزل الله -عز وجل- سورة الفتح في شأن هذه الغزوة.

 

غزوة حنين – شوال 8 هـ:

واحدة من الغزوات الكبرى في حياة النبي، وواحدة من المواقف الحرجة والعصيبة في حياة المسلمين الأوائل، وفيها خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في اثني عشر ألفا ً من أصحابه منهم ألفان من مسلمة الفتح؛ لغزو بطون هوزان وثقيف جنوب مكة، وهي البطون التي شعرت بالخطر بعد فتح مكة وإسلام قريش وأبت الخضوع للإسلام ورسوله، فسار النبي والصحابة حتى نزلوا بوادي حنين على بعد عشرين كيلو متر من جهة عرفات، وقد داخل بعض المسلمين الغرور والثقة الزائدة بالنفس، وكان المشركون قد سبقوهم إلى الوادي وكمنوا لهم في عدة مواضع، فلما جاوز المسلمون شعب الوادي انهالوا عليهم بالسهام والرماح والهجوم المفاجئ، واضطربت صفوف المسلمين، وصمد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو ومائة من أصحابه، حتى نظم الصفوف واستعاد توازن الجيش، بعدها حقق المسلمون النصر المبين، وقد أنزل الله -عز وجل- في هذه الغزوة آيات في سورة التوبة.

 

غزوة الطائف – شوال 8 هـ:

وهي تعتبر ملحقة بغزوة حنين، وبدأت بحركة مطاردة لفلول هوزان وثقيف الذين فروا إلى الطائف وتحصنوا بها، فسار إليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- والجيش ثم ضرب عليهم حصارا ً شديدا ً استعمل فيه -لأول مرة- المنجنيق والدبابات الخشبية، ورغم طول الحصار وشدته إلا أن الطائف ظلت صامدة، فقرر الرسول رفع الحصار والعودة ودعا لثقيف بالهداية والإسلام.

 

غزوة تبوك – رجب 9 هـ:

 

المعركة العسكرية الأكبر في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيها خرج الرسول يقود زيادة على ثلاثين ألفا  ً من أصحابه غازيا ً بلاد الشام؛ لرد عادية الرومان وحلفائهم الغساسنة الذين استعدوا لقتال المسلمين، وكانت الغزوة في أيام الصيف والحر الشديد ووقت جني الثمار وقلة النفقة، فسميت غزوة العسرة، وسار النبي والمسلمون حتى وصلوا إلى تبوك في جنوب الأردن، وعسكر هناك انتظارا ً لقدوم الأعداء، ووقعت عدة حوادث كشفت جرائم المنافقين وعداوتهم، وألقى الله -عز وجل- الرعب في قلوب الرومان وحلفائهم الغساسنة؛ فاختلفوا وتفرقوا، فرجع النبي والمسلمون من تبوك مظفرين منصورين ولم يلقوا كيداً، وفي طريق العودة وقعت محاولة،  لاغتيال النبي بواسطة جماعة من المنافقين، وأنزل الله -عز وجل- في شأن هذه الغزوة سورة التوبة أو الفاضحة.

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات