الجفري يتوعدنا بمؤتمر جديد.. مؤتمر الشيشان بداية حرب عالمية على الإسلام

منذر الأسعد

2022-10-06 - 1444/03/10
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

أعلم علم اليقين أن بعض الناس سوف يتهمونني بأنني أعاني من هواجس لا أصل لها، وأنني مسكون بنظرية المؤامرة.. لكنني أحيل هؤلاء إلى ما يجري في سوريا والعراق واليمن ولبنان، لعلهم يستيقظون من أوهامهم، إلا الذين تنطبق عليهم قصة جحا عندما قيل له: إن العدو في دياركم فقال: هذا لا يعنيني.. ثم قيل له: أصبح العدو في المدينة المجاورة لمدينتك فقال: لا يعنيني.. ثم قيل له: دخل العدو بلدتك.. فأجاب الإجابة البائسة نفسها، وأخيراً أبلغوه أن العدو في منزل عائلته فأصر على أنانيته القبيحة وقال: هذا لا يعنيني ما دمتُ أنا سالماً!!

 

 

 

 

أخشى ما أخشاه أن يبرد غضبنا بعد أيام أو أسابيع،  من المؤامرة الأخيرة لاختطاف مصطلح أهل السنة والجماعة، وهي المؤامرة التي أطلقها بوتن من الشيشان المحتلة، يعززه تأييد أممي اجتمع فيه الصهاينة والصليبيون بأصنافهم والمجوس الجدد والهنادك والبوذيون-وهؤلاء هم أعداء الشعب السوري أنفسهم لكننا لا نرى أو لا نحب أن نرى!!-.

 

فالغضب العابر-وأقولها بحزن وأسف عميقين- بات ظاهرة إسلامية في زماننا، نكاد نتفرد بشناعته بين الأمم!!

 

ليست مبالغة البتة:

 الملف مليء بالشواهد: من التافه سلمان رشدي وتسليمة نسرين  إلى الرسوم المسيئة إلى سيد البشر عليه الصلاة والسلام، وصولاً إلى حرق المصاحف، ومنع الحجاب وفرض العري ولحم الخنزير..

 

وقد كان هناك ما يكفي لإيقاظ النائمين قروناً، على الأقل منذ أن قَدَّم الغزاةُ الأنكلوسكسون العراقَ  كله إلى خامنئي – يوم كانوا يزعمون أنه كبير محور الشر وكان يدعي أن أمريكا هي الشيطان الأكبر وكان يتوعد الكيان الصهيوني بالإزالة من الوجود!!!-

 

وها هو الغرب كله بزعامة أمريكا يحقق للمجوس الجدد ما عجز عنه أسلافهم الأكاسرة قبل الإسلام والذين يفتخرون بهم،  لكي تمتد إمبراطورية أحفاد أبي لؤلؤة إلى البحر المتوسط لأول مرة في التاريخ!!

 

والذي لا يرى من الغربال لا شك في أنه أعمى.. فكيف إذا كان لا يرى الشمس في حمَّارة القيظ وليس بينه وبينها ستار ولا حاجب؟

 

أعلم علم اليقين أن بعض الناس سوف يتهمونني بأنني أعاني من هواجس لا أصل لها،  وأنني مسكون بنظرية المؤامرة.. لكنني أحيل هؤلاء إلى ما يجري في سوريا والعراق واليمن ولبنان، لعلهم يستيقظون من أوهامهم، إلا الذين تنطبق عليهم قصة جحا عندما قيل له: إن العدو في دياركم فقال: هذا لا يعنيني.. ثم قيل له: أصبح العدو في المدينة المجاورة لمدينتك فقال: لا يعنيني.. ثم قيل له: دخل العدو بلدتك.. فأجاب الإجابة البائسة نفسها،  وأخيراً أبلغوه أن العدو في منزل عائلته فأصر على أنانيته القبيحة وقال: هذا لا يعنيني ما دمتُ أنا سالماً!!

 

 

الخطوة التالية قريبة:

 لم يتركني الحبيب الجفري  أبحث في الحاضر المؤلم وفي مجريات السياسة الدولية الفاجرة، فقد سارع إلى إطلاق وعيد جديد لأهل السنة الذين جرَّدهم برعاية سفاح الشيشان والشام فلاديمير بوتن من هويتهم،  أو حكم عليهم بأنهم خوارج وربما لن يكون بعيداً ذلك اليوم الذي يعلن الجفري ورهطه أننا كفار حربيون، لأنه القوم أليفون جدًّا مع الكفار الأصليين، بمن فيهم الذين يقتلون المسلمين في أنحاء الأرض.. والمسلمون المنكوبون فيهم عدد غير يسير من "أهل السنة" بالمعيار الضال المضلل الذي تبناه مؤتمر بوتن!!

 

وهذا هو الخبر اليقين عن وعيد ذاك القبوري  الأشر بدءاً من العنوان الواضح كل الوضوح:

الجفري يعلن عن تنظيم مؤتمر منطلقات التكفير السبعة" بتمويل إماراتي لمهاجمة السعودية والإخوان.

 

وفي متن النبأ:

واصل الداعية الصوفي علي الجفري محاولاته التخريبية لإشعال نار الفتنة في العالم الإسلامي ولمزيد تفريق المسلمين وهذه المرة عن طريق عزمه تنظيم مؤتمر منطلقات التكفير السبعة بعد مؤتمر أهل السنة في الشيشان.

 

وقال "الجفري" في 3 تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع التغريدات المصغّر "تويتر"" إنّ "الخطوة القادمة بعد #مؤتمر_أهل_السنة في الشيشان مؤتمر #منطلقات_التكفير_السبعة التي بُني عليها فكر القطبيين ومن تفرع عنهم من القاعدة وداعش".((مرفق صور من تغريداته)).

 

وما إشارة الجفري إلى القطبيين والقاعدة وداعش إلا تضليل خبيث وإن كان لا يخفى على المتابع الذي يعرف الجفري وداعميه وأهدافهم المعلنة والسرية. فالغاية أصبحت مكشوفة وهي الحرب على أهل السنة الحقيقيين..

 

وأكملت  مؤسسة "طابة" الصوفية ومقرها أبوظبي الصورة بإعلانها أنها هي التي نظمت "مؤتمر أهل السنة" في الشيشان، مدعيةً أنه مختطف من قِبَل "خوارج العصر والمارقين والعابثين"!!

 

الدين الوهابي؟!

وتمضي مساعي "شياطين" الغزاة والطغاة لشيطنة أهل السنة، تمهيداً لشن حرب استئصالية أممية صريحة عليهم؛فيعلن أحد تجار الدين المنتسبين إلى الأزهر في عصر تبعيته المحزنة، أن السلفيين لا يدينون بدين محمد -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-، وإنما يدينون بدين محمد ابن عبد الوهاب –رحمه الله-!! كبرت كلمةً تخرج من فمه!!

 

(رابط للاطلاع على هرائه  بالصوت والصورة: https://www.youtube.com/watch?v=LWbP8g61Yfs )

 

وهذا الألعبان نفسه،  سبق أن ساوى بين الإسلام  وبين مِلَلٍ حكم الله سبحانه بكفره أهلها في نصوص قرآنية قطعية الدلالة، مثل اليهود الذين زعموا أن عزير ابن الله –تعالى الله عما يفتري الظالمون- والنصارى الذين ادعوا أن الله ثالث ثلاثة-تعالى ربنا عما يصفون- بل إنه جعل المجوس عبدة النار كالمسلمين.

 

(الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=9g2vvXZ8jEQ)

 

وقد شارك شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب في هذا التهريج الرخيص فتحايل على النصوص وعلى الواقع ، زاعماً أن الأوربيين سيدخلون الجنة من دون عذاب لأنهم أهل فترة، وبلغتْهم رسالة الإسلام مشوهةً !! وذكرت صحيفة "المصريون" أن الطيب أوضح في برنامجه،  الذي يُبَثُّ على التلفزيون المصري وقنوات فضائية أخرى،  "الناس في أوربا الآن لا يعرفون عن الإسلام إلا ما يرونه على الشاشات من قتل وغيره،  ولذا ينطبق عليهم ما ينطبق على أهل الفترة،  لأن العلم لم يحصل عندهم"،  فكيف يعذب الله – سبحانه وتعالى- شعوباً مثل الشعوب الأوربية،  وهي لم تعرف عن محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أي صورة صحيحة،  وكذلك الحال مع الوثنيين في أدغال أفريقيا الذين لم تبلغهم الدعوة أو بلغتهم بصورة مشوهة ومنفرة وحملتهم على كراهية الإسلام ونبي الإسلام".

 

وأشار الطيب إلى أن هناك تقصيراً من علماء الإسلام في تبليغ رسالة الدين السمح إلى غير المؤمنين به أو الوثنيين،  وهذا التقصير من ناحيتين: حين سُكِت عن توصيل الرسالة للناس ومن شاء فليؤمن بعد ذلك ومن شاء فليكفر،  وحين تم تصوير الإسلام بصورة رديئة مجتزأة وملفقة.

 

وختم فتواه القميئة بقوله: "بل إن من يقومون بالدعوة الإسلامية في إفريقيا لا يذهبون بها للوثنيين ولكن للمسلمين ليقولوا أنتم أشاعرة كفار أو صوفية كفار وعليكم أن تدخلوا في الإسلام من جديد،  وهو جهد وأموال مهدرة لأن المنطلق فاسد إسلامياً!!

 *****

 

تلك مجرد نماذج من ضلالات دواعش الضفة الأخرى الذين يفترون على الله الكذب مرتين، مرة عندما يساوون بين يؤمن بالله وحده لا شريك وبأن محمداً عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء والمرسلين وأن رسالته نسخت كل ما سبقها، وبين من يشرك مع الله مخلوقات من خلقه؛ ويكذبون مرة أخرى: عندما يُخْرجون أهل التوحيد من دائرة الإسلام!!

 

إنهم يبشِّرون بدين مؤسسة راند وزندقة المجوس الجدد.. فهل سننتظر أكثر؟

 

إن الرد العلمي على أكاذيبهم وتحريفاتهم ضروري وقد نهض به كثير من العلماء والدعاة، لكن هذا الجهد وحده لن يكفي لصد مؤامرتهم،  لأن المعركة التي يهيئهم سادتهم لها ليست مناظرة تلفزيونية بين الحق والباطل.. إنها-والله- معركة وجود !!

 

ألا هل بلَّغْتُ؟ اللهم فاشهد.

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات