إن مع العسر يسرا

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ غَزَّةُ مدرسةٌ لتعليم الثبات والصبر والأمل 2/ أهمية الإيمان والصبر في الثبات والنصر 3/ دورُ كلٍّ منا في نصرة إخوانه بغزة 4/ دعوةٌ للنظَر بإيجابية

اقتباس

طالما سمعنا وقرأنا أخباراً وسيراً للصبر والثبات، ولكنها تبقى في بطون الكتب تاريخاً يُقرأ، وإذا كان في قراءة التاريخ عبرة، فإن العبرة بالمثال الحي لا تُضَاهى، وإن غزة هي مثالنا الحي الواقعي، بل إن غزة مدرسة تُعَلِّم قيم الثبات والصبر والأمل بالله، وتعرضها أمامنا حية متحركة، وحتى لو انكسرت بعض النفوس هناك لوهلة فسرعان ما تجبرها نفوس أخرى، وهكذا تستمر الملحمة حتى يأتي الفرج بإذن الله ..

 

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

هل يحوي الألَمُ البِشْرَ؟ نعم. هل يتبع العُسْرَ اليُسْرُ؟ نعم. هل تُبْطِلُ الضراءَ السراءُ؟ نعم. هل يأتي الكرْبُ بالفرجِ؟ نعم. نعم أيها الإخوة، كما يولد النهار بعد الليل.

لا تَيْأَسَنَّ وإنْ طالتْ مُطَالَبَةٌ *** إذا استَعَنْتَ بِصَبْرٍ أَنْ تَرَى فَرَجَا
أَخْلِقْ بِذِي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بِحَاجَتِهِ *** وَمُدْمِنُ القَرع للأبواب أنْ يَلِجا

طالما سمعنا وقرأنا أخباراً وسيراً للصبر والثبات، ولكنها تبقى في بطون الكتب تاريخاً يُقرأ، وإذا كان في قراءة التاريخ عبرة، فإن العبرة بالمثال الحي لا تُضَاهى، وإن غزة هي مثالنا الحي الواقعي، بل إن غزة مدرسة تُعَلِّم قيم الثبات والصبر والأمل بالله، وتعرضها أمامنا حية متحركة، وحتى لو انكسرت بعض النفوس هناك لوهلة فسرعان ما تجبرها نفوس أخرى، وهكذا تستمر الملحمة حتى يأتي الفرج بإذن الله.

لن نطيل بذكر تضحيات الأنبياء وابتلاءاتهم ونصر الله لهم في أحلك المواقف، فقد أوسعَت الفضائيات الجادة هذا الجانب سرداً وشرحاً خلال الأيام الماضية حتى أعجزت كل منبر عن الزيادة، فكم من شيخ مستضاف ذكر العِبَر واستشهد بمواقف الأنبياء، لاسيما نبينا -صلى الله عليه وسلم-.

وكم من داعية غيور حلَّل الوضع، وبث الأمل بأخبار محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحبه، وكيف ثبتوا في الشدائد والكروبات، فالموضوع تكرر في العديد من القراءات في فترة وجيزة حتى يكاد الناس أن يحفظوه، لكننا نقول -معاشر الإخوة- فيما نظن أنه لم يشبع.
 

إن نصر الله لا يتوقف على مجرد قوة السلاح أو كثرة الجند أو شجاعة القلب، وإنما يتطلب -فضلا عن هذه العوامل المهمة- عاملين أكثر أهمية: الإيمان والصبر.

أما الإيمان فهو مآل أهله -بعد الله- عند الشدة، فلولا الإيمان ما احتسب مسلم، ولولا الإيمان ما برق الأمل في قلبه، ولولاه ما اطمأن بعد فجيعته بأحبته الصغار ضحايا بطش اليهود وأعوانهم، ما اطمأن إلى اجتماعه بهم في الجنة، بل لولاه ما صبر على قدَر الله، وما استيقن في نفس الوقت بنصره القادم.

قال سبحانه: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب:22]. يرون الأحزاب المدججين أمام أعينهم مجتمعين اجتماعا مخيفا لا قِبل لهم به فيتذكرون أنه الابتلاء الذي أخبرهم به ربهم، وبينه لهم نبيهم؛ فيصبرون ويحتسبون، ويزيدهم هذا الموقف إيمانا وتسليما.

معاشر الإخوة: نحن لا نملك مفاتيح القرار السياسي، ولا مفاتيح القرار الحربي، فلماذا نشتغل فيما لا قدرة لنا عليه، ولا مسؤولية، ولا تكليف؟ فلندعهم لمن تحمل تبعاتهم وعاقبتهم، ف: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، كما قال -صلى الله عليه وسلم-.

لكننا نملك الإيمان الذي بتعظيمنا إياه تستقيم حياتنا وآخرتنا، فبالإيمان نراجع واقعنا الذي أفرز هذه المعاناة: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى:30]، وبالإيمان نصحح ونتوب ونتضرع ونبذل الأسباب، جميع الأسباب التي بها نصد كيد المجرمين: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) [الأنفال:60]، وبالإيمان نصبر ونوقن أن مع العسر يسرا، فالله تعالى قال: (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق:7]، بل كررها سبحانه في آيتين متعاقبتين: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح:5-6].

قال ابن رجب -رحمه الله-: ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى، وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين، تعلق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أعظم الأسباب التي تُطلب بها الحوائج؛ فإن الله يكفي من توكل عليه، كما قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق:3]، قال الفضيل: لو يئست من الخلق حتى لا تريد منهم شيئا لأعطاك مولاك كل ما تريد.

قال ابن رجب: إن المؤمن إذا استبطأ الفرج ويئس منه، ولا سيما بعد كثرة الدعاء والتضرع، ولم يظهر له أثر الإجابة، فرجع إلى نفسه باللائمة وقال لها: إنما أُتِيتُ مِن قِبَلِك، ولو كان فيكِ خيرٌ لأُجِبْتِ، فإن هذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات، لأنه يوجب انكسار العبد لمولاه، واعترافه أنه أهل لما نزل من البلاء، وأنه ليس أهلاً لإجابة دعائه، فلذلك تسرع إليه حينئذٍ إجابة الدعاء، وتفريج الكرب، فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله.

قال وهب ابن منبه: تعبَّد رجل -أي من موحدي بني إسرائيل- زمانا، ثم بدت له إلى الله حاجة، فقام سبعين سبتا، يأكل في كل سبت إحدى عشرة تمرة، ثم سأل الله حاجته فلم يُعطَها، فرجع إلى نفسه فقال: منكِ أُتيت! لو كان فيك خيرٌ أُعطيتِ حاجتك، فنزل إليه عند ذلك ملَك فقال له: يا ابن آدم، ساعتك هذه خير من عبادتك التي مضت، وقد قضى الله حاجتك.

ولذلك ندعو الله أن يكشف الكرب عن أهلنا في غزة، ونقول لهم:
عَسَى مَا تَرَى أَلاَّ يَدومَ وَأَنْ تَرَى *** لَهُ فَرَجَاً مِمَّا أَلَحَّ بِهِ الدَّهْرُ
عَسَى فَرَجٌ يَأْتِي بِهِ اللهُ إِنَّهُ *** لَهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي خَلِيقَتِهِ أَمْرُ
إِذَا لاحَ عُسْرٌ فَارْتَجِ الْيُسْرَ إِنَّهُ *** قَضَى اللهُ أَنَّ العُسْرَ يَتْبَعُهُ اليُسْرُ

أيها الإخوة الكرام: قد يشعر الغيور بالعجز، يرى المنكر فلا يستطيع تغييره، ويرى الظلم على إخوانه المسلمين فلا يستطيع رفعه، ويظن أن مباشرة الإنكار ورفع الظلم بيده واجب عليه بالضرورة، والأمر ليس كذلك، فإن الله رحيم بعباده، ولا يكلفهم إلا بقدر استطاعتهم: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) [البقرة:286]، لكن الله تعالى لم يدع مسلماً آمن به وأسلم لشرعه عاجزاً عجزاً مطلقاً.

فالمسلم إذا لم يستطع فعل الشيء في صورته الأصلية الكاملة أمكنه الله من فعله بشكل آخر، فالمريض الذي يضره القيام يمكنه أن يصلي ولو قاعدا أو على جنبه، قال -عليه الصلاة والسلام- لعمران بن حصين: "صَلِّ قائما، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جَنْب" أخرجه البخاري.

وذو العذر يمكنه أن يجاهد ولو كان في بيته، في سنن أبي داوود بسند صحيح قال -صلى الله عليه وسلم- لصحابته وهم في غزاة: "لقد تركتم ‏ ‏بالمدينة ‏ ‏أقواما ما سرتم مسيرا، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من واد، إلا وهم معكم فيه". قالوا: يا رسول الله! وكيف يكونون معنا وهم ‏ ‏بالمدينة؟‏ ‏فقال: "حبَسَهم العذر"

والفقير المسلم يمكنه أن يتصدق ولم لم يملك شيئاً، ففي صحيح الترغيب عن أبي ذر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس من نفس ابن آدم إلا عليه صدقة في كل طلعت فيه الشمس"، قيل يا رسول الله! ومن أين لنا صدقة نتصدق بها؟ قال: "إن أبواب الخير لكثيرةٌ، التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتُسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتدل المستدِل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف، فهذا كله صدقة منك على نفسك".

بل صح في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه"، فالله تعالى كريم يقدر في العبد استطاعته، فقد يكون الجهد المطلوب تجاه بطش الأعداء في مرحلة ما مجرد إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وكان كذلك كما حصل في مكة.

صح في النسائي وغيره أنه لما عانى المسلمون في مكة مما يفعله المشركون بهم وبإخوانهم في العقيدة من تعذيب وقتل وتشريد واعتقال طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقاتِلوا، فعن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحاب له أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة وقالوا: يا رسول الله! يا نبي الله! كنا في عز ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة، قال: "إني أُمرت بالعفو فلا تقاتلوا، فلا تقاتلوا القوم".

فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال، فأنزل الله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ) [النساء:77]، وهكذا يقال بالنسبة لنصرة إخواننا في غزة، كلٌّ يسأل نفسه: ما الذي أقدر أن أنصر به إخواني هناك في أرض الرباط في هذه المرحلة إن كنت لا أستطيع أن أقاتل؟.

أرسل إليّ أحد الأفاضل -بارك الله فيه- قائلا في رسالته: كنت أتدبر أحوالنا وفي القلب غضب وحسرة، وفي العين أمل ودمعة، أما الغضب فعلى اليهود وأعوانهم، وأما الحسرة فعلى أنفسنا، وأما الأمل بنصر الله على أيدي أولئك المرابطين، وأما الدمعة فمن قلة الحيلة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. هذا هو نص رسالته.

ولا شك أن كلماته تعبر عن مشاعر كل غيور، لكن دعونا ننظر بإيجابية، إن حيلة المسلم إذا قلت كثيراً حتى تلاشت أو تكاد ساعد ذلك في تقوية توكله على الله وحده، حتى يدخل في الاضطرار، وإذا دخل في الاضطرار كان لدعائه شأن آخر، وفي هذا خير كثير؛ لأن الدعاء إنما يكون في ذروة كماله، وقمة تأثيره إذا جاء من المضطر، قال سبحانه: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) [النمل:62].

فدعاء المضطر حرك الصخرة الكبيرة التي سدت على الثلاثة الغار حتى فرج الله عنهم، بل إن دعاء المضطر يستجاب ولو جاء من كافر، لماذا؟ لأنه كان في لحظة دعائه المضطر مستيقناً بالهلاك إلا أن ينجيه، الله وحده لا شريك له، فينسى الشرك، ويتحقق فيه الإخلاص وصدق التوكل؛ فيستجيب الله له: (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) [لقمان:32].

هذا هو دعاء المضطر، وإذا كان المضطر مسلماً صالحاً كان أقرب، وإذا كان مسلماً صالحاً ومظلوماً كان أكثر قربا، أسأل الله فرجا قريبا، وأستغفر الله فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن ولاه.

أما بعد: فإن الإيمان والصبر يصنعان العجائب أيها الأخوة، ولذلك ذكر الإيمان والصبر في آيات الرباط: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران:200] نحن نريد أن نفعل المزيد في نصرة إخواننا، فلنجعل المزيد فيما نقدر عليه، لا فيما نتمناه ولا نطلبه.

لنجعل المزيد في التوبة إلى الله تعالى، وإطابة المطعم، فإن في ذلك نصراً لغزة، لنجعل المزيد في التنزه عن سفاسف الأمور من الأغاني ومسلسلات العشق وما شابهها، وجعل الحظ الأكبر من حياتنا فيما هو جَدٌّ ونافع، لا فيما هو لهْوٌ ولعِبٌ، لنجعل المزيد في تبني قضية الأقصى، وتذكُّر المسجد السليب الذي تناساه الناس.

لنجعل المزيد في تربية أولادنا في حب دين الله، والتضحية في سبيله، وتعظيم حرمات الله، ونصرة المسلمين، لنجعل المزيد في التفكير في قضايا إخواننا المضطهدين في فلسطين، اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم، ودعمهم بكل ما هو ممكن: بالمال، بالدواء، بالغذاء، بالدعاء؛ وإذا لزم الأمر دعمهم بالسلاح وبالنفس.

صح في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن مات ولم يغزُ، ولم يحدِّث به نفسه، مات على شعبة من النفاق".

أسأل الله تعالى أن يعنيننا على عملٍ صالح يرضى به عنا. اللهم انصُر إخواننا في غزة...

 

 

 

 

 

 

المرفقات

مع العسر يسرا

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات