تعلمت من مريم بنت عمران!

علي بطيح العمري

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

ما أروع قصص القرآن؛ فيها تسلية للمحزونين، وفيها دروس للجادين، فيها ما يزيد الوعي، وفيها ما يرسم لك معالم النجاة.. ومن هذه القصص؛ قصة مريم -عليها السلام-.

 

تعلمت من قصة مريم الصديقة أشياء كثيرة..

 

* عش حياتك وأسعد نفسك.. هناك أشياء مهما كانت صعبة حلها عند الله فلا تُرهق نفسك بالتفكير.. قال الله لمريم: فكلي واشربي وقري عيناً”.

 

* العطاء يكون على قدر البلاء والامتحان.. ابتليت مريم فصبرت فكانت سيدة النساء.

 

* خاطب الرب مريم وهي في المخاض: ” وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ…” الله تعالى يريدنا أن نبذل الأسباب وننفض غبار الكسل.. القعود لا يحل مشكلة ولا يجلب رزقاً.. لو شاء الرب لجنت مريم الرطب من غير هز ولكنه جعل لكل رزق سبب.

 

* تعلمت مريم أنه كما للرجل اعتكاف يهرع إليه ليخلو بنفسه ويناجي ربه، كذا للمرأة خلوات.. تعبد الله وتدعوه وتطهر نفسها وعقلها من لوثات الدنيا وانشغالاتها.

 

* علمتني مريم أن الدعاء سهم صائب رابح.. سيبلغ الهدف ولو بعد حين.. مريم كانت ثمرة لدعاء والدتها: (…رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، (وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).. على الآباء أن يأخذوها قاعدة من أم مريم البتول: لا تدعو على أولادكم، وادعوا لهم، فصلاحهم سرور، وضلالهم تعاسة لكم وشقاء.

 

* قالت مريم -عليها السلام- : (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا..).. ولم تعلم أن في بطنها نبي.. بعض الكربات قد تحمل في طيّاتها  كرامات، وبعض المحن تحمل في ثناياها منح فلا تتجزع من الأقدار!!

 

* علمتني مريم أن العقول تتربى بالتفكر، والقلوب تصلحها العبادة لله.. (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ).. الصلاة طريقك للراحة ألم يقل نبينا الكريم لمؤذنه بلال: "أرحنا بها يا بلال".

 

* عندما تتعرض لصدمة ما، أنت بحاجة إلى أن تخلو بنفسك.. تستعيد توازنك، تتفكر في أمرك.. مريم حينما حملت تباعدت عن قومها: (إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا).

 

* تعلمت من مريم أن الواقع يأتي من رحم المستحيل.. وأن هناك أموراً لو لم يحيكها الرب لنا لما قبلتها عقولنا واستوعبها أفكارنا.. ولد يولد بلا أب، ويتكلم في المهد..!

 

* عندما يحسن الإنسان أو يخطئ، فإن الناس يربطون بين فعله وتربيته.. فأخلاقك عنوان تربيتك لذا لا تشوه تربية أهلك عبر انتهاكك لفضائل الأخلاق.. في قصة مريم ربط قومها فعل مريم بأهلها.. (مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا).

 

* حينما جاء جبريل إلى مريم في صورة بشر.. استعاذت منه مريم ولجأت إلى الله.. اللجوء إلى الله وقت الشدائد ملاذ آمن، وحماية وضمان لك ولحياتك.

 

* من قصة مريم تعلمت أن الإنسان يظل إنساناً مهما بلغ في المنزلة والعبادة.. فمريم تمنت الموت.. مخطئ من يعتقد أن الإيمان يجعل البشر ملائكة لا يخطئون.. ويخطئ أكثر من يطالب البشر أن يكونوا فوق بشريتهم.

 

* علمتني مريم أن الصمت أبلغ.. الصمت ليس عجزاً ولا ضعفاً.. هناك ناس لا يجدي معهم إلا الصمت.. فلا ينفع معهم التبرير والتوضيح.. (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا).

 

* أصحاب العقول السليمة يرفضون الفواحش، ويمقتون الكبائر.. أبو بكر الصديق لم يشرب الخمر في الجاهلية، وهند بنت عتبة قالت للرسول الكريم مستغربة: أو تزني الحرة يا رسول الله؟! وكذلك قوم مريم استغربوا عليها الفاحشة.. وحاشاها.

 

* علمتني مريم أن الفرج يأتي بعد الشدة.. مهما أسدل الليل عليك همومه ستشرق الشمس.. مريم كانت في هَمّ عظيم وستصبح مُعرضة لكلام الناس.. لكن الأمور سارت على ما يرام في النهاية.. فخلد ذكرها في العالمين.

 

ولكم تحياااااتي

 

المصدر: تواصل

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات