قُبلة على جبين معلم

ماجد بن سعيد الرفاعي

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

 

سرني ما شاهدته في مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي لسعادة مدير التعليم في محافظة محايل عسير وهو يُقبل رأس أحد معلمي الصف الأول الابتدائي، لما لمسه خلال زيارته للمدرسة من مستوى متميز لطلابه، وإتقانهم لمهارة القراءة والكتابة، ظهر ذلك من خلال كلمات الثناء التي أسداها سعادته مشكوراً للمعلم المتميز. فذكرني هذا الموقف بمعلم آخر درس ابني في الصف الأول الابتدائي قبل أربع سنوات، ولا يزال ذلك المعلم عالقاً في ذاكرته حتى اليوم، ويذكرني به كلما سنحت الفرصة لذلك ” يا ليت أدرس عند الأستاذ سامي السناني”، فقد كان نعم الموجه والمربي؛ لما بذله من جهد في تأسيسهم، ولما غرسه من محبة صادقة في قلوب طلابه.

 

وأنا على ثقة بأن مدارسنا مليئة بالنماذج المشرقة، من المعلمين والمعلمات الذين يتفانون في تقديم كل ما يستطيعون في سبيل تربية وتعليم أبنائنا، ويحرصون على تقديم رسالتهم على الوجه الأكمل، مع ما يواجههم من صعوبات خلال السنوات الأخيرة؛ مما خلفته الأجهزة الذكية من ضعف التركيز لدى الطلاب، وغياب دور بعض الأسر في متابعة أبنائهم، علاوة على قطع كثير من المعلمين والمعلمات مئات الأميال في سبيل الوصول للقُرى والهجر النائية.

 

ولي هنا وقفات سريعة:

 

الأولى مع إعلامنا: وذلك بأن يقوم بدوره في إبراز النواحي الإيجابية والمشرفة في مدارسنا وجامعاتنا وما أكثرها، وأن يتجاهل الحالات النادرة التي تحدث في كل مكان، وصورت للأسف الشديد خلال الفترة الماضية على أنها حالات منتشرة كحالات التعنيف. وهذه إن حدثت فلها إجراءاتها ومسارها القانوني، ولا تحتاج إلى تضخيم.

 

الثانية مع وزارة التعليم: وذلك بأن تقدم للمعلمين كل دعم وتسهيل، سواء على مستوى احتياجاتهم أو على مستوى البيئة المدرسية والتجهيزات، وهذا الأمور ستنعكس على أدائهم، فالمعلم يقف أمام عشرات الطلاب ما يزيد على ست ساعات في اليوم، متنقلاً من فصل لآخر؛ فهو أولى بالوقوف معه من أي قطاع آخر. وقد كان لمعالي وزير التعليم الحالي د. حمد آل الشيخ تصريحات وخطوات مشكورة خلال الأيام الماضية ثمنها المعلمون وشعروا فيها بتقدير جهودهم، وكان لذلك صدى واسع بين أوساط المعلمين، ونتمنى مواصلة الدعم لصانعي الأجيال فهم يستحقون من الوزارة أكثر من ذلك.

 

الثالثة هي لنا معشر الآباء: وذلك بأن نكون عوناً للمعلمين على أداء مهمتهم النبيلة، من خلال متابعة أبنائنا، وغرس تقدير المعلم في نفوسهم، وزيارتهم في مدارسهم وتقديم كلمات الشكر والثناء للمعلمين على ما يقدمونه من جهد تجاه أبنائنا، فنحن نضجر أحياناً من صخب الأطفال، بينما المعلم يتعامل مع مئات الطلاب في اليوم الواحد، ويتحمل ما يصدر منهم من مشاكسات وتصرفات مزعجة.

 

الرابعة والأخيرة : لكم معشر المعلمين والمعلمات وليس لي أن أقدم رسالة لأمثالكم فمن ميادينكم تعلمنا.

 

هنيئاً لكم بهذه المهنة العظيمة، والمنزلة الرفيعة التي تنالونها بإخلاصكم وتفانيكم، ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير".

 

وهذه أمانة كبيرة تحملتموها، ووقف لكم في حياتكم وبعد مماتكم، واستثمار لعقول أجيالنا، في تقدم ورقي بلادنا. وتذكروا بأن كلمة واحدة قد لا تلقون لها بالاً؛ تكون سبباً في صنع مستقبل أحد طلابكم، ودافعاً له لبذل المزيد من الجهد. وكلمة أخرى أربأ بكم عنها؛ قد تهدم مستقبل أحد طلابكم.

 

المصدر: تواصل

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات