أصدقاء الشاشة

هند عامر

2022-10-07 - 1444/03/11
التصنيفات:

(لدي 422 صديق لكنني مع كل هذا العدد لازلت وحيداً! أتكلم معهم كل يوم، ومع ذلك لا أحد منهم يعرفني!)

 

كان هذا اقتباس من فيلم يتناول أثر الانشغال بالأجهزة والأنترنت على علاقاتنا الاجتماعية، ويختصر لنا هذا الاقتباس الفكرة القائلة بأن البعض أصبح يعيش (حياة الشاشة)، أكثر مما يعيش (الحياة الواقعية) وكيف أن ذلك ينال كثيرا من المعنى العذب للصداقة.

 

(وحيدون معاً) هو العنوان الذي اختارته الكاتبة (شيري توركل) لكتابها، والذي يشرح معاناة صاحبنا في الاقتباس السابق إذ تقول شيري: أصبحنا نرتضي بالبقاء وحيدين. لكن معاً!

 

وحيدين في الواقع لكننا في ذات الوقت غارقين مع مئات الآلاف مع الصداقات الرقمية الافتراضية!

 

نميل -بشكل قد لا نتنبه له- إلى إبقاء علاقاتنا على الشاشة، حتى مع أصدقاءنا الحقيقين!

 

ننفر مما كنا نحرص عليه سابقا من الالتقاء وجها لوجه بأصدقائنا، بل حتى بتنا نتعذر بالوقت لنتحاشى الاتصال الهاتفي لأننا نتثاقل سماع أصوات أحبابنا، نظن أننا حينما نشاهد بضعة صور أو نصوص أو حتى مقاطع مرئية فإن هذا يكفي!

 

صداقاتنا باتت تفقد معاني كثيرة، وتلك القصص التي كنا نأتمنهم عليها، ونشاركهم إياها بالهمس، ونعتبرها من المواثيق التي تجمعنا أصبحنا ميالين لجعلها عناوين رئيسة لتغريداتنا ومقاطعنا في شبكاتنا الاجتماعية، دون أن نستشعر فداحة ذلك.

 

شيري تبذل مجهودا كبيرا في كتاب كامل، لتعيد لنا مفاهيم بدهية باتت تذبل وتتصحر وبتنا ننساها وكلما حاول أحدهم تنبيهنا لذلك نرد بثقة أننا نتحكم بما يكفي بوجودنا الافتراضي مع أننا – ورغم الإنكار الواثق- لا نتحكم!

 

تحاول شيري أن تعيد لنا المتعة الجميلة في رؤية وتأمل ملامح أحبابنا، الابتهاج العذب الذي يغمر قلوبنا حينما ننصت لأصواتهم ونستشعر نبراتهم، الأمان والراحة التي تسكنا حينما تشد أيادينا على أياديهم، تحاول أن (تعيد) لنا نعمة المشاعر الحقيقية والصداقات الأكثر صدقا ودفئا، بعيداً عن تنميق النصوص الجافة والصور المصطنعة والمقاطع المبهرجة، فهل تعود؟

 

المصدر: تواصل

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات