فضل الكبار وحق الصغار ووصايا في التعامل
1433/05/10
3٬262
1057
30
أيها المسلمون: يتنامى في الإنسان شيئان: جسده وعقله، ويكون الجسد أسرع نموًا من العقل، إذ يكتمل للإنسان نضجُه الجسماني في سن العشرين غالبًا، أما عقلُه فلا يتتامّ نموه إلا في الأربعين، بل لا يزال عقل الإنسان يزداد نضجًا ورُشدًا بكثرة التجربة والممارسة حتى وهو في ذلك العمر الذي بدأت قوته الجسمانية تنقلب إلى ضعف.
وفي أرذل العمر يجتمع عليه الضعفان: ضعفُ العقل والبدن، (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54].
ولهذا بعث النبي صلى الله عليه وسلم في سن الأربعين، وإلى هذه الحقيقة يشير قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف: 15].
وكلما تقدم بالإنسان العمر كان أحرى أن يكون أنضج عقلاً، وأسدَّ رأيًا، وأحكم تصرفًا، وأسلم من الطيش وجنوح العاطفة، وأبعدَ عن عجلةِ الرأي الفطير، والنظرِ الحسير.
لو لم يكن لترجيح رأي الكهل والشيخ الكبير إلا كثرةُ الممارسة وطولُ الخبرة لكان كافيًا؛ فهو قد تمرس الحياة على تقلّب أحوالها واختلاف ظروفها، وحنّكته التجاربُ والصروف حتى عرف ما يأتي وما يذر، وخَبَر مداخ .....
الملفات المرفقة
قم بالنقر على اسم الملف للتحميل
طباعة
المفضلة
A - A +

مواد الكاتب
- الاعتزاز بالعقيدة وتعظيم شأنها في نفوس العباد - خطب مختارة
- اتباع الهوى - خطب مختارة
- الحب المشروع والحب الممنوع.. خطب مختارة
- لا تلهينكم الدنيا - خطب مختارة
- حماية الأولاد من الفساد والضلال – خطب مختارة
- مجموعة مختارات عن الاختبارات وما يتعلق بها
- الإعجاب بالغرب والتشبه بهم - خطب مختارة
- الافتقار إلى الله - خطب مختارة
التعليقات