يهود

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

التعريف

اليهودية: "هي ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه السلام والمعروفين بالأسباط من بني إسرائيل الذين أرسل الله إليهم موسى عليه السلام مؤيداً بالتوراة؛ ليكون لهم نبيًّا.

واليهودية ديانة يبدو أنها منسوبة إلى يهود الشعب، وهذه بدورها قد اختلف في أصلها، وقد تكون نسبة إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب، وعممت على الشعب على سبيل التغليب"(الموسوعة الميسرة للندوة العالمية للشباب الإسلامي)

 

اليهودية: مصطلح حادث يطلق على الديانة الباطلة المحرفة عن الدين الحق الذي جاء به موسى عليه السلام. ولعل هذا هو التعريف الصحيح لليهودية، ومن خلاله يتبين الخلل في بعض التعريفات التي تقول: إنها الدين الذي جاء به موسى - عليه السلام -.

أو: إنها دين موسى عليه السلام.

وهذا خطأ؛ إذ موسى عليه السلام لم يجئ باليهودية، وإنما جاء بالإسلام - بمفهومه العام- الذي يعني الاستسلام لله وحده؛ فهو دين جميع الأنبياء من لدن نوح إلى محمد عليهم السلام.

قال الله -عز وجل- عن إبراهيم عليه السلام: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[آل عمران: 67].

وقال - تبارك وتعالى - عن موسى عليه السلام: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ)[يونس:84 ].

وقال عن عيسى عليه السلام: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 52].

فهذا هو الإسلام العام الذي جاء به جميع الأنبياء. أما الإسلام الخاص فهو: شريعة القرآن التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم (انظر: التدمرية؛ لابن تيمية:196-175).

 

سبب تسميتهم:

1- أنهم سموا يهوداً نسبة إلى يهوذا بن يعقوب، الذي ينتمي إليه بنو إسرائيل الذين بعث فيهم موسى عليه السلام فقلبت العرب الذال دالاً.

2- نسبة إلى الهَوَد: وهو التوبة، والرجوع، وذلك نسبة إلى قول موسى عليه السلام لربه:  إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ  [الأعراف: 156]. أي: تبنا ورجعنا إليك يا ربنا. قال ابن منظور: الهود: التوبة، هادَ يهود هوداً، وتهوَّد: تاب ورجع إلى الحق؛ فهو هائد، وقومٌ هُوْد مثل حائك وحُوك، وبازل وبُزْل  (لسان العرب:3-439).

3- نسبة إلى التقرب والعمل الصالح، قال زهير بن أبي سلمى:

سوى رَبَعٍ لم يأتِ فيه مخافةً *** ولا رهقاً من عابد متهود

فالمتهود: المتقرب، والتهود: العمل الصالح  (لسان العرب:3-439) .

4- من الهوادة، وهي المودة، فكأنهم سموا بذلك؛ لمودة بعضهم بعضاً(رسائل في الأديان والفرق والمذاهب؛ لمحمد الحمد ص 63، 64).

 

لليهود عدة أسماء منها:

1- اليهود.

2- بنو إسرائيل: وإسرائيل لقب يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

قال ابن عباس  رضي الله عنهما: معناه: (عبد الله).

لأن إسرا بمعنى عبد، وإيل: اسم الله.أي: أنه مركب من كلمتين: إسرا، وإيل، كما يقولون: بيت إيل(انظر: التحرير والتنوير؛ لابن عاشور:1-450).

3- الذين هادوا: كما قال عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ)[البقرة: 62]، وقال: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ)[المائدة:44].

4- أهل الكتاب: إشارة إلى اسمهم المتأخر خاصة بعد ظهور عيسى عليه السلام، وتميزهم عن أتباعه النصارى.

ولذلك يطلق هذا الاسم عليهم وعلى النصارى؛ إشارة إلى أن الله أنزل عليهم كتاباً من السماء، وهو التوراة على موسى، والإنجيل على عيسى عليهما السلام.

وعلى أية حال فاسم اليهود أشمل من بني إسرائيل؛ لأنه يطلق على الذين اعتنقوا الديانة سواء كانوا من بني إسرائيل أو من غيرهم.

في حين أن بني إسرائيل وهم ذرية يعقوب عليه السلام قد يكون منهم اليهودي، أو النصراني، أو المسلم، أو سواهم(المصدر: رسائل في الأديان والفرق والمذاهب، لمحمد الحمد ص 64، 65).

 

 

 

العناصر

1- من أسماء اليهود وسبب تسميتهم بذلك 2- اليهود في القرآن 3- نبذة عن تاريخ اليهود 4 – تحريف التوراة 5- من أوصاف اليهود وأخلاقهم 6- تعدي اليهود على الرسل 7- موقف اليهود وأهدافهم من المسلمين 8- ادعاءات اليهود  

الايات

1- قال الله تعالى: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)[الفاتحة:6-7].   2- قال الله تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ... الآيات)[البقرة:40-113].   3- قال الله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)[البقرة:120-123].   4- قال الله تعالى: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ ... الآيات)[البقرة:135-148].   5- قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ)[البقرة:159-162].   6- قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ)[البقرة:174-176].   7- قال الله تعالى: (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[البقرة:211].   8- قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ ... الآيات)[البقرة: 246-251].   9- قال الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ... الآيات)[آلعمران:19-25].   10- قال الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ... الآيات)[آلعمران:64-75].   11- قال الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ...)[آلعمران:98-101].   12- قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ ... الآيات)[آلعمران:110-114].   13- قال الله تعالى: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)[آلعمران:199].   14- قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ ... الآيات)[النِّسَاءِ:44-47].   15- قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ ... الآيات)[النِّسَاءِ:51-55].   16- قال الله تعالى: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً ... الآيات)[النِّسَاءِ:153-156].   17- قال الله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عليهم ... الآيات)[النِّسَاءِ:159-162].   18- قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[المائدة:12-13].   19- قال الله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[المائدة:15-16].   20- قال الله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ... الآيات)[المائدة:18-26].       21- قال الله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ ... الآيات)[المائدة:48-71].   22- قال الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ * لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)[المائدة:77-82].   23- قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ... الآيات)[الأعراف:130-171].   24- قال الله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْل قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)[التوبة:30].   25- قال الله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ ... الآيات)[الإسراء:4-8].   26- قال الله تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[العنكبوت:46].   27- قال الله تعالى: (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا)[الأحزاب:26-27].   28- قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ * وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الحشر:2-4].   29- قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)[الحشر:11-14].   30- قال الله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)[الجمعة:5-7].   31- قال الله تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)[البينة:1-6].  

الاحاديث

1- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بنَ سَلامٍ مَقْدَمُ رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- المَدِينَةَ فأتاهُ، فَقالَ: إنِّي سائِلُكَ عن ثَلاثٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إلّا نَبِيٌّ قالَ: ما أوَّلُ أشْراطِ السّاعَةِ؟ وما أوَّلُ طَعامٍ يَأْكُلُهُ أهْلُ الجَنَّةِ؟ ومِنْ أيِّ شيءٍ يَنْزِعُ الوَلَدُ إلى أبِيهِ؟ ومِنْ أيِّ شيءٍ يَنْزِعُ إلى أخْوالِهِ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَبَّرَنِي بهِنَّ آنِفًا جِبْرِيلُ قالَ: فَقالَ عبدُ اللَّهِ ذاكَ عَدُوُّ اليَهُودِ مِنَ المَلائِكَةِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أمّا أوَّلُ أشْراطِ السّاعَةِ فَنارٌ تَحْشُرُ النّاسَ مِنَ المَشْرِقِ إلى المَغْرِبِ، وأَمّا أوَّلُ طَعامٍ يَأْكُلُهُ أهْلُ الجَنَّةِ فَزِيادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وأَمّا الشَّبَهُ في الوَلَدِ: فإنَّ الرَّجُلَ إذا غَشِيَ المَرْأَةَ فَسَبَقَها ماؤُهُ كانَ الشَّبَهُ له، وإذا سَبَقَ ماؤُها كانَ الشَّبَهُ لَها قالَ: أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ اللَّهِ، ثُمَّ قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، إنْ عَلِمُوا بإسْلامِي قَبْلَ أنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُونِي عِنْدَكَ، فَجاءَتِ اليَهُودُ ودَخَلَ عبدُ اللَّهِ البَيْتَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عبدُ اللَّهِ بنُ سَلامٍ"؟ قالوا: أعْلَمُنا، وابنُ أعْلَمِنا، وأَخْيَرُنا، وابنُ أخْيَرِنا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أفَرَأَيْتُمْ إنْ أسْلَمَ عبدُ اللَّه"؟ قالوا: أعاذَهُ اللَّهُ مِن ذلكَ، فَخَرَجَ عبدُ اللَّهِ إليهِم فَقالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فَقالوا: شَرُّنا، وابنُ شَرِّنا، ووَقَعُوا فِيهِ (رواه البخاري:٣٣٢٩).   2- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ"(رواه مسلم:٢٩٢٢).   3- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مازالتْ أكْلَةُ خيبرَ تعاوِدُنِي كلَّ عامٍ، حتى كان هذا أوانُ قطْعِ أَبْهَرِي"(أخرجه البزار:٨٠٠٧، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٥٦٢٩).   4- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ"(رواه مسلم:٢٩٢٢).   5- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لعنَ اللَّهُ اليَهودَ -ثلاثًا- إنَّ اللَّهَ حرَّمَ علَيهِمُ الشُّحومَ فباعوها، وأَكَلوا أثمانَها، وإنَّ اللَّهَ إذا حرَّمَ على قومٍ أَكْلَ شيءٍ، حرَّمَ علَيهِم ثمنَهُ"(رواه أبو داود:٣٤٨٨، وصححه الألباني).   6- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لعنَ اللَّهُ اليَهودَ والنَّصارى، اتَّخَذوا قُبورَ أنبيائِهِم مساجِدَ"(رواه النسائي:٢٠٤٦، وصححه الألباني).   7- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ علَى مُوسَى، فَقَالَ: بما أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ، قَالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ، وإنِّي واللَّهِ قدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وعَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أشَدَّ المُعَالَجَةِ"(أخرجه البخاري:٣٨٨٧، ومسلم:١٦٤).   8- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلّا كانَ مِن أصْحابِ النّارِ"(رواه مسلم:١٥٣).   9- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: أنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بشاةٍ مَسْمُومَةٍ، فأكَلَ منها، فَجِيءَ بها إلى رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَسَأَلَها عن ذلكَ؟ فَقالَتْ: أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ، قالَ: ما كانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ على ذاكِ قالَ: أَوْ قالَ، عَلَيَّ قالَ قالوا: أَلا نَقْتُلُها؟ قالَ: لا، قالَ: فَما زِلْتُ أَعْرِفُها في لَهَواتِ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-. وفي روايةٍ: أنَّ يَهُودِيَّةً جَعَلَتْ سَمًّا في لَحْمٍ، ثُمَّ أَتَتْ به رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-   10- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أشدُّ النّاسِ عَذابًا يومَ القيامةِ رَجُلٌ قتَلَه نبيٌّ، أو قتَلَ نبيًّا، وإمامُ ضلالةٍ، ومُمثِّلٌ مِن المُمثِّلينَ"(أخرجه أحمد:٣٨٦٨، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة ٢٨١: إسناده جيد).   11- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال حينما غزا خيبر: "اللَّهُ أكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إنّا إذا نَزَلْنا بساحَةِ قَوْمٍ (فَساءَ صَباحُ المُنْذَرِينَ) [الصافات:١٧٧] قالَها ثَلاثًا"(رواه البخاري:٣٧١، ومسلم:١٣٦٥).   12- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: لَمّا رَجَعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الخَنْدَقِ، ووَضَعَ السِّلاحَ واغْتَسَلَ، أتاهُ جِبْرِيلُ -عليه السَّلامُ-، فَقالَ: قدْ وضَعْتَ السِّلاحَ؟ "واللَّهِ ما وضَعْناهُ"، فاخْرُجْ إليهِم قالَ: "فَإِلى أيْنَ؟" قالَ: ها هُنا، وأَشارَ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إليهِم "(رواه البخاري:٤١١٧).   13- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن لِكَعْبِ بنِ الأشْرَفِ، فإنَّه قدْ آذى اللَّهَ ورَسولَهُ"، فَقامَ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتُحِبُّ أنْ أقْتُلَهُ؟ قالَ: "نَعَمْ"، قالَ: فَأْذَنْ لي أنْ أقُولَ شيئًا، قالَ: قُلْ، فأتاهُ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ فقالَ: إنَّ هذا الرَّجُلَ قدْ سَأَلَنا صَدَقَةً، وإنَّه قدْ عَنّانا وإنِّي قدْ أتَيْتُكَ أسْتَسْلِفُكَ، قالَ: وأَيْضًا واللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ، قالَ: إنّا قَدِ اتَّبَعْناهُ، فلا نُحِبُّ أنْ نَدَعَهُ حتّى نَنْظُرَ إلى أيِّ شيءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ، وقدْ أرَدْنا أنْ تُسْلِفَنا وسْقًا أوْ وسْقَيْنِ - وحَدَّثَنا عَمْرٌو غيرَ مَرَّةٍ فَلَمْ يَذْكُرْ وسْقًا أوْ وسْقَيْنِ أوْ: فَقُلتُ له: فيه وسْقًا أوْ وسْقَيْنِ؟ فقالَ: أُرى فيه وسْقًا أوْ وسْقَيْنِ - فقالَ: نَعَمِ، ارْهَنُونِي، قالوا: أيَّ شيءٍ تُرِيدُ؟ قالَ: ارْهَنُونِي نِساءَكُمْ، قالوا: كيفَ نَرْهَنُكَ نِساءَنا وأَنْتَ أجْمَلُ العَرَبِ، قالَ: فارْهَنُونِي أبْناءَكُمْ، قالوا: كيفَ نَرْهَنُكَ أبْناءَنا، فيُسَبُّ أحَدُهُمْ، فيُقالُ: رُهِنَ بوَسْقٍ أوْ وسْقَيْنِ، هذا عارٌ عَلَيْنا، ولَكِنّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ - قالَ سُفْيانُ: يَعْنِي السِّلاحَ - فَواعَدَهُ أنْ يَأْتِيَهُ، فَجاءَهُ لَيْلًا ومعهُ أبو نائِلَةَ، وهو أخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضاعَةِ، فَدَعاهُمْ إلى الحِصْنِ، فَنَزَلَ إليهِم، فقالَتْ له امْرَأَتُهُ: أيْنَ تَخْرُجُ هذِه السّاعَةَ؟ فقالَ إنَّما هو مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، وأَخِي أبو نائِلَةَ، وقالَ غَيْرُ عَمْرٍو، قالَتْ: أسْمَعُ صَوْتًا كَأنَّهُ يَقْطُرُ منه الدَّمُ، قالَ: إنَّما هو أخِي مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ ورَضِيعِي أبو نائِلَةَ إنَّ الكَرِيمَ لو دُعِيَ إلى طَعْنَةٍ بلَيْلٍ لَأَجابَ، قالَ: ويُدْخِلُ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ معهُ رَجُلَيْنِ - قيلَ لِسُفْيانَ: سَمّاهُمْ عَمْرٌو؟ قالَ: سَمّى بَعْضَهُمْ - قالَ عَمْرٌو: جاءَ معهُ برَجُلَيْنِ، وقالَ: غَيْرُ عَمْرٍو: أبو عَبْسِ بنُ جَبْرٍ، والحارِثُ بنُ أوْسٍ، وعَبّادُ بنُ بشْرٍ، قالَ عَمْرٌو: جاءَ معهُ برَجُلَيْنِ، فقالَ: إذا ما جاءَ فإنِّي قائِلٌ بشَعَرِهِ فأشَمُّهُ، فإذا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِن رَأْسِهِ، فَدُونَكُمْ فاضْرِبُوهُ، وقالَ مَرَّةً: ثُمَّ أُشِمُّكُمْ، فَنَزَلَ إليهِم مُتَوَشِّحًا وهو يَنْفَحُ منه رِيحُ الطِّيبِ، فقالَ: ما رَأَيْتُ كاليَومِ رِيحًا، أيْ أطْيَبَ، وقالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قالَ: عِندِي أعْطَرُ نِساءِ العَرَبِ وأَكْمَلُ العَرَبِ، قالَ عَمْرٌو: فقالَ: أتَأْذَنُ لي أنْ أشُمَّ رَأْسَكَ؟ قالَ: نَعَمْ، فَشَمَّهُ ثُمَّ أشَمَّ أصْحابَهُ، ثُمَّ قالَ: أتَأْذَنُ لِي؟ قالَ: نَعَمْ، فَلَمّا اسْتَمْكَنَ منه، قالَ: دُونَكُمْ، فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أتَوُا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فأخْبَرُوهُ (رواه البخاري:٤٠٣٧، ومسلم:١٨٠١)   14- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: رُمِيَ يومَ الأحزابِ سعدُ بنُ معاذٍ فقَطعوا أكْحلَهُ -أو أبجلَهُ- فحَسمَهُ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بالنّارِ، فانتفخَت يدُهُ فترَكَهُ فنزفَهُ الدَّمُ فحَسمَهُ أُخرى فانتفخت يدُهُ فلمّا رأى ذلِكَ قالَ: اللَّهمَّ لا تُخرِجْ نَفسي حتّى تُقِرَّ عيني من بَني قُرَيْظةَ فاستمسَكَ عِرقُهُ فما قطرَ قطرةً حتّى نزلوا على حُكْمِ سعدِ بنِ معاذٍ فأرسلَ إليهِ فحَكَمَ أن يُقتَلَ رجالُهُم وتُستَحيي نساؤُهُم يستعينُ بِهِنَّ المسلِمونَ فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أصبتَ حُكْمَ اللَّهِ فيهم وَكانوا أربعمائةٍ فلمّا فرغَ من قتلِهِم انفتقَ عِرقُهُ فماتَ"(أخرجه الترمذي:١٥٨٢، وصححه الألباني).   15- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أُرْسِلَ مَلَكُ المَوْتِ إلى مُوسى عليهما السَّلامُ، فَلَمّا جاءَهُ صَكَّهُ، فَرَجَعَ إلى رَبِّهِ، فَقالَ: أرْسَلْتَنِي إلى عَبْدٍ لا يُرِيدُ المَوْتَ، فَرَدَّ اللَّهُ عليه عَيْنَهُ وقالَ: ارْجِعْ، فَقُلْ له: يَضَعُ يَدَهُ على مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بكُلِّ ما غَطَّتْ به يَدُهُ بكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ، قالَ: أيْ رَبِّ، ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ المَوْتُ، قالَ: فالْآنَ، فَسَأَلَ اللَّهَ أنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بحَجَرٍ"، قالَ: قالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فلوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ، إلى جانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ"(أخرجه البخاري:١٣٣٩ واللفظ له، ومسلم:٢٣٧٢).   16- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "غَزا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بها؟ ولَمّا يَبْنِ بها، ولا أَحَدٌ بَنى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَها، ولا أَحَدٌ اشْتَرى غَنَمًا أَوْ خَلِفاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلادَها، فَغَزا فَدَنا مِنَ القَرْيَةِ صَلاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْها عَلَيْنا، فَحُبِسَتْ حتّى فَتَحَ اللَّهُ عليه، فَجَمع الغَنائِمَ، فَجاءَتْ يَعْنِي النّارَ لِتَأْكُلَها، فَلَمْ تَطْعَمْها فَقالَ: إنَّ فِيكُمْ غُلُولًا، فَلْيُبايِعْنِي مِن كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بيَدِهِ، فَقالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، فَلْيُبايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ بيَدِهِ، فَقالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، فَجاؤُوا برَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ، فَوَضَعُوها، فَجاءَتِ النّارُ، فأكَلَتْها ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنا الغَنائِمَ رَأى ضَعْفَنا، وعَجْزَنا فأحَلَّها لَنا"(أخرجه البخاري:٣١٢٤، ومسلم:١٧٤٧).   17- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قِيلَ لِبَنِي إسْرائِيلَ: (ادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا وقُولوا حِطَّةٌ يُغْفَرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ) فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا البابَ يَزْحَفُونَ على أسْتاهِهِمْ، وقالوا: حَبَّةٌ في شَعَرَةٍ"(أخرجه البخاري:٣٤٠٣، ومسلم:٣٠١٥).   18- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بكتابٍ أصابه من بعضِ أهلِ الكتابِ فقرأه على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال فغضب، وقال: "أَمُتَهَوِّكون فيها يا ابنَ الخطابِ والذي نفسي بيده لقد جئتُكم بها بيضاءَ نقِيَّةً لا تسألوهم عن شيءٍ فيخبروكم بحقٍّ فتكذبوا به أو بباطلٍ فتُصدِّقوا به والذي نفسي بيده لو أنَّ موسى كان حيًّا ما وَسِعَه إلا أن يَتَّبِعَني"(رواه ابن كثير في البداية والنهاية:٢-١٢٢، وقال: إسناده على شرط مسلم، وحسنه شعيب الأرنؤوط في تخريج شرح السنة:١٢٦).   19- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-: أجْلى اليَهُودَ، والنَّصارى مِن أرْضِ الحِجازِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمّا ظَهَرَ على خَيْبَرَ أرادَ إخْراجَ اليَهُودِ منها، وكانَتِ الأرْضُ حِينَ ظَهَرَ عَلَيْها لِلَّهِ ولِرَسولِهِ -صلى الله عليه وسلم- ولِلْمُسْلِمِينَ، وأَرادَ إخْراجَ اليَهُودِ منها، فَسَأَلَتِ اليَهُودُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِيُقِرَّهُمْ بها، أنْ يَكْفُوا عَمَلَها، ولَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فَقالَ لهمْ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: نُقِرُّكُمْ بها على ذلكَ ما شِئْنا، فَقَرُّوا بها حتّى أجْلاهُمْ عُمَرُ إلى تَيْماءَ وأَرِيحاءَ (رواه البخاري:٢٣٣٨، ومسلم:١٥٥١).   2- دَخَلَ عليه نَفَرٌ مِنَ الأنْصَارِ، فَتَحَدَّثُوا عِنْدَهُ، فَخَرَجَ رَجُلٌ منهمْ بيْنَ أيْدِيهِمْ فَقُتِلَ، فَخَرَجُوا بَعْدَهُ، فَإِذَا هُمْ بصَاحِبِهِمْ يَتَشَحَّطُ في الدَّمِ، فَرَجَعُوا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، صَاحِبُنَا كانَ تَحَدَّثَ معنَا، فَخَرَجَ بيْنَ أيْدِينَا، فَإِذَا نَحْنُ به يَتَشَحَّطُ في الدَّمِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: بمَن تَظُنُّونَ، أوْ مَن تَرَوْنَ، قَتَلَهُ قالوا: نَرَى أنَّ اليَهُودَ قَتَلَتْهُ، فأرْسَلَ إلى اليَهُودِ فَدَعَاهُمْ، فَقالَ: آنْتُمْ قَتَلْتُمْ هذا؟ قالوا: لَا، قالَ: أتَرْضَوْنَ نَفْلَ خَمْسِينَ مِنَ اليَهُودِ ما قَتَلُوهُ فَقالوا: ما يُبَالُونَ أنْ يَقْتُلُونَا أجْمَعِينَ، ثُمَّ يَنْتَفِلُونَ.. الحديث (رواه البخاري:٦٨٩٩).   21- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: "إنَّما أَجَلُكُمْ في أَجَلِ مَن خَلا مِنَ الأُمَمِ، ما بيْنَ صَلاةِ العَصْرِ إلى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، وإنَّما مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ اليَهُودِ، والنَّصارى، كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمّالًا، فَقالَ: مَن يَعْمَلُ لي إلى نِصْفِ النَّهارِ على قِيراطٍ قِيراطٍ، فَعَمِلَتِ اليَهُودُ إلى نِصْفِ النَّهارِ على قِيراطٍ قِيراطٍ، ثُمَّ قالَ: مَن يَعْمَلُ لي مِن نِصْفِ النَّهارِ إلى صَلاةِ العَصْرِ على قِيراطٍ قِيراطٍ، فَعَمِلَتِ النَّصارى مِن نِصْفِ النَّهارِ إلى صَلاةِ العَصْرِ على قِيراطٍ قِيراطٍ، ثُمَّ قالَ: مَن يَعْمَلُ لي مِن صَلاةِ العَصْرِ إلى مَغْرِبِ الشَّمْسِ على قِيراطَيْنِ قِيراطَيْنِ، أَلا، فأنْتُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِن صَلاةِ العَصْرِ إلى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، على قِيراطَيْنِ قِيراطَيْنِ، أَلا لَكُمُ الأجْرُ مَرَّتَيْنِ"، فَغَضِبَتِ اليَهُودُ، والنَّصارى، فَقالوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطاءً، قالَ اللَّهُ: "هلْ ظَلَمْتُكُمْ مِن حَقِّكُمْ شيئًا؟" قالوا: لا، قالَ: "فإنَّه فَضْلِي أُعْطِيهِ مَن شِئْتُ"(رواه البخاري:٣٤٥٩).   22- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: أنَّ اليَهُودَ كانُوا إذا حاضَتِ المَرْأَةُ فيهم لَمْ يُؤاكِلُوها، ولَمْ يُجامِعُوهُنَّ في البُيُوتِ فَسَأَلَ أصْحابُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هو أذًى فاعْتَزِلُوا النِّساءَ في المَحِيضِ)[البقرة:٢٢٢] إلى آخِرِ الآيَةِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اصْنَعُوا كُلَّ شيءٍ إلّا النِّكاحَ" فَبَلَغَ ذلكَ اليَهُودَ، فَقالوا: ما يُرِيدُ هذا الرَّجُلُ أنْ يَدَعَ مِن أمْرِنا شيئًا إلّا خالَفَنا فِيهِ، فَجاءَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، وعَبّادُ بنُ بشْرٍ فَقالا يا رَسولَ اللهِ، إنَّ اليَهُودَ تَقُولُ: كَذا وكَذا، فلا نُجامِعُهُنَّ؟ فَتَغَيَّرَ وجْهُ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حتّى ظَنَنّا أنْ قدْ وجَدَ عليهما، فَخَرَجا فاسْتَقْبَلَهُما هَدِيَّةٌ مِن لَبَنٍ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فأرْسَلَ في آثارِهِما فَسَقاهُما، فَعَرَفا أنْ لَمْ يَجِدْ عليهما (رواه مسلم:٣٠٢).   23- عن أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما خلا يهوديٌّ بمسلمٍ إلا همَّ بقتلِه"(أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (٢-٣٨٢)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٨-٣١٦)، والديلمي في «الفردوس» (٦٣٤٠) واللفظ له، وضعفه الألباني في فقه السيرة:٣١٨).   24- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كانَتْ بَنُو إسْرائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُراةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ، وكانَ مُوسى -صلى الله عليه وسلم- يَغْتَسِلُ وحْدَهُ، فَقالوا: واللَّهِ ما يَمْنَعُ مُوسى أنْ يَغْتَسِلَ معنا إلّا أنَّه آدَرُ، فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ على حَجَرٍ، فَفَرَّ الحَجَرُ بثَوْبِهِ، فَخَرَجَ مُوسى في إثْرِهِ، يقولُ: ثَوْبِي يا حَجَرُ، حتّى نَظَرَتْ بَنُو إسْرائِيلَ إلى مُوسى، فَقالوا: واللَّهِ ما بمُوسى مِن بَأْسٍ، وأَخَذَ ثَوْبَهُ، فَطَفِقَ بالحَجَرِ ضَرْبًا فَقالَ أبو هُرَيْرَةَ: واللَّهِ إنَّه لَنَدَبٌ بالحَجَرِ، سِتَّةٌ أوْ سَبْعَةٌ، ضَرْبًا بالحَجَرِ"(أخرجه البخاري:٢٧٨ واللفظ له، ومسلم:٣٣٩).   25- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: إنَّ اليهودَ جاءوا إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له أنَّ رجلًا منهم وامرأةً زنيا فقال لهم رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما تجِدون في التَّوراةِ في شأنِ الزِّنا؟" فقالوا: نفضحُهم ويُجلَدون. فقال عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ: كذبتم إنَّ فيها الرَّجمَ، فأتَوْا بالتَّوراةِ فنشروها فجعل أحدُهم يدَه على آيةِ الرَّجمِ، ثمَّ جعل يقرأُ ما قبلها وما بعدها. فقال له عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ: ارفَعْ يدَك، فرفعها فإذا فيها آيةُ الرَّجمِ، فقالوا: صِدقٌ يا محمَّدُ، فيها آيةُ الرَّجمِ، فأمر بهما رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فرُجِما. قال عبدُ اللهِ بنُ عمرَ: فرأيتُ الرَّجلَ يَحني على المرأةِ يَقيها الحجارةَ (رواه أبو داود:٤٤٤٦، وصححه الألباني).   26- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض"، ثم قال: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) إلى قوله (فاسقون) ثم قال: "كلا والله لتأمرن بًالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا"(رواه أبو داود:٤٣٣٦، وضعفه الألباني).   27- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليأتينَّ على أمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حَذوَ النَّعلِ بالنَّعلِ، حتّى إن كانَ مِنهم من أتى أُمَّهُ علانيَةً لَكانَ في أمَّتي من يصنعُ ذلِكَ، وإنَّ بَني إسرائيل تفرَّقت على ثِنتينِ وسبعينَ ملَّةً، وتفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ ملَّةً، كلُّهم في النّارِ إلّا ملَّةً واحِدةً، قالوا: مَن هيَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ما أَنا علَيهِ وأَصحابي"(أخرجه الترمذي:٢٦٤١، وحسنه الألباني)   28- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ أوَّلَ ما هلك بنو إسرائيلَ أنَّ امرأةَ الفقيرِ كانت تُكلِّفُه من الثِّيابِ أو الصِّيَغِ أو قال: من الصِّيغةِ ما تُكلِّفُ امرأةُ الغنيِّ، فذكر امرأةً من بني إسرائيلَ كانت قصيرةً، واتَّخذت رِجلَيْن من خشبٍ، وخاتمًا له غلقٌ وطبقٌ، وحشته مِسكًا، وخرجت بين امرأتَيْن طويليتَيْن أو جسيمتَيْن، فبعثوا إنسانًا يتبعُهم، فعرف الطويليتَيْن ولم يعرِفْ صاحبةَ الرِّجلَيْن من الخشبِ"(رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد:٢-٧٥٨ وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٥٩١): إسناده صحيح على شرط مسلم).   29- عن ابن عباس قال: لما نزل قوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) قالت اليهود: يا محمد: افتقر ربك فسأل عباده القرض؟ فأنزل الله "لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء" الآية (رواه ابن مردويه وابن أبي حاتم).   30- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "أنَّ اليَهُودَ أتَوُا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالوا: السّامُ عَلَيْكَ، قالَ: "وعلَيْكُم" فَقالَتْ عائِشَةُ: السّامُ علَيْكُم، ولَعَنَكُمُ اللَّهُ وغَضِبَ علَيْكُم، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَهْلًا يا عائِشَةُ، عَلَيْكِ بالرِّفْقِ، وإيّاكِ والعُنْفَ، أوِ الفُحْشَ" قالَتْ: أوَلَمْ تَسْمَعْ ما قالوا؟ قالَ: "أوَلَمْ تَسْمَعِي ما قُلتُ، رَدَدْتُ عليهم، فيُسْتَجابُ لي فيهم، ولا يُسْتَجابُ لهمْ فِيَّ"(أخرجه البخاري:٦٩٢٧، ومسلم:٢١٦٥).   31- عنِ ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كانَ قُرَيْظةُ والنَّضيرُ وَكانَ النَّضيرُ أشرَفَ من قُرَيْظةَ فَكانَ إذا قتلَ رجلٌ من قُرَيْظةَ رجلًا منَ النَّضيرِ قتلَ بِهِ وإذا قتلَ رجلٌ منَ النَّضيرِ رجلًا من قُرَيْظةَ فوديَ بمائةِ وسقٍ من تمرٍ فلمّا بعثَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قتلَ رجلٌ منَ النَّضيرِ رجلًا من قُرَيْظةَ فقالوا: ادفعوهُ إلينا نقتلُهُ فقالوا: بينَنا وبينَكُمُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فأتوهُ فنزَلَت وَإِنْ حَكَمْتَ فاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ والقسطُ النَّفسُ بالنَّفسِ، ثمَّ نزلت أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ"(رواه أبو داود:٤٤٩٤، وصححه الألباني).   32- عن ابن عباس قال: جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رافعُ بن حارثة وسَلام بن مِشْكم، ومالك بن الصيف، ورافع بن حريملة، فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا من التوراة، وتشهد أنها من الله حق؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخِذَ عليكم من الميثاق، وكتمتم منها ما أمرتم أن تبيِّنوه للناس، وأنا بريء من أحداثكم!" قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا، فإنا على الحق والهدى، ولا نؤمن بك، ولا نتبعك! فأنـزل الله تعالى ذكره: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) إلى: (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (رواه الطبري في تفسيره).   33- عن مجاهد قال: قالت اليهود: "يخالفنا محمد ويتّبع قبلتنا! فكان يدعو الله جل ثناؤه، ويَستفرض للقبلة، فنزلت: (قد نَرَى تقلُّب وَجهك في السماء فلنولينك قبلة تَرْضَاها فول وجهك شَطرَ المسجد الحَرَام)، -وانقطع قول يهود: يخالفنا ويتبع قبلتنا!" (رواه الطبري في تفسير).   34- روى ابن سعد في طبقاته عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وعن أبيها، بسند حسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري- أنها قالت: "كان يهودي قد سكن مكة، فلما كانت الليلة التي وُلد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر قريش، هل ولد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: لا نعلم. قال: انظروا فإنه وُلد في هذه الليلة نبي هذه الأمة، أحمد الآخر. بين كتفيه علامة، فانصرفوا فسألوا فقيل لهم: وُلد لعبد الله بن عبد المطلب، غلام فسماه محمدًا، فالتقوا بعد من يومهم، فأتوا اليهودي في منزله، فقالوا: علمنا أنه وُلد فينا مولود، قال أبعد خبري أم قبله؟ قالوا: بل قبله قال فاذهبوا بنا إليه، فخرجوا معه حتى دخلوا على أمه فأخرجته إليهم، فرأى الشامة في ظهره، فغُشي على اليهودي ثم أفاق، فقالوا: ويلك ما لك؟ قال ذهبت النبوة من بني إسرائيل، وخرج الكتاب من بين أيديهم، وهذا مكتوب، يقتلهم ويبز أحبارهم، فازت العرب بالنبوة"(طبقات ابن سعد).   35- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فَسَأَلَ اللَّهَ (أي: موسى) أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ"، ثم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ"(رواه البخاري ومسلم).   36- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "غَزا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بها؟ ولَمّا يَبْنِ بها، ولا أَحَدٌ بَنى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَها، ولا أَحَدٌ اشْتَرى غَنَمًا أَوْ خَلِفاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلادَها، فَغَزا فَدَنا مِنَ القَرْيَةِ صَلاةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فَقالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْها عَلَيْنا، فَحُبِسَتْ حتّى فَتَحَ اللَّهُ عليه، فَجَمع الغَنائِمَ، فَجاءَتْ يَعْنِي النّارَ لِتَأْكُلَها، فَلَمْ تَطْعَمْها فَقالَ: إنَّ فِيكُمْ غُلُولًا، فَلْيُبايِعْنِي مِن كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بيَدِهِ، فَقالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، فَلْيُبايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ بيَدِهِ، فَقالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، فَجاؤُوا برَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ، فَوَضَعُوها، فَجاءَتِ النّارُ، فأكَلَتْها ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنا الغَنائِمَ رَأى ضَعْفَنا، وعَجْزَنا فأحَلَّها لَنا"(أخرجه البخاري:٣١٢٤، ومسلم:١٧٤٧).        

الاثار

1- قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم؛ فإن السخطة تنزل عليهم"، وقال: "اجتنبوا أعداء الله في عيدهم".   2- قال ابن عبَّاس رضي الله عنْهما: "لو تمنَّوُا الموت لشرِق أحدُهم بريقه"(تفسير ابن كثير:1-494، وسنده صحيح).   3- قال ابن عبَّاس  رضي الله عنْهما: "لو تمنَّى اليهود الموت لماتوا"(تفسير ابن كثير:1-494، وسنده صحيح).

القصص

1- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "اجتمع كَعْبُ بْنُ أَسَدٍ، وَابْنُ صَلُوبَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صُورِيَّا، وَشَأْسُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَال بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اذْهَبُوا بِنَا إلَى مُحَمَّدٍ، لَعَلَّنَا نَفْتِنَهُ عَنْ دِينِهِ، فَإِنَّمَا هُوَ بَشَرٌ، فَأَتَوْهُ. فَقَالُوا لَهُ: يَا مُحَمَّدُ! إنَّكَ قَدْ عَرَفْتَ أَنَّا أَحْبَارُ يَهُودَ وَأَشْرَافُهُمْ وَسَادَتُهُمْ، وَأَنَّا إنْ اتَّبَعْنَاكَ اتَّبَعَتْكَ يَهُودُ، وَلَمْ يُخَالِفُونَا، وَأَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَعْضِ قَوْمِنَا خُصُومَةٌ، أَفَنُحَاكِمُهُمْ إلَيْكَ فَتَقْضِيَ لَنَا عَلَيْهِمْ، وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنُصَدِّقُكَ، فَأَبَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَيْهِمْ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ قوله عَزَّ وَجَل: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ  وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 49 – 50]" (رواه الطبري بتفسيره 12150، وابن أبي حاتم 6498).   2- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظمائهم -يعني من عظماء اليهود- إذا كلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لوى لسانه وقال: راعنا سمعَك، يا محمد حتى نفهمك! ثم طعن في الإسلام وعابه، فأنزل الله: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يشترون الضلالة) إلى قوله: (فلا يؤمنون إلا قليلا)"(سيرة ابن هشام:٢-٢٠٩).   3- كَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رُؤَسَاءَ مِنْ أَحْبَارِ يَهُودَ، مِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صُورِيَّا الْأَعْوَرُ، وَكَعْبُ بْنُ أَسَدٍ. فَقَالَ لَهُمْ: "يَا مَعْشَرَ يَهُودَ! اتَّقُوا الله وَأَسْلمُوا، فواللَّهَ إنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي جِئتُكُمْ بِهِ الحقّ". قَالُوا: مَا نَعْرِفُ ذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ: فَجَحَدُوا مَا عَرَفُوا، وَأَصَرُّوا عَلَى الْكُفْرِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سبحانه وتعالى فِيهِمْ قوله عَزَّ وَجَل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [النساء: 47] (انظر ما رواه الطبري بتفسيره:1738، وابن أبي حاتم:5405، وابن هشام:560: 561).   4- كان اليهود يقولون للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (راعنا) فيظن سليم الصدر أنهم يقصدون الرعاية، لكنهم ينطقونها باعوجاج شديد ويريدون بها الرعونة من الحمق، قبحهم الله. وكانوا يُحرفون كلمة السلام إلى السام يعني الموت، ونحو ذلك كثير، فما كانوا يتورعون عن الكذب ولحن القول، ولا يستحيون من الجحود والتلون، ومنه جحودهم لكلامهم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة، كما روى ابن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: "دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَهُودَ إلَى الْإِسْلَامِ وَرَغَّبَهُمْ فِيهِ، وَحَذَّرَهُمْ عُقُوبَة اللَّهِ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ، وَكَفَرُوا بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَعُقْبَةُ بْنُ وَهْبٍ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ! اتّقوا الله، فواللَّهَ إنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَهُ لَنَا قَبْلَ مَبْعَثِهِ، وَتَصِفُونَهُ لَنَا بِصِفَتِهِ، فَقَالَ رَافِعُ بْنُ حُرَيْمِلَةَ، وَوَهْبُ بْنُ يَهُوذَا: مَا قُلْنَا لَكُمْ هَذَا قَطُّ، وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ بَعْدَ مُوسَى، وَلَا أَرْسَلَ بَشِيرًا وَلَا نَذِيرًا بَعْدَهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَل فِي ذَلِكَ قوله سبحانه وتعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [المائدة:19]. ثُمَّ قَصَّ عَلَيْهِمْ خَبَرَ مُوسَى وَمَا لَقِيَ مِنْهُمْ، وَانْتِقَاضَهُمْ عَلَيْهِ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ حَتَّى تَاهُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً عُقُوبَةً لَهُم" (انظر ما رواه الطبري بتفسيره: 11616، وذكره ابن هشام 563: 564).   5- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أقبلتْ يهودٌ إلى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا أبا القاسمِ إنا نَسألُك عن خمسةِ أشياءَ فإنْ أَنْبَأْتَنا بِهنَّ عرَفْنا أنك نبيٌّ واتَّبعْناكَ فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيلُ على بَنِيهِ إذ قالوا: اللهُ على ما نقولُ وكيلٌ، قال: هاتوا قالوا: أخبِرْنا عن علامةِ النبيِّ قال: "تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُهُ" قالوا: أخبِرْنا كيفَ تُؤَنَّثُ المرأةُ وكيفَ تُذَكَّرُ قال: "يَلتقي الماءانِ فإذا عَلا ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ أَذْكَرَتْ وإذا عَلا ماءُ المرأةِ ماءَ الرجلِ أنْثَتْ" قالوا: أخبِرْنا ما حرَّمَ إسرائيلُ على نفسِه قال: "كان يَشتكي عِرْقَ النَّسا فلم يَجدْ شيئًا يُلائِمُهُ إلا أَلْبانَ كذا وكذا" قال أبِي: قال بعضُهم: يعني الإبلَ فحرَّمَ لُحومَها قالوا: صدقْتَ قالوا: أخبِرْنا ما هذا الرَّعدُ قال: مَلَكٌ من ملائكةِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُوَكَّلٌ بالسحابِ بيدِهِ أو في يدِه مِخراقٌ من نارٍ يَزجرُ به السحابَ يَسوقُهُ حيثُ أمرَ اللهُ قالوا: فما هذا الصوتُ الذي يُسمعُ قال: "صَوتُهُ" قالوا: صدقْتَ إنَّما بَقِيَتْ واحدةٌ وهي التي نُبايُعُكَ إن أخْبَرْتَنا بها فإنَّه ليس من نبيٍّ إلا له مَلَكٌ يَأتيهِ بالخبرِ فأَخْبِرْنا مَن صاحِبُكَ قال: "جِبريلُ عليهِ السلامُ" قالوا: جبريلُ ذاك الذي يَنزلُ بالحربِ والقتالِ والعذابِ عَدُوُّنا لو قلتَ ميكائيلَ الذي ينزلُ بالرحمةِ والنباتِ والقَطْرِ لكانْ فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) إلى آخرِ الآيةِ (رواه أخرجه أحمد:٢٤٨٣، وقال أحمد شاكر (٤-١٦١): إسناده صحيح).   6- روى سعيد بن جبير؛ قال: "أَتَى رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ نَبِيَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ! هَذَا اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلْقَهُ؟ فَغَضِبَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى انْتَقَعَ لَوْنُهُ، ثُمَّ سَاوَرَهُمْ غَضَبًا لِرَبِّهِ؛ فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ فَسَكَّنَهُ، وَقَالَ: اخْفِضْ عَلَيْكَ جَنَاحَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَجَاءَهُ مِنَ اللَّهِ جَوَابُ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [سورة الإخلاص: 1- 4]. فَلَمَّا تَلَاهَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- ؛ قَالُوا: صِفْ لَنَا رَبَّكَ؛ كَيْفَ خَلْقُهُ، وَكَيْفَ عَضُدُهُ، وَكَيْفَ ذِرَاعُهُ؟ فَغَضِبَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَشَدَّ مِنْ غَضَبِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَاوَرَهُمْ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، وَأَتَاهُ بِجَوَابِ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ؛ ونزل في جوابهم قوله سبحانه وتعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر: 67]"(رواه الطبري بتفسيره 21/328).   7- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بَيْتَ الْمِدْرَاسِ عَلَى يَهُودَ، فَوَجَدَ مِنْهُمْ نَاسًا كَثِيرًا قَدْ اجْتَمَعُوا إلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: فِنْحَاصُ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَأَحْبَارِهِمْ، وَمَعَهُ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِهِمْ، يُقَالُ لَهُ: أَشْيَعُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِفِنْحَاصٍ: وَيْحَكَ يَا فَنُحَاصُ! اتَّقِ الله وَأسلم، فو اللَّهِ إنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّ مُحَمَّدًا لَرَسُولُ اللَّهِ، قَدْ جَاءَكُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ، تَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَكُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ. فَقَالَ فِنْحَاصُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاَللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا بِنَا إلَى اللَّهِ مِنْ فَقْرٍ، وَإِنَّهُ إلَيْنَا لَفَقِيرٌ، وَمَا نَتَضَرَّعُ إلَيْهِ كَمَا يَتَضَرَّعُ إلَيْنَا، وَإِنَّا عَنْهُ لَأَغْنِيَاءُ، وَمَا هُوَ عَنَّا بِغَنِيٍّ، وَلَوْ كَانَ عَنَّا غَنِيًّا مَا اسْتَقْرَضَنَا أَمْوَالَنَا، كَمَا يَزْعُمُ صَاحِبُكُمْ، يَنْهَاكُمْ عَنْ الرِّبَا وَيُعْطِينَاهُ وَلَوْ كَانَ عَنَّا غَنِيًّا مَا أَعْطَانَا الرِّبَا. قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ، فَضَرَبَ وَجْهَ فِنْحَاصَ ضَرْبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَوْلَا الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ لَضَرَبْتُ رَأْسَكَ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ. ثُمَّ ذَهَبَ فِنْحَاصُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! اُنْظُرْ مَا صَنَعَ بِي صَاحِبُكَ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِأَبِي بَكْرٍ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إنَّ عَدُوَّ اللَّهِ قَالَ قَوْلًا عَظِيمًا؛ إنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَأَنَّهُمْ أَغْنِيَاءُ، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ غَضِبْتُ للَّه مِمَّا قَالَ، وَضَرَبْتُ وَجْهَهُ. فَجَحَدَ ذَلِكَ فِنْحَاصُ، وَقَالَ: مَا قُلْتُ ذَلِكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ سبحانه وتعالى فِيمَا قَالَ فِنْحَاصُ رَدًّا عَلَيْهِ، وَتَصْدِيقًا لِأَبِي بَكْرٍ: (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [آل عمران: 181]. وَنَزَلَ فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رضي الله عنه-، وَمَا بَلَغَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْغَضَبِ لله عَزَّ وَجَل قوله سبحانه وتعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران:186]. ثُمَّ قَالَ -سبحانه وتعالى- مشيرًا لما فَعَلَه فِنْحَاصُ وَالْأَحْبَارُ مَعَهُ: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ * لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [آل عمران: 187 – 188]. يَعْنِي فِنْحَاصَ، وَأَشْيَعَ وَأَشْبَاهَهُمَا مِنْ الْأَحْبَارِ، الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا يُصِيبُونَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَا زَيَّنُوا لِلنَّاسِ مِنْ الضَّلَالَةِ، وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا، يحبون أن يقول الناس عنهم علماء، وليسوا بعلماء! إذ العلماء من يرشدون الناس لطريق الأنبياء لا الذين يصدونهم عن طريقهم" (انظر ما رواه الطبري بتفسيره 8300، وابن أبي حاتم 4589).   8- عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: كَانَ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ شَيْخًا قَدْ عَسَا [كبر] فِي الْجَاهِلِيَّةِ، عَظِيمَ الْكُفْرِ، شَدِيدَ الضِّغْنِ [الحقد والحسد والكره] عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ، فمر شَاسٌ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي مَجْلِسٍ قَدْ جَمَعَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ. فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ جَمَاعَتِهِمْ وَأُلْفَتِهِم وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ مَلَأُ بَنِي قَيْلَةَ [الجد الأعلى للأوس والخزرج] بِهَذِهِ الْبِلَادِ! وَاللَّهِ مَا لَنَا مَعَهُمْ إِذَا اجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارِ! فَأَمَرَ فَتًى شَابًّا مِنَ الْيَهُودِ وَكَانَ مَعَهُ، فَقَالَ: اعْمِدْ إِلَيْهِمْ، فَاجْلِسْ مَعَهُمْ وَذَكِّرْهُمْ يَوْمَ بُعَاثٍ وَمَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنْشِدْهُمْ بَعْضَ مَا كَانُوا تَقَاوَلُوا فِيهِ مِنَ الْأَشْعَارِ. وَكَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ يَوْمًا اقْتَتَلَتْ فِيهِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، وَكَانَ الظَّفَرُ فِيهِ لِلْأَوْسِ عَلَى الْخَزْرَجِ، فَفَعَلَ، فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَتَنَازَعُوا وَتَفَاخَرُوا حَتَّى تَوَاثَبَ رَجُلَانِ مِنَ الْحَيَّيْنِ عَلَى الرُّكَبِ أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ أَحَدُ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ، وَجَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ أَحَدُ بَنِي سَلِمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ، فَتَقَاوَلَا! ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنْ شِئْتُمْ وَاللَّهِ رَدَدْنَاهَا الْآنَ جَذَعَةً [كما كانت بالبداية من القتال]، وَغَضِبَ الْفَرِيقَانِ، وَقَالُوا: قَدْ فَعَلْنَا. السِّلَاحَ السِّلَاحَ، مَوْعِدُكُمُ الظَّاهِرَةُ – وَالظَّاهِرَةُ: الْحَرَّةُ – فَخَرَجُوا إِلَيْهَا وَتَحَاوَرَ النَّاسُ، فَانْضَمَّتِ الْأَوْسُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَالْخَزْرَجُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ عَلَى دَعْوَاهُمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِيمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى جَاءَهُمْ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ! اللَّهَ اللَّهَ، أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ بَعْدَ إِذْ هَدَاكُمُ اللَّهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأْكَرَمَكُمْ بِهِ، وَقَطَعَ بِهِ عَنْكُمْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَاسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِنَ الْكُفْرِ وَأَلَّفَ بِهِ بَيْنَكُمْ تَرْجِعُونَ إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ كُفَّارًا؟!". فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنَّهَا نَزْعَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَكَيْدٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَأَلْقَوُا السِّلَاحَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَبَكَوْا وَعَانَقَ الرِّجَالُ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، قَدْ أَطْفَأَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَيْدَ عَدُوِّ اللَّهِ شَاسِ بْنِ قَيْسٍ وَمَا صَنَعَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ سبحانه وتعالى فِي شَاسِ بْنِ قَيْسٍ وفعله قوله سبحانه وتعالى : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [آل عمران: 98-99]. وَأَنْزَلَ اللَّهُ -عز وجل- فِي أَوْسِ بْنِ قَيْظِيٍّ وَجَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمَا مِنْ قَوْمِهِمَا الَّذِينَ صَنَعُوا مَا صَنَعُوا مِمَّا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ قوله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ)[آلعمران:100] إِلَى قَوْلِهِ سبحانه وتعالى : (وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[آلعمران:105] (انظر سيرة ابن هشام: 1/556- 557).   9- عن ابن عباس قال: "كان الذين حزبوا الأحزاب من قريش وغطفان وبني قريظة حيي بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق أبو رافع، والربيع بن الربيع بن أبي الحقيق، وأبو عمار، ووحوح بن عامر، وهوذة بن قيس. فأما وحوح وأبو عمار وهوذة فمن بني وائل، وكان سائرهم من بني النضير، فلما قدموا على قريش قالوا هؤلاء أحبار يهود وأهل العلم بالكتب الأول فسلوهم: أدينكم خير أم دين محمد؟ فسألوهم، فقالوا: بل دينكم خير من دينه، وأنتم أهدى منه وممن اتبعه. فأنزل الله عز وجل: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا * أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) إلى قوله عز وجل: (وآتيناهم ملكا عظيما)"(تفسير الطبري).   10- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال في قوله: "وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار"، الآية، وذلك أنّ طائفة من اليهود قالوا: إذا لقيتم أصحابَ محمد -صلى الله عليه وسلم- أوّل النهار فآمنوا، وإذا كان آخره فصلوا صلاتكم، لعلهم يقولون: هؤلاء أهلُ الكتاب، وهم أعلم منا! لعلهم ينقلبون عن دينهم، ولا تُؤمنوا إلا لمن تَبع دينكم.   11- قال َالزُّهْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ في بيان ظُهُورِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْيَهُودِ وَثُبُوتُ نَعْتِهِ وَصِفَتِهِ فِي التَّوْرَاةِ عِنْدَهُمْ وَقَالَ: لَمَّا أَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا : نَفْعَلُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا أَحْبَبْتَ قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا وَأَنْ تَأْتِيَنَا اجْلِسْ نُطْعِمْكَ . وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَنِدٌ إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِمْ ، ثُمَّ خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَتَنَاجَوْا فَقَالَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ : يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ قَدْ جَاءَكُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نُفَيْرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ لَا يَبْلُغُونَ عَشَرَةً ، وَكَانَ مَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، فَاطْرَحُوا عَلَيْهِ حِجَارَةً مِنْ فَوْقِ هَذَا الْبَيْتِ فَاقْتُلُوهُ ، فَلَا تَجِدُونَهُ أَخْلَى مِنْهُ السَّاعَةَ ؛ فَإِنَّهُ إِنْ قُتِلَ تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ فَلَحِقَ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَبَقِيَ مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنَ الْأَوْسِ . وَالْخَزْرَجِ فَالْأَوْسُ حُلَفَاؤُكُمْ فَمَا كُنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصْنَعُوا يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ فَمِنَ الْآنَ . قَالَ عَمْرُو بْنُ جَحَّاشِ بْنِ كَعْبٍ النَّضِيرِيُّ : أَنَا أَظْهَرُ عَلَى هَذَا الْبَيْتِ فَأَطْرَحُ عَلَيْهِ صَخْرَةً . قَالَ : فَقَالَ سَلَّامُ بْنُ مِشْكَمٍ : يَا قَوْمِ أَطِيعُونِي هَذِهِ الْمَرَّةَ وَخَالِفُونِي الدَّهْرَ وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ فَإِنَّ هَذَا نَقْضٌ لِلْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ فَلَا تَفْعَلُوا فَوَاللَّهِ إِنْ فَعَلْتُمُ الَّذِي تُرِيدُونَ لَيَقُومَنَّ بِهَذَا الدِّينِ مِنْهُمْ قَائِمٌ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ فَيَذِلُّ الْيَهُودُ وَيَظْهَرُ دِينَهُ . وَقَدْ هَيَّأَ عَمْرو بْنُ جَحَّاشٍ الصَّخْرَةَ لِيُرْسِلَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُدَحْرِجَهَا فَلَمَّا أَشْرَفَ بِهَا جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرُ بِمَا هَمُّوا بِهِ فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيعًا كَأَنَّهُ يُرِيدُ حَاجَةً وَتَوَجَّهَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ أَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ قَامَ يَقْضِي حَاجَتَهُ فَلَمَّا يَئِسُوا مِنْ ذَلِكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : مَا مُقَامُنَا هَاهُنَا لشَيْءٍ لَقَدْ تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَمْرٍ . قَالَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ : عَجِلَ أَبُو الْقَاسِمِ لِمَا يُرِيدُ أَنْ نَقْضِيَ حَاجَتَهُ وَنُغَدِّيَهُ . وَنَدِمَتِ الْيَهُودُ عَلَى مَا صَنَعُوا فَقَالَ لَهُمْ كِنَانَةُ بْنُ صُورِيَا : هَلْ تَدْرُونَ لِمَ قَامَ مُحَمَّدٌ ؟ قَالُوا : لَا وَاللَّهِ مَا نَدْرِي وَلَا تَدْرِي أَنْتَ . قَالَ : بَلَى وَالتَّوْرَاةِ إِنِّي لَأَدْرِي قَدْ أُخْبِرَ مُحَمَّدٌ بِمَا هَمَمْتُمْ بِهِ مِنَ الْغَدْرِ فَلَا تَخْدَعُوا أَنْفُسَكُمْ , وَاللَّهِ إِنَّهُ لِرَسُولُ اللَّهِ وَمَا قَامَ إِلَّا أَنَّهُ أُخْبِرَ بِمَا هَمَمْتُمْ بِهِ وَإِنَّهُ لَآخِرُ الْأَنْبِيَاءِ كُنْتُمْ تَطْمَعُونَ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَنِي هَارُونَ فَجَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ شَاءَ , وَإِنَّ كُتُبَنَا وَالَّذِي دَرَسْنَا فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي لَمْ تُغَيَّرْ وَلَمْ تُبَدَّلْ أَنَّ مَوْلِدَهُ بِمَكَّةَ وَأَنَّ هِجْرَتَهُ يَثْرِبُ وَصِفَتُهُ بِعَيْنِهَا مَا تُخَالِفُ مَا فِي كِتَابِنَا وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمْ ظَاعِنِينَ تَتَنَاغَى صِبْيَانُكُمْ قَدْ تَرَكْتُمْ دُورَكُمْ خُلُوفًا وَأَمْوَالَكُمْ إِنَّمَا هِيَ شَرَفُكُمْ فَأَطِيعُونِي فِي خَصْلَتَيْنِ وَالثَّالِثَةُ لَا خَيْرَ فِيهَا . قَالُوا : مَا هُمَا ؟ قَالَ : تُسْلِمُونَ وَتَدْخُلُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَأْمَنُونَ عَلَى أَمْوَالِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ ، وَتَكُونُونَ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِهِ ، وَتَبْقَى بِأَيْدِيكُمْ أَمْوَالُكُمْ ، وَلَا تُخْرَجُونَ مِنْ دِيَارِكُمْ . قَالُوا : لَا نُفَارِقُ التَّوْرَاةَ وَعَهْدَ مُوسَى . قَالَ : فَإِنَّهُ مُرْسِلٌ إِلَيْكُمُ اخْرُجُوا مِنْ بَلَدِي ، فَقُولُوا : نَعَمْ ، فَإِنَّهُ لَا يَسْتَحِلُّ لَكُمْ دَمًا وَلَا مَالًا ، فَتَبْقَى أَمْوَالُكُمْ ، إِنْ شِئْتُمْ بِعْتُمْ ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَمْسَكْتُمْ . قَالُوا : أَمَّا هَذِهِ فَنَعَمْ . قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ الْأُخْرَى خَيْرُهُنَّ لِي . قَالُوا : مَا هِيَ ؟ قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا أَنِّي أَفْضَحُكُمْ أَسْلَمْتُ ، وَلَكِنْ لَا تُعَيَّرُ الشَّعْثَاءُ بِإِسْلَامِي أَبَدًا حَتَّى يُصِيبَنِي مَا أَصَابَكُمْ ، وَالشَّعْثَاءُ ابْنَةُ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ ، يُشَبِّبُ مِنْ حُسْنِهَا . وَقَالَ سَلَّامُ بْنُ مِشْكَمٍ : قَدْ كُنْتُ لِمَا صَنَعْتُمْ كَارِهًا ، وَهُوَ مُرْسِلٌ إِلَيْنَا أَنِ اخْرُجُوا مِنْ دَارِي ، فَلَا تُعَقِّبْ يَا حُيَىُّ كَلَامَهُ ، وَأَنْعِمْ لَهُ بِالْخُرُوجِ فَاخْرُجْ مِنْ بِلَادِهِ ، فَقَالَ : افْعَلْ . فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ تَبِعَهُ أَصْحَابُهُ فَلَقُوا رَجُلًا خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ فَسَأَلُوهُ : هَلْ لَقِيتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ لَقِيتُهُ دَاخِلًا . فَلَمَّا انْتَهَى أَصْحَابُهُ إِلَيْهِ وَجَدُوهُ وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ يَدْعُوهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : قُمْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَمْ نَشْعُرْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَمَّتِ الْيَهُودُ بِالْغَدْرِ بِي فَأَخْبَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ . وَجَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى يَهُودِ بَنِي النَّضِيرِ فَقُلْ لَهُمْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ بِرِسَالَةٍ وَلَسْتُ أَذْكُرُهَا لَكُمْ حَتَّى أُعَرِّفَكُمْ بشَيْءٍ تَعْرِفُونَهُ . قَالُوا : مَا هُوَ ؟ قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِالتَّوْرَاةِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي جِئْتُكُمْ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَكُمُ التَّوْرَاةُ فَقُلْتُمْ فِي مَجْلِسِكُمْ هَذَا : يَا ابْنَ مَسْلَمَةَ إِنْ شِئْتَ أَنْ نُغَدِّيَكَ غَدَّيْنَاكَ وَإِنْ شِئْتَ نُهَوِّدْكَ هَوَّدْنَاكَ فَقُلْتُ : غَدُّونِي وَلَا تُهَوِّدُونِي وَاللَّهِ لَا أَتَهَوَّدُ أَبَدًا فَغَدَّيْتُمُونِي فِي صَفْحَةٍ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا فَقُلْتُمْ لِي : مَا يَمْنَعُكَ مِنْ دِينِنَا إِلَّا أَنَّهُ دِينُ يَهُودَ لَكَأَنَّكَ تُرِيدُ الْحَنِيفِيَّةَ الَّتِي سَمِعْتَ بِهَا أَمَا إِنَّ أَبَا عَامِرٍ الرَّاهِبَ لَيْسَ بِصَاحِبِهَا ، إِنَّمَا صَاحِبُهَا الضَّحُوكُ الْقَتَّالُ ، فِي عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ ، وَيَأْتِي مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ ، وَيَرْكَبُ الْبَعِيرَ وَيَلْبَسُ الشَّمْلَةَ ، وَيَحْتَزِئُ بِالْكِسْرَةِ ، وَسَيْفُهُ عَلَى عَاتِقِهِ ، لَيْسَ مَعَهُ آيَةٌ ، يَتَعَلَّقُ بِالْحِكْمَةِ ، وَاللَّهِ لَيَكُونَنَّ بِقَرْيَتِكُمْ هَذِهِ سَلْبٌ وَمَثَلَةٌ وَقَتْلٌ ، قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ قَدْ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِهِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : إِذًا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ يَقُولُ لَكُمْ : قَدْ نَقَضْتُمُ الَّذِي جَعَلْتُ لَكُمْ بِمَا هَمَمْتُمْ مِنَ الْغَدْرِ بِي . وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا كَانُوا ارْتَأَوْا مِنَ الرَّأْيِ وَظُهُورِ عَمْرِو بْنِ جَحَّاشٍ لِطَرْحِ الصَّخْرَةِ فَسَكَتُوا فَلَمْ يَقُولُوا حَرْفًا. وَيَقُولُ : اخْرُجُوا مِنْ بَلَدِي فَقَدْ أَجَّلْتُكُمْ عَشْرًا فَمَنْ بَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ . وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ : فَقَالَ حُيَيُّ : أَنَا أُرْسِلُ إِلَى مُحَمَّدٍ إِنَّا لَا نَخْرُجُ مِنْ دِيَارِنَا وَأَمْوَالِنَا فَلْيَصْنَعْ مَا بَدَا لَهُ . وَقَالَ سَلَّامُ بْنُ مِشْكَمٍ : مَنَّتْكَ نَفْسُكَ يَا حُيَيُّ بِالْبَاطِلِ إِنِّي وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ أُسَفِّهَ رَأْيَكَ وَأَنْ يُزْرَى بِكَ لَاعْتَزَلْتُكَ بِمَنْ أَطَاعَنِي مِنَ الْيَهُودِ فَلَا تَفْعَلْ يَا حُيَيُّ فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ ونَعْلَمُ مَعَكَ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَّ صِفَتَهُ عِنْدَنَا ، وَإِنْ لَمْ نَتَّبِعْهُ حَسَدْنَاهُ حِينَ خَرَجَتِ النُّبُوَّةُ مِنْ بَنِي هَارُونَ ، فَتَعَالَ فَلْتَقْبَلْ مَا أَعْطَانَا مِنَ الْأَرْضِ وَنَخْرُجْ مِنْ بِلَادِهِ ، فَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّكَ خَالَفْتَنِي فِي الْغَدْرِ بِهِ فَإِذَا كَانَ أَوَانُ الْقَمَرِ جِئْنَا أَوْ جَاءَهُ مَنْ جَاءَ مِنَّا إِلَى ثَمَرَةٍ فَبَاعَهَا وَسَمِعَ مَا بَدَا لَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا فَكَأَنَّمَا لَمْ نَخْرُجْ مِنْ بِلَادِنَا إِذَا كَانَتْ أَمْوَالُنَا بِأَيْدِينَا . وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ ذَكَرَ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَطْعِ نَخِيلِهِمْ وَقَالُوا : نَحْنُ نُعْطِيكَ الَّذِي سَأَلْتَ وَنَخْرُجُ مِنْ بِلَادِكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا أَقْبَلُهُ الْيَوْمَ وَلَكِنِ اخْرُجُوا مِنْهَا وَلَكُمْ مَا حَمَلَتِ الْإِبِلُ وَاللَّامَةُ . فَقَالَ سَلَّامُ بْنُ مِشْكَمٍ : أَقْبَلْ وَيْحَكَ قَبْلَ أَنْ يَعْمَلَ شَرًّا مِنْ هَذَا . قَالَ حُيَيٌّ : مَا يَكُونُ شَرًّا مِنْ هَذَا ؟ قَالَ سَلَّامٌ : يَسْبِي الذُّرِّيَّةَ وَيَقْتُلُ الْمُقَاتِلَةَ . فَأَبَى حُيَيُّ أَنْ يَقْبَلَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ يَامِينُ بْنُ عُمَيْرٍ وَأَبُو سَعْدِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : وَاللَّهِ إِنَّا لَنَعْلَمُ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ فَمَا نَنْتَظِرُ أَنْ نُسْلِمَ فَنَأْمَنَ عَلَى دِمَائِنَا وَأَمْوَالِنَا . فَنَزَلَا مِنَ اللَّيْلِ فَأَسْلَمَا وَأَحْرَزَا أَمْوَالَهُمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا أُخْرِجَتْ بَنُو النَّضِيرِ مِنَ الْمَدِينَةِ أَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ سُعْدَى فَأَطَافَ بِمَنَازِلِهِمْ فَرَأَى خَرَابًا فَتَفَكَّرَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَوَجَدَهُمْ فِي الْكَنِيسَةِ فِي صَلَاتِهِمْ قَدْ نُفِخَ فِي بُوقِهِمْ فَاجْتَمَعُوا فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَاطَا : أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ مُنْذُ الْيَوْمِ لَمْ نَرَكَ ؟ وَكَانَ لَا يُفَارِقُ الْكَنِيسَةَ وَكَانَ يَتَأَلَّهُ فِي الْيَهُودِ قَالَ : رَأَيْتُ الْيَوْمَ عِيرًا قَدْ عَبَرْنَا بِهَا رَأَيْتُ دُورًا خَالِيَةً خَرَابًا بَعْدَ الْعِزِّ وَالْجَدِّ وَالشَّرَفِ وَالرَّأْيِ الْفَاضِلِ وَالْعَقْلِ الْبَارِعِ وَقَدْ تَرَكُوا أَمْوَالَهُمْ وَمَلَكَهَا غَيْرُهُمْ , وَخَرَجُوا خُرُوجَ ذُلٍّ فَلَا وَالتَّوْرَاةِ مَا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَى قَوْمٍ هَذَا أَبَدًا وَلَهُ بِهِمْ حَاجَةٌ , وَقَدْ أَوْقَعَ بِابْنِ الْأَشْرَفِ بَيَاتًا فِي بَيْتِهِ وَأَوْقَعَ بِابْنَيْ شَيْبَةَ سَيْرَهُمْ وَأَنْجَزَهُمْ وَأَحْذَرَهُمْ وَأَوْقَعَ بِبَنِي قَيْنُقَاعَ وَأَجْلَاهُمْ جَدِّ الْيَهُودِ وَكَانُوا أَهْلَ عُدَّةٍ وَسِلَاحٍ وَنَجْدَةٍ ، يَا قَوْمِ أَطِيعُونِي ، فَقَدْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُمْ ، تَعَالَوْا نَتَّبِعْ مُحَمَّدًا وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ إِنَّهُ لَنَبِيٌّ ، قَدْ بَشَّرَنَا بِهِ عُلَمَاؤُنَا ابْنُ الْهَيَّبَانِ وَأَبُو عُمَيْرِ بْنُ جَوَّاسٍ وَهُمَا أَعْلَمُ الْيَهُودِ جَاءَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَتَوَكَّفَانِ قُدُومَهُ ثُمَّ أَمَرَانَا بِاتِّبَاعِهِ وَأَنْ نُقْرِئَهُ مِنْهُمَا السَّلَامَ ثُمَّ مَاتَا عَلَى دِينِهِمَا وَدَفَنَّاهُمَا فِي حَرَّتِنَا هَذِهِ (دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني).

متفرقات

1- قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إنهم لا ينضبط لهم شريعة مطردة على مر الأزمان؛ لأنهم يجيزون لأحبارهم ورهبانهم شرع الشرائع ونسخها، فيزعمون أن ما وضعه أحبارهم ورهبانهم من الدين فقد لزمهم حكمه، وصار شرعًا شرعه المسيح في السماء، فهم في كل مرة ينسخون أشياء ويشرعون أشياء من الإيجابيات والتحريمات وتأليف الاعتقادات وغيرها".   2- قال ابن كثير -رحمه الله تعالى- في شدة عداوتهم للمؤمنين فقال: "وما ذاك إلا لأن كفر اليهود عناد وجحود ومباهتة للحق وغمط للناس، وتنقص بحملة العلم، ولهذا قتلوا كثيرًا من الأنبياء حتى همُّوا بقتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير مرة، وسحروه وألَّبُوا عليه أشباههم من المشركين عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة".   3- قال ابنُ جرير الطَّبري عند قوله تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)[آل عمران:112]: "ألْزم اليهودُ المكذِّبون لمُحمَّد صلَّى الله عليْه وسلَّم الذلة أيْنما كانوا من الأرْض، وبأيّ مكانٍ كانوا من بِقاعِها من بلاد المسلمين والمشركين، (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)؛ أي: بعهْد من الله وعهْد من النَّاس لهم، والمراد بالحَبْل السَّبب الَّذي يأْمنون به على أنفُسِهم من المؤْمنين، وعلى أموالهم وذراريهم؛ من عهْدٍ وأمان تقدّم لهم عقده قبل أن يثقفوا في بلاد الإسلام"(تفسير ابن جرير:3-394).   4- قال ابن كثير عند قوله تعالى: (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)[آل عمران:111]: "وهكذا وقع؛ فإنَّهم يوم خيبر أذلَّهم الله تعالى وأرْغَمَ آنافهم، وكذلك مَن قبلهم من يهود المدينة: بني قينقاع، وبني النَّضير، وبني قُرَيظة، كلّهم أذلَّهم الله" (تفسير ابن كثير).   5- قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: ""(هل فكر اليهود أن ينشروا دينهم في الجزيرة العربية؟ لا؛ لأن اليهود ليسو دعاة إلى دين، اليهود يعتقدون أنهم أسرة مفضلة أو شعب مختار، وأن من حقهم أن يسودوا العالم، وأن يستغلوه. وكما نسوا الدعوة إلى التوحيد فإنهم استباحوا الربا، وكذلك عطلوا حد الزنا، واستهانوا بالجريمة نفسها؛ وخلائق اليهود في الاستهانة بالعقيدة، وما يبنى عليها من فضائل، وما تورثه من ضمير يعاف الرذيلة وينفر منها، هذه الخلائق اليهودية لا تزال مع اليهود إلى الآن. فلو أن اليهود -فرضاً- سادوا العالم وملكوه، فهل سيقدمون لدين الله خيراً؟ وهل سيرفعون بتعاليم السماء رأساً؟ أو يزكون بها نفساً؟ لا، هذا شيء لا يخطر ببالهم! إن فكرتهم عن الله أنه اختارهم، وعن أنفسهم أنهم ينبغي أن يملكوا الأرض ومَن عليها وما عليها. هكذا عاشوا، وهكذا يعيشون"(خطبة: اليهود في المدينة المنورة).   6- قالت رَئِيسَةُ وُزَرَاءِ إِسْرَائِيلَ "جُولْدَا مَائِيرْ": "نَحْنُ لَا نَخَافُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا عِنْدَمَا يُصَلُّونَ الْفَجْرَ فِي الْمَسْجِدِ كَمَا يُصَلُّونَ الْجُمْعَةَ"! أَمَّا وَزِيرُ الدِّفَاعِ الْأَسْبَقُ "مُوشِي دَيَّانْ" فَقَدْ قَالَ مُخَاطِبًا أَحَدَ الْمُسْلِمِينَ: "حَقًّا سَيَأْتِي يَوْمٌ نَخْرُجُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ، وَهَذِهِ نُبُوءَةٌ نَجِدُ لَهَا فِي كُتُبِنَا أَصْلًا، وَلَكِنْ مَتَى؟ إِذَا قَامَ فِيكُمْ شَعْبٌ يَعْتَزُّ بِتُرَاثِهِ، وَيَحْتَرِمُ دِينَهُ، وَيُقَدِّرُ قِيَمَهُ الْحَضَارِيَّةَ".   7- قال ابْنُ غُورْيُونَ: "نَحْنُ لَا نَخْشَى الِاشْتِرَاكِيَّاتِ وَلَا الثَّوْرِيَّاتِ وَلَا الدِّيمُقْرَاطِيَّاتِ فِي الْمِنْطَقَةِ، نَحْنُ فَقَطْ نَخْشَى الْإِسْلَامَ، هَذَا الْمَارِدُ الَّذِي نَامَ طَوِيلًا وَبَدَأَ يَتَمَلْمَلُ".   8- قال وَزِيرُ الدِّفَاعِ الْأَسْبَقُ مُوشِي دَيَّانَ فَقَدْ قَالَ مُخَاطِبًا أَحَدَ الْمُسْلِمِينَ: "حَقًّا سَيَأْتِي يَوْمٌ نُخْرَجُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ، وَهَذِهِ نُبُوءَةٌ نَجِدُ لَهَا فِي كُتُبِنَا أَصْلًا، وَلَكِنْ مَتَى؟! إِذَا قَامَ فِيكُمْ شَعْبٌ يَعْتَزُّ بِتُرَاثِهِ، وَيَحْتَرِمُ دِينَهُ، وَيُقَدِّرُ قِيمَتَهُ الْحَضَارِيَّةَ".   9- يقول أحد زعمائهم: "إن المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية هو أن العرب لا بد أن يبادروا ذات يومٍ إلى التعاون معنا، ولكن هذا التعاون لن يتحقق إلا بعد القضاء على جميع العناصر التي تغذّي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي، وفي مقدمة هذه العناصر رجال الدين المتعصبين".   10- أول رئيس وزراء لدولة الكيان في هيئة الأمم المتحدة بعد اعتراف العالم بما يسمى بدولة إسرائيل، فقال أمام العالم كله: "قد لا يكون لنا في فلسطين حقٌّ من منطلق سياسي أو قانوني، ولكن لنا في فلسطين الحق من منطلق وأساس ديني، فهي أرض الميعاد التي وعدنا الله وأعطانا إياها من النيل إلى الفرات، وأنه يجب الآن على كل يهودي أن يهاجر إلى أرض فلسطين، وأن على كل يهودي لا يهاجر اليوم إلى إسرائيل بعد إقامتها أن يعلم أنه مخالف للتوراة، وأنه يكفر كل يوم بالدين اليهودي". ثم قال: "لا معنى لفلسطين بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل، ولا معنى لقيام دولة إسرائيل بدون فلسطين".   11- قال "هرتسل" أبو الصهيونية: "نحن اليهود حينما نَغرق نتحول إلى عناصر ثورية مخرّبة، وحينما ننهض تنهض معنا قوتنا الرهيبة لجمع مال العالم في بنك اليهود".   12- قال "هنري فورد": "إنني واثق من أن الحروب تتم ليستفيد طرفٌ ما منها، والذي استفاد دائماً هم اليهود العالميون، يبدءون الحروب بالدعاية التي يوجهونها من بلد لآخر، وقبل الحرب يتاجرون بالسلاح والذخيرة ويثرون من وراء تلك التجارة، وأثناء الحرب نفسها يثرون من القروض التي يقدمونها للطرفين المتحاربين، وبعد الحرب يضعون أيديهم على جميع مصادر الثروة في البلاد".        

الإحالات

1- اليهود في السنة المطهرة؛ عبد الله بن ناصر بن محمد الشقاري   2- سنة الله في اليهود ومستقبل الأمة الموعود؛ د. أبو اليسر رشيد كهوس.   3- اليهود واليهودية فى نظر شعوب العالم؛   4-كيف يسيطر اليهود على العالم؛ شادي فقيه.   5- تاريخ اليهود؛ أحمد فؤاد أنور   اليهود لا مواثيق ولا عهود؛ عبدالله أبو علم   6- اليهود من عهد داوود إلى دولة إسرائيل   7- جذور العنف عند اليهود من التوراة والتلمود؛ ساهر رافع.