نهاية العام

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

لغة:

من (العمم) الاجتماع والكثرة والتام العام من كل شيء ومن الرجال الكافي الذي يعم خيره يقال فلان (العمم) تمام الجسم والشباب والمال يقال: استوى الشباب على عممه

ومن (عمم) القوم فلانا أمرهم قلدوه إياه أو ألزموه إياه فصار ملجأ للعامة والشيء جعله عاما وضد خصصه وزيدا ألبسه العمامة

(تعمم) الرجل كور العمامة على أرسه والآكام بالنبت ظهر عليها كالعمامة (المعجم الوسيط).

العَمَمُ التامُّ العامُّ من كل شيءٍ

 

اصطلاحا:

هو الزمن المستخدم في التقويم القمري الإسلامي، والذي يبدأ حسابه من السنة الهجرية الأولى التي توافق عام 622 م. خلال تلك السنة.

 

 

العناصر

1- الاعتبار بمرور الأيام والأعوام   2- حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد   3- متى تطوى صحائف أعمال الإنسان؟   4- بدع ومحدثات في آخر العام الهجري   5- حكم الوقوف مع النفس ومحاسبتها في نهاية العام

الايات

1- قال الله تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا)[آلعمران:30].   2- قال الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)[آلعمران:190]   3- قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ)[يونس:5-6].   4- قال الله تعالى: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا * وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)[الإسراء:12-15].   5- قال الله تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)[النور:44].   6- قال الله تعالى: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ)[فاطر:37]   7- قال الله تعالى: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)[العصر].   8- قال الله تعالى: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ)[الشعراء: 205-207].  

الاحاديث

1- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"(أخرجه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل:١١١، والحاكم:٧٨٤٦، والبيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني في صحيح الترغيب:٣٣٥٥).   2- " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذا ماتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلّا مِن ثَلاثَةٍ: إِلّا مِن صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صالِحٍ يَدْعُو له"(رواه مسلم:١٦٣١).   3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ "اللهم اجعل الحياة زيادة لي من كل خير، والموت راحة لي من كل شر"(أخرجه مسلم:٢٧٢٠).   4- عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "ما من ميت إلا ندم، إن كان محسناً ندم ألا يكون ازداد، وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون استعتب"(أخرجه الترمذي، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (رقم 1960): ضعيف جدًّا).   5- جاء رجلٌ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ"، قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ" (رواه الترمذي).   6- روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته: "أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا نهايتكم. إن المؤمن بين مخافتين: أجل مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه. فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لأخرته، ومن الشبيبة قبل الهرم ومن الحياة قبل الموت"(الأربعون الودعانية:٤).  

الاثار

1- كان في خطبةِ أبي بكر الصدِّيقِ -رضي اللهُ عنه- أنه قال: "أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجلٍ معلومٍ، فمن استطاع أن يقضيَ الأجلَ وهو في عملِ اللهِ عزَّ وجلَّ فليفعلْ، ولن تنالوا ذلك إلا بالله عزَّ وجلَّ، إنَّ قومًا جعلوا آجالَهم لغيرهم، فنهاكم اللهُ أن تكونوا أمثالهم وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أين مَن تعرفون من إخوانِكم ؟ قدِموا على ما قدِموا في أيامٍ سلَفِهم، وخلَوْا بالشَّقوةِ والسعادةِ، أين الجبارون الأولونَ الذين بنوا المدائنَ وحصَّنوها بالحوائطِ ؟ قد صاروا تحت الصَّخرِ والآبارِ، هذا كتابُ اللهِ لا تَفْنى عجائبُه، فاستَضيئوا منه ليوم الظُّلمةِ، واستنصِحوا كتابَه وتبيانَه، إنَّ اللهَ أثنى على زكريا وأهلَ بيتِه فقال إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ لا خيرَ في قولٍ لا يرادُ به وجهُ اللهِ ولا خيرَ في مالٍ لا يُنفَقُ في سبيلِ اللهِ، ولا خيرَ فيمن يغلِبُ جهلُه حِلمَه، ولا خيرَ فيمن يخافُ في الله لومةَ لائمٍ"(رواه ابن كثير في تفسير القرآن، وقال: إسناده جيد).   2- قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في خطبته: "أيها الناس: حاسبوا أنفسكم اليوم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر على الله"(أخرجه أحمد في الزهد:٦٣٣، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس:٢).   3- قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا. فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل"(مشكاة المصابيح:٥‏-٢٣، وقال ابن حجر: وصله ابن أبي الدنيا).   4- قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "يا ابنَ آدم! إنما أنتَ أيّامٌ، فإذا ذهب منك يومٌ ذهبَ بعضُك".   5- قال إبراهيم التيمي: "مثلتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها، ثم مثلتُ نفس في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي نفسُ: أي شيء تريدين؟! قالت: أريد أن أعود إلى الدنيا فأعمل صالحًا، قال: قلت: فأنتي في الأمنية فاعملي"(صفة الصفوة).   6- الحسن البصري: "يا ابن آدم! إنما أنت أيام، كلما ذهب يومك ذهب بعضك"(سير أعلام النبلاء:4-585).  

الاشعار

1- قال الشاعر: عام أهاب به الزمان فأقبل *** يزجي المواكب بالأهلة حفلا أثرى الحوادث فهي في أحنائه *** تأتي وتذهب في الممالك جُوَّلَا (مجلة الإصلاح، العدد السادس عشر، محرم 1348هـ، ص56)   2- قال الشاعر: وما المرءُ إلا راكبٌ ظهرَ عُمره *** على سفرٍ يُفنِيه باليوم والشهرِ يبيتُ ويُضحِي كل يومٍ وليلةٍ *** بعيدًا عن الدنيا قريبًا من القبرِ (عظة الموت؛ صالح محمود رمان:156)   3- قال الشاعر: إذا الأمسُ لم يعُد فإن لنا *** غودًا نُضيءُ به الدنيا ونملؤُها حمدا وتُلبِسُنا في الليل آفاقُه سنًا *** وتنشُرُنا في الفجر أنسامُه ندَى (الغد لنا ؛ إيليا أبو ماضي)   4- قال الشاعر: نسير إلى الآجال في كل لحظة *** وأعمارنا تطوى وهنَّ مراحل ترحَّل من الدنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيـام وهن قلائل (لطائف المعارف:346)   5- قال الشاعر: تدور بنا الأيام والكل غافل *** وها نحن في التيه البعيد ولا ندري لولا انتفاض الروح يدفع ركبنا *** ويبعث ما في معدن الترب من تبر ولولا كتاب الله ينساب نوره *** حياة لبات الكون أشبه بالقبر ألا أيها الإنسان إنك كادح *** ولابد أن تلقى غدا حاصل العمر (ديوان نداء الحق؛ أحمد الصديق)  

متفرقات

1- قال ابن الجوزي: "ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه في غير قربة"(صيد الخاطر: 33).   2- وقال رحمه الله: "واعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع منه لحظة، فإن في الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرست له بها نخلة في الجنة"(صيد الخاطر: 809).   3- قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- في تهنئته لطالبه الشيخ ابن عقيل رحمه الله، فقد بعث إليه كتابًا، كان في ديباجة رسالته: "ونهنئكم بالعام الجديد، جدَّدَ اللهُ علينا وعليكم النَّعَم، ودفع عنا وعنكم النقم".   4- سئل العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن الاحتفال بالعام الهجري الجديد فأجاب -رحمه الله- قائلا: "أيها المسلمون: إننا في هذه الأيام نستقبل عاماً جديداً إسلاميا هجريا، ليس من السنة أن نحدث عيداً لدخوله، وليس من السنة أن نهنئ بعضنا بدخوله ولكن التهنئة إنما هي أمر عادي وليس أمراً تعبديا، وليست الغبطة ليست الغبطة بكثرة السنين، كم من إنسان طال عمره وكثرت سنواته ولكنه لم يزدد بذلك إلا بعداً من الله، إن أسوأ الناس وشر الناس من طال عمره وساء عمله، ليست الغبطة بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد من هذه السنين في طاعة الله -عز وجل-، فكثرة السنين خير لمن أمضاه في طاعة ربه شر لمن أمضاه في معصية الله"(مجلة الدعوة: الأعداد 1979-1984).