عيدا الفطر والأضحى

2022-10-07 - 1444/03/11

التعريف

العيد: كل يوم فيه جمع، واشتق من (عاد) (يعود) كأنهم عادوا إليه، وجمعه أعياد. وقيل: اشتق من العادة لأنهم اعتادوه. قال الأزهري: والعيد عند العرب الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن. وقال ابن الأعرابي: سمي عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد (انظر مادة (عود) في القاموس:386، واللسان:9/461، وتاج العروس:8/438).

ونقل السفاريني: "أنه سمي عيداً تفاؤلاً ليعود ثانية" (شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد 1/579).

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "والعيد في الاصطلاح: اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد؛ إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع أو الشهر، أو نحو ذلك؛ فالعيد يجمع أموراً:

منها: يوم عائد؛ كيوم الفطر، ويوم الجمعة، ومنها: اجتماع فيه، ومنها: أعمال تتبع ذلك من العبادات، والعادات، وقد يختص العيد بمكان بعينه، وقد يكون مطلقاً.

 

وكل هذه الأمور قد تسمى عيداً؛ فالزمان كقوله -صلى الله عليه وسلم- ليوم الجمعة: "إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيدا"، والاجتماع والأعمال؛ كقول ابن عباس: "شهدت العيد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، والمكان كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تتخذوا قبري عيدا".

 

وقد يكون لفظ العيد اسما لمجموع اليوم والعمل فيه وهو الغالب كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وإن هذا عيدنا". (اقتضاء الصراط المستقيم:1/241).

 

 

العناصر

1- يوم الجوائز   2- فضل يومي العيدين   3- من حكم العيد وغاياته   4- صلاة العيد.. حكمها وشهود النساء لها   5- بين أعياد المسلمين وأعياد غيرهم   6- منافع العيد في العقيدة والعبادة والشريعة والاجتماع   7- هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العيد   8- من أحكام وآداب عيدي المسلمين   9- منكرات الأعياد    

الايات

1- قال الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة:185].   2- قال الله تعالى: (ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله)[الحج:34].   3- قال الله تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)[الحج:37]   4- قال الله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[الجاثية:18].  

الاحاديث

1- عن أنس -رضي الله عنه- قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال: "إن الله -تعالى- قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم النحر"(أخرجه أبو داود:١١٣٤، والنسائي:١٥٥٦، وأحمد:١٢٠٠٦، وصححه الألباني).   2- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أمرت بيوم الأضحى عيداً، جعله الله لهذه الأمة"(أخرجه أحمد:٦٥٧٥، والنسائي في "السنن الكبرى"٨٠٢٧، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).   3- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- - قال: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب"(أخرجه مسلم:١١٧٦).   4-  عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّ أبا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، دَخَلَ عَلَيْها، وعِنْدَها جارِيَتانِ في أيّامِ مِنًى تُغَنِّيانِ، وتُدَفِّفانِ، وتَضْرِبانِ، والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مُتَغَشٍّ بثَوْبِهِ، فانْتَهَرَهُما أبو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن وجْهِهِ، فَقالَ: دَعْهُما يا أبا بَكْرٍ، فإنَّها أيّامُ عِيدٍ. وتِلْكَ الأيّامُ أيّامُ مِنًى. وَقالَتْ عائِشَةُ: رَأَيْتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتُرُنِي، وأَنا أنْظُرُ إلى الحَبَشَةِ، وهُمْ يَلْعَبُونَ في المَسْجِدِ، فَزَجَرَهُمْ فَقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: دَعْهُمْ، أمْنًا بَنِي أرْفِدَةَ يَعْنِي مِنَ الأمْنِ"(رواه البخاري:٣٥٢٩، ومسلم:٨٩٢).   6- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدِم رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- المدينةَ ولهم يومانِ يلعبون فيهما فقال ما هذانِ اليومانِ قالوا كنا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إنَّ اللهَ قد أبدلكم بِهِما خيرًا مِنهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ"(أخرجه أبو داود:١١٣٤، واللفظ له، والنسائي:١٥٥٦، وصححه الألباني).   7- عن أم عطية رضي الله عنها قالت: كنا نؤمر بالخروج في العيدين، والمخبأة، والبكر، قالت: الحُيَّض يخرجن فيكُنَّ خلف الناس، يُكبِّرن مع الناس"(أخرجه البخاري:٩٧١، ومسلم ٨٨٣ واللفظ له).   8- أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:" كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحى إلى المُصَلّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقابِلَ النّاسِ، والنّاسُ جُلُوسٌ على صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ"(رواه البخاري:٩٥٦).   9- عبد الله بن قُرط رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القَرِّ"(رواه أبو داود:١٧٦٥، وصححه الألباني).   10- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت به الأنصار، يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا"(أخرجه البخاري:٩٥٢، واللفظ له، ومسلم:٨٩٢).   11- عن زياد بن جبير أن رجلًا سأل ابنَ عمرَ عن رجلٍ نذر أن يصومَ يومًا فوافق يومئذٍ عيدَ أضحى أو يومَ فطرٍ فقال ابنُ عمرَ: أمر اللهُ بوفاءِ النذرِ ونهانا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عن صومِ هذا اليومِ(رواه أحمد في مسنده:٧-١٥٨، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).   12- عن عبدالله بن عباس: خرج رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يومَ عيدِ فِطْرٍ أو أضحى فصلّى بالناسِ ركعتينِ ثم انصرفَ ولم يُصلِّ قبلَها ولا بعدَها"(رواه أحمد في مسنده:٥-١١٥، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).   13- عن يزيد بن خمير الرحبي: خرجَ عبدُ اللَّهِ بنُ بُسْرٍ صاحبُ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- معَ النّاسِ في يومِ عيدِ فطرٍ أو أضحى فأنكرَ إبطاءَ الإمامِ فقالَ إنّا كنّا قد فرغنا ساعتَنا هذِه وذلِك حينَ التَّسبيحِ"(أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث:٩٦٨، وأخرجه أبو داود:١١٣٥).   14- شَهِدْتُ العِيدَ مع عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَقالَ: هذانِ يَومانِ نَهى رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عن صِيامِهِما: يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِن صِيامِكُمْ، واليَوْمُ الآخَرُ تَأْكُلُونَ فيه مِن نُسُكِكُمْ"(رواه البخاري:١٩٩٠، ومسلم:١١٣٧).   15- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا خرَج يومَ العيدِ يومَ الفِطرِ صلّى بالنّاسِ تَيْنِكَ الرَّكعتَيْنِ، ثُم سلَّم وقام فاستَقبَل النّاسَ وهم جُلوسٌ، فقال: "تَصدَّقوا" ثلاثَ مرّاتٍ، فكان أكثرُ مَن يتصدَّقُ النِّساءُ بالقُرطِ، وبالخاتَمِ، وبالشيءِ، فإنْ كان لرسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حاجةٌ أنْ يَضرِبَ على النّاسِ بَعْثًا ذكَره لهم، وإلّا انْصرَف (رواه أحمد في مسنده:١١٣٨١، وقال شعيب الأناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم).   16- قال أبو عُبيدٍ مولى عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ عثمانَ بنِ عفّانَ: شَهِدْتُ العيدَ معَ عثمانَ بنِ عفّانَ فوافقَ ذلِكَ يومَ الجمعةِ فبدأَ بالصَّلاةِ قبلَ الخطبةِ ثمَّ قالَ: "إنَّ هذا يومٌ اجتمعَ فيهِ عيدانِ للمسلمينَ فمَن كانَ ها هُنا مِن أَهْلِ العَوالي فأحبَّ أن يذهبَ فقد أذِنّا لَهُ ومَن أحبَّ أن يمكثَ فليمكُثْ"( معجم الشيوخ:١-٥٣١).   17- عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم الفطر فيكبِّر حتى يأتي المُصلَّى، وحتى يَقْضِيَ الصلاة، فإذا قَضَى الصلاة قطع التكبير" رواه ابن أبي شيبة في المصنف؛ وقال الألباني في السلسلة الصحيحة ١٧١: إسناده صحيح مرسل له شاهد موصول يتقوى به).   18- روى عن جابر بن عبد الله قال: "كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- جُبَّة يلبسها في العيدين"( أخرجه ابن خزيمة:١٧٦٦ وضعفه الألباني في صحيح ابن خزيمة:١٧٦٦).   19- عن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترًا"(رواه البخاري:٩٥٣).   20- وعن بُريدة رضي الله عنه قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعَم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته"(أخرجه الترمذي:٥٤٢، وابن ماجه:١٧٥٦، وحسنه النووي في المجموع:5-5).   21- عن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: "أمَرَنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحُيَّض فيعتزلن الصلاة وفي لفظ: يعتزلن المُصلَّى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين" قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدانا لا يَكونُ لَها جِلْبابٌ، قالَ: "لِتُلْبِسْها أُخْتُها مِن جِلْبابِها"(رواه مسلم:٨٨٣).   22- عن ابن عباس وجابر قالا: "لم يكن يُؤذَّنُ يوم الفطر ولا يوم الأضحى"(رواه مسلم:886). وقال جابر بن سُمرة: صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذانٍ ولا إقامة"(رواه مسلم:887).   23- عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ، تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ َلا خَلاقَ لَهُ. فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ َلا خَلاقَ لَهُ، وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْجُبَّةِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ"(رواه البخاري:948، ومسلم:٢٠٦٨).   24- عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى فِي يَوْمِ الْعِيدِ، وَالْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ الْمُصَلَّى نُصِبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا"(رواه مسلم:٩٧٣).      

الاثار

1- عن جبير بن نفير قال: "كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك"(فتح الباري لابن حجر:٢-٥١٧، وقال ابن حجر: إسناده حسن).   2- عن عطاء بن أبي رباح قال: :اجتمعَ يومُ الجمعةِ ويومُ الفطرِ على عهدِ ابنِ الزبيرِ فقال: عيدان اجتمعا في يومٍ واحدٍ. فجَمَعَهما جميعًا فصلّاهما ركعتين بُكْرَةً، لم يَزِدْ عليهما حتى صلّى العصرَ"(رواه أبو داود:١٠٧٢، وصححه الألباني).   3- عَنْ نَافِعٍ: "أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى"(رواه أحمد في مسنده:٢٧-٢٧٨، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح).   4- عن سعيد بن المسيب أنه قال: سنة الفطر ثلاث: المشي إلى المصلى، والأكل قبل الخروج، والاغتسال. رواه الفريابي:17 وقال الألباني: إسناده صحيح كما في إرواء الغليل:3-104).   5- قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: "حقٌّ على كلِّ ذاتِ نِطاقٍ الخروجُ إلى العيدَينِ"(السلسلة الصحيحة:٥-٥٣٢، وقال الألباني: رجاله ثقات رجال الشيخين).   6- عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه كان يقول: الله أكبر الله أكبر، لا أله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد"(رواه ابن أبي شيبة في مصنفه كتاب صلاة العيدين. وقال الألباني في إرواء الغليل (3-125): وإسناده صحيح".   7- عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول: الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا"(السنن الكبرى للبيهقي، كتاب صلاة العيدين. وقال الألباني في إرواء الغليل: (3-125): وسنده صحيح).    

الاشعار

1- قال أحدهم: أهلاً بعيد الأضحى هل وأشرقا *** ملء الرجاء أمانياً وتألقاً يا شرعة للصائمين مفازة *** يا مكرما جمع الورى ما فرقا لا تبخسوا الأفراح من أعيادنا *** ودعوا الأسى حان المنى وتدفقا تلك الجوامع كبرت ميعاده *** يا مرحبا بالعيد يوما مشرقا فشريعة الباري سواء شريعة *** ما جاءت الأعياد إلّا موثقا فتزاوروا وتعايدوا وتصافحوا *** وتجددوا لبساً وزياً رونقا للعيد نكهته وخير مناله *** ومشاعر تحيي الجمال تأنقا ولتهنأوا فالعيد وحي هناءة *** للمسلمين مباركاً متعانقا ودعوا له الأفراح كل مسرة *** أو زينة أو مأكل ونمارقا ادعوا للم الشمل دون ضغينة *** وتضرعوا للملتقى من فارقا يا مرحبا بهلاله وسروره *** قد جاءكم بنعيمه مترفقا محض السعادة واهباً متهاديا *** يا زائراً ملء الهنا مترافقا   2- قال أحدهم نحوي أراكَ قصدتَ سيرَكَ في عَجَلْ *** والكلُّ نحوكَ يلهثونَ من الأزلْ عجَّلتَ خطوكَ للأسيرِ تفكُّهُ *** وتُطرِّزُ المعنى بألوانِ القُبَلْ تُلقي قميصَ الحُّبِّ فوقَ هشاشَتي *** فتردُّ لي بَصَرَ العزيمةِ والمُقَلْ وتعانِدُ الآلامَ والذكرى التي *** أكلتْ تفاصيلَ الغريقِ ولمْ تَزَلْ هل نِلتُ عتقاً إذ أتيتَ ديارنا؟ *** هل ضمّني عفوُ الرّحيمِ بما نَزَلْ؟ أغداً سترعاني العوالِمُ والمدى *** وتطوِّقُ الأحزان أسراب الأملْ؟ عيدٌ سعيدٌ والسّعادةُ دأبُهُ *** والكلُّ من فيضِ التأوُّهِ في وَجَلْ أقبِلْ لأرواحٍ رأتك هناءها *** ضَيفاً عزيزاً كلّما حَلَّ ارتحلْ كلُّ الأماني والتهاني إخوتي *** أيامُكم فرحٌ يباركها العملْ ولتنذروا للهِ كلَّ حياتكم *** كي تظفروا صوم الفؤاد عن الزللْ ولتسلكوا سبل العزيمة والهدى *** كالصادق المصدوق إن قال فعل ولتجعلوا اللحظات روضاً مزهراً *** بالحب والإحسان يا نعم الأجل   3- قال أحدهم: سماؤك كم يضيءُ بها هِلالُ *** وعند الشَّوقِ ينبلجُ المُحالُ فيُشرق قبل عيدِ الأضحى وَجهٌ *** له في قرص أضلعنا اكتمالُ إليه تجملت غُرَرُ القوافي *** وطاب على محياه السِجالُ له وقعُ انبثاقِ الشَّمسِ لما *** بعز القيض تحضنها الرِمالُ جنوبيُ العذوبةِ لحن عودي *** يغازَلُ في كمنجتك الشِمالُ فيذرفني انسكاب النَّبعِ خداً *** تلألأ فوقه قزحٌ وخالُ أرى حبي حراماً في سواكم *** وفيكم كم يباركني الحَلالُ تقمصني فبات جواب روحي *** أنا يا أنت لو طُرِحَ السُؤال لطعمك في فمي فنجانُ هيلٍ *** بنار الشوق تسكبه الدِلالُ فينضجني على تنورٍ كفٍ *** رغيفٌ من أكفك لا يطالُ رسمتُ عليه من حلمي نذوراً *** فتحسدني بحظوته الرجالُ سترسم لوحة الدنيا ربانا *** يزاحم في مواكبها الجلالُ عراقيون ملحَ الأرض نبقى *** فيولدُ في مرارتها الزلالُ مذاقُ الحبِ وقت الحرب سِلمٌ *** وبعضُ الناسِ أوطانٌ ومالُ    

متفرقات

1- قال المهلب عند قوله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا": "وفيه دليل أن العيد موضوع للراحات، وبسط النفوس إلى ما يحل من الدنيا، والأخذ بطيبات الرزق وما أحل الله من اللعب والأكل والشراب والجماع؛ ألا ترى أنه أباح الغناء من أجل عذر العيد؛ قال صلى الله عليه وسلم: "دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد".   2- قال الحافظ البغوي رحمه الله: "ومن السُّنة إظهار التكبير ليلتي العيد مقيمين وسفرًا، وفي منازلهم ومساجدهم وأسواقهم وبعد الغدو في الطريق وبالمصلى إلى أن يحضر الإمام".   3- قال العلامة السندي في حاشية السندي على النسائي: "منه عُلم أن التجمل يوم العيد كان عادة متقررة بينهم، ولم ينكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فعُلم بقاؤها"().   4- قال ابن قدامة: "وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهوراً (المغني:3-114).   5- قال مالك: "سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد".   6- قال النووي في: "وقد أجمع العلماء على تحريم صوم هذين اليومين بكل حال؛ سواء صامهما عن نذر أو تطوع أو كفارة أو غير ذلك"(شرح صحيح مسلم:4-271).   7- قال الحافظ ابن حجر: "الحكمة في الأكل قبل الصلاة أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلى العيد. وقيل: لما وقع وجوب الفطر عقب وجوب الصوم استحب تعجيل الفطر مبادرة إلى امتثال أمر الله تعالى ... والحكمة في استحباب التمر لما في الحلو من تقوية البصر الذي يضعفه الصوم ... هذا كله في حق من يقدر على ذلك، وإلا فينبغي أن يفطر ولو على الماء ليحصل له شبه من الإتباع. وأما جعلهن وتراً فللإشارة إلى وحدانية الله تعالى"(فتح الباري:2-518).   8- قال الصنعاني في: وتأخيره -أي الطعام- يوم الأضحى إلى ما بعد الصلاة، والحكمة فيه هو أنه لما كان إظهار كرامة الله تعالى للعباد بشرعية نحر الأضاحي، كان الأهم الابتداء بأكلها شكراً لله على ما أنعم به من شرعية النسكية الجامعة لخير الدنيا وثواب الآخرة"(سبل السلام:2-91).   9- قال العلامة ابن الحاج المالكي: "والسنة الماضية في صلاة العيدين أن تكون في المصلى، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ"، ثم هو مع هذه الفضيلة العظيمة، خرج -صلى الله عليه وسلم- وتركه، فهذا دليل واضح على تأكيد أمر الخروج إلى المصلى لصلاة العيدين، فهي السنة، وصلاتهما في المسجد بدعة إلا أن تكون ثم ضرورة داعية إلى ذلك فليس ببدعة"(المدخل).   10- قال النووي: "فإن كانت الصلاة بمكة، فالمسجد الحرام أفضل بلا خلاف"(المجموع).   11- قال الألباني: "إن هذه السنة -صلاة العيد في المصلى- لها حكمة عظيمة بالغة: أن يكون للمسلمين يومان في السنة، يجتمع فيها أهل كل بلدة، رجالا ونساء وصبيانا، يتوجهون إلى الله بقلوبهم، تجمعهم كلمة واحدة، ويصلون خلف إمام واحد، ويكبرون ويهللون، ويدعون الله مخلصين، كأنهم على قلب رجل واحد"(صلاة العيدين في المصلى هي السنة؛ المحدث ناصر الدين الألباني).   12- قال الصنعاني: "والحديث دليل على وجوب إخراجهن ... وهو ظاهر في استمرار ذلك منه صلى الله عليه وسلم، وهو عام لمن كانت ذات هيئة وغيرها، وصريح في الثواب وفي العجائز بالأولى"(سبل السلام:2-92).   13- قال الألباني: وفي الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهرا في الطريق إلى المصلى، وإن كان كثير منهم بدأوا يتساهلون بهذه السنة، حتى كادت أن تصبح في خبر كان ... وذلك لخجلهم من الصدع بالسنة والجهر بها ... ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة: أن الجهر بالتكبير هنا لا يُشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض، وكذلك كل ذكر يُشرع فيه رفع الصوت أو لا يُشرع، فلا يشرع فيه الاجتماع المذكور ... فلنكن في حذر من ذلك"(سلسلة الأحاديث الصحيحة:1-331).   14- قال البغوي: "ومن السنة إظهار التكبير ليلتي العيدين مقيمين وسفرا في منازلهم، ومساجدهم، وأسواقهم، وبعد الغدو في الطريق، وبالمصلى إلى أن يحضر الإمام"(شرح السنة:4-309).   15- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك، فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد بن حنبل ) وغيره. لكن قال أحمد: أنا لا ابتدئ أحدا، فإن ابتدأني أحد، أجبته. وذلك لأن جواب التحية واجب. وأما الابتداء بالتهنئة، فليس سنة مأمورا بها، ولا هو أيضا مما نهي عنه. فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة"(مجموع الفتاوى:24-138).   16- قال مصطفى صادق الرافعي: "ما أشد حاجتنا نحن -المسلمين- إلى أن نفهم أعيادنا فهمًا جديدًا، نتلقاها به ونأخذها من ناحيته، فتجيء أيامًا سعيدة عاملة، تنبه فينا أوصافها القوية، وتجدد نفوسنا بمعانيها، لا كما تجيء الآن كالحة عاطلة ممسوحة من المعنى، أكبر عملها تجديد الثياب، وتحديد الفراغ، وزيادة ابتسامة على النفاق. فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في اليوم لا اليوم نفسه، وكما يفهم الناس هذا المعنى يتلقون هذا اليوم؛ وكان العيد في الإسلام هو عيد الفكرة العابدة، فأصبح عيد الفكرة العابثة؛ وكانت عبادة الفكرة جمعها الأمة في إرادة واحدة على حقيقة عملية، فأصبح عبث الفكرة جمعها الأمة على تقليد بغير حقيقة؛ له مظهر المنفعة وليس له معناها. كان العيد إثبات الأمة وجودها الروحاني في أجمل معانيه، فأصبح إثبات الأمة وجودها الحيواني في أكثر معانيه؛ وكان يوم استرواح من جِدِّها، فعاد يوم استراحة الضعف من ذله؛ وكان يوم المبدأ، فرجع يوم المادة! ليس العيد إلا إشعار هذه الأمة بأن فيها قوة تغيير الأيام، لا إشعارها بأن الأيام تتغير؛ وليس العيد للأمة إلا يومًا تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعي، فيكون يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع، والكلمة الواحدة في ألسنة الجميع؛ يوم الشعور بالقدرة على تغيير الأيام، لا القدرة على تغيير الثياب؛ كأنما العيد هو استراحة الأسلحة يومًا في شعبها الحربي. وليس العيد إلا تعليم الأمة كيف تتسع روح الجوار وتمتد، حتى يرجع البلد العظيم وكأنه لأهله دار واحدة يتحقق فيها الإخاء بمعناه العملي، وتظهر فضيلة الإخلاص مستعلنة للجميع، ويُهدي الناس بعضهم إلى بعض هدايا القلوب المخلصة المحبة؛ وكأنما العيد هو إطلاق روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها. وليس العيد إلا إظهار الذاتية الجميلة للشعب مهزوزة من نشاط الحياة؛ وإلا ذاتية للأمم الضعيفة؛ ولا نشاط للأمم المستعبدة؛ فالعيد صوت القوة يهتف بالأمة: اخرجي يوم أفراحك، اخرجي يومًا كأيام النصر! وليس العيد إلا إبراز الكتلة الاجتماعية للأمة متميزة بطابعها الشعبي، مفصولة من الأجانب، لابسة من عمل أيديها، معلنة بعيدها استقلالين في وجودها وصناعتها، ظاهرة بقوتين في إيمانها وطبيعتها، مبتهجة بفرحين في دورها وأسواقها؛ فكأن العيد يوم يفرح الشعب كله بخصائصه. وليس العيد إلا التقاء الكبار والصغار في معنى الفرح بالحياة الناجحة المتقدمة في طريقها، وترك الصغار يلقون درسهم الطبيعي في حماسة الفرح والبهجة، ويعلِّمون كبارهم كيف توضع المعاني في بعض الألفاظ التي فَرَغَتْ عندهم من معانيها، ويُبصّرونهم كيف ينبغي أن تعمل الصفات الإنسانية في الجموع عمل الحليف لحليفه، لا عمل المنابذ لمنابذه؛ فالعيد يوم تسلط العنصر الحي على نفسية الشعب. وليس العيد إلا تعليم الأمة كيف توجه بقوتها حركة الزمن إلى معنى واحد كلما شاءت؛ فقد وضع لها الدين هذه القاعدة لتُخرِّج عليها الأمثلة، فتجعل للوطن عيدًا ماليًّا اقتصاديًّا تبتسم فيه الدراهم بعضها إلى بعض، وتخترع للصناعة عيدها، وتوجد للعلم عيده، وتبتدع للفن مجالَي زينته، وبالجملة تنشئ لنفسها أيامًا تعمل عمل القواد العسكريين في قيادة الشعب، يقوده كل يوم منها إلى معنى من معاني النصر. هذه المعاني السياسية القوية هي التي من أجلها فُرض العيد ميراثًا دهريًّا في الإسلام، ليستخرج أهل كل زمن من معاني زمنهم فيضيفوا إلى المثال أمثلة مما يبدعه نشاط الأمة، ويحققه خيالها، وتقتضيه مصالحها. وما أحسب الجمعة قد فُرضت على المسلمين عيدًا أسبوعيًّا يشترط فيه الخطيب والمنبر والمسجد الجامع, إلا تهيئة لذلك المعنى وإعدادًا له"(وحي القلم؛ المعنى السياسي في العيد ج1؛ مصطفى صادق الرافعي).      

الإحالات

1- تحفة عيد الأضحى للإمام الحافظ زاهر بن طاهر المستملي.   2- ملخص أحكام عيد وزكاة الفطر؛ القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية.   3- عيد الفطر والأضحى آداب وأحكام؛ الشيخ خالد بن عبدالرحمن الشايع.