وضوء

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

الوضوء في اللغة بضم الواو:

هو اسم للفعل أي استعمال الماء في أعضاء مخصوصة، وهو المراد هنا، مأخوذ من الوضاءة والحسن والنظافة، يقال: وضؤ الرجل: أي صار وضيئاً. وأما بفتح الواو فيطلق على الماء الذي يتوضأ به .

 

والوضوء شرعاً: نظافة مخصوصة [مراقي الفلاح: ص 9] ، أو هو أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية [مغني المحتاج:47/1] . وهو غسل الوجه واليدين والرجلين، ومسح الرأس. وأوضح تعريف له هو: أنه استعمال ماء طهور في الأعضاء الأربعة (أي السابقة) على صفة مخصوصة في الشرع [كشاف القناع:91/1] .

 

وحكمه الأصلي أي المقصود أصالة للصلاة: هو الفرضية، لأنه شرط لصحة الصلاة، بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهَكم وأيديَكم إلى المرافقِ،وامسحوا برؤوسكم، وأرجلَكم إلى الكعبين) [المائدة:6/5]، وبقوله صلّى الله عليه وسلم : «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ» [رواه الشيخان] وبإجماع الأمة على وجوبه [الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (1/312) ] .

العناصر

1- فضل الوضوء .

 

 

2- صفة الوضوء وكماله .

 

 

3- فضل الصلاة عقب الوضوء .

 

 

4- مشروعية الوضوء في عدد من المواضع .

 

 

5- الوضوء والطهارة مكفرات للذنوب .

 

 

6- الوضوء علامة لأمة الإسلام يوم القيامة .

 

 

7- الوضوء شرط لصحة الصلاة .

 

 

8- فرائض الوضوء .

 

 

9- سنن الوضوء .

 

 

10- نواقض الوضوء .

 

 

11- الأخطاء التي يقع فيها الناس في الوضوء.

 

الايات

- قَالَ الله تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) إِلَى قَوْله تَعَالَى: (مَا يُريدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُريدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: 6].

الاحاديث

1- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (إنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرَّاً مُحَجَّلينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ) متفقٌ عَلَيْهِ.
2- وعنه، قَالَ: سَمِعْتُ خليلي صلى الله عليه وسلم، يقول: (تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الوُضُوءُ) رواه مسلم.
3- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تَوَضَّأ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُج مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ) رواه مسلم.
4- وعنه، قَالَ: رَأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ: (مَنْ تَوَضَّأ هكَذَا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى المَسْجدِ نَافِلَةً) رواه مسلم.
5- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِذَا تَوَضَّأ العَبْدُ المُسْلِمُ - أَو المُؤْمِنُ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ المَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإذَا غَسَلَ يَدَيْهِ، خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ المَاءِ، أَو مَعَ آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ، خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ المَاءِ، أَو مَعَ آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيَّاً مِنَ الذُّنُوبِ) رواه مسلم.
6- وعنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة، فَقَالَ: (السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَومٍ مُؤْمِنِينَ، وَإنَّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ، وَدِدْتُ أنَّا قَدْ رَأَيْنَا إخْوانَنَا) قالوا: أوَلَسْنَا إخْوَانَكَ يَا رسول الله؟ قَالَ: (أنْتُمْ أصْحَابِي، وَإخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأتُوا بَعْدُ) قالوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسولَ الله؟ فَقَالَ: (أرَأيْتَ لَوْ أنَّ رَجُلاً لَهُ خَيلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟) قالوا: بَلَى يَا رسول الله، قَالَ: (فإنَّهُمْ يَأتُونَ غُرّاً مُحَجَّلينَ مِنَ الوُضُوءِ، وأنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الحَوْضِ) رواه مسلم.
7- وعنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (ألاَ أَدُّلُكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟) قالوا: بَلَى يَا رسول الله، قَالَ: (إسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ؛ فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ؛ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ) رواه مسلم.
8- عن أَبي مالك الأشعري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمَانِ) رواه مسلم.
9- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلغُ -أَوْ فَيُسْبِغُ- الوُضُوءَ، ثُمَّ يقول: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ) رواه مسلم.
وزاد الترمذي: (اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ).

الاثار

1- قال عمر رضي الله عنه لرجل: " عليك بخصال الإيمان: الصوم في الصيف، وضرب الأعداء بالسيف، وتعجيل الصلاة في يوم الغيم، وإبلاغ الوضوء في اليوم الشات، والصبر على المصيبات، وترك ردغة الخبال "، قال: وما ردغة الخبال؟ قال: " شرب الخمر " أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.
2- قال محمد بن عجلان: " الفقه في دين الله إسباغُ الوضوء، وقلةُ إهراق الماء " إغاثة اللهفان لابن القيم.
3- قال الإمام أحمد: " كان يقال: من قلة فقه الرجل ولعه بالماء " إغاثة اللهفان لابن القيم.
4- قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن سورة المائدة: " هي أجمع سورة في القرآن لفروع الشرائع من التحليل والتحريم والأمر والنهي، ولهذا افتتحت بقوله -تعالى-: (ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِ?لْعُقُودِ) [المائدة:1]. والعقود هي العهود؛ فكيف إذاً يفقه الوضوء من لم ينقه بعد، ألم يعلموا أن هذا الوضوء من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم، التي اختصت بها عن سائر الأمم " مجموع الفتاوى.
6- قال ابن القيم: " ولم يحفظ عنه أنه كان يقول على وضوئه شيئا غير التسمية وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه فكذب مختلق لم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا منه ولا علمه لأمته ولا يثبت عنه غير التسمية في أوله وقوله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين في آخره " زاد المعاد.
8- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان يبطشها يداه مع الماء أو مع آخر قطر فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب رواه مسلم وفي صحيح مسلم أيضا عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه حتى يخرج من تحت أظفاره).
* قال ابن القيم معقباً على هذين الحديثين: " فهذا من أجل حكم الوضوء وفوائده. وقال نفاة الحكمة: أنه تكليف ومشقة وعناء محض لا مصلحة فيه ولا حكمة شرع لأجلها؛ ولو لم يكن في مصلحته وحكمته إلا أنه سيماء هذه الأمة وعلامتهم في وجوههم وأطرافهم يوم القيامة بين الأمم ليست لأحد غيرهم ولو لم يكن فيه من المصلحة والحكمة إلا أن المتوضيء يطهر يديه بالماء وقلبه بالتوبة ليستعد للدخول على ربه ومناجاته والوقوف بين يديه طاهر البدن والثوب والقلب فأي حكمة ورحمة ومصلحة فوق هذا ولما كانت الشهوة تجري في جميع البدن حتى أن تحت كل شعرة شهوة سرى غسل الجنابة إلى حيث سرت الشهوة كما قال النبي صلى الله عليه و سلم أن تحت كل شعرة جنابة فأمر أني يوصل الماء إلى أصل كل شعرة فيبرد حرارة الشهوة فتسكن النفس وتطمئن إلى ذكر الله وتلاوة كلامه والوقوف بين يديه " شفاء العليل.

القصص

1- شهاب الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم الصفدي يسمى (شيخ الوضوء)؛ لأنه كان يتعاهد المطاهر، فيعلم العوام الوضوء.
2- عن بركة الأزدي قال: وضأت مكحولاً، فأتيته بالمنديل، فأبي أن يمسح به وجهه، ومسح وجهه بطرف ثوبه؛ فقال: الوضوء بركه، وأنا أحب أن لا تعدو ثوبي .
3- قال أسود بن سالم الرجل الصالح شيخ الإمام أحمد: كنت مبتلى بالوضوء فنزلت دجلة أتوضأ فسمعت هاتفا يقول : يا أسود يحيى عن سعيد : الوضوء ثلاث ما كان أكثر لم يرفع فالتفت فلم أر أحداً.
4- قال عبدالله بن أحمد: قلت لأبي: إني لأكثر الوضوء فنهاني عن ذلك وقال: يا بني يقال: إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان قال لي ذلك غير مرة ينهاني عن كثرة صب الماء وقال لي: أقلل من هذا الماء يا بني.
5- قال عبدالرحمن بن عطاء : سمعت سعيد بن المسيب يقول: إن لي ركوة أو قدحا ما يسع إلا نصف المد أو نحوه أبول ثم أتوضأ منه وأفضل منه فضلا قال عبدالرحمن: فذكرت ذلك لسليمان بن يسار فقال: وأنا يكفيني مثل ذلك قال عبدالرحمن: فذكرت ذلك لأبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر فقال: وهكذا سمعنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
6- قال إبراهيم النخعي: كانوا أشد استيفاء للماء منكم وكانوا يرون أن ربع المد يجزىء من الوضوء.

الاشعار

أدم السواك مع الوضوء فإنه *** مرضى الإله مطهر الأسنان
سم الإله لدى الوضوء بنية *** ثم استعذ من فتنة الولهان
فأساس أعمال الورى نياتهم *** وعلى الأساس قواعد البنيان
أسبغ وضوءك لا تفرق شمله *** فالفور والإسباغ مفترضان
[القحطاني]


وإذا عدمت الماء فكن متيمما *** من طيب ترب الأرض والجدران
متيمما صليت أو متوضئـا *** فكلاهمـا في الشـرع مجزيتـان
[القحطاني]

احذر وضوءك مُفْرِطاً ومُفَرِّطاً *** فكلاهما في العلم محذوران
فقليل مائك في وضوئك خدعة *** لتعود صحته إلى البطلان
وتعود مغسولاتـه ممسوحـة *** فاحذر غرور المارد الخوان
وكثير مائك في وضوئك بدعة *** يدعو إلى الوسواس والهملان
لا تكثرن ولا تقلل واقتصد *** فالقصد والتوفيق مصطحبان
[القحطاني]

نقض الوضوء بقبلة أو لمسة *** أو طول نوم أو بمس ختان
أو بوله أو غائط أو نومة *** أو نفخة في السر والإعلان
ومن المذي أو الودي كلاهما *** من حيث يبدو البول ينحدران
ولربما نفخ الخبيث بمكره *** حتى يضم لنفخة الفخذان
وبيان ذلك صوته أو ريحه *** هاتان بينتان صادقتان
[القحطاني]

الدراسات

1- أثبتت دراسة منظمة الصحة العالمية ببنجلاديش أن مجرد استعمال الماء النظيف في غسل اليدين يزيل حوالي 90% من المكروبات في المرة الواحدة فكيف بالوضوء والغسل وبنظافة الجسم والثياب والمكان بصفة مستمرة?!.
2- في دراسة قام بها فريق من الأطباء في جامعة الاسكندرية لأثر الاستنشاق والاستنثار في الوضوء لدى الأشخاص الأصحاء، ثبتت بالمقارنة وجود فوارق واضحة بين حالات الوضوء والصلاة وحالات أخرى لعدم الوضوء والصلاة.
لقد ظهر باطن الأنف لدى غير المصلين شاحب اللون دهني الملمس مع ترسب الأتربة، في حين أن باطن الأنف ظهر لدى المصلين لامعاً نظيفاً خالياً من الأتربة. وظهر شعر الأنف للفئة الأولى (غير الصلين) متلاصقاً مغبراً وتعلوه بعض القشور وقد يتساقط. وفي المقابل كان شعر الأنف لدى المصلين واضحاً نظيفاً خالياً من القشور.
وبالفحص المجهري للمزارع الجرثومية اتضح وجود جراثيم عنقودية وعقدية ودفتروئيدية وبروتوس وكلبسيلا، في حين خلي باطن الأنف لدى المصلين من أي نوع من الجراثيم.
3- أثبتت الدراسة التي قام بها أطباء الجامعة في الأسكندرية على خمسة آلاف مريض سكري، وجود التهابات فطرية في الأنف والجيوب الأنفية لدى غير المصلين وخلت العينة من أية حالة إصابة وسط المصلين.
4- أثبتت الدراسة التي قام بها أطباء الجامعة في الأسكندرية على خمسة آلاف مريض سكري أن نسبة الالتهابات الفطرية في الفم مثل الكانديرا عند مرضى السكر المصلين لم تتجاوز 2ر0% مع أن الأرقام العالية تصل إلى أضعاف ذلك، وعزا البحث السبب إلى المضمضة.
5- كشفت دراسة علمية حديثة أن الوضوء علاج طبي ووقاية صحية من الأمراض والسرطانات ويكسب الإنسان النشاط والانتعاش والحيوية وينشط الدورة الدموية ويطهر الأجزاء المكشوفة من الجراثيم الضارة وتلوث البيئة‏.‏ ويخلص الإنسان من الرائحة الكريهة الخبيثة من الجسد والفم تلك المشكلة الصحية والاجتماعية والإنسانية‏، وأكدت الدراسة أن كل ركن من أركان الوضوء علاج لكثير من الأمراض والمشاكل الصحية المزمنة‏،‏ وتكسب الجسم نشاطا وحيوية وانتعاشا وراحة نفسية وعصبية فيصبح الإنسان قادرا علي أداء واجباته وأنشطته اليومية بقدرة واقتدار وتميز‏.
6- أوضحت الدراسة‏‏ -التي نشرتها جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة‏-‏ التأثيرات الطبية للوضوء بالتأكيد علي أن الوضوء اهتم بأجزاء الجسم الظاهرة والأكثر تعرضا عن غيرها لتأثير العوامل الجوية وتغير الطقس وتقلباته مثل الوجه والرأس واليدين والقدمين وجميع الفتحات الظاهرة من الجسم مثل الفم والأنف والعينين.
7- أكد بحث علمي حديث للدكتورة "ماجدة عامر" -أستاذة المناعة بجامعة عين شمس واستشاري الطب البديل- أن الوضوء وسيلة فعالة جدا للتغلب على التعب والإرهاق، كما أنه يجدد نشاط الإنسان.
وأشار البحث إلى أن وضوء المسلم للصلاة يعيد توازن الطاقة التي تسري في مسارات جسم الإنسان، ويصلح ما بها من خلل بعد تنقية المرء من ذنوبه وخطاياه التي لها تأثير علي الحالة النفسية والجسمية، أما من الناحية الحسية والمعنوية ففي الوضوء علاج خفي لسائر أعضاء الجسم إذ يعالج الخلل الموجود بالجسم.
8- في دراسة علمية قام بها مركز أكاديمي أمريكي نشرت مؤخرا أكدت أن عمليات التدليك لأعضاء الجسم أثناء الوضوء للصلاة تعيد للمرء حيويته ونضارته، بالإضافة إلى أنها تساعد خلايا المخ على التجدد والاستمرار في ضخ الدم.
9- تبين الدراسات الحديثة حول العلاقة الجنسية أن الجماع وقذف المني بأي سبب كان يؤدي إلى فتور وارتخاء يعلل طبياً بوهن شديد في الجملة العصبية عند وصو ل شريكي الجماع إلى اللذة والقذف، وبحصول توسع في الأوعية الدموية المحيطة مما يؤدي بصاحبه إلى فقدان قسط كبير من نشاطه العضلي والفكري، فيأتي الاغتسال عندها لينبه الشبكات العصبية الحسّية؛ لتوقظ الجهاز العصبي الذي أرهقه الجماع من سُبَاته؛ ليستعيد حيويته ونشاطه، كما ينشط الدوران الدموي؛ فتتورد الخدود، وتلين الجلود، وتتنشط الكلى فتفرز السموم خارج البدن، وبالتالي يتنشط الجسم كله ويَعود إليه توازنه.
10- ينقل الدكتور الرواي عن مصادر علمية حديثة أن الجلد أثناء عملية القذف يفرز من مساماته عرقاً ذو تركيز سُمّي عالي، يمكن للجلد أن يعود ويمتصه إن لم يُغسَل وبالتالي يتأذى بذلك، فيكون الاغتسال هنا إجراء طبي حاسم لتطهير الجلد ومساماته من هذه السموم، وقد حثَّ الشارع على سرعة التطهر من الحدث الأكبر.
11- تدعو التوجيهات الصحية إلى الاغتسال عقب كل مجهود عضلي كبير وبعد التدريبات الرياضية الشاقة، فالاغتسال يزيل آثار الجهد العضلي، والجماع من هذه الناحية جهد عضلي.

متفرقات

1- شروط الوضوء تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

 

شروط وجوب، شروط صحة، شروط وجوب وصحة .

 

أولًا: شروط وجوب: المراد بها هي الشروط التي توجب على المكلفين الوضوء بحيث إذا فقدت هذه الشروط أو بعضها لم يجب الوضوء، وهذه الشروط هي:

 

1 - البلوغ: فلا يجب الوضوء على من لم يبلغ الحلم، وذلك لأنه غير مكلف لا يلزمه شيء من الواجبات، قال - صلى الله عليه وسلم -: «رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يُفِيقَ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم» [ أخرجه البخاريّ، في كتاب الطلاق، باب إذا قال لامرأته وهو مكره: هذه أختي، فلا شيء عليه برقم (4966)، أبو داود، في كتاب الحدود، باب في المجنون يسرق أو يصيب حدًا برقم (4401) واللفظ لأبي داود] .

 

إذا بلغ الصبي بعد أن توضأ ساعة، هل يلزمه إعادة الوضوء للصلاة؟

الجواب: هذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم، والصحيح أنه لا يلزمه الإعادة؛ لأنه أدى الوضوء على الوجه المطلوب منه شرعًا فسقط عنه الطلب.

2 - ومن شرط الوجوب أيضًا للوضوء كونُ المكلف غير متوضئ، فمتى توضأ وصلى صلاة بوضوء ولم ينتقض وضوؤه طول النهار، فلا يجب عليه الوضوء بدخول وقت الصلاة، بل متى نقض الوضوء وجب عليه مرة ثانية لأداء عبادة أخرى.

3 - كون المكلف قادرًا على الوضوء، فلا يجب على العاجز عن استعمال الماء لمرض ونحوه، وكذلك لا يجب على فاقد الماء.

4 - دخول وقت الصلاة لأصحاب الأعذار كمن به سلس البول، وكذا المرأة المستحاضة، ومن به انفلات ريح، وقد اختلف في ذلك الفقهاء:

* فمنهم من يرى أنه لا يصح وضوء هؤلاء قبل دخول الوقت، وهذا قول الشافعية [المجموع، للنووي (2/ 541)] والحنابلة [كشاف القناع (1/ 196)] .

* وذهب المالكية [حاشية الدسوقي (1/ 116)] إلى أنه يصح وضوء المعذور قبل دخول الوقت وبعده.

* وقال الحنفية [البدائع (1/ 143)]: إنه يصح الوضوء قبل الوقت إلى أن يخرج وقت الصلاة التي توضأ من أجلها، فلا يصح أن يصلي للصلاة الجديدة بوضوء ما قبلها. الراجح: ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة من اشتراط الوضوء لوقت كل صلاة لمن ابتلي بسلس بول أو كثرة مذي واستحاضة أو انفلات ريح وأشباههم ممّن يستمر منه الحدث ولا يمكنه حفظ طهارته، فعلى هؤلاء الوضوء لكل صلاة بعد غسل محل الحدث وشده والتحرز بكل ما يمكنه من خروج الحدث.

أما دليل الترجيح لهذا القول فهو قوله - صلى الله عليه وسلم - في المستحاضة في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حُبيش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت خبرها فقال: «تدع الصلاة أيام أقرائها التي كانت تحيض فيها، ثم تغتسل وتتوضأ عند كل صلاة، وتصوم وتصلي» [أخرجه أبو داود، في كتاب الطهارة، باب في المرأة تستحاض ومن قال تدع الصلاة في عدة الأيام التي كانت تحيض، برقم (281)، والترمذيُّ، في كتاب أبواب الطهارة، باب ما جاء أن المستحاضة تتوضأ لكل صلاة، برقم (126) وصححه الألباني في الإرواء (1/ 225) تحت رقم (207) واللفظ للترمذي] .

وغير المستحاضة تلحق بها؛ لعدم إمكانهم الاحتراز من ذلك. ثانيًا: شروط صحة الوضوء: معنى شروط الصحة أي: الشروط التي لا يصح الوضوء إلا بها، ومن هذه الشروط:

1 - كون الماء طهورًا، وقد تقدم الكلام على معنى الطهور.

2 - وصول الماء إلى العضو الذي يراد غسله، فمتى كان هناك حائل يمنع وصول الماء إلى العضو وليس هناك حاجة لهذا الحائل، فإن الوضوء لا يصح.

3 - عدم وجود ما ينافي الوضوء أثناء وضوئه، فلو غسل وجهه ويديه ثم أحدث فإنه يجب عليه أن يبدأ الوضوء من أوله، إلا أن يكون من أصحاب الأعذار ممّن مر ذكرهم، فإنه لا يجب عليه استئناف الوضوء.

4 - كون الماء مباحًا، فإذا توضأ بماء مغصوب فإن وضوءه لا يصح، وهذا ما ذهب إليه الحنابلة [منار السبيل (1/ 8) ] في إحدى الروايتين عن أحمد، والصحيح أن الوضوء يصح لكن مع الإثم.

5 - النية عند الوضوء، فيشترط لصحة الوضوء النية عند الحنابلة، فإذا لم ينو لم يصح؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما الأعمال بالنيات»[أخرجه البخاريُّ، في باب بدء الوحي برقم (1)، ومسلمٌ، في كتاب الإمارة، باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنية"، وأنه يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال برقم (1907) من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-] .

أما الحنفية [بدائع الصنائع (1/ 19)] فيرون أن النية سنة.

وذهب المالكية [الشرح الصغير (1/ 176)] والشافعية [المجموع (1/ 355)] إلى أنها من أركان الوضوء. والصحيح: هو اشتراط النية لصحة الوضوء؛ للحديث المذكور.

 

ثالثًا: شروط الوجوب والصحة معًا: المراد بهذه الشروط أعني شروط الصحة والوجوب معًا هي: التي إذا فقد منها شرط فإن الوضوء لا يجب ولا يصح إذا وقع، وهذه الشروط هي: 

1 - العقل؛ فلا يجب الوضوء على مجنون، وإن توضأ فإن وضوءه لا يصح، فمتى فاق من جنونه فالواجب عليه الوضوء لأداء العبادة.

2 - طهارة المرأة من الحيض والنفاس؛ فلا يجب الوضوء على حائض ولا نفساء، ولا يصح منهما بحيث إذا توضأت وهي حائض ثم ارتفع حيضها فإن وضوءها لا يعتبر؛ لعدم صحته.

3 - الإسلام؛ فلا يجب الوضوء على كافر؛ لأن الإسلام شرط لوجوب الوضوء، بمعنى أن غير المسلم لا يطالب بالوضوء وهو كافر، ولو توضأ وهو كافر لم يصح وضوؤه، ولكن حال كفره هو مخاطب بالصلاة وبوسائلها بحيث يعاقب على ترك الوضوء، ولا يصح منه إذا توضأ [انظر الفِقهُ الميَسَّر المؤلف: أ. د. عَبد الله بن محمد الطيّار، أ. د. عبد الله بن محمّد المطلق، د. محمَّد بن إبراهيم الموسَى (1/58) ] .

التحليلات

الإحالات

1- الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها المؤلف : أ.د. وَهْبَة الزُّحَيْلِيّ أستاذ ورئيس قسم الفقه الإسلاميّ وأصوله بجامعة دمشق - كلّيَّة الشَّريعة الناشر : دار الفكر - سوريَّة – دمشق الطبعة : الطَّبعة الرَّابعة المنقَّحة المعدَّلة بالنِّسبة لما سبقها، وهي الطَّبعة الثَّانية عشرة لما تقدَّمها من طبعات مصوَّرة (1/312) .

2- الفِقهُ الميَسَّر المؤلف: أ. د. عَبد الله بن محمد الطيّار، أ. د. عبد الله بن محمّد المطلق، د. محمَّد بن إبراهيم الموسَى الناشر: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: جـ 7 و 11 - 13: الأولى 1432/ 2011 باقي الأجزاء: الثانية، 1433 هـ - 2012 م (1/58) .

3- موسوعة أحكام الطهارة المؤلف: أبو عمر دُبْيَانِ بن محمد الدُّبْيَانِ الناشر: مكتبة الرشد، الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: الثانية، 1426 هـ - 2005 م (9/19) .

4- القول الراجح مع الدليل من شرح منار السبيل لفضيلة الشيخ:خالد بن ابراهيم الصقعبي دار أم المؤمنين خديجة بنت خويلد النسائية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة ترخيص رقم(23/15)حقوق النسخ محفوظة ولا يجوز تصويرها (1/34) .

5- إيقاظ الأفهام شرح عمدة الأحكام المؤلف : سليمان بن محمد اللهيميد (1/60) .

6- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المؤلف : الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الناشر : موقع الجامعة على الإنترنت http://www.iu.edu.sa/Magazine (48/278) . 

7- فتاوى نور على الدرب المؤلف: عبد العزيز بن عبد الله بن باز (المتوفى: 1420هـ) جمعها: الدكتور محمد بن سعد الشويعر قدم لها: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ (5/273) .

8- السنة المؤلف : عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني الناشر : دار ابن القيم – الدمام الطبعة الأولى ، 1406 تحقيق : د. محمد سعيد سالم القحطاني (1/370) .

9- الشريعة المؤلف : أبو بكر محمد بن الحسين الآجريشهرته : الآجري المحقق : عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي دار النشر : دار الوطن البلد : الرياض (3/1264) .

10- تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد تأليف:سليمان بن عبد الله آل الشيخ دراسة وتحقيق:زهير الشاويش الناشر:المكتب الاسلامي، بيروت، دمشق الأولى، 1423ه-/2002م (1/167) .

11- ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه المؤلف : عبد الله عبد الغني الخياط الطبعة : الثالثة الناشر : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد تاريخ النشر : 1413هـ (1/19) .

12- معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول المؤلف : حافظ بن أحمد حكمي الناشر : دار ابن القيم – الدمام الطبعة الأولى ، 1410 – 1990 تحقيق : عمر بن محمود أبو عمر (2/856) .

13- تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ) المحقق : محمود حسن الناشر : دار الفكر الطبعة : الطبعة الجديدة 1414هـ/1994م (1/320) .

14- أحكام القرآن المؤلف: القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي (المتوفى: 43هـ) راجع أصوله وخرج أحاديثه وعلَّق عليه: محمد عبد القادر عطا الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الثالثة، 1424 هـ - 2003 م (2/70) .

15- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (1/360) .